إبليس

عبد الفتاح المطلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 12:50
المحور: الادب والفن
    

إبليس
إبليس فـــــــــي زمن الأهوالِ مُنتصِرً
والبؤسُ فوقَ أديـــــــــمِ الأرضِ منتشِرُ

فلا سماءَ ولا أرضٌ بــــــــــــها مَلَكٌ
كأنهم كلهم فوقَ الثـــــــــــــرى نُحِروا

سُلالةُ الناسِ في أزمــــــاننا انقرضَتْ
إلى قيامتِهم سيقوا وقــــــــــــد حُشِروا

أمّا الذينَ تراهـــــــــــــــــمْ بيننا فهمو
للموتِ في سَفهِ الأيــــــــــامِ قد نُذِروا

غُفْلٌ نيامٌ ولا يدرون فيـــــــــمَ سَرتْ
حرائقٌ فإإذا مــــــــا استيقظوا قُبِروا

الليلُ يخلو مــــــــــن الناياتِ ليسَ بهِ
شَبّابةٌ أو أغــــــــــــــــانٍ فيهِ أو وَتَرُ

وفي النهاراتِ ســــــــعيٌّ دون منفعةٍ
صحراءُ لا المـاءُ موجودٌ ولا الشَجرُ

ظلماءُ فـــــــــــي زمنِ الأوغادِ ليلتُنا
فلا النجومُ تواســــــــــــيها ولا القمرُ

يا طالبَ السعدِ فـــــــــــي أيامِ شحّتهِ
السعدُ في أفق الأيّــــــــــــامِ يُحتضِرُ

نسيرُ فوق دروبٍ قــــد كَدَتْ وغدتْ
كأنها نيسمٌ ينـــــــــــــــــــأى بنا وعِرُ

نبكي على الضائعِ المهدورِ من زمنٍ
وإنْ ضحكنا فضحكٌ خـــــــافتٌ نزِرُ

وإن ضحكنا فضــحكٌ من جوىً ألمٌ
وإن صمتنا فصمتٌ عـــــــاقِرٌ حذِرُ

أيامنا السودُ لا تُحصـى وإن غَرُبَتْ
إنْ كانَ مـن بعضِها بيــضٌ فمنحسِرُ

حدائقٌ حَرْثُها الأجـــــــــدادُ ليسَ بها
نجمٌ ولا نبتةٌ تنــــــــــــــمو ولا زهرُ


أُسْدٌ على بعضـِـــــهم حتى إذا دُهِموا
بطامعٍ بهمو لا يرعــــــــوي عُقِروا

هم علّمونا بأن المـــــــــــوتَ عالمُنا
وإنّ من خالفوا النامــوسَ قد كفروا

تمرُ من فوقنا الأقــــــــدامُ تسحقُنا
لها على كلّ مـــــــــــا مرّتْ بهِ أثرُ

كأننا من قديم الدهــــــــــــر قيلَ لنا
تسافهوا قلَّ أنْ يُرجـــــى بكم وقِرُ

قد واعدونا بخمــــــــــرٍلا يُرامُ، بهِ
من اللذائذِ ما لـــــــــمْ يعرفْ البشرُ

وخدّرونا بحــــــــــــورٍعينِ ننكحُها
متى نشاء فلا خــــــوفٌ ولا وزَرُ

ودالياتٍ من الأعناــــــــِب نقطفُها
على الأرائك بالإيمـــــــــاءِ تنهمرُ


طابت لنا نومةٌ مـــــــــا ين خيبتنا
وطاب يسري بأوصـــــالٍ لنا خدرُ

#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل