عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6075 - 2018 / 12 / 6 - 23:29
المحور:
الادب والفن
هوّن عليَّ الأسى
هوِّنْ عليَّ الأســـــى ياذا الذي سألا
أما تراني إذا هاجَ الجـــــــوى ثَمِلا
إنْ كنتَ تقصـــــــدُ إيذائي بمسألتي
فأنني لم أعد أصــــــغي لمن عذلا
الآن حصحصَ يأسي من وصالهمو
قد كان قبل النـــوى لي فيهمو أملا
تلك النوى شَـــــيّدَتْ بيني وبينهمو
سدّاً منيعاً سما وجــداً طغى وعلا
كأنما لوعتي مما جــــرى اشتعلتْ
أو أن قلبي على أعتـــــــابهم قُتلا
مذ غادروا غادرتْ قلبي مباهجُهُ
وخيّمَ الحزنُ فــــــــي أنحائه أزلا
وإنّ نافلةَ البلـــــــــــــوى فراقهمو
ألله يعلمُ بعدَ الهجــــرِ ما حصلا
هذا فؤادي إذا هاجـــــت مواجعهُ
تراكمتْ فوقَهُ حتـــى غدتْ جبلا
وراحَ يســـمعُ عذّالاً على مَضَضٍ
ولاذَ بالصبرٍ مُلتـــاعاً وما احتملا
يا عاذلي فيـــمَ عذلي كلُّهمْ رحلوا
في ليلةٍ كــــانَ فيها البدرُ قد أفَلا
لا بلبلٌ بعدهــــــــم غنى بباحتنا
ولا حمامٌ على أشجـــــارها هدلا
وما تبقّى سوى الذكرى تجاذبني
أطراف ما نسجَ الواشي وما غزَلا
وكلما طار قلبي نحــــوهم صُعُداً
تقاطروا من أعالي غفوتي نُزُلا
فتفرح الروح في نومي بمقدمهم
طيفاً وفي غفوتي أوسعهمو قبُـَلا
ذكراهمُ كلُّ أنفاسي ولو قُطِعَتْ
لكانَ ذلكَ قد أمســــى لنا أجَلا
لو كانَ يسطيعُ نسياناً لكــانَ نسي
وغادرَ الحزن من جرّاهمو وسلا
لكنهُ وامقٌ والشــــــــــوقُ يدفعهُ
هل كانَ أكثرَ من هذا المصاب بلا
والآن طوّحَ بي دهري إلى قدري
فلمْ أجدْ لهواهمْ فـــــــي الملا بدلا
تظلّ تولعني ذكـــــرى مجالسهم
كم كان قلبي بها مـــن حبهم نهلا
مجالسٌ كل مافيـــــــــــها مودتهمٍ
فليس لي فيهمو شـــكٌّ ولا جدلا
ومن حديثٍ لهمْ قــــد رقَّ من خفرٍ
وراح يقطــــــرُ مما يُجتنى عسَلا
همْ طيرُ قلبي على غصني أهيمُ به
قد طارَ مبتعداً عني ومـــــــا نَزَلا
ولمْ أكنْ مُذنباً إذْ كـــــــانَ يفزعهُ
غرابُ بينٍ جزاهُ الله مـــــــــا فعلا
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟