أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - إنقذوا العراق بحكومة إنقاذ وطني















المزيد.....

إنقذوا العراق بحكومة إنقاذ وطني


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أن خطوات ومراحل تشكيل حكومة الأربع سنوات العتيدة التي يتصارع ساسة العراق الجديد على صيغتها وهيكليتها منذ قرن من الزمان بدأت تقترب من نهايتها الآن إلا أن الحقيقة التي يتغاضى عنها الكثيرون اليوم سواء عن معرفة أو جهل هي أن هذه الحكومة والتي تم وسيتم تشكيلها من ألفها الى يائها بكل تأكيد وفق صفقات المحاصصة وتقاسم السلطة الجارية الآن سواء كانت حسب الإستحقاق الإنتخابي أو الوطني أو كليهما ستكون حكومة ضعيفة وسيكتب لها الفشل إن عاجلاً أو آجلاً ولأسباب كثيرة أولها هو أن مثل هذه الحكومة بُنيت على أساس صيغة المحاصصة التي يبدوا أنها ترسّخت وتأصّلت في الثقافة والتركيبة السياسية العراقية الحالية وهذا مانرفضه ويرفضه أغلب العراقيين جملةً وتفصيلاً كونه يسجل سابقة خطيرة وغير مسبوقة في تأريخ الدولة العراقية الحديثة منذ تشكيلها عام 1921 هذه المحاصصة التي إبتدعتها أحزاب العراق الجديد لتضمن إحتفاضها بالكراسي التي ورثتها من النظام السابق والتي لاتطيق عنها فكاكاً وأحتفاضها بهذه الكراسي لن يتحقق سوى بأستمرار هذه البُدعة المقيتة.. وثانيها أن مثل هذه الحكومة ستكون حكومة توافقية بين 1000 حزب فرئيس الجمهورية من حزب وكل نائب من نوابه من حزب ورئيس الحكومة من حزب وكل نائب من نوابه من حزب ورئيس البرلمان من حزب وكل نائب من نوابه من حزب أضافة الى أن كل وزير سيكون بكل تأكيد من حزب أي أن رئيس الحكومة سيكون بلا سلطة حقيقية كون نوابه ووزرائه يخضعون لسلطة أحزابهم لا لسلطته هو.. لذا فكيف يمكن أن يكتب النجاح لمثل هذه الحكومة ؟
أن أكبر دليل على إن أغلب أحزاب السلطة تريد اليوم إستمرار صيغة المحاصصة لضمان سيطرتها على مقاليد السلطة حتى تلك التي كانت تدعي يوماً وقبل أن تذوق حلاوة السلطة ويصبح الكرسي قاب قوسين منها أو أدنى التمسك بالثوابت الوطنية هو رفضهم لترشيح القائمة العراقية الوطنية للدكتور أياد علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية قبل أيام لأنه كما وصفه البعض ( شيعياً ) أو كما وصفه البعض الآخر ( ليس شيعياً ولاسُنياً وكُردياً ) أي لأنه ( عراقياً ) فقط وبالتالي لاتنطبق عليه مواصفات صفقة المحاصصة التي وزِّعت المناصب الرئاسية الثلاث على أساسها فالدكتور أياد علاوي وكل أعضاء قائمته لم يطرحوا أنفسهم في القائمة العراقية الوطنية على أساس إنتمائاتهم الطائفية والعرقية بل على أساس إنتمائهم العراقي فقط الذي أصبح على مايبدوا سُبّة في العُرف السياسي العراقي الجديد وهذا ماميّز القائمة العراقية الوطنية عن الكثير من القوائم التي إشتركت في الإنتخابات السابقة وأعطاها زخماً جماهيرياً كبيراً رغم أنها لم تستخدم الميليشيات ومنابر المساجد والفتاوى الدينية والتثقيف والتحشيد الطائفي لكسب المواطنين وكان كل ماحصدته من أصوات هو ثمرة برنامج ومنهج وطني واضح المعالم تبنّته القائمة خلافاً لغيرها من القوائم .
من هنا بدأت وإنطلقت فكرة تشكيل حكومة إنقاذ وطني التي لا أغالي إذا قلت بأنها قد أصبحت اليوم شبه مطلب شعبي لأغلب العراقيين الغيورين على مصلحة العراق وشعبه خصوصاً بعدما تبين من جلسة البرلمان الأخيرة والتي تم فيها توزيع وليس إنتخاب كما يُرَدّد ضِحكاً على الذقون المناصب الرئاسية الثلاث على طريقة المحاصصة بأن سفينة العراق تسير بما يخدم مصلحة الأحزاب السياسية التي في السلطة وليس بما يخدم مصلحة العراق.. لذا بات لزاماً اليوم تشكيل حكومة تنقذ العراق مما هو سائر أليه.. من المجهول الذي ينتظره وشعبه.. من الهاوية التي يوشك على السقوط فيها.. من الحرب الأهلية التي إندلعت بين أحزاب الطوائف وميليشياتها منذ فترة وصت صمت وتكتم مشبوه من جميع أطراف النزاع والتي تحصد يومياً أرواح ودماء العشرات من أبناء شعبنا الأبرياء تلك الأرواح والدماء التي أصبحت سُلّماً تسلقه السياسيون للوصول الى المناصب وقد نجحوا .
أن التشدق بحُجة أن تشكيل حكومة إنقاذ وطني سيكون فيه خروج عن الشرعية الدستورية وعن المباديء الديموقراطية هو كلام عار عن الصحة بل هو كلام حق يراد به باطل فهذه الأحزاب ومنذ دخولها الى العراق لم تؤسس لشرعية دستورية حقيقية أصلاً كما أنها لم تؤسس وتمارس ديموقراطية حقيقية أبداً.. فقد أسست هذه الأحزاب لشرعية طائفية أطرتها بدستور دُبّر بليل ذو ملامح طائفية واضحة فقير بتشريعاته المدنية تضمن قنابل موقوته من الممكن أن تدمر العراق وتهشّمه في أية لحظة وسجل تراجعاً مريعاً في هيكليته العامة حتى عن أول دستور عراقي عرفه العراقيون والذي أقِر عام 1925 أي قبل80 عاماً من الآن لذا فهو دستور تنبغي مراجعته بدقة ويجب تغيير الكثير الكثير من فقراته وبنوده هذا إذا كنا متساهلين ولم نقل عنه بأنه مرفوض تماماً ويجب إلغائه وسن دستور جديد غيره.. كما أنها شجعت على فوضى سياسية وإجتماعية سمّتها ديموقراطية إستغلتها لقلب الأوراق والسيطرة على الشارع ووظفتها لخدمة أهداف طائفية وسخرت آلياتها لتحقيق هذه الأهداف .
أما قول البعض من المستفيدين مما يحدث اليوم من مهزلة في العراق بأن تشكيل حكومة إنقاذ وطني سيكون فيه تزييف لأرادة الناخب العراقي وتغييب لخياراته الأنتخابية فهو التزييف بعينه فالحقيقة هي أن دستوركم وإنتخاباتكم هي التي زيّفت إرادة العراقيين وخياراتهم الإنتخابية عبر إستغلالكم للظروف الإستثنائية التي مر بها العراق وإصداركم لمجموعة من القوانين والتشريعات التي تخدم مصالحكم الحزبية الضيقة وتضمن لكم الهيمنة على مقدرات البلاد والعباد وإستخدامكم للترهيب والترغيب أحياناً وللتنويم المغناطيسي أحياناً أخرى للتمويه والسيطرة على ذهن الناخب ودفعه بالإتجاهات التي تريدونها.. فاللجنة التي كُلّفت بكتابة وإعداد الدستور لم تكن محايدة بل كانت تتكون من أعضاء في أحزاب لكل منها أجندته الحزبية الضيقة البعيدة عن أجندة العراق والشعب العراقي حاولوا ونجحوا في تمريرها على العراقيين من خلال هذا الدستور إضافة الى أن الوقت لم يكن مناسباً أصلاً لكتابته وإقراره وماحدث كان محاولة لإستغلال الظروف والتلاعب بمشاعر العراقيين للوصول الى مايريده البعض.. كما أن مفوضيتكم العليا المستقلة للإنتخابات لم تكن أهلاً لإدارة وتنظيم إنتخابات كالتي جرت في 15 / 1 / 2005 وفي15 / 12 / 2005 والتي لم يكن من المفروض إجرائها أصلاً في مثل ذلك الوقت كونه كان وقتاً مبكراً جداً ووقت إستقطاب طائفي وعرقي إستغلته بعض الأحزاب لتحقيق أجندتها وللوصول الى أهدافها لذا ليس من حق أي أحد اليوم الإدعاء بأنه ممثل الشعب والأمة أو إنه الأكثر أصالة وعمقاً وتضحية من الآخرين إعتماداً على النتائج الطارئة والوقتية لتلك الأنتخابات المهزلة.. وبالتالي فلا دستوركم هو الدستور الذي كان يحلم به العراقيون ولا ديموقراطيتكم هي الديموقراطية التي كان يتمناها العراقيون ولا أفعالكم هي الأفعال التي كان ينتظرها العراقيون وبالتالي فأن تجاوز هذا الدستور ونتائج الأنتخابات هو عين الشرعية .
إن أغلب العراقيين يريدون اليوم حكومة إنقاذ وطني من شخصيات كفوءة تستطيع إدارة دفة البلاد لسَنَة أو سنتين على الأقل ويكون همها الأول والأساسي هو إعادة الأمن وتوفيره للمواطنين إضافة الى توفير الخدمات العامة وإعادة الحياة الى قطاع الماء والغاز والكهرباء والوقود والمواصلات والتي باتت شبه معدومة بسبب إهمالها من قبل ساستنا الجدد المنشغلون منذ أن وطئت أقدامهم أرض العراق بالصراع ( والمذابَح والمكاتَل ) على المناصب ومايتبعها من جاه وأبّهة ورواتب خيالية وفيلل فارهة ماكان الكثيرون منهم يحلمون بها .
إن الوضع في العراق اليوم يتطلب على الفور تدخلاً مباشراً من المجتمع الدولي والعربي ممثلاً بمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الجامعة العربية لتشكيل حكومة إنقاذ وطني من شخصيات سياسية مشهود لها بالنزاهة وبالولاء للعراق والعراق فقط بعد أن ثبت وبالدليل القاطع فشل النخبة السياسية التي تدعي اليوم فوزها في الأنتخابات في أدارة شؤون البلاد من جميع النواحي سواء السياسية منها أو الخدمية والتي وصلت الى أدنى مستويات عرفتها البشرية بدلاً من الضحك على ذقون العراقيين والأستمرار بجعلهم حطباً لمشروع تدمير العراق بتشكيل حكومة إستحقاق إنتخابي أو وطني كما يدعون أو حكومة محاصصة طائفية وعرقية كما هي في حقيقة الأمر أو حكومة واحد يجر بالطول وواحد يجر بالعرض كما نراها نعلم جيداً أن كل ماستقوم به هو تكريس الطائفية والأنقسام في المجتمع العراقي والفشل في توفير أبسط مستلزمات الحياة اليومية والخدمات للمواطن العراقي.. إعترفوا بفشلكم الذريع وأخطائكم المريعة المقصودة وغير المقصودة وحافظوا على ماتبقى من ماء وجوهكم وليتراجع الى الخلف أو فليعد من حيث أتى من يعلم جيداً بأنه كان وراء ماحصل من دمار بالعراق فيكفي ماجناه هو من العراق ويكفي العراق والعراقيين ماجنوه منه ومن أمثاله وليفسح الطريق لكفائات حقيقية من السياسيين والتكنوقراط وهم كُثر أفرزتهم وولدوا من رحم الأحداث الجسام التي مر ويمر بها العراق إلا أنهم على عكس غيرهم لم يسقطوا في فخ الطائفية وبقوا عصيّين على مخططات تدمير العراق لأن العراق ولاشيء غير العراق قد سكن قلوبهم وحُبّه قد سَلب ألبابهم.. كفى بالله عليكم هذا إن كنتم تؤمنون بالله كفى.. فقد ملأتم أفواهنا دماً وقلوبنا قيحاً .

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاصصة وتهميش الآخرين في صفقات توزيع مناصب العراق الجديد
- أمريكا.. من تحرير العراق الى إحتلاله
- مصير العراق بين من أساء الأختيار ومن أحسنه
- بغداد العصية عليهم .. لو سلمت سلم العراق
- العراق الجديد وهيئاته المستقلة
- الفتنة كذبة وخدعة .. لعن الله من أوجدها
- ياساسة العراق الجديد.. تجتمعون وتفرقوننا
- القائمة العراقية الوطنية.. نواة للعراق الذي نريد وتحالف يبشر ...
- أين منا يا فيصل الأول.. عراق أنت به ؟؟
- العراق الجديد والمعادلة الخطأ
- العراقيون يقررون مصيرهم ومصير العراق
- ملفات الفساد بين مصلحة الوطن وتصفية الحسابات السياسية
- العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟
- الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز
- العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - إنقذوا العراق بحكومة إنقاذ وطني