أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - شموع في دهاليز الظلام














المزيد.....

شموع في دهاليز الظلام


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


أهدي هذه المقالة الى الشموع التي أنارت لنا عتمة المنفى....

عراقيون من مختلف المشارب والأنتمائات.. فقط عراقيون لايفرقهم أنتماء طائفي أو عرقي أو ديني.. قد تفرقهم وجهات النظر التي تصب جميعها في مصلحة العراق ولكن ما يجمعهم أكبر وأعظم بكثير.. أنه العراق.. كنا جالسين نتبادل الحديث عن العراق وهموم العراق ونحن في قمة الشوق والحنين الى العراق.. في قمة الخوف والوجل مما يحدث وما يمكن أن يحدث للعراق.. أذا بالخبر يأتينا فجأة ..
" بغداد- برلين " جسر ثقافي بين العراق والمانيا.. فكرة طرحها الدكتور عوني كرومي وجدت طريقها الى التطبيق تتلخص بدعوة مجموعة من المسرحيين العراقيين الى برلين لتبادل الخبرة والأطلاع على المشهد المسرحي الألماني والأنخراط في ورشة عمل مسرحية تختتم بتقديم عمل مسرحي يعرض لمدة ثلاثة أيام للفترة من 10 الى 12 آب/أغسطس 2005 الجاري بغية الأسهام في أعادة أعمار المسرح العراقي الذي فقد حالياً تأثيره الفاعل في المجتمع بسبب ضعف الأمكانيات التقنية والمادية أثر ممارسات الديكتاتورية وعواقب الحروب المتتالية التي مرت على العراق .
و وصل الوفد المسرحي العراقي الذي تكون من الفنانين ( د.عواطف نعيم.. عزيز خيون.. فيصل جواد.. رائد محسن.. شعاع ضياء عبد الله.. د.أفبال نعيم.. فاضل عباس.. د.هيثم عبد الرزاق.. سنان العزاوي.. أزل يحيى أدريس.. فرح طه.. مخلد راسم الجميلي.. أيار عزيز خيون.. مهيمن أسماعيل.. حسن خيون ) الى برلين وبدأ مشواره واصلاً الليل بالنهار في التدريب الشاق من أجل أن يكون عمله المسرحي نموذجاً رائعاً وصورة مشرّفة للفن العراقي الجميل الذي لم تستطع لا السلطة الديكتاتورية المقبورة ولا غبار الحروب تدميره أو تغييبه .
أذاً هاهو العراق قد حلّ بين ظهرانينا.. العراق بأجمل ما فيه رغم أن كله جميل بمبدعيه بباقة من أجمل وروده التي طالما شممنا عطرها وأنتهلنا من رحيقها زاداً أعاننا على مواجهة الحياة سيأتي ألينا وسيحضر بيننا رغم بعد المسافات وطول الفراق.. أحسسنا بلحظات عمرنا الجميلة وما أقلها.. عمرنا الذي ضاع سداً إلا من هذه اللحظات الجميلة التي عاصرنا بها هؤلاء الناس وغيرهم من طيب العراق تعود ألينا كشريط سينمائي جميل .
مامن عراقي غير طائفي أو غير مؤدلج بأفكار صدأة إلا وسارع لحضور عروضهم المسرحية والألتقاء بهم ليستعيد معهم ذكريات الشباب والطفولة أو ليشم فيهم رائحة العراق البعيد عن العين والقريب دائماً وأبداً الى الروح والقلب أو ليشاركهم الحديث عن هموم الوطن الجريح .
كانوا لنا في هذه الأيام التي مرت كلحظة شموعاً أنارت لنا عتمة المنفى كما أنارت لنا في الماضي ظلام الديكتاتورية .
ذهبنا اليهم كما جاؤا هم ألينا.. تحدثنا معهم.. قبّلناهم.. تبادلنا معهم الحديث حول ما يجري في العراق.. ساعات وساعات وساعات مرّت كلحظات.. وهاهو يوم الفراق يقترب وانا أكتب هذه الكلمات المتواضعة عن هذه الرموز الفنية الرائعة.. سيغادروننا الى الوطن أو بالأحرى سيعودون الى الوطن وقد نبقى نحن المغادرين.. لانعلم متى ستتلاقى الوجوه مرة أخرى وأين ؟
وصلت رسالة الفن العراقي الراقي والجاد التي جاء هؤلاء المبدعين لأيصالها ألينا والى كل العالم الى عقول وقلوب أغلب العراقيين في برلين لكنها ضلّت الطريق بالنسبة الى قلّة قليلة تأبى حتى هذه اللحظة إلا أن تعيش في قمقم الماضي قرأتها بالمقلوب وفسرتها كما تشاء وفق آيديولوجياتها ورؤاها التي سبق وأن دمرت العراق .
لن نقول لهم وداعاً.. بل الى لقاء جميل في الوطن الجميل .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
- البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...
- ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
- الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
- هيستيريا الأنتخابات
- هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟
- المهمة الصعبة لمنظمات المجتمع المدني في العراق
- المواطن العراقي بين الخدمات والأنتخابات
- ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم
- السلطة بين ثقافة النخبة و ثقافة العوام
- أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني
- المعركة الفاصلة في تأريخ العراق والمنطقة والبشرية جمعاء


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى القرة داغي - شموع في دهاليز الظلام