أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم















المزيد.....

ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل حقاً أن عودة الملكية كنظام حكم الى العراق هو ضرب من ضروب الخيال ؟.. وهل حقاً أن تطور المجتمعات على مدى القرن الماضي يقف حائلاً أمام عودة الملكية الى العراق كونها نظام حكم قديم وكلاسيكي لم يعد ينفع لمثل هذه المجتمعات ؟.. وأخيراً هل كان النظام الملكي في العراق سيئاً الى الدرجة التي يصفه بها البعض وهل أن أي من الأنظمة الجمهورية التي أعقبته بدئاً بنظام أنقلاب 1958 مروراً بنظام أنقلاب 1963 وصولاً الى نظام 1968 كانت أفضل منه للعراق والعراقيين ؟
بدئاً يجب أن نوضح بأن مجتمعاتنا ومنها بالتأكيد المجتمع العراقي لم تخضع لقانون التطور الذي خضعت له أغلب مجتمعات العالم وشعوبه بل أنها وعلى عكس سنن الحياة والتأريخ أخذت ومنذ خمسينيات القرن المنصرم تتراجع القهقري الى الوراء أجتماعياً وثقافياً وعلمياً وأنسانياً.. أضافة الى أن النظام الملكي بحد ذاته ليس نظاماً كلاسيكياً قديماً كما يحلو لبعض منظري اليسار وصفه فهو نظام سياسي متجدد حاله كحال كل أشكال الأنظمة التي تحكم دول العالم بدليل أن أغلب دول العالم المتمدن والديمقراطي اليوم والتي تمتاز بأرقى أنظمة الضمان الصحي والأجتماعي وأعلى المداخيل لمواطنيها مقارنة بباقي دول العالم تحكمها أنظمة ملكية كالسويد والنرويج والمملكة المتحدة وهولندا والدنمارك.. هذا على مستوى العالم أما على مستوى دولنا فهاهم أحفاد الحسن والحسين وسليلي الدوحة المحمدية المباركة يحكمون الأردن والمغرب اللتان ورغم الأمكانات المتواضعة التي تمتلكانها كدول تعيشان أفضل حالاً بعشرات المرات من دول عربية وأسلامية تمتلك من الخيرات والأمكانيات ما لا يعد ولا يحصى حُكِمت من قبل جنرالات الجيش ومراهقي أحزاب القرن العشرين الثورية ممن ليس لهم في السياسة والحكم لا ناقة ولا جمل وأنما سَطَو على السلطة من شوارع بلدانهم الخلفية .
الغريب هو تساؤل البعض حول أصرارنا وأندفاعنا المحموم لعودة النظام الملكي الى العراق على الرغم من أن التساؤل يجب أن يكون معكوساً.. أي أن يكون على الشكل الصحيح التالي.. لماذا تؤيدون أنتم وتريدون منا أن نؤيد بقاء النظام الجمهوري ؟.. ما الذي رأيناه وكسبناه من النظام الجمهوري غير أيام سوداء وحكومات ديكتاتورية متعاقبة حولت حياتنا الى جحيم وأعمارنا الى رماد مقارنة بأيام الخير والسلام والأستقرار التي عاشها آبائنا وأجدادنا في عهد النظام الملكي ؟.. نحن نستند في دعوانا الى حقائق وأثباتات دامغة يؤكدها تأريخ العراق في العهد الملكي وتدعمها شهادات حية لأناس عاصروا ذلك العهد المشرق وما تلاه من عهود مظلمة أما أنتم فتستندون في دعواكم الى بقايا رواسب لأفكار ثورية ملأت عقولكم وغُرِست فيها لعقود طويلة من الزمن ولا تستطيعون منها فكاكاً حتى هذه اللحظة لأن أعترافكم بخطئها وبطوباويتها هو أعتراف ضمني منكم بضياع أعماركم من أجل لاشيء وبمسؤوليتكم في ما حدث للعراق لذا هاتوا برهانكم ونحن لنا برهاننا ولتكن أصوات العراقيين الحكم الفاصل فيما بيننا .
ففي زمن الحكومات الملكية حَكَمنا أرقى البشر وأرفعهم حسباً ونسباً ولم تحكمنا حثالات البشر ومن لا أصل ولا فصل لهم كما حدث زمن بعض الحكومات الجمهورية المشؤومة التي تعاقبت على حكم العراق حتى أوصلته الى ما هو عليه الآن من خراب ودمار .
وفي زمن الملكية كان لنا مؤسسات حكم دستورية وكانت هناك ظلال من الديمقراطية تسود العراق داست عليها بساطيل العسكر صبيحة 14 تموز 1958 وأصبح العراق يحكم من ثكنات الجيش بعقلية عسكريتارية خيمت بعدها على العراق عقود طويلة من الديكتاتورية حتى ظهيرة 9 نيسان 2004 .
وفي زمن الملكية كنا مطمئنين على أستقرار بلادنا ومستقبل أبنائنا لأن رمز الدولة كان على الدوام ملك مصون غير مسؤول أصيل النسب وسليل عائلة تمتد بجذورها الى خير الأنام الرسول الأكرم محمد (ص) ولم نكن نخشى أن يطلع علينا الصباح لنجد أحد النكرات وسقط المتاع وقد خرج علينا من السراديب المظلمة ليسطوا على بلادنا ويدخلها ويدخلنا في نفق مظلم لا نعلم له بداية من نهاية .
وفي زمن الملكية كانت هنالك أربعة أحزاب كبرى رئيسية تتنافس على السلطة بالأضافة الى أحزاب أخرى صغيرة بلغ عددها الأربعون رسمية ومعترف بها قانونياً كانت تشارك في الأنتخابات عبر تحالفات مع الأحزاب الأربعة الكبرى أما في زمن الحكومات الجمهورية فقد حكم العراق بعقلية الفرد الأوحد والحزب الأوحد لذا ظهرت حينها مصطلحات غريبة عن الواقع السياسي العراق كمصطلح ( الزعيم الأوحد ) أو ( الحزب القائد ) أو ( الرئيس القائد ) أو ( الأب القائد ) أو ( القائد المؤسس ) وغيرها كثير من المصطلحات الطوباوية التي كرّست عبادة الفرد والمنظومة الحاكمة في مجتمعاتنا والتي جائتنا بها أحزاب القرن العشرين الثورية .
وبعد أن نجحت الحكومات الملكية المتعاقبة بالمضي قدماً في أصلاح الواقع العراقي وتمكنت بأسلوب حضاري سلس ميّز رجالات ذلك العهد من بلورة نواة لمجتمع مدني عراقي كاد أن يصل الى وضع القوانين الدستورية لحكوماته أواخر العهد الملكي مع الأخذ بنظر الأعتبار حساسية هذا المجتمع وطبيعة العلاقات الدينية والعشائرية التي تربط بين أبنائه جائت الحكومات الجمهورية لتستفز المؤسستين الدينية والعشائرية اللتان كانتا حتى ذلك الحين تتحكمان الى حد بعيد بالشارع العراقي وذلك عن طريق مهاجمة أفكار دينية وألغاء مفاهيم عشائرية مسَلّم بها فجأة وبدون سابق تهيئة وتحضير في مجتمع محافظ كالمجتمع العراقي مما جرنا في النهاية الى نتائج عكسية رسّخت و وسّعَت من سلطة المؤسستين الدينية والعشائرية وزادت من سطوتهما في هذا المجتمع مقابل تلاشي ليس فقط لوجود بل لمفهوم المجتمع المدني في العراق والذي أضحى الحديث عنه اليوم لدى البعض كفراً وهرطقة .
وفقط في زمن الملكية كان لنا وطن واحد يضمّنا جميعاً وعلم واحد يرفرف فوق رؤوسنا جميعاً وأنتماء واحد يوحدنا جميعاً بغض النظر عن أنتمائاتنا القومية والطائفية والعرقية والدينية وجيش واحد لحمايتنا جميعاً لم يستند في تأسيسه لأي أعتبارات طائفية أو قومية ودستور ديمقراطي دائم يحكمنا جميعاً وضعت بنوده لخدمتنا وخدمة أبنائنا من بعدنا وقضاء قوي ونزيه كان يضرب به المثل في الكفاءة والعدل .. أما في العهود الجمهورية فقد تنوعت الأوطان والأعلام والأنتمائات والجيوش وأصبح العراق ( حارة كِلمَن أيدو إلو ) فلا دستور ولا قوانين ولا نظام وأستمر الوضع على هذا الحال من الفوضى والتردي حتى وصلنا الى ما نحن عليه الآن .
لا أعتقد بأننا نختلف على أن العالم الذي نعيش فيه اليوم عالم أحادي القطب وأن القطب الذي يتحكم بهذا العالم هو قطب ذو توجه علماني ليبرالي لذا لا أمل لأحزابكم ذات البوصلة المعطلة والتي تغني دائماً خارج السرب في الوصول الى السلطة ألا في ظل نظام ملكي كما حدث ويحدث الآن في المغرب والأردن وأسبانيا وأنكلترا والسويد أما في حال توليها للسلطة بأي طريقة كانت فأنها أما ستُحارَب ويقضى عليها كما حدث مع دولة طالبان ومع الكثير من دول أمريكا الجنوبية التي حكمتها حركات يسارية لفترة من الزمن وكما يحدث اليوم مع كاسترو وشافيز وأيران أو أنها نفسها ستفشل في التعاطي مع واقع الحياة ومستجداتها كما يحدث اليوم في فرنسا وألمانيا وأيران وستبدو حالة نشاز وستعتبر سياستها سباحة عكس التيار السياسي السائد .
لماذا بعد كل ذلك يعتبر البعض دعوتنا للملكية ورغبتنا في عودتها كنظام حكم ضرباً من ضروب الخيال وسباحة عكس تيارهم الذي يسير أصلاً بعكس أتجاهه المطلوب !



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة بين ثقافة النخبة و ثقافة العوام
- أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني
- المعركة الفاصلة في تأريخ العراق والمنطقة والبشرية جمعاء
- شعوب أم بذرة فناء
- الأنتخابات العراقية وحماية الديمقراطية
- عنصرية العروبيين تطال أكراد بغداد
- حرب العراق .. والحديث عن الشرعية
- برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد
- 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب
- مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر
- مثقفون أبرياء لكنهم مع الأسف .. مذنبون
- العراق ما بين أرادة الحياة والمقدر والمكتوب
- فضائيات ام غرف عمليات
- العراق الجديد بين حكومة في العلن وحكومة في الخفاء
- ما الذي يحدث في العراق .. ديمقراطية أم فوضى و تسيّب ؟
- أقليّات العراق .. و رسالة الأحد الدامي
- مشكلة شعوب لا رؤساء
- 14 تموز ثم 17 تموز و مسلسل الأنقلابات
- ذكرى 14 تموز .. بين الأحزان و الأفراح
- مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات ...


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى القرة داغي - ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم