أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر















المزيد.....

مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 952 - 2004 / 9 / 10 - 10:34
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد كان لطريقة تعامل النظام السابق بل وحتى بعض الأنظمة التي سبقته مع الأحزاب العراقية الأخرى كالحزبين الكرديين بعد أتفاق آذار والحزب الشيوعي بعد الجبهة آثاراً سلبية على طبيعة العمل السياسي العراقي خلّفت جواً من عدم الثقة بين الأحزاب السياسية العراقية ظهرت آثاره بشكل جلي في طريقة تعامل هذه الأحزاب مع بعضها البعض في المنافي أبان فترة معارضتها للنظام المقبور .. واليوم ورغم سقوط النظام وأنتهاء مرحلة المعارضة فأن الكثير من هذه الأحزاب لاتزال تفكر بعقلية المعارضة وتنتهج أساليبها السلبية في التعامل مع الآخر والتي تتطلب أحياناً وليس دائماً وجود جناح عسكري أو مسلح لأي تنظيم سياسي ليحميه ويدعم وجوده ويمارس به ضغوطاً على النظام الذي يعارضه .
فرغم أن أغلب أحزاب المعارضة العراقية السابقة قد أصبحت اليوم جزء من الحكومة التي تدير البلاد وتمسك بزمام الأمور في الدولة ألا أن جميعها لا تزال تحتفظ بميليشياتها المسلحة التي كانت تقارع بها النظام السابق والتي كان من المفترض أن يَنظَم بعض أفرادها فور سقوط النظام الى أجهزة الدولة المسلحة وأن يذوب البعض الآخر في المجتمع العراقي أجتماعياً وسياسياً وأن يصبح ولائهم للعراق كدولة لا أن يبقى الولاء وكما هو الحال اليوم لذلك الحزب أو لتلك الحركة.. أن وجود هذه الأحزاب أصبح اليوم مرتبطاً بوجود الدولة العراقية التي تشارف على التهاوي في حال أستمرار الفوضى وتردي الوضع الأمني في البلاد والذي ما كان له أن يحصل لو قامت هذه الأحزاب وميليشياتها بدورها المفترض في ضبط الأمن وأشاعة الأستقرار بعد سقوط النظام بدلاً من الأنشغال بالسعي وراء المصالح الحزبية الضيقة كالأستحواذ على الأبنية الحكومية وأحياناً أستعراض العضلات أمام المواطنين .
أن غياب المشروع السياسي الوطني الملائم للواقع العراقي الحالي لدى البعض والخوف من الآخر ومن القادم المجهول الذي يقف الجميع أمامه بلا حول ولا قوة لدى البعض الآخر أضافة الى السعي وراء المصالح الفئوية الضيقة لطائفة هذا الحزب وقومية تلك الحركة تقف اليوم عائقاً أمام حل الميليشيات المسلحة للكثير من هذه القوى والأحزاب .. وألا فماسر أصرار بعض الأحزاب والقوى السياسية العراقية على أحتفاظ أفراد ميليشياتها المسلحة بأسلحتهم بأعتبارها أسلحة شخصية رغم موافقة بعضها ضاهرياً على حل تلك الميليشيات وتسريح أفرادها سوى أنعدام الثقة بين هذه الأحزاب سواء منها المشاركة في الحكومة المؤقتة أو التي تنشط خارجها والتحسب لأي طاريء قد يطرأ على الوضع السياسي للبلاد فعندها وكما هو متوقع سيتجه كل حزب من هذه الأحزاب للمحافظة الى مكتسباته التي حققها خلال الفترة الماضية وحمايتها بل وربما أقامة كيانه الجغرافي الخاص بمساعدة ميليشياته التي ستنهض يومها من سباتها الذي أجبرتها عليه ظروف المرحلة الراهنة .
أن العدو الأول لهذه الأحزاب اليوم هو عدو الدولة العراقية التي أصبحت هذه الأحزاب جزئاً منها بل أنها اليوم عمادها الأساسي وبالتالي فما يصيب الدولة العراقية اليوم من تآكل سينسحب تدريجياً الى هذه الأحزاب ويضيع عليها فرصة العمر في أن تجني ثمار نضالها لعقود ضد النظام السابق من أجل تحقيق أماني وطموحات قواعدها ومحبيها في عراق موحد ديمقراطي حر.. لذا ما فائدة الأحتفاظ بهذه الميليشيات في حال أنهارت شبه الدولة العراقية الحالية والتي يساهم عدم حل الميليشيات في عدم تحولها لدولة كاملة المعالم .. ففي الوقت الذي لاتزال فيه بعض هذه الأحزاب تستخدم ميليشياتها في حماية وجودها وفي المساومة والضرب من تحت الحزام مع الأحزاب الأخرى فأن العراق كدولة يتهاوى ويوشك المخطط التآمري لأعداء العراق على النجاح وحينها لن يعود لهذه الميليشيات من فائدة سوى لشيء واحد وهو أن تستخدم للحرب بين حلفاء الماضي وللسيطرة على المدن كمرحلة أولى لأقامة الكانتونات الطائفية والقومية التي بدأ البعض يُلمّح أليها الآن ؟
أن الأبقاء على ميليشيات بعض الأحزاب على الرغم من سقوط النظام وبدء تشكيل الجيش العراقي الجديد الذي كان من المفروض أن تنظم هذه الميليشيات الى صفوفه أضافة الى صفوف الأجهزة الأمنية الأخرى أوجد ظرفاً شاذاً في البلاد ساعد على ظهور ميليشيات غير نظامية أرهابية التوجه تَشكّل بعضها من بقايا أجهزة النظام القمعية وفقاً لخطة تم وضعها من قبل رأس النظام نفسه قبل بدأ الحرب فيما تَشكّل البعض الآخر وفقاً لأجندة تدمير مدروسة تم وضعها خارج حدود العراق وتنفيذها داخل حدوده الغرض منها عرقلة عملية التطور السلمي للبلاد وأدخالها في حالة من الفوضى والأنفلات الأمني يَسهُل معها تنفيذ هذه الأجندة وفقاً لأهواء واضعيها من ( الأخوة والأشقاء ) .. أن ما تقوم به هذه الميليشيات الغير نظامية أو الأرهابية في هذه الأيام هو أما عمليات أبتزاز وتصفية حسابات وثأر لمجد ولّى وضاع الى غير رجعة كما هو الحال في مناطق غرب العراق بل وحتى في بغداد الحبيبة نفسها أو هو محاولة فرض أجندة أحزابها على المواطنين الأبرياء في بعض مناطق نفوذ هذه الأحزاب كما حدث ويحدث في بغداد وفي أغلب مدن غرب وجنوب العراق مثل فرض الحجاب بشكل قسري على النساء وتفجير محلات بيع الأشرطة والأفلام والمشروبات الكحولية وتهديد أصحابها بالقتل والتصفية الجسدية وقد نجحت بعضها في السيطرة بشكل كامل على بعض المدن وحولتها الى أمارات طالبانية متخلفة تقتل الناس وتروّعَهُم وتجلدهم في الساحات العامة بل وتُمثّل بجثث بعضهم بمباركة فتاوى بعض علماء القتل والأختطاف ووسط تهليل بعض المتعورقين ممن يُسمّون أنفسهم بكتاب المقاومة العراقية من المحسوبين على العراق وهو منهم براء .
لقد كان قرار دولة رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي بحل الميليشيات والذي أتخذه بعد أيام معدودة من توليه لمنصبه في الحكومة الجديدة قراراً صائباً وشجاعاً يعكس حساً وطنياً صادقاً وأحساساً عالياً بالمسؤولية تجاه الوطن وأبنائه ممن علّقوا ولازالوا يُعلّقون الآمال على حكومة الدكتور علاوي لتكون الجسر الذي سيوصلهم الى بر الأمان .. الأمان الذي لايمكن أن يتحقق بوجود الميليشيات المسلحة وأنتشار أفرادها في كل مكان من أرض العراق لذا نرجوا من الحكومة المؤقتة تفعيل قانون حل الميليشيات والبدء بتطبيقه بشكل فعلي على أرض الواقع وليكونوا على أتم الثقة بأن كل الخيرين من أبناء العراق معهم في مسعاهم الخيّر هذا .. فحينها فقط سيعم الأمن والسلام ربوع العراق وتعود للدولة وللحكومة العراقية هيبتها التي أضاعتها هذه الميليشيات .
نحن هنا لانلوم أفراد هذه الميليشيات على أستمرارهم فيها وأعني هنا النظامية منها لأننا نعلم جيداً أن ما يدفعهم الى ذلك هو لقمة العيش وأنما نلوم قادة أحزاب هذه الميليشيات الذين منع تشبث النظام السابق بكرسي الحكم واليأس من أسقاطه بعضهم من التفكير في مثل هذا اليوم .. اليوم الذي يكونون فيه هم قادة العراق وأمل أبنائه في بناء دولة الديمقراطية والقانون لادولة الميليشيات سواء منها النظامية التي تتبع أحزاب المعارضة التي ناضلت ضد النظام السابق ولم يعد من داع لوجودها بعد اليوم أو غير النظامية التي تشكّل بعضها بعد سقوط النظام من بقايا أزلامه ووفد البعض الآخر الينا من دول الجوار( الشقيقة ) لتنشر في أرضنا الطيبة ثقافة القتل والخطف وحز الرؤوس والتمثيل بالجثث والتي يجب الوقوف بوجهها وبوجه من يقف ورائها ويفتي لها ويمولها بكل حزم وقوة حتى يتم أجتثاثها من أرض العراق الطاهرة .. فعراق اليوم .. عراقنا الجديد يجب أن يكون عراقاً للمحبة والسلام وللتفاهم والوئام كما عهدناه دوماً وكما سيبقى بأذن الله تعالى وبأخلاص الخيّرين من أبنائه .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون أبرياء لكنهم مع الأسف .. مذنبون
- العراق ما بين أرادة الحياة والمقدر والمكتوب
- فضائيات ام غرف عمليات
- العراق الجديد بين حكومة في العلن وحكومة في الخفاء
- ما الذي يحدث في العراق .. ديمقراطية أم فوضى و تسيّب ؟
- أقليّات العراق .. و رسالة الأحد الدامي
- مشكلة شعوب لا رؤساء
- 14 تموز ثم 17 تموز و مسلسل الأنقلابات
- ذكرى 14 تموز .. بين الأحزان و الأفراح
- مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات ...
- العراق الجديد ما بين التمثيل بالجثث و أختطاف الرهائن
- العراق الجديد .. و مفترق الطرق
- أحتكار حق المواطنة .. و تكرار المأساة
- العراق الجديد بين الثرى و الثريا
- أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان
- عراقية الأكراد .. عريقة عراقة دجلة و الفرات
- الأرهاب ملّة واحدة .. صدام و بن لادن
- المتقاعدون .. لماذا لم ينصفهم العراق الجديد ؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر