أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟














المزيد.....

هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أن ما نراه اليوم من أندفاع محموم وحماس مبالغ فيه لدى الكثير من العراقيين لأجراء الأنتخابات في موعدها المقرر الذي بات شبه مقدساً كان بسبب دعوة أطلقها بعض المراجع الكرام شجعت على أجراء الأنتخابات في أسرع وقت ممكن في حال سمحت الظروف بذلك أملاً في أن تمهد السبيل لأستقرار الوضع في البلاد.. ولكن ما حدث هو أن بعض الأحزاب تلاقفت هذه الدعوة الكريمة وروجت لها بين الناس على أنها فتوى من قبل المرجعية ينبغي أتباعها وتنفيذها بأسرع وقت ممكن وبأي شكل من الأشكال كون أجراء الأنتخابات في هذا الوقت وفي مثل هذه الظروف بالذات يصب في مصلحة هذه الأحزاب التي تريد أستثمار حالة الغيبوبة التي لا يزال يعيشها الشعب العراقي نتيجة 35 سنة من القمع والديكتاتورية وسنتان من الفوضى وأنعدام الأمن للوصول الى السلطة نتيجة لخوفها من عدم حصول ذلك في حال جرت الأنتخابات في ظل ظروف طبيعية وأوضاع أعتيادية في المستقبل .
أن الكثيرين من أبناء الشعب العراقي ينظرون اليوم الى موضوع الأنتخابات على أنه فتوى أطلقتها وأمرت بها المراجع الأسلامية في البلاد وبالتالي يتوجب على جميع مقلدي المرجعية الألتزام بها وتنفيذها مهما كلف الأمر.. ولو كان الأمر معكوساً أي لو كان رأي المرجعية هو عدم أجراء الأنتخابات في هذا الوقت وفي مثل هذه الظروف لفًهم الأمر حينها على أنه فتوى بعدم المشاركة في الأنتخابات ولرأينا من يُنظّرون لنا الآن عن أهمية الأنتخابات وضرورة أجرائها يتحدثون اليوم بملأ أفواههم عن مثالب هذه الأنتخابات وأضرارها على مستقبل البلاد.. وهو ما يحدث الآن بالفعل مع دعوة أطلقها أحد التيارات الدينية في البلاد دعى فيها الى عدم المشاركة في الأنتخابات أذ نرى أن أتباع هذا التيار ومريديه يتحركون اليوم على النقيض تماماً من تحرك أتباع ومريدي التيارات والمرجعيات الأخرى ولا تفوتهم مناسبة أو خطبة دينية ألا ويتحدثون فيها عن مثالب هذه الأنتخابات وأضرارها .
عُرف عن المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف بُعدها عن السياسة وتجنّبها للخوض في تفاصيلها الدقيقة لذا فأن أستغلال البعض لمسألة دعم المرجعية للأنتخابات كممارسة ديمقراطية في لي أذرع شركائهم في الوطن بشكل غير مسؤول وكذلك الترويج لمقولة أن المرجعية التي عُرِف عنها أحتضانها لجميع أبناء الشعب العراقي على أختلاف مشاربهم وقومياتهم وطوائفهم وحرصها على مصلحتهم جميعاً تدعم قائمة أنتخابية عراقية دون غيرها من القوائم العراقية الأخرى لن يؤدي سوى لشق الصفوف وبث الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد وهو ما لا ترضاه المرجعية أبداً بل أنني على ثقة بأنها ستقف بقوة بوجه كل من يسعى لذلك .
أن الأنتخابات هي وكما قلنا وسنظل نكرر وسيلة يراد منها الوصول الى الديمقراطية التي تمثل الغاية والهدف المنشود لكل أنسان حر في هذا العالم ولكن قبل البدء بممارسة هذه الوسيلة لا بد من توفر مجموعة من المتطلبات التي من المفترض أن تؤدي الى أنجاح هذه الممارسة وبالتالي أيصالنا الى بر السلامة المتمثل بنظام حكم ديمقراطي.. أذ بدون توفر هذه المتطلبات أو بوجود خلل في أحداها ستسير هذه الممارسة بشكل خاطيء وبالتالي من الممكن أن توصلنا الى بر الندامة أي الى نظام حكم شمولي جديد بأسم وشكل مختلفين ولكن بنفس الأفكار والتوجهات.. وكما تمكنت حفنة من العسكر قبل نصف قرن من الزمان من أستغلال حالة الهيجان الشعبي لدى شرائح واسعة من الشعب العراقي نتيجة تردي الوضع الأقتصادي للقفز على السلطة وتحويل العراق من بلد شبه ديمقراطي يمتلك مؤسسات حكم دستورية الى بلد شمولي محكوم بأجهزة بوليسية يحاول البعض اليوم أستغلال طيبة العراقيين والوضع الأقتصادي الصعب الذي تعيشه شرائح واسعة منهم للقفز الى السلطة وأدخال العراق من جديد في نفق ديكتاتوري مظلم لا نهاية له في هذه المرة الى أن تقوم الساعة .
لذلك يجب التفريق بين الفتاوى الدينية للمراجع العظام التي يتحتم على مقلديهم تطبيقها وبين الممارسات الدنيوية العادية كالأنتخابات التي من الممكن أن تتغير بتغيّر الظروف المحيطة بنا.. فأقوال وفتاوى المراجع هي أشبه بالأمر أو الغاية التي يجب على مقلديهم الوصول أليها وتحقيقها بأي شكل من الأشكال أما الأنتخابات فهي ممارسة تقبل الصواب والخطأ من الممكن أن نحدد موعدأ معيناً للقيام بها أو قد نضطر الى تأجيل هذا الموعد لفترة من الزمن لحين توفر الظروف التي من شأنها أنجاح هذه الممارسة التي يتقرر على أساسها مصير الأمم .

مصطفى القرة داغي
[email protected]



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهمة الصعبة لمنظمات المجتمع المدني في العراق
- المواطن العراقي بين الخدمات والأنتخابات
- ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم
- السلطة بين ثقافة النخبة و ثقافة العوام
- أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني
- المعركة الفاصلة في تأريخ العراق والمنطقة والبشرية جمعاء
- شعوب أم بذرة فناء
- الأنتخابات العراقية وحماية الديمقراطية
- عنصرية العروبيين تطال أكراد بغداد
- حرب العراق .. والحديث عن الشرعية
- برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد
- 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب
- مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر
- مثقفون أبرياء لكنهم مع الأسف .. مذنبون
- العراق ما بين أرادة الحياة والمقدر والمكتوب
- فضائيات ام غرف عمليات
- العراق الجديد بين حكومة في العلن وحكومة في الخفاء
- ما الذي يحدث في العراق .. ديمقراطية أم فوضى و تسيّب ؟
- أقليّات العراق .. و رسالة الأحد الدامي
- مشكلة شعوب لا رؤساء


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى القرة داغي - هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟