أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - أمريكا.. من تحرير العراق الى إحتلاله















المزيد.....

أمريكا.. من تحرير العراق الى إحتلاله


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يدور اليوم جدل عقيم في أوساط الكتاب والمثقففين بل وحتى الشارع العراقي سيستمر بإعتقادي الى حين حول تسمية ماقامت به أمريكا في العراق.. أهو تحرير أم إحتلال.. وفي الوقت الذي ينقسم فيه الكثيرين بين من يجزم بتسميته تحريراً وآخر إحتلالاً.. أراني أختلف مع هؤلاء وهؤلاء حول صفة الأطلاق والجزم التي يسبغها هؤلاء الزملاء على مثل هذا الحادث الجلل في تأريخ العراق والذي أراه يجمع بين المصطلحين فهو تحرير وإحتلال وأظن بأن الأيام ستثبت صدق كلامي هذا إذ أرى بأن ماحدث في 9 نيسان 2003 ستذكره كتب التأريخ على أنه تحرير وأحتلال في آن معاً .
فهنالك مشروع إستراتيجي كبير وقد يكون الأكبر والأهم في تأريخ أمريكا تسعى لتنفيذه في العراق ومن خلاله في المنطقة كلها ولم تكن مسألة إسقاط نظام صدام المقبور سوى الحلقة أو الخطوة الأولى من هذا المخطط تلتها خطوات أخرى يجري تطبيقها وحلقات أخرى يجري تمثيلها على أرض العراق.. وتطابُق مصالحنا الوطنية مع الخطوة الأولى من هذا المخطط والمتمثلة في إسقاط النظام السابق لايعني بالضرورة إستمرار توافقنا مع خطواته الأخرى الى النهاية التي يبدوا إنها ستؤدي الى تدمير العراق.. فحل الجيش وأجهزة الشرطة والحدود وبناء عملية سياسية عراقية مشوهة على أساس طائفي وعرقي يتمخض عنها إقرار دستور مؤقت ثم دائم كسيح يُضعف مفهوم وكيان وجغرافية الدولة العراقية بأكملها بالأضافة الى عدم بذل أي مجهود حقيقي لتوفير أبسط مستلزمات الحياة في هذا البلد المنكوب كلها أمور لم تكن ولن تكون في يوم من الأيام في مصلحة العراق مهما طبّلَ لها المطبّلون وسعى لتبريرها المبرّرون وتفلسف في تفسيرها المفسِّرون .
عندما بدأ الأرهاب يدخل الى العراق عبر حدوده المختلفة ومن دول معروفة لجميع العراقيين من أبسط مواطن الى أعلى مسؤول في الدولة العراقية تعالت صيحات الجميع ومنهم نحن بضرورة غلق الحدود ومراقبتها ثم ضرب أوكار الإرهاب التي كانت لاتُذكر في ذلك الحين بهدف القضاء عليه وهو لايزال في المهد.. لكن وبدلاً من ذلك تُركت الحدود سائبة لمن هب ودب من سَقط المتاع ليَدخُل العراق وليسيطر على مدن بأكملها ويختطف أهلها العزل الذين باتوا بين قطبي الرحى فمن جهة هم مختطفون ومهددون بالموت في أية لحظة من قبل الأرهابيين ومن جهة أخرى هم أنفسهم إعتُبِرو أحياناً إرهابيون بنظر الحكومات التي حكمت العراق خلال عهد الديموقراطية الأمريكية.. وبدلاً من ذلك كان بعض المسؤولين العراقيين يخرجون على شاشات التلفاز ليُشيدوا بالدول التي كانت تُصدّر هذا الأرهاب في الوقت الذي كان بعضهم الآخر يَذكُرها بالأسم ويتهمها علانية بتصدير الأرهاب الى العراق.. بل وبدلاً من ذلك إستُعمِلت تلك المدن كمصيدة فئران للمجاميع الأرهابية حتى إذا جاء الوقت الذي أصبحت فيه هذه المجاميع بالآلاف وباتت تسيطر سيطرة كاملة على تلك المدن بل وأقامت إماراتها الإرهابية بمساعدة حفنة من التكفيريين وبقايا أزلام النظام السابق في هذه المدن حيث الذبح والرجم والقتل لكل من يرتدي الجينز أو يشاهد التلفزيون أو يحلق لحيته أو يستمع الى أغنية قُصفت بيوت الناس ومزارعهم ودُكّت سُقوفها على رؤوسهم حتى لم يبق زرع ولاحرث.. وماذا كانت النتيجة ؟.. بالطبع لم يتم القضاء على الإرهاب بل سمح له بالأنتقال الى مدن أخرى لتبدأ القصة نفسها من جديد ولتعود دورة الإرهاب والقتل في مدينة منكوبة أخرى وتوقيت آخر وهذا ماحدث بالفعل في الموصل وسامراء وفق خطة مدروسة بدأت ملامحها وأهدافها تبدوا الآن واضحة للعيان .
لقد حذرت ومعي الكثير من الكتاب والمثقفين العراقيين الحريصين على مصلحة العراق بعد أسابيع معدودة من سقوط النظام السابق ودخول بعض الأحزاب مع ميليشياتها المسلحة الى العراق من خطر هذه الميليشيات على أمن العراق وبُنيته الإجتماعية وبدلاً من أن تتخذ الأدارة الأمريكية موقفاً حازماً مع هذه الميليشيات وأحزابها تَرَكت لها الحبل على الغارب وسَمَحت لها بالتحرك وفق أشكال مختلفة فبعضها إدعى تحوله الى حزب سياسي وبعضها الآخر الى ( منظمة مجتمع مدني !!! ) وهو ماشجّع حتى بعض القوى التي تأسست داخل العراق على تشكيل ميليشيات مسلحة تحولت بعد فترة الى جيوش جرارة بمُسمّيات لها وقع مدوي في الشارع العراقي وبين شرائحه البسيطة حتى بات يحسب لها ألف حساب ويطلب وِدًها من قبل الكثير من الساسة العراقيين بل وحتى القوات الأمريكية وكل هذا تحت سمع وبصر الأدارة الأمريكية وجيشها الجرار وإدارتها المدنية في العراق برئاسة بريمر.. كما غضت هذه الأدارة وجيشها الجرار في العراق عن تدخل بعض دول الجوار السافر في الشأن العراقي منذ الأيام الأولى لسقوط النظام السابق ولم تتذكر هذا التدخل وخطورته على وضع العراق ومستقبله السياسي والإجتماعي إلا الآن بعد ثلاث سنوات وبعد أن وصل هذا التدخل الى أدق مفاصل الدولة العراقية بل بات أمراً واقعاً يوصف من يتأقلم معه بإنه طبيعي ووطني وديموقراطي ومن يرفضه ويعريه بأنه متعصب وطائفي وشوفيني !!
لقد ثبت فشل الديموقراطية التي إدعت أمريكا برغبتها في أقامتها في العراق منذ الأيام الأولى لدخولها الى هذا البلد حينما قامت بتشكيل مجلس الحكم على أساس طائفي وإثني فهكذا نسبة للشيعة وهكذا نسبة للأكراد وهكذا نسبة للسُنّة ولاأدري وفق أي إحصاء طائفي وإثني إعتمدت الأدارة الأمريكية في توزيعها لمقاعد مجلس الحكم على الأحزاب التي إدعت تمثيل هذه الطوائف والإثنيات ولو أنني أعتقد بأن هذا التقسيم هو مِن بنات أفكار هذه الأحزاب نفسها التي أقرت هذا التقسيم منذ أيام كانت في المعارضة ونجحت بعد وصولها الى السلطة في تحويله الى أمر واقع وحقيقة شبه مقبولة ومُقتَنع بها من قبل الكثير ممن غُرِّر بهم من العراقيين لأن وجود بعض هذه الأحزاب وإستمرار سيطرتها على الشارع العراقي مرتبط أصلاً بأستمرار هذه التقسيم الطائفي والأثني في السياسة العراقية.. والمضحك المبكي في هذا الموضوع هو إن الإدارة المدنية الأمريكية برئاسة بريمر والتي تُمثّل أكبر وأعظم دولة ديموقراطية في العالم تعاملت حينها بل وأصرت على التعامل حينها مع أحزاب وشخصيات سياسية عراقية عريقة بفكرها السياسي الليبرالي واليساري والديموقراطي على أنها تمثل طوائف وإثنيات ومن هنا بدأت الكارثة حيث بدأ التأسيس لفكرة إن الفكر السياسي للمجتمع العراقي متوزع على أساس طائفي وإثني وليس على أساس ليبرالي أو ديموقراطي أو يساري أو مستقل وهو مايبدوا إن الأدارة الأمريكية أو بعض الأحزاب العراقية التي جائت من الخارج أو الإثنان معاً قد سعيا لتحقيقه منذ اليوم الأول الذي حطوا فيه أقدامهم على أرض العراق.. وبعد أشهر من تشكيل هذا المجلس الكارثة تم تشكيل حكومة إنتقالية وفق توافقات سياسية وحزبية بل وأقليمية شاركت في صياغتها الأدارة الأمريكية والأمم المتحدة وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الحكومة التي لم تتخذ شكلاً طائفياً لكون أغلب رجالاتها كانوا شخصيات ليبرالية وديموقراطية ويسارية قد نجحت للتو في تسيير أمور البلاد بشكل طبيعي عبر محاولة إعادة بناء مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية على أساس وطني ومن ثم توفير الحد الأدنى من الأمان والخدمات للمواطن العراقي.. أصرت الأدارة الأمريكية حينها على إجراء إنتخابات هزيلة في موعد لم يكن مناسباً ولا في مصلحة الشعب العراقي على الأطلاق خصوصاً وأن هذه الحكومة قد بدأت تحقق نجاحاً ملموساً في الكثير من المجالات بحجة إن هذا الموعد قد حدد في قانون إدارة الدولة الذي كان حينها مايشبه الدستور الموقت تم صياغته في غفلة من الزمن ( وبليل أظلم ) أيام مجلس الحكم ولم يوافق ويوَقّع عليه سوى أعضاء مجلس الحكم نفسه الذي كان هو بحد ذاته كارثة فكيف بقانون أُقر من قِبَله !!.. وألتزمت هذه الحكومة رغم عدم قناعتها بتوقيت إجراء هذه الإنتخابات وخطورة هذا التوقيت على مستقبل العراق بالتمهيد والتهيئة لأجراء هذه الإنتخابات نتيجة ضغوط كبيرة من قبل الأدارة الأمريكية بأعلى مستوياتها وبعض الأحزاب العراقية التي كانت قد دبرت أمراً بلَيل ظهرت نتائجه بعد هذه الإنتخابات المثيرة للجدل والتي حذرنا منها حينها وأجريت الأنتخابات وحصل المحضور الذي كنا نخشاه والغريب إن الإدارة الأمريكية وفي الوقت الذي ألزمت به العراقيين حكومة وأحزاباً وشعباً وفق قانون إدارة الدولة المثير للجدل بموعد مثير هو الآخر للجدل ( وما أكثر مايثير الجدل في العراق الجديد ! ) لأجراء هذه الإنتخابات لم تسعى الى إلزام هذه الأحزاب ووفق قانون إدارة الدولة أيضاً الى قانون أحزاب يحدد طبيعة الأحزاب التي من حقها المشاركة في الإنتخابات من ناحية توجهاتها السياسية ومنظوماتها الفكرية وبالتالي سُمِح لأحزاب ذات توجهات طائفية وفئوية ضيقة بالمشاركة في هذه الإنتخابات وهانحن اليوم ندفع ثمن هذا الخطأ التأريخي الذي يبدوا أنه كان مقصوداً !!
لقد وقفت القوات الأمريكية متفرجة على آثار العراق وثرواته وهي تُنهَب فقد كان اللصوص يقتحمون المتاحف والدوائر الحكومية والبنوك ويسرقون مايشاؤون أمام مرأى ومسمع وربما مباركة الجنود الأمريكان الذين عندما سُإلوا عن سبب سلبيتهم الشديدة في التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة أجابوا بإجابة مضحكة وهي : " لم تكن لدينا ولم نستلم من قيادتنا العليا أي أوامر بالتدخل " رغم إن اليونسكو قد أكدت فيما بعد بأنها قد سلّمت القوات الأمريكية عند بدء الحرب قائمة بأسماء ومواقع المتاحف والمناطق الأثرية في العراق لحمايتها وللحيلولة دون أن يصيبها أي ضرر سواء من العمليات العسكرية أو من حالة الفوضى التي كان متوقعاً حدوثها بعد الأجتياح مما أدى بالتالي الى ولادة مافيات ضخمة ومريعة للخطف والقتل والجريمة والسرقة والتهريب لاتستطيع حتى الدولة التي ليس لها وجود حقيقي حتى الآن أن تواجهها أو تقضي عليها.. كما تم تدمير70% من المعامل العراقية إضافة الى أن العشرات من المشاريع والمنشآت الخدمية سواء العسكرية منها أو المدنية قد تم تفكيكها وشحنها ومن ثم بيعها كخردة الى بعض دول الجوار بابخس الأثمان وأيضاً تحت مرأى ومسمع الجنود الأمريكان !!
وفي الوقت الذي يحتاج فيه العراق وشعبه الى كل سنت من أموال النفط الذي ينتج في العراق نرى بأن الإدارة المدنية الأمريكية برئاسة بريمر قد أنفقت وبأعترافها شخصياً 8 مليارات دولار من هذه الأموال بدون أي وثائق أو مستمسكات تبين في أي مجالات أنفقت هذه المليارات !!.. كما لم يكن تغاضي القوات البريطانية والأمريكية عن عصابات التهريب التي أغرقت جنوب العراق الحبيب بالمخدرات والحشيش لإفساد المجتمع وبالسلاح ليقتل العراقيين بعضهم البعض أو تغاضيها عن ميليشيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي على سبيل المثال لاالحصر حولت البصرة الفيحاء ثغر العراق الباسم وإحدى أكثر مدن العراق مدنية بعد بغداد الى مدينة حزينة كئيبة يظن من يدخلها بأنه في مدينة تعود الى القرون الوسطى خطأً تكتيكياً كما يدعي المسؤولون الأمريكيون خصوصاً وأنهم كانوا يجيبون دائماً عند تنبيههم الى هذه العصابات والميليشيات الخطيرة : " " every thing under control !!
المشكلة هي أن بعض من لازالوا مُصِرّين أن يطلقوا على القوات الأمريكية مصطلح قوات تحرير لايهمهم ولايهز مشاعرهم أن يروا اليوم جثث مئات وربما آلاف العراقيين تحت أنقاض البيوت التي دمرتها وتدمرها بين فترة وأخرى الطائرات والمدافع الأمريكية أو التي تصيبها خطأً ( كما نمسع دوماً من القوات الأمريكية ) بنادق الجنود الأمريكان الذين يجوبون الشوارع ويطلقون نيرانهم على غير هدى هنا وهناك كما لايهمهم ولايثيرهم مشهد عشرات الجثث التي تُلقى يومياً في الشوارع معصوبة العيون ومقطعة الرؤوس على يد مجاميع طائفية مدعومة من جهات داخلية وخارجية تريد زرع الفتنة بين أبناء العراق إذ أن كل مايهمهم هو تسمية ماحدث يوم 9 نيسان 2003 بأنه تحرير والإحتفال به وكأن شيئاً لم يكن وبدون إحترام ومراعاة لمشاعر آلاف وربما ملايين العراقيين في الداخل والخارج الذين يرون اليوم بعين المتبصّر والمتفحّص لما يجري اليوم وليس المنفعل والمنبهر بما حدث في ذلك اليوم بأن ماحدث في ذلك التأريخ كان تحريراً من نظام صدام إلا أن ماتلاه من تداعيات وأخطاء ليست تكتيكية غير مقصودة كما وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية بل ستراتيجية ربما مقصودة كان بداية لمسلسل إحتلال من قوى خارجية ومن قوى داخلية تريد أن تفرض أجندتها المجهولة والخطيرة على شعب مسكين ظن في يوم من الأيام بأن خلاصه من ليل الديكتاتورية الطويل سيكون بصبح ينجلي على رؤية الدبابات الأمريكية.. لذا فمهما غض بعضهم الطرف وفتح عين وأغمض أخرى عن مايحدث لأبناء جلدته ووطنه في العراق من موت وتقتيل ومهما أشاح بعضهم بوجهه حتى لايرى الحقائق التي بات بعضها كالشمس الساطعة والتي تثبت بالدليل القاطع بأنه ليس هنالك لامشروع ديموقراطية للعراق ولاهم يحزنون.. فليس هنالك من وصف للوجود الأمريكي الحالي في العراق سوى بأنه إحتلال وليس هنالك من وصف لممارسات الجيش الأمريكي مع المواطنين العراقيين في الكثير من مناطق العراق سوى بأنها ممارسات جيش محتل لاجيش مُحرِّر وسنترك للتأريخ أن يقول كلمته الفصل في هذا الموضوع .
لم يكن من خيار لإسقاط نظام صدام وتحرير العراق منه سوى عن طريق قوات دولية متحالفة نتيجة لما وصل إليه ذلك النظام من قوة وجبروت جعلت من العسير على جماهير شعبنا وبعض قواه الوطنية أن تقوم بذلك لوحدها وبدون مساعة خارجية لذا كان ماحدث في 9 نيسان 2003 وبكل المقاييس تحريراً.. أما ماتلاه من ممارسات وأخطاء وخطوات كانت قاتلة ومدمرة فقد كانت ممارسات إحتلال بكل معنى الكلمة وأنا هنا أختلف تماماً مع بعض من كانوا يقفون ضد أي تدخل خارجي لإسقاط ذلك النظام تحت شعار ( لاللحرب ولاللدكتاتورية ) لكنهم اليوم يُسمّون قوات الإحتلال قوات تحالف رغم ماتقوم به من ممارسات إحتلال ونص !.. فمشروع أمريكا في المنطقة كان في بدايته تحريراً للعراق وللشعب العراقي من سيطرة طغمة ظالمة دمرت البلاد وأهلكت العباد إلا إنه تحول فيما بعد وبشكل لا لبس فيه الى إحتلال بكل معنى الكلمة ولاأحد في إعتقادي يعلم أو يستطيع التكهن بالشكل الذي سينتهي عليه هذا المشروع ومعه بالطبع نهاية الوضع المزري والمأساوي والكارثي والمخيف الذي يعيشه العراق اليوم !!
هل كان قدرنا الذي يريدون منا اليوم أن نرضى به ونستسلم له هو أن ندفع ضريبة إسقاطهم نظام صدام وتحريرهم لنا منه مِن دماء رجالنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا التي تستباح يومياً سواء على أيديهم أو أيدي من جاؤوا بهم أو سمحوا لهم بالتسلل الى أرضنا أو أن ندفع تلك الضريبة من خيرات وطننا التي لم نهنأ بها يوماً لافي الماضي ولافي الحاضر وأكاد أجزم ( ولافي المستقبل القريب ) والتي أصبحت نهباً لهم ولمن سار في ركبهم ؟
- بالتأكيد لا لو كان هدفهم فعلاً وفقط إسقاط ذلك النظام وتخليص العراقيين من شروره ومساعدتهم على بناء بلدهم ومستقبل أجيالهم المقبلة .
أما كان من الممكن أن يُسقطوا ذلك النظام الذي كان متهاوياً من ذاته بتكلفة أسهل وخسارة أقل من هذه بكثير ؟
- أعتقد ذلك لو كانوا يريدون فعلاً وفقط تحرير العراقيين من الديكتاتورية ونشر الديموقراطية في العراق والشرق الأوسط كما إدعوا حينها ولكن يبدوا أن هذه الشعارات كانت للتسويق المحلي الأمريكي والعراقي فقط في حيت أن الأهداف الحقيقية لهذه الحملة هي غير ذلك وتتطلب ماسمحت أمريكا بحدوثه في العراق منذ ذلك اليوم .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير العراق بين من أساء الأختيار ومن أحسنه
- بغداد العصية عليهم .. لو سلمت سلم العراق
- العراق الجديد وهيئاته المستقلة
- الفتنة كذبة وخدعة .. لعن الله من أوجدها
- ياساسة العراق الجديد.. تجتمعون وتفرقوننا
- القائمة العراقية الوطنية.. نواة للعراق الذي نريد وتحالف يبشر ...
- أين منا يا فيصل الأول.. عراق أنت به ؟؟
- العراق الجديد والمعادلة الخطأ
- العراقيون يقررون مصيرهم ومصير العراق
- ملفات الفساد بين مصلحة الوطن وتصفية الحسابات السياسية
- العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟
- الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز
- العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
- البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - أمريكا.. من تحرير العراق الى إحتلاله