أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى القرة داغي - العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع















المزيد.....

العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 11:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لماذا حدث الذي حدث على جسر الأئمة ؟.. ولماذا يموت العراقيون في كل يوم وساعة ولحظة بالجملة والمجّان ؟.. ولماذا باتت كل أيامنا مصبوغة بلون الدم الذي يسيل بدون حساب من أجساد أبناء شعبنا الطاهرة الزكية ؟.. من المسؤول ؟.. ما ذنب عشرات العوائل من أبناء شعبنا الصابر لتفقد أباً معيلاً أو أبناً تُعقد عليه الآمال أو صدراً حنوناً لأم عراقية كانت ستربي لنا أجيال المستقبل ؟
الى متى يستمر نزيف الدم العراقي جارياً دون أن يجد يداً حنونة تضع أناملها الناعمة عليه لتضمد جراحه التي كانت ولاتزال تنزف منذ نصف قرن من الزمان ؟
هل كتب على الدم العراقي أن يسيل الى ما لانهاية ؟
سؤال مؤلم ودامي يدور اليوم في ذهن كل عراقي وطني يؤلمه مايجري في العراق من مجازر ومؤامرات ومهازل.. ما يؤلم حقاً هو أن هذه الدماء لا تسيل فقط بفعل ضربات وطعنات الأعداء والأصدقاء والأشقاء بل وأحياناً بفعل ضربات وطعنات بعض أبنائه الذين بات العراق لهم كالذبيحة التي يريد كل منهم أن ينال حصة منها قبل أن يسبقه اليها الآخر .
أن الحديث عن أن ما يجري في عراق اليوم هو بداية لبناء عراق ديموقراطي هو كلام شعارات لا أساس له من الصحة فتأسيس مجلس الحكم الذي جاء على أسس طائفية وقومية كان جريمة بحق الديموقراطية الوليدة في العراق والتي وأدت في مهدها يوم تشكيل هذا المجلس الذي أَسّس لحكم الطوائف والقوميات في العراق وغلطة لا تغتفر للقوى السياسية العراقية التي شاركت فيه كونها المعنية بأمر وطنها والمفروض أنها تعرف جيداً مافيه الخير لشعبها ولبلدها .
وبعد أن صُحِّح الأمر بتشكيل حكومة الدكتور أياد علاوي التي وأن روعيت فيها المحاصصة الطائفية ألا أنها ظهرت أمام الجميع على أنها حكومة وحدة وطنية مُثلت فيها أغلب الأحزاب العراقية ولم تجير نفسها بالفعل لطائفة أو قومية بعينها وكانت تمتلك الحد الأدنى من مقومات حكومة التكنوقراط التي من الممكن أن تقود بلداً في ظروف كالتي كان يعيشها العراق آنذاك جائت خطوة الأنتخابات المتسرعة بكل المقاييس العقلية والمنطقية في العالم والتي لم يُهيّأ لها بتاتاً وأنما تم طبخها على عجل لتؤدي ما كان مرسوماً لها وهو التأسيس لدولة الطوائف والقوميات والعودة بالعراق الى أنظمة العصور الوسطى في الحكم حيث لكل قبيلة أو طائفة أو قومية أثنية مناطقها وحدودها وجيوشها وقياداتها الخاصة.. تصوروا أن تحدث مثل هذه المهزلة في بلد كان يمتلك قبل قرن من الزمان واحداً من أرقى برلمانات المنطقة في عصره وكانت فيه أحزاب وطنية لاتمثل طائفة أو قومية بعينها بل كانت تحمل أسم الأمة أي الأمة العراقية أو الأستقلال أي أستقلال العراق أو الحزب الوطني ولم يكن أعضائها يتكلمون يوماً بأسم قومياتهم وطوائفهم كما يحصل اليوم من قبل أغلب أعضاء الأحزاب الطائفية والقومية .
مالذي يحدث أحياناً في أجتماعات الجمعية الوطنية ؟.. وما الذي نسمعه من كلام في أحيان أخرى ؟.. وما هذه التصرفات والمظاهر الغريبة التي نلاحظها وكل العراقيين والتي باتت شبه تقليد في أغلب جلسات الجمعية الوطنية والتي لامثيل لها في جميع برلمانات العالم أللهم بأستثناء برلمانات بعض دول الجوار ( الصديقة ) ؟.. أهذا حال برلمان يريد أن يؤسس لديموقراطية حقيقية ؟
رغم أن نزيف الدم الجاري في العراق بدأ يتحول يوماً بعد يوم الى سيل جارف بدأ يأخذ في طريقه الأخضر واليابس من أبناء العراق وخيراته ألا أن هنالك بصيص من الأمل في جماهير شعبنا الواعية وقواه الوطنية التي مُثل بعضها في الحكومة الحالية وجمعيتها الوطنية في حين حوصِر وحورِب البعض الآخر وكذلك قوى المجتمع المدني المغيبة حتى هذه اللحظة عن العملية السياسية للتهيوأ بشكل جدي للأنتخابات القادمة فهي الأيادي الناعمة التي ستوقف نزيف الدم الذي يجري في الوطن وتؤسس لمواطنة عراقية وليس لأنتمائات طائفية وعرقية ودينية فلقد أثبتت الأحزاب السياسية ذات الطابع الطائفي والقومي بعد وصولها الى السلطة ومن خلال أدائها الحكومي وممارساتها اليومية بأن رؤيتها السياسية الضيقة والمحصورة بمحيط مصالح قومياتها وطوائفها تحول دون النهوض بالبلد ومداواة جراح وآلام أبنائه التي مر عليها أربعة عقود وآن لها أن تنتهي .
يجب على الشخصيّات والقوى والأحزاب الليبرالية واليسارية والديموقراطية العراقية بمختلف توجهاتها أن تعي بأنها اليوم أمام تحدّ مصيري يتوقف عليه وعليها مصير العراق ومصير الملايين من أبناء شعبه الذين يريدون العيش فيما بينهم بسلام وألفة ومحبة بعيداً عن تقسيمهم الى كانتونات طائفية وعرقية.. لذا يجب عليها اليوم أن تكون بمستوى هذه المرحلة العصيبة والخطيرة من تأريخ العراق وأن تنبذ الخلافات التي بينها أن وجدت مهما كان حجمها فهي تهون أمام العراق.. وما يجري اليوم من تحرك تقوم به بعض هذه القوى والشخصيات بأتجاه توحيد جهودها السياسية ودخولها في الأنتخابات القادمة بقائمة واحدة بادرة أمل طيبة تستحق كل الدعم والمساندة خصوصاً ضد من بدأ وسيحاول خلال الفترة القادمة تشويه صورة وسمعة الكثير من هذه القوى والشخصيات .
والأعلام.. هذا السلاح الخطر ذو الحدين.. فبهذا السلاح قد تشعل حرباً أو قد تطفئها.. قد تنشر السلام والمحبة وقد تنشر الموت والدمار.. فهنالك اليوم فضائيات عراقية توحد وهنالك أخرى تفرق.. هنالك فضائيات عراقية توحد بخطابها الأعلامي أبناء العراق وتعملان كصمامات أمان مهمة للحفاظ على وحدة أبناء هذا الشعب في حين تقوم فضائيات عراقية أخرى بأستعمال خطاب إعلامي خاطيء وخطير عليها أن تعيد النظر فيه خصوصاً وقد باتت تطغى عليه بشكل واضح أما النزعة الطائفية أو القومية.. لذا على كل منظمات المجتمع المدني ودعاته العمل على التحذير من بعض الفضائيات العراقية التي تفرق بين أبناء الوطن الواحد وتقسّمهم الى كانتونات طائفية وعرقية ودعم الفضائيات العراقية التي تدعوا الى الألفة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد .
لقد أثبت العراقيون بتلاحمهم الوطني بعد فاجعة الجسر بأن ما يقال من أنهم منقسمون على أنفسهم الى سُنّة وشيعة وكرد وعرب وتركمان وأسلام ومسيحيين وصابئة ما هو إلا هراء في هراء وكلام مسموم يراد منه تدمير بنية هذا البلد وتفتيت نسيجه الأجتماعي الذي كان وسيبقى عراقياً أولاً .
فالعراق ليس حكراً على طائفة أو قومية بعينها وليس لأي من قومياته وطوائفه الحق في الأدعاء بذلك بل أن العراق لكل العراقيين دون أستثناء.. والعراق ليس حكراً لأكثرية قومية أو طائفية فيه فهذه الأكثرية القومية والطائفية تتلاشى أمام التنوع الفكري لأبنائها الذين يفصلون تماماً بين أنتمائهم لوطنهم العراق أولاً ومن ثم لقومياتهم وطوائفهم أي أن العراق لكل من يشعر بأنتمائه لهذا الوطن مهما كان حجم قوميته الأثنية أو طائفته الدينية .

مصطفى القرة داغي
[email protected]






#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
- البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...
- ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية
- الأنتخابات وتداعياتها على مستقبل العراق
- هيستيريا الأنتخابات
- هل الأنتخابات فتوى شرعية أم ممارسة ديمقراطية ؟
- المهمة الصعبة لمنظمات المجتمع المدني في العراق
- المواطن العراقي بين الخدمات والأنتخابات
- ما للملكية و رجالها أضعاف ما عليها وعليهم
- السلطة بين ثقافة النخبة و ثقافة العوام
- أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى القرة داغي - العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع