أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى القرة داغي - ياساسة العراق الجديد.. تجتمعون وتفرقوننا















المزيد.....

ياساسة العراق الجديد.. تجتمعون وتفرقوننا


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 03:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عجيب وغريب حال ساسة العراق الجدد.. فهو كغرابة حال العراق الجديد.. ففي هؤلاء الساسة ميزة غريبة بدأ العراقيون ينتبهون أليها وبالأخص في الآونة الأخيرة.. أذ بعد أنتهاء الأنتخابات الأخيرة ومارافقها من ممارسات وصراعات وسجالات أقل مايقال عنها بأنها كانت غير نظيفة بين المتنافسين والتي كان من ضمنها تراشق الأتهامات بين هؤلاء الساسة وتسقيط بعضهم للبعض الآخر ووصف أحدهم للآخر مرة بالأرهابي وأخرى بالبعثي وثالثة بالصفوي ورابعة وخامسة و... وماتلاها من تشكيك مبرر ببعض نتائج الأنتخابات وتلويح للبعض بتكوين فيدراليات على أساس طائفي هنا وهناك وتهديد من البعض للبعض الآخر بخيارات وصلت الى حد العصيان المدني بل وأستخدام السلاح.. فوجيء بهم العراقيون بعد أعلان النتائج الأولية لهذه الأنتخابات وهم يعقدون إجتماعات مكوكية بين قصر وآخر تتخللها ولائم تقام على شرف من وُصِف قبل أيام بالأرهابي أو البعثي أو الصفوي وكنا نرى الأبتسامة لاتفارق شفاه هؤلاء الساسة بل وعلامات الحب والمودة بدت واضحة في عيونهم لبعضهم البعض.. وهنا دخل العراقيون في حيرة ولبس من أمرهم لما يحدث.. فتارة يرون هؤلاء الساسة وكأنهم أعداء لدودين لبعضهم البعض كالحية والبطنج وتارة أخرى يرونهم أخوة متحابين كالسمن على العسل !!.. حتى أصبحت ألسِنة أغلب العراقيين تردد مقولة فناننا الكبير الراحل جعفر السعدي رحمه الله التي كان يقولها دوماً في مسلسل الذئب وعيون المدينة " عجيب أمور غريب قضية ! " .
ففي الوقت الذي يُحَرّض فيه بعض هؤلاء الساسة في خطاباتهم التي يلقونها على المواطنين البسطاء في بعض مناطق ومحافظات العراق ضد بعضهم البعض ويزرعون في نفوسهم الضغينة والعداء لأبناء جلدتهم في مناطق ومحافظات العراق الأخرى بدعوى أن لهم ثقافة مختلفة وتأريخ مختلف ومذهب مختلف وأنهم جُمِعوا بالقوة في بلد مصطنع إسمه العراق ويقولون لهؤلاء بأن تلك الطائفة أو تلك القومية هي عدوة لكم وتنوي إبادتكم وكانت المسؤولة عن إضطهادكم في حين أن أغلب من كانوا يضطهدونهم هم أبناء طائفتهم وقوميتهم الذين كانوا من أزلام نظام جَمَع في صفوفه أناس من جميع شرائح الشعب بدون أستثناء.. نراهم يجلسون جنباً الى جنب في الولائم التي تقام يوماً في قصر ( عفواً ) محمية فُلان في المنطقة الخضراء ويوماً في قصر ( عفواً ) محمية عِلاّن في المنطقة الخضراء يتبادلون التحايا والقُبل ويتباهون أمام عدسات المصوّرين بأنهم أخوة ومتوحدين وهم بالفعل كذلك ولكن ليس على مصلحة العراق بل على مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية الضيّقة وكأن شيئاً لم يكن.. وأصبحت مقرات بعض الأحزاب التي أحرقها أتباع أحزاب أخرى وحياة مرشحي بعض القوائم التي أغتالتها رصاصات قوائم أخرى وسمعة بعض الشخصيات السياسية التي شوهتها أبواق شخصيات سياسية أخرى أيام الأنتخابات في خبر كان .
كما إن تغليب المصلحة الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة على مصلحة العراق يبدوا اليوم واضحاً وجلياً في مسألة تأخير تشكيل الحكومة.. فبعيداً عن كل التبريرات الفارغة لهذا التأخير يعلم الجميع بأن السبب الحقيقي الذي يقف وراء تأخير تشكيل الحكومة هو مسألة توزيع المناصب الرئيسية والوزارية السيادية في الحكومة القادمة بين القوائم الفائزة بل وحتى غير الفائزة والأحزاب المنضوية في داخلها بل والنزاع على مناصب و وزارات بعينها كون كل قائمة وحزب من هذه القوائم والأحزاب يريد أن يسيطر على مايستطيع من مرافق الدولة الحساسة ليؤسس له فيها قواعد متينة خلال الأربع سنوات القادمة بحيث لن يكون بامكان الآخرين بعد ذلك أضعافه وبالتالي ليبدأ بعضهم في تصفية الآخر بشكل علني بعد ان تنتهي فترة شهر العسل التي يمرون بها في هذه الأيام .
صدّقوني أنا أرثي لحالكم الآن ولما سيؤول أليه حالكم في المستقبل.. فخطاباتكم وطروحاتكم التفريقية والتحريضية لأبناء طوائفكم وقومياتكم ضد أبناء جلدتهم من أبناء الطوائف والقوميات الأخرى قد تجد صداها لدى فئات معينة من أبناء العراق وفي مناطق هنا وهناك في محافظات معينة من أرض العراق حيث توجد كثافة سكانية كبيرة لطائفة معينة أو قومية معينة والتي وكما يقول المثل المصري لاتزال ( سارقاها السِكّينة ) ولكنها وأنا كلي ثقة سرعان ماستستفيق من هذه الغيبوبة التي أدخلتموها فيها لتعود الى رفض طروحاتكم وهجر خطاباتكم التي تريد أن تحول العراق ذلك الحب الكبير لكل العراقيين الى أشلاء متناثرة وشعبه الى طوائف وقوميات وإثنيات متناحرة.. وبالمقابل فأن طروحاتكم هذه لم ولن تجد لها يوماً على الأطلاق صدى لدى غالبية أبناء المدن ذات التركيبة المتنوعة كبغداد والموصل والبصرة وكركوك وبابل وديالى حيث يعيش العربي والى جواره في محلة السكن أو دائرة العمل الكوردي والتركماني والآشوري والعكس ويعيش السُنّي والى جواره في الشارع أو المدرسة أو محل العمل جاره الشيعي أو المسيحي أو الصابئي أو الإيزيدي والعكس أو حيث آلاف العرب متزوجين من كورديات وتركمانيات وآشوريات والعكس أو آلاف المسلمين الشيعة متزوجين من سُنّيات أو مسيحيات أو صابئيات أي بمعنى آخر حيث الفسيفساء العراقية تتجلى بأروع وأجمل صورها والتي لم ولن تستطيعوا تشويهها وتحطيمها وتمزيق جمالها بأي شكل من الأشكال ومهما أبتدعتم من أنظمة وقوانين ومهما دغدغتم من مشاعر طائفية وإثنية لأن من سكنوا وعاشوا هذه المناطق ومنذ مئات السنين أثبتوا ولايزالون يثبتون يوماً بعد آخر كذب إدعائاتكم بأن الأمة العراقية أمة مستحدثة وغير موجودة في التأريخ بل على العكس برهنوا ولازالوا يبرهنون وسيظلوا يبرهنون بان الأمة العراقية أمة موجودة وقديمة قِدم التأريخ الأنساني بل هي من أعرق الأمم وأعضمها وستبقى الى ماشاء الله رغم عاديات الأيام والسنين .
فهل هذا هو مشروعكم الحضاري والديموقراطي الذي وعدتم به العراقيين والذي كنتم تبشرونهم به أيام كنتم في المعارضة ؟
لماذا نسمع حديثكم في الأجتماعات الخاصة وجلسات تقاسم السلطة وتوزيع المناصب أخوي وتضامني وحين تظهرون لنا في العلن ترفعون وترددون شعارات العداء والتفرقة ؟
لماذا نرى إجتماعاتكم الخاصة وجلساتكم لتقاسم السلطة وتوزيع المناصب برداً وسلاماً عليكم في حين تشعلون الأرض تحت أقدام العراقيين وتحرضون طائفة منهم على أخرى وقومية منهم على أخرى متى ماخرجتم تخطبون بهم في الشوارع وفي فضائياتكم الخاصة ؟
لماذا نراكم داخل جدران المنطقة الخضراء بولائمها وقصورها وحدائقها ومسطحاتها المائية مجتمعين وخارج أسوارها حيث لون الدم الأحمر يصبغ أجساد العراقيين متفرقين يرمي أحدكم الآخر بشتى أنواع الشتائم والأتهامات ؟
لماذا نراكم على تفرقتنا مجتمعين وعلى توحيدنا متفرقين ؟
الجواب على مايبدوا وللأسف هو أن إجتماعكم ومصلحتكم هي في تفرقتنا وعلى العكس من ذلك فأن إجتمعنا وتوحدنا تتفرقون وتذهب مصالحكم أدراج الرياح.. لذا أرى بأنكم ستستمرون في هذه اللعبة الى حين ولكن يبقى السؤال.. ألى متى ستستمرون فيها ؟.. والى متى ستنجحون في تمريرها على الشعب العراقي المبتلى بكم ؟.. في ظني لن يطول الزمن حتى يأتي اليوم الذي سيقول فيه هذا الشعب العظيم كلمته.. ونصيحتي لكم أن تعيدوا حساباتكم جيداً قبل أن ياتي ذلك اليوم .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائمة العراقية الوطنية.. نواة للعراق الذي نريد وتحالف يبشر ...
- أين منا يا فيصل الأول.. عراق أنت به ؟؟
- العراق الجديد والمعادلة الخطأ
- العراقيون يقررون مصيرهم ومصير العراق
- ملفات الفساد بين مصلحة الوطن وتصفية الحسابات السياسية
- العراق يكون أو لا يكون هذا هو السؤال ؟
- الأعلام العراقي بين الحيادية والأنحياز
- العراق ونزيف الدم الذي لا ينقطع
- شموع في دهاليز الظلام
- ذكرى أنقلاب 14 تموز في العراق وتصحيح المفاهيم
- مجتمعات أنسانية أم مفاقس لتفريخ الأرهاب ؟
- الأعلام المسموم للأخوة والأشقاء
- حذاري ممن يسعى لتدمير العراق
- البرلمان العراقي المنتخب وأستحقاقات عاجلة يجب أن تُحسم
- أنقلاب 8 شباط 1963 وأغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم .. جريمة ت ...
- ساسة العراق الجديد واللعب مع الكبار
- كلمة حق بحق قناة الشرقية
- العراقيون الغيارى يرسمون صورة المستقبل
- تغيير القناعات .. وتحالفات العراق الجديد
- الأنتخابات العراقية والتسويق لبعض القوائم الأنتخابية


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى القرة داغي - ياساسة العراق الجديد.. تجتمعون وتفرقوننا