أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - العبيدُ يهزمون العبيدَ .. مديحًا!














المزيد.....

العبيدُ يهزمون العبيدَ .. مديحًا!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 07:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



أن تُهزَم دولة في حرب مع عدو خارجي أقل فداحة من أنْ يهزمها أدباؤها وإعلاميوها ومثقفوها المحصّنون بالتاريخ والجغرافيا واللغة!
الهزيمة الداخلية بضلعيها اللغوي والمديحي للسلطة عارٌ بكل المعايير، ومناهضة للأخلاق، ومعاكسة للقيم الروحية، فالأمة التي يتسابق مثقفوها في كيل المديح لسيد القصر؛ سيأتي الوقت الذي يمتدحون فيه فأرًا ميتـًـا إذا ترشح لسيادة القصر.
الأمة التي لا تُفرّق بين الصوت والسوط تُهيل الترابَ على مستقبلها؛ فلا يكفي أنْ تسخر في غرفة مغلقة ومظلمة من خلف ظهر الحاكم، فالجُبن له عدة وجوه وقلب واحد إذا حرَّكت الرياح ورقة من فرع شجرة سقط بين الأضلع قبل أن تصعد الروح.
كلما امتدح مثقف أو أديب أو إعلامي أو شاعر في عبقرية حاكم متخلف وكاره للثقافة وخصم للغة وعدو للمعرفة؛ أحسستُ بضربة كف غليظة تصفع قفاي من الرأس إلى الظهر!
نعم، أكلُ العيش مُرٌ، والأمَرّ منه ابتلاع الغائط الجاري من مواسير قصر الحاكم، ولا أبالغ إذا قلت بأنني أعرف الكثيرين تبرعوا بالتهام غائط سيدهم؛ وتلذذوا به.
في السنوات القليلة المنصرمة أصابتني أقلام وألسنة عِجاف بغثيان لم يَمُر عليَّ مثلـُه طوال نصف قرن.
إذا لم تصطك أسنانهم وترتعش ركبهم، تبرعوا بهزّها وتحريكها؛ فالحاكمُ يغضب من أيِّ إشارة لا يرسلها المثقف والإعلامي والنخبوي والأكاديمي ممهورة بتوقيع العبد الذليل والمطيع ولو كان عقله يزن مئةً من زويل ومجدي يعقوب، فالعبودية المختارة قدَرٌ لا فكاك منه.
خسرت عشرات من أصدقاء وأحباب كانوا يمنحونني الدفءَ الفكري، والفهمَ الوطني، واللسان الذي يصهل في الساحة قبل المعركة.
في سنوات قليلة كان الكرباج الواحد والوهمي ينزل على ظهورهم دفعة واحدة، وهُم على أهبة الاستعداد ليخسروا وطنهم وأهلهم وفلذات أكبادهم وصلة الرحم وصداقة العُمر من أجل أن لا تقدح العين السليمة لحاكم أعور شرارة وغضبا؛ فالأخبار العشرة الأولى من تسعة لم تُشر لعبقريته.
ملعون من يزعم أن حاكمنا وسيدنا لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما!
ملعون من لا يصدق أن حاكمنا سيقف على يمين الله، عز وجل، يوم القيامة ليحاسب الناس وشعبه والأنبياء والمرسلين!
يبدأ الإيمان من الغضب، ولكن كيف تقنع أبناء شعبك أن الجزائريين هم أنبياء 2019، تماما كما كان الينايريون في مصرأنبياء 2011بدون ختم النسر من البيت الأبيض؟
أيها المثقفون والصفوة والنخبة والإعلاميون والأكاديميون والدعاة الدينيون،
عودوا إلى مقاعد الدراسة الابتدائية، للبدء في تعلُّم القراءة والكتابة والأخلاق والمباديء والشجاعة ونجدة الملهوف والفروسية، أو اقتلوا أنفسكم لعل الله يستبدل بكم آخرين تحل فيهم روح الكون، فتهرب الجنُّ من الأكف والألسن والقلوب التي في الصدور.
هذا ملخص لحكاية خسارتي لأصدقاء ارتدوا لبعض الوقت ملابسَ الأنبياء، فصدّقتهم قبل أنْ يصفقوا لسيد القصر فتـَـبْين أنيابٌ في أفواههم بدلا من الأسنان، حتى لو كانت صفراء .. فاقعة وباهتة!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 18 مارس 2019



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمةُ في البِدءِ وليستْ في القبر!
- خطاب الرئيس السيسي الذي لم يُلقه بعد!
- رضا القاريء والسلطة أَمْ .. عيون أولادي!
- كوابيس الشعب وأحلام الطاغية!
- وأخيرًا غضب المصريون!
- عبد الناصر والسيسي .. المقارنة المبكية!
- قراءة في وعي فنان.. خالد أبو النجا!
- لم أصل لنقطة النهاية بعد!
- الإسلام ليس اللغة العربية التي تكرهها!
- رصاصة الرحمة على خط الدفاع المصري!
- السخرية اليتيمة تعمل لصالح الطاغية!
- أمة ترفض الشفاء وتستمتع بالمرض!
- فاطمة ناعوت و .. عُش الدابير!
- لهذه الأسباب أدعو محمد بن سلمان للانتحار!
- تجديد جواز سفري النرويجي!
- رسالة مفتوحة إلى النائبة الكويتية صفاء الهاشم!
- أعتذر للملك محمد السادس فالساخرون جاهلون!
- هكذا تبصق المصريةُ على خمسة آلاف عام!
- الخطأ الذي وقعت فيه فاطمة ناعوت!
- لا يصدّق المصريون أن اللهَ نفخ فيهم من روحه!


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - العبيدُ يهزمون العبيدَ .. مديحًا!