أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (59)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (59)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 18:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و بعكسه، بدلا من الخجل من وجود الفراغ المعرفي و الحاجة الى اللجوء الى النتاجات العقلية للامم الاخرى كصلب سياسة السلطة، فكان ما يحل محل هذا هو التكبر و الافتخار بالماضي و النظرة الدونية الى الشعوب الاخرى و نتاجاتهم. ان الفكرة لما وراء طلب الكندي هي اشارة الى ميل اجتماعي للتحرر من التخلف العقلي و الحضاري، اما الخطاب السلفي هو خطاب تقديس الماضي و تصوير الاخرين كشعوب بعيدة عن النعمة. ومن هنا اننا نتمكن من ان نربط هذه الملامح الرئيسية من عدم الخجل في الاعتماد على الاخرين في بناء الذات بالمسالة الاثنية و دوره في عصر الخلافة العباسية، او الاصح ان نقول احد تلك الافرازات الاجتماعية لخطاب الانفتاح امام ثقافة الشعوب الاخرى هو عبارة عن مشاركة الاعراق و الاديان المختلفة بشكل كبير في الحضارة الاسلامية في مرحلة السلطة العباسية الاولى مقارنة بجميع العصور و المراحل الخلافة الاسلامية، و حتى ظهور الخلافة العباسية الذي في اساسها و منذ البداية التي كانت للوقوف امام السلطة الاموية و التي اعتمدت على الجنس العربي و العصبية الاثنية لادارة شؤون الدولة. لذا فان القسم الاكبر من القوميات الاجنبية في اطار السلطة العربية كانوا داعمين للعباسيين على اقل شيء، و منهم الفرس و الترك و الكورد و بقية القوميات الاخرى. و كان لتلك القوميات بذاتهم و بالاخص السريانية والفارسية دور قاطع في تنمية عملية الترجمة و تنمية العلوم في المجتمع الاسلامي. المنصور و كما اشتهر كاول رجل السلطة الذي كان له الدور في ترجمة الكتب من السريانية و الاجنبية، مثل كتاب ( كليلة و دمنة) و كتاب ارسطو حول المنطق و اقليدس و الكتب اليونانية، ولهذا السبب كان الناس يقراون هذه الكتب و اعتادوا و ادمنوا عليها (36)و بالشكل نفسه اُعتبر اول خليفة الذي يهب السلطة للموالين ( اي المسلمين من غير الاعراب) و جعلهم في مقدمة العرب( 37). لذا عندما ياتي شخص كالسيوطي و يروي ثتاريخ الخليفة منصور بعد مائتين و خمسين عاما مرة اخرى، بعد سيطرة خطاب المشرعين و رجال الحديث على الخطاب الرسمي الديني للدولة و المجتمع، و بعكسه واجه خطاب اهل الكلام و الفلسفة بالتكفير و التبديع و المنع (بعد ذلك يقول السيوطي) لهذا السبب و بمجيء المامون ( سنة 198 – 218 ه) ف( خرج الزعامة من ايدي العرب) (38) و تطور هذه الحركة و استمرت عملية الترجمة بشكل نظامي في ظل السلطة العباسية.
فان صورة الخليفة مامون تعاد باستمرار في الكتب التاريخية و الذي يعتبر شخصية مثقفة و مهتمة كثيرا بالثقافة، و في هذا الاطار، يروي خطيب بغداد في اواسط القرن الرابع حديثا عن هذه الخليفة، فيقول؛ قال مامون: ليس هناك اي شيء اهم من الروح و احلى الى النفس و لا اوسع من اموال الدنيا و لا انظف للقلب ولا اوضح من اللغة و لا اكثر مضرورة للباطن و ليس هناك اكثر تناسبا منه و ليس اقل منه محل الخلافات، و لا اوضح من اشاراته و اكثر تعبيرا عنه: من الكتاب الذي يفيد و يقلل الحاجة و يقلل الشر و تصح العافية، كالكتابن فهو الناطق الذي لا يضجر و صديق لا ينتهي، و رفيق ال يخفي عنك شيئا، و يروي لك الاشياء من العقول القديمة، من الحكمة المنتهية و الامم القديمة، التي اماتته الذكريات، فانه يحييها. انه يجدد الذي اقدمه الزمن و يُظهر ما اخفته قلة العقل ( 39). بعد ذلك ياتي البغدادي و يروي عن احد وزراء المامون قوله؛( لقد نام مامون و الكتب عند راسه، فقبل النوم او في اي وقت كان يستيقض فينظر اليهم). و بالشكل ذاته فان ( ابن العبري) في القرن السابع الهجري و بشكل مختصر يتحدث عن دور الخليفة العباسي السابع مامون: انه اكمل اعمال جده منصور، و ابتدا بالبحث عن العلم في اماكنه و في الملمكة الرومانية و طلب منهم ان يرسلوا له الكتب الفلسفية . و هم ارسلوا ما اراد، اوصى افضل المترجمين ان يترجموهم بدقة، و عليه و بافضل ما كان لديهم من الامكانية ترجموا له ما اراد، و من ثم شجع على قراءة ( هذه الكتب) و تعليمه، اجتمع مع الحكام و تلذذ من جلساتهم، لانه كان يعلم ان العلماء من اخيار اه ج عند المخلوقات و نخبته لدى العباد (40).



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (58)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 57)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (56)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (55)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 54)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 53)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (52)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 51)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (50)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (49)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (48)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية بعد تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (46)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (45)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (44)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 43)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 42)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (41)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (40)


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (59)