عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 20:05
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
و ان كانت هذه المقولات تعني الجسد، فانهم ترجموها كما هي، و لكنهم عدا عقلهم فانهم مع الانبياء ايضا توضحت لديهم ان لتلك الجسديات معنا شريفا و علوا و سموا و عليه ترجموها بشكل صحيح ( 80). و يرصف عشرة كلمات من التورات التي لها معنى الجسد في الظاهر و انما على المستوى اللغوي اؤّلت كل تلك الكلمات عند علماء اليهود بهذا الشكل، و عليه انه ينتقد المسيحيين و يتهمهم على انهم يؤمنون بجسدية الله! و من هذا الجانب كالمعتزلة يقول ( كلمة و روح الله مخلوقات) (81). و بالشكل ذاته قاضي المعتزلة و في اطار عقيدة التوحيد عند المعتزلة؛ بعدما يقول ان الله ليس لديه جسد و لا يشبه مخلوقاته ابدا، لذا اعتقدوا بان الله لا يتلكم و انما يصنع او يخلق الكلام، عليه فان القرآن مخلوق الله، لانه ان قلنا انه كلام الله يعني ان الله يتكلم و التكلم مساوي بتشبيه الله بمخلوقاته و اعطاء صفة الجسد اليه.
بهذه التفسيرات و التحليلات و التاويلات لنص المقدس و الآيات التي تتكلم عن صفات الله، انها مشابهة الى حد كبير مع تفهم و نهج الفيومي اليهودي، و لقدم المعتزلة و قوتهم و ولادة الفيومي من بعدهم، لنا ان نقول انه قد تاثر باهل الكلام الاسلامي، كما يقول موسى الفيلسوف. و عليه فان التهمة التي تقول بان اعطاء الصفات الجسدية لله هو ارث يهودي فهو كلام يحمل الكثير من الشكوك. و عليه فان احد الباحثين الكبار في علم الكلام وهو مختص في الفكر اللاهوتي الكلامي بشكل عام، في احدى مؤلفاته المعروفة في هذا المجال و في مجلده الاول و بشكل مكثف يتحدث في خمس عشرة صفحة عن ذلك التوجه الذي يعتقد بان اليهود يؤمنون بالتشابه و جسدية الله، ليس صحيحا. و هذا بالعودة الى المؤلفات اللاهوتية القديمة في القرون الوسطى لليهود انفسهم (82).
ان كل هذه التاثيرات الاغريقية و المسيحية و اليهودية و الاديان الهندية القديمة و علم الكلام الاسلامي معا جعل الباحث نفسه يقول في هذا الجانب ( في الحقيقة ان العقيدة و الافكار ينتقلون، و تاريخ العقيدة و الفكر ليس بشيء في الحقيقة عدا كونهم تقليد كانتشار الوباء، و لكن ليكون لوباء الفكر او العقيدة تاثيرا، يجب ان تكون لها تحضيرات و ارضية مسبقة عند الذين تُنتقل اليهم لكي يتاثروا بها (83)، و يمكن ان يكون هذا اصح تفهم في النزعة الاسلامية او اجنبية هذا العلم.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟