افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (27)

عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 16:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

20- قضية التحكيم، احدى الحوادث السياسية المهمة في تاريخ الصحابة و لها علاقتها بالحرب الداخلية، فاندلعت سنة 37 حرب الصفين قرب الحدود السورية، بين الصحابة بقيادة الامام علي ضد المعاوية، اي بعد حرب الجمل بسنة واحدة و التي كانت بين جيش امام علي و عائشة زوجة النبي في البصرة. و استغرقت هذه الحرب ثمانية ايام، لم يقدر اي من الجيشين حسم الحرب بعد العديد من الهجمات الدموية على البعض. و في اليوم الثماني كاد جيش ان ينتصر، اقترح عمرو بن عاص ان يحمل مؤيدو المعاوية القران على رؤوس رماحهم و يرفعوها امام جيش علي، و يطلبون منهم ان يكون القران الحاكم بدلا من السلاح و السيف. في بداية الامر لم يصدقهم علي و قال بانه خدعة، الا انه ارتفع صوت الاعتراص من بين قوات الامام علي لمؤيدي اقتراح عمرو و في النهاية هددوا ان لم يقبله انهم ( على نحو عشرين الف مسلح) يخرجون من جيشه و يؤيدون معاوية، لذا وافق علي على الاقتراح. و في النتجية اتفق الحانبان على يعين كل منهما ممثلا له للحوار حول انهاء هذه الحرب الداخلية. و عليه اصبح ابو موسى الاشعري ممثلا للامام علي و عمرو بن عاص ممثلا لمعاوية، حاور الاثنان لمدة شهر، في هذه الاجتماعات التي تداخلتها حوارات ساخنة وجدالات انتهوا بها من شر هذه الحرب،و اتفق الاثنان على ان تُسحب السلطة من الاثنين و يُعين اخران بديلا كخليفة لهما و به تنتهي الحرب الدموية بين الصحابة و المسلمين، و عليه نفذ ابو موسى وعده و قال لمؤيديه بان علي ليس بخليفة بعد الان، و لكن عمرو بن عاص و بعد ان نفذ ابو موسى ما اُتفق عليه ال انه نكث وعده و نقض عهده و لم ينفذ الاتفاق، و عليه اتهم ابو موسى عمرو بالكاذب و بينما هو وصفه بالجاهل. و بهذا السبب، تمكن جيش المعاوية في غضون تلك الفترة التي ناقشوا و تفاوضوا ان ينظم صفوفه، بينما دخلت الفوضى و التعقيد في جيش علي. و برز اول مجموعة معارضة متطرفة في هذا الحادث و سموا بالخوارج، فهم خرجوا من جيش علي و قُتل الامام علي ب على ايديهم، جاءت روايات هذه الحادثة باشكال مختلفة و طويلة في الكتب التاريخية الاسلامية، و بعد ذلك تركت التاثيرات الفكرية و برزت النقاشات المختلفة منها.
21- نشاة الفكر الفلسفي في الاسلام، الدكتور علي سامي النشار، دار المعارف، القاهرة، الطبعة التاسعة، المجلد الاول، ص 230.
22- المصدر نفسه، ص 23.
23- المصدر و الصفحة نفسها، احدى المشاكل الرئيسية، ان هذا المؤلف للنشار الذي صدر سنة 1954 لاول مرة، يمكن ان يكون تحت تاثير استاذه اي مصطفى عبدالرازق و كتابه ( التمهيد لتاريخ الفلسفة الاسلامية) الذي طُبع في عام 1944و سمّى كل نقاش و تحليل عقلاني اسلامي بالفلسفة، لذا اعتبر نقاشات القضاء و القدر بداية ظهور الفكر الفلسفي الاسلامي. عدا المشكلة الكبرى في كتابه و كتاب مصطفى، و لكونهما اشعريان و يؤمنان بهذا المذهب.
24- نشاة الفكر الفلسي في الاسلام، الدكتور علي سامي النشار ، دار المعارف، القاهرة، الطبعة التاسعة، المجلد الاول، ص230 -231.
25- الاوائل، ابو هلال الحسن بن عبدالله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري( المتوفي نحو 395 ه)، الناشر: دار البشير، طنطا، الطبعة الاولى -1987، ص371.
26- كتاب الاوائل، عروبة الحسين بنة محمد بن اي معشر مودود السلمي الجزري الحراني (المتوفي 318 ه) المحقق: مشعل بن باني الجبرين المطيري، الناشر: دار ابن حزم – لبنان /بيروت، الطبعة الاولى -2003، ص 172.
27- شرح اصول اعتقاد اهل السنة و الجماعة، ابو الفاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي ( المتوفي 418 ه)، تحقيق: احمد بن سعد بن حمدان الغامدي، الناشر: دار طيبة – العسودية، الطبعة الثامنة -2003، المجلد الرابع، ص825.
28 – الملل و النحل، ابو الفتح محمد بن عبدالكريم الشهرستاني ( المتوفي 548 ه)، الناشر : مؤسسة الحلبي، المجلد الاول، ص 43.
29- كتاب القدر، ابو بكر جعفر بن الحسن الفريابي ( المتوفي 301 ه) ، المحقق :عبدالله بن حمد المنصور، الناشر: اضواء السلف، الطبعة الاولى – 1997، ص205/206.
30- الايمان، ابن تيمية ( المتوفي 728 ه)، المحقق : محمد ناصر الدين الالباني، الناشر: المكتب الاسلامي، عمان –الاردن، الطبعة الخامسة -1996، ص 302.
31 – التبصير في الدين و تبيين الفرقة الناجية عن فرق الهالكين، ابي المظفر الاسفرايني، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مركز الخدمات و الابحاث الثقافية، بيروت، الطبعة الاولى – 1982، ص 151.
32 - تاريخ الفلسفة في الاسلام، تاليف الاستاذ ت. ج. ديبور، نقله للعربية و علق عليه: الدكتور محمد عبدالهادي ابو ريدة، دار النهضة العربية، بيروت، بدون تاريخ، ص83.
33- التراث اليوناني في الحضارة الاسلامية، دراسات لكبار المستشرقين، الف بينها و ترجمها: عبدالرحمن البدوي، دار النهضة المصرية، 1940، بحوث في المعتزلة، كارلو فرنسو نلينو، ص202.
34 – العقيدة و الشريعة في الاسلام، اجناس جولدتسهير، مطابع دار الكتاب العربي بمصر، الطبعة الثانية، بدون تاريخ، ص14, و بالشكل نفسه، في كتاب ( مذاهب التفسير الاسلامي، جولدتسهير، ترجمة الدكتورعبدالحليم النجار، مطبعة السنة المحمدية، 1955، ص17( - 174) يعيد تاثيرات المناقشة اللاهوتية للكنيسة الشرقية حول القضاء و القدر عن اهل الكلام بشكل عام و المعتزلة بشكل خاص.
35 – فلسفة المتكلمين، المجلد الاول، المركز القومي للترجمة، هاري . ا . ولفسون، ترجمة مصطفى لبيب عبدالغني، الطبعة الثانية، 2009، ص 118 -121.
36 – مذاهب الاسلاميين، المعتزلة، الاشاعرة، الاسماعيلية، القرامطة، النصيرية، الدكتور عبدالرحمن البدوي، دار العلم للملايين، بيروت -1997، ص112، نقاشات تاثر المسلمين بالقضاء و القدر المسيحة الشرقية و رفضها، ص111 – 120.
37 – العقد الفريد، ابن عبد ربه الاندلسي ( المتوفي 328 ه)، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الاولى -1984، المجلد الرابع، ص252. اكثرية المصادر يروون انه عندما عين يزيد بن معاوية والي الكوفة استشار يحيى و كان يوافق على رايه، و حتى عندما ساله يزيد ما رايك، و اعين من واليا على الكوفة، في الوقت الذي كان حسين و حركته في الكوفة و دعم سكانها الحسين و حركته, قال، ان كان ابوك معاوية هنا كنت تعمل برايه؟ قال يزيد: نعم، اذن عين عبيدالله بن زياد، و عمل يزيد برايه و ان كان غاضبا من هذه الشخصية . ( شاهد تاريخ الطبري ، المجلد الخامس، ص356) و هذا فيه على الاقل اهم اشارتين مهمتين، اولا : قرب يحيى من المعاوية الى حد كان له ان يتكلم باسمه. ثانيا: ثقة يزيد بهذا الشخص، عملا برايه عين شخصا واليا لكوفة و ان كان بنفسه غير رضيا عنه.

#عماد_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل