أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)















المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 17:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل الثالث
من الحروب الدنيوية الى الحروب الدينية
وفق جميع المصادر الثقافية الاسلامية، بعد الخلافات السياسية لعصر الصحابة، فان اول خلاف فكري و عقائدي كان له علاقة بمسالة القضاء و القدر و كما يثبت ذلل الشهرستاني، عند بدعة المعبد الجهمي (1) و كذلك البغدادي و قبل اكثر من مئة عام منه، يقول عند نهاية مرحلة الصحابة برزت الخلافات عن القضاء و القدر و القدرة، و كما يقول كل من الغيلاني الدمشقي و المعبد الجهمي و جعد ابن درهم (2). و قبل هؤلاء جميعا، كان الفريابي في نهاية القرن الثالث الهجري و بداية القرن الرابع الهجري يقول ان المعبد هو اول شخص تحدث عن القضاء و القدر( 3) قبل ان نتحدث عن علاقة القضاء و القدر بالصراع السياسي و انتهاءا بظهور الفكر الكلامي العقلاني في الثقافة الاسلامية ، يجب ان نقول ان تحديد بداية ظهور الخلافات الفكرية عن القضاء و القدر هو موضع البحث و الدقة الاكثر من الجانب التاريخي او من حيث الشخصية الاولى لمن تطرق لهذا الموضوع. و هناك ادعاءات كثيرة عن هذا و ربما الاكثر قربا من الحقيقة ما تحدثت عنه المصادر العديدة حول وجود شخصية قبل معبد الجهمي و هو عمر المقصوصي الذي كان صاحب توجه و فكر و تحليل خاص و جديد و مختلف حول فهم المجتمع الاسلامي لهذه المسالة. و هو اول شخصية اعتقد بان الانسان حر في تفكيره و افعاله و لم يكتب الله شيئا على جبينه، و الخير و الشر من اختيار الانسان الحر.
و كانت هذه الشخصية هو معلم معاوية بن يزيد بن معاوية، لخبرته و معرفته و شهرته و علمه في الجانب الديني, كان معلما لابن خليفة المسلمين. و اختير من قبل يزيد بن معاوية ليكون معلما خاصا لولده معاوية و كان في الوقت نفسه ولي عهده من بين اولاده الكثيرين، اي ان المقصوص كان مشهورا و بارزا و صاحب خبرة، و الا لو كان بانسان اعتيادي لما اختاره الخليفة يزيد لتلك المهمة. و المقصوص في معنى الكلمة بذاتها انها تعني القصاص الذي يقص القصص و تصبح هذه المهنة كنية له، او منجهة اخرى ان المقصوص اي بدون جناح، و هذا بعيد عنه، لانه من الارجح انه كان قاصا و لقلة القرؤ و المتعلمين في تلك المرحلة و كانت الامية سمة المجتمع فالقاص كان في حينه شخصا مثقفا و له العلم والدراية بالتاريخ السيَر الذاتية و له المعرفة بالشعوب الاخرى و له موقع اجتماعي معروف. كان هذا الشخص لا يعتقد بان شرور الفرد هو قدر و قرار مسبق من الله، بل بالعكس انه اعتقد بانه للفرد القدرة على اتباع اعمال الخير و الشر، و هذا ما كان معروفا بالقدرية في تلك العصور و هو بالعكس تماما لما يعتقده الجميع من معنى القدر حاليا. اي انهم لم يؤمنو بقدر الله، و بعد ذلك اصبح هذا التيار حجر اساس لظهور جماعة الكلاميين المعتزلة في نهاية القرن الاول الهجري و بداية القرن الثاني الهجري (4). او الاصح ان اكبر جماعة للحركة القدرية في التاريخ الاسلامي هم المعتزلة، لذا ان كلمتي المعتزلة و القدرية استعملتا كمرادفتين. و لكن كانت جماعة المعتزلة اصحاب خطاب واسع و عام. عندما مات يزيد المعروف لدى النتاجات السنية بالخليفة الفاسق( هذا عدا النتاجات الشيعية ) بُيع ابنه معاوية ليكون خليفته لكي يستلم السلطة، و استشار معلمه المقصوصي فاجابه قائلا( اما كن عادلا او ابتعد عن السلطة) لذا ابنه معاوية القى خطابا اعلن فيه ، ايها لناس انتم بسببنا (اي عائلة الامويين) ابتليتم و نحن مررنا بالتجربة بسببكم، و كذلك اخذ جدي معاوية السلطة منهم الذين كانوا احق منه ( اي حسن و حسين ابناء الامام علي احفاد النبي) و عليه وقع ما وقع من ما تعلمون، و انه اي جده ربط نفسه بافعاله ( اي محكوم بافعاله) و قلده ابي و لم يكن له سلوك جيد، لانه اقتدى معاوية و قبل باخطائه، انا لا اريد ان اقتدي بهم و اواجه الله العظيم، لذا انتم سلموا سلطتكم لمن تريدون، اقسم بالله ان كانت السلطة غنيمة فنحن ( اي العائلة الاموية) اخذنا حصتنا و ان كانت شرا فعائلة ابي سفيان يكفيهم ما اصابوا به (5). و بعد هذا الخطاب نزل من المنبر و اغلق الباب على نفسه و ابتدا بالعبادة لحين سنة الرابعة والستون الهجرية و مات في السن الثاني و العشرين من عمره. و هناك من يقول بانه استلم السلطة لعشرين يوما و هناك من يقول اربعين يوما و اخر يقول ثلاثة اشهر. و من اجل الثار عن ذلك، فان عائلة الامويين هاجوا المقصوصي و قالوا انت سبب هذا الذي فعله معاوية، و عليه سجنوه و دفنوه و هو حي و قتلوه.
ومن هذه القصة و بروز الفكر الاسلامي المختلف و استخدام العقل في تفسير النصوص الدينية المقدسة، اعتمدنا على مصدر تاريخي اسلامي في اواسط القرن الرابع الهجري، و هناك المصادرالعديدة لبيان تلك الخلافات في هذا المضمار اي العقلانية في التفكير وفق الكتاب المذاهب المختلفة ، و هنا الخلاف كان رئيسيا بين استخدام العقل للتفسيرات و او نقل النصوص المقدسة كما هي، و بعد هذا تطور الامر الى ان وصل الى الاجتهاد من جهة او الاستناد على النص المقدس بشكل مطلق وفق المتمعن و المهتم. اما اعادة الامر الى الفاعل او اعادته الى الله.
و كانت هناك اعتراضات مضمورة في نفسية الشعب امام الامويين نتيجة الوعي السياسي الداخلي قبل التعرف على المؤلفات الاجنبية من الفلسفة و الثقافة العامة، بكلام اخر ان الامويين و من اجل ان ينتصروا على الشيعة بما يفعلون من الامور الشريرة، فاعادوا مصدر شرورهم الى انه من الله، و قالوا بان الوقوف في وجه الخليفة هو الوقوف في وجه الله، لان ارادتهم جزء من ارادة الله و كل ما حدث ويحدث انه كُتب في قدرهم. حول معاوية بن يزيد و سبب استقالته، لا خلاف حوله كثيرا، لكون الخليفة الاموية الوحيد في التاريخ دون ان يواجه اي ضغوطات استقال عن السلطة، و في المقابل حميع الخلفاء الاخرين استداموا في حروبهم و صراعاتهم وقاوموا بشدة دفاعا عن منصبهم و من تقوية موقعهم ، لذا اما قتلوا او بقوا على السلطة لحين وفاتهم. وقبل معاوية الشخص الوحيد الذي لم يتشبث بالسلطة هو الحسن بن علي في سنة الاربعين الهجرية ، وبعد قتل ابيه بايدي الخوارج. مع انه الحكايات الكثيرة عن استقالة معاوية بن يزيد يوردونها باوجه و اشكال متعددة و بتفاصيل مختلفة، و حتى عن حجج استقالته ايضا هناك روايات كثيرة و مختلفة، و هذا ما يوضح لدينا بروز اشكال مختلفة من التفاسير الدينية السياسية. و كما يوضحه البعض ان خطابه كان بسبب عدم قبوله بقمع السلطة الاموية مع ماكان عليه ابوه و جده، و انه يعترف بان الجهة الاخرى و هم علي و ابناءه و الشيعة احق بالسلطة، و هم قُمعوا منذ البداية على الرغم من انهم كانوا يستحقون استلام السلطة، وعليه فان المصادر الشيعية يعتبرون هذا المعاوية الوحيد في عائلة الامويين كان مؤيدا لهم، لانه دعم مظلومية الشيعة. و هكذا فان جماعة المعتزلة ايضا يعتبرون معاوية اول حاكم حقيقي مؤمن اموي كان معتزليا. يعتبرون المقصوصي اول شهيد لمذهبهم. وهذا من منظور على ما كان يعتقد بقدرة الانسان و لم يُلصق الشر بالله.



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (14)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (12)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (11)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (10)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟


المزيد.....




- مشاركة لافتة لعارضة الأزياء السعودية أميرة الزهير في عرض بإي ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مدخل مجمع الأركان العامة في دمشق.. م ...
- تداول فيديو منسوب لترامب بزعم أنه دعا لـ-ضم لبنان إلى سوريا- ...
- ضربة دمشق بعد ساعات قليلة فقط على تهديد وزير دفاع إسرائيل.. ...
- بعد سرقتها في زمن النازية.. فسيفساء بومبي تعود لتسترجع كتابة ...
- أقليات العراق - البحث عن ملاذ دائم في ألمانيا
- لقاء مرتقب بين ترامب ورئيس وزراء قطر.. أمل جديد للتوصل لهدنة ...
- تصريح صحفي حول القرار الحكومي بحل المجالس البلدية ومجالس الم ...
- الديون: سياق ومفاهيم
- وثائق قضائية: لندن وضعت خطة سرية لنقل آلاف الأفغان إلى بريطا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)