أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ايهما المتهم الدين ام العلم ؟















المزيد.....

ايهما المتهم الدين ام العلم ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6095 - 2018 / 12 / 26 - 22:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هناك علاقة جدلية واضحة و صريحة و دائمة وغير حاسمة بين العلم و الدين من حيث العمل او الافرازات و النتائج التي يستنتجه كل متابع من اي منهما و مصدر او اساس كل منهما عقلا و علما و واقعا و ايهما يمكن ان يثبته اي منا على انه هو الحقيقة الساطعة لاي موضوع يمكن ان يبحثه اي متتبع وليس مختص فقط في هذا الاختصاص.
بداية، هل يمكن ان نميز بين المجتمعين العلمي و الديني في اية بقعة في العالم ام هناك خلط بيّن في كافة بقاع العالم بين التوجهات او الخلفيات الفكرية الفلسفية العلمية بنسب مختلفة من منطقة لاخرى، و هناك تمييز بين هذا و ذاك استنادا على التطور التكنولوجي و العلمي، . و هل الصراع دائم بين الاثنين و يمكن لاي منا ان يهمل احدهما و يتبع الاخر في ممارسة حياته ام يمكن التوافق بينهماعلى ارضية مبنية على الحقائق العلمية المعتمدة علىالتجارب المختبرية من قبل العلم قبل الدين او معه. و هل يمكن ان ندعي بشكل مطلق بان احدهما متهم باضعاف الاخر، و هل يمكن بالضرورة ان يكون احدهما صائبا و يمكن ان يكون الاخر مخطئا. و ما هي الاسس العلمية الصحيحة لبيان الاصح و الادق و الحقيقي في وجوده بينهما، ام يمكن ان يكون هذا ايضا نسبي ايضا و يمكن ان نخرج بدين مبني على العلم بعيدا عن الخرافات و الاساطير التي تعتمدها المجتمعات المتخلفة او علم لا ينفي الدين. لو تتبعنا ماهو الاهم لبيان الحقيقة في اصدار الحكم، و هذا ايضا نسبي في بيان اصحية احدهما يمكن ان نعتمد اولا على العقل و الاعصاب بشكل علمي دقيق كي نبرهن على الاستنتاجات التي يمكن ان نخرج بها بعد التمحيص و التجارب و البحوث الجدية في هذا المضمار.
اننا يجب ان نعتمد على الاعصاب و عمل الدماغ و الاجزاء الدقيقة فيه بالذات و كيفية نقل الايعازات و رد فعل كل جزء و التصورات و التحولات التي يمكن ان يخرج بها العملية العقلية لكل التفاعلات الناتجة من المدخلات و جمع المعلومات و المناطق المسؤولة عن كل ايعاز و عمل او منطقة التوجيه و جمع المعلومات الانية و الخزن التاريخي للمعلومات المترسبة و يكف يمكن ان يخرج اي باحث من متابعة بحوثه عمليا و علميا في التوصل الى نتائج تجريبية حقيقية لكل ما يمكن ان نختبره من اي متامل في معرفة منشا الحياة و الكينونة و الخروج من الجزء الى الكل كما هو حال العرفانيين و ما هي الصورة العلمية لذلك و مدى دقتها و صحة التصورات او النتائج المستندة على التحليلات خارج المادة و الدليل الاهم لحقانية اية حقيقة في الموضوعين على حد سواء.
هنا لا نقصد دين ما بعينه دون اخر، و لا نريد ان نستند على مسار التاريخ لكل دين و كيف تطور الفكر و بدا الاسطورة و من ثم هذا الدين لتفسير المحيط و الاستناد على الافكار القوية التي تحتاج الى اليات للفرد الضعيف في البيئة الغامضة من اجل البقاء وهو لا ميتلكه في مثل تلك الظروف، و انما نريد ان نتتبع مسار التفاعلات العلمية و الوصول الى حالة التاكد من ايمان الفرد بقناعة عقلانية ناتجة من التفاعلات العلمية في التحقيق حول الكون و الرب و ماهية الطقوس المؤدية الى تحقيق ما هو علمي بعيدا عن الخرافة ان كان خارج المختبر.
و السؤال الاعم و الاهم هو هل هناك نقطة التقاء بين العلم و الدين اصلا و ما دور الدماغ في كشف اسرار الروحانية او الوسيلة التي تؤدي الى الولوج فى المختبر في بيان حقيقة العلمية لكل منهما و بيان ماهو الميتافيزيقي الصحيح الذي يمكن انكاره بطرق علمية معتمدة. و هل يمكن للعلم ان يساند الدين او بالعكس في حال التقاء نقاط مشتركة بينهما في العمل التجريبي مهملين التحجيم المعتمد النابع من التوجهات الايديولوجية البعيدة عن الحقائق العلمية او اللاهوتية.
المنفَذ العلمي الوحيد للتاكد من صحة اي بحث حول هذا الموضوع هو التركيز حصريا على دور الدماغ و التامل بواسطته في الدين او الغور في اسبار اللاهوتية البعيدة عن الخرافات او الاساطير. و هل يمكن تجاوز الذات و الخصوصيات الذاتية و الموضوعية التي يحمله اي فرد لامكان الخروج من المكان و الزمان للتسامي او التماهي في افضل حالة مع العام او فوق الخاص او ما يمكن الخروج من الاحساس بالذات كما هو حال العملية العرفانية و الطقوس التي تعمل على حجز الذات من الذات و الخروج نحو التسامي و الدخول مع الاعم و في موضع و لحظة معينة كما هو لحظة المتامل الخارج من الواقع او المكان و الزمان.
لا نريد ان نتكلم عن مدى استفادة الفرد العائش في واقع معين من الموجود المترسب تاريخيا سواء مادية كانت ام مثالية، من اجل التامل حول الكينونة و ازلية او ابدية الكون و صغر الفرد مقارنة مع حجم الكون و كيف يمكن للعقل الواصل لهذه الدرجة من الذكاء غير الكافي للغور في ثنايا هذه العلاقة او كشف ماهو الاهم علميا لبيان الاصح بين الدين و العلم, ام المقارنة او الحجب بين الموضوعين خطا في اساسه. و عقلية الفرد و سلوكه و فهمه لما يدور وهو على الارض و في وعيه يختلف كليا عن حالات التسامي التي يتوصل اليها بتفاعلات عقلية دماغية علمية و التي يمكن تحليل حدوثها علميا ايضا كي يكشف الباحث احقية و اصحية اي منهما و من هو الاولى او الاساس في عقل الانسان بعيدا عن الحياة الاجتماعية و متطلباتها و ما المفيد للانسان و الانسانية. لابد ان نذكر بان علم اللاهوت العصبي هو الاهم في هذا المضوع لبيان الرابط بين الدماغ و النواحي الهامة من الدين و للكشف عن العلاقة المثيرة بين العقل و الدماغ و الايمان، و من ثم يمكن الخروج بطريقة لوصف الكيفية التي نشات بها المباديء الاساسية اللاهوتية الخاصة بجميع الاديان المشتركة في نقاط عديدة ان اهملنا الفروقات الشكلية الواضحة بينهم جميعا. و من ثم تخرج من عصارة هذا السلوك او التوجهات العملانية على الارض نتيجة علمية حقيقية دقيقة، او منها تكون مناقضة للعلم متاثرة بما موجود من المعوقات الخرافية و الاسطورية المتوارثة، كي نتدرج في الوصول الى حال يمكن ان نخرج بافكار التي تخص الانسان للتنسيق او التمييز بين التوجهين الديني و العلمي بادلة تدحض توجهات و تصورات اي متتبع غير علمي ان كانت المحصلة خاطئة بعيدة عن الاسس العلمية المثبتة بدلائل واضحة و مقنعة. و هنا لا اريد الاطالة في العلمية الدماغية التي تفرض على الفرد البقاء على ارض الواقع او الخروج من الذات و الوصول الى مافوق المكان و الزمان لانها عملية معقدة تشترك فيها الدماغ و كل جزء منه مرافقا بطقوس حركية متفاعلة معها للتواصل مع الواقع بخيط فكري عقلي اني و الوصول الى التسامي في الوقت و المكان ذاته .
في الشرق و ما فيه و الذي من الممكن تسميته بالمميزات الخيالية او المؤثرات اللاهوتية الاكثر تعمقا، يمكن ان نضع عليه علامات كثيرة من التخلف و التهمة لعدم امكانه الخروج من وحل التواصل مع الميتافيزيقيا و هو متوصل في التراوح فيها. اما الغرب ربما التحرك و التفاعل المتواصل و الجهد المضني دون ريبة او تلكؤ و تراخي، تمكن من الوصول الى مرحلة يمكن ان نعتبرها تقاعد او همش الى حد كبير كل تلك المعوقات الناتجة من العقلية الخرافية و الاسطورية الناتجة من مسيرة الحياة او سياق التفاعلات المختلفة عبر الازمنة الغابرة.
و ان كنا الى حد كبير محايدين من توجهاتنا العلمية المؤمنين بها, فاننا يمكن ان نعتبر المرحلة الحالية هي الزمن الملائم للتنسيق بين العلم و الدين لافساح المجال للمتتبع ان يعمل براحته و حريته في هذا المضمار لبيان الحقائق اكثر و في الزمن الملائم لبيان ايهما الاصح و الاحق علميا الدين ام العلم نفسه بعيدا عن الدين او منسقا معه او الدين البعيد عن العقلانية كما يريده السلفيين و يعملون من اجل ابعاد العقلانية عن الفكر و الحياة و الاستناد كليا على المنقول فقط. و هذا يحتاج لجهود و اساليب و دعم و مؤسسات و عقول و تعاون بين المتميزين و النخبة التقدمية و اصحاب الخبرة و المتمرسين، اضافة الى ما يحتاجه الوصول الى اليقين من تجسيد ارضية للوصول الى الحقيقة عن طريق العلم و المختبر و التجربة، و هذا ايضا يجب ان يبقى بعيدا عن الصراعات الحياتية الاخرى المتعددة عدا الموجودة بين الدين و العلم و الفلسفة كلبٌّ الموضوع الذي نعنيه هنا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا
- متى نصل الى نقطة نعمل فيها بقدر ما نتتقد؟
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ ( 5 )
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟(4)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (3)
- لماذا ترجمت كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (2)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية ؟
- زيارة لها اهداف تكتيكية فقط دون الحلول المطلوبة
- هل تصلح الديموقراطية للمجتمع الكوردستاني ؟
- لم تعد هناك محاولات للبحث عن الحقيقة !!
- متغيرات و ثوابت المجتمع الكوردستاني تحت الضغوطات المتنوعة
- حقا اثبتت تركيا انها دولة القانون كما تفهمها!!
- هل اليساري مدان في كوردستان؟
- اوشكت نهاية عصر المناصفة في كوردستان
- النواب العراقيين تفرّدوا ام تمرّدوا
- رغم كون برهم صالح من المجرَّبين الا انه الافضل لدى المتعصبين ...
- الدكتور جمال احمد رشيد و الزمن الاغبر
- الكورد و الازمة السياسية المستفحلة في العراق


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ايهما المتهم الدين ام العلم ؟