أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)















المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6150 - 2019 / 2 / 19 - 18:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل الثاني
بروز المشاكل السياسية
لم يكن مجيء الاسلام الى المجتمع العربي حدثا دينيا له علاقة بالعقيدة الدينية فقط، و لم يكن عبارة عن عملية لازاحة عقائد التعدد الالهي و تثبيت التوحيد ايضا، و انما اضافة الى ذلك فانه كان قفزة سياسية و اجتماعية، و تحرير هذا المجتمع من الانغلاق على نفسه و فتح العديد من الافاق الاجتماعية و الثقافية الاخرى عنه. وكما كان نبي الاسلام عند فترة معيشته و حياته نقطة الربط و العلاقة لرسالة الله بالمجتمع، و بالشكل ذاته كان زعيما دنيويا لهم، لذا بوفاته توقف الوحي عن النزول و لم ينتظر المسلمون بعد ذلك الوحي ان يحل لهم مشاكلهم الدينية و الاجتماعية و يجيبهم، و عوضا عن ذلك كان لابد ان يبحثوا في النصوص الدينية المقدسة للعثور عن الاجابة الجديدة عن المسائل الحديثة، او ما فرض نفسه هو تفسير و تاويل تلك النصوص عن طريق الاجتهاد ليصلوا به الى قرار و راي جديد. و اصبحت هذه عملية تاريخية طويلة و استغرقت القرون، و مستمر ليومنا هذا بشكل من الاشكال .
الذي ظهر بعد الموت السريع للنبي بداية هو خلافات سياسية و ليس فقهية او دينية، بمعنى اخر ان موت النبي خلف الفراغ الدنيوي الاكثر تاثيرا من الفراغ الديني، لذا فموت النبي قبل ان يكون حدثا دينيا و اجتماعيا كان حدثا دنيويا و سياسيا. بمعنى انه خلّف بعده زلزالا سياسيا الذي تحرك و يتحرك به الساحة الاسلامية، و بعد مدة قليلة، ظهر التاثير الثقافي و الديني له. و لهذا السبب و لمرة اخرى ظهرت الخلافات و الصراعات القبلية في مجتمع شبه الجزيرة العربية، و كان لهذه الحقيقة ردود فعل و انعكاسات قوية على حياة الناس و من كان في ذلك العصر في زمن الصحابة، حربا جمل و صفين و قتل الالاف في تلك الحروب و صراع الموالين للعلي و اهل البيت و مناوئيهم، قتل عثمان بن عفان و الامام علي، مع العديد من اصحاب النبي المعروفين، كل هذا اصبح جرحا روحيا و ثقافيا كبيرا. و بعد تسنم السلطة من قبل العائلة الاموية و حتى قتل احفاد النبي على ايدي جيش الخليفة الاسلامي بنفسه في كربلاء( اي يزيد ابن معاوية) و انبثاق مجموعة الخوارج و الحروب الدموية و قبل ذلك قُسم المسلمون على جبهتي الشيعة و السنة، كان هذا من اهم الملامح السياسية الرئيسية و المشاكل الداخلية في ذلك العصر. بدات تلك الخلافات بموت النبي دون ان يختار بنفسه من يخلفه بشكل قاطع و هو ما ادى الى اندلاع الصراع و الحرب على الخليفة، و اصبحت تلك حربا دينيا و مذهبيا بمرور الوقت، و اصبحت كل مجموعة صاحبة ايديولوجيا دينية خاصة بها مخالفة بشكل كامل عن الاخر. كانت بداية الصراعات شيئا من الحرب الباردة بين جبهة الموالين للامام علي و جبهة الموالين لابوبكر و عمر، و بقتل عثمان تغير ذلك الى مستوى خطير اخر و هو ما ادى الى تقسيم المسلمين الى جبهتين مناوئتين و ضدين و متعصبين امام البعض. جبهة يضمرون مرامهم السياسي وراء الثار لدم عثمان، وجبهة دافعت عن خطابها السياسي باسم الامتناع عن سكب الدماء الاكثر و انهاء الفوضى.
في الكتب الاكثر قدما في الثقافة الاسلامية، الخاص بتعريف المجموعات الاسلامية، كان تكرار النزعة السياسية للخلاف بين اصحاب النبي و المسلمين عن مسالة من كان هو المستحق ان يخلف النبي. مثلا ابو حسن الاشعري السني، في بداية القرن الرابع الهجري، و في بداية اهم و اشهر نتاج اسلامي عن تعريف و تاريخ المجموعات الاسلامية و اولى الخلافات بين المسلمين يقول؛ بعد وفاة النبي، وعن مسالة الخلافة، وقع اول خلاف بين المسلمين( 1) و لكن الىشهرستاني في القرن السادس الهجري في مؤلف مثيل و خاص بعقائد المجموعات و المذاهب و التيارات الاسلامية و غير الاسلامية في التاريخ الفكري الاسلامي، يحدد اول خلاف بين الصحابة، و يقول، كان اكبر خلاف بين المسلمين عن خليفة النبي، و حتى لم يخرج السيف من الغمد في اي وقت في الاسلام عن اي قانون ديني كما سحب عن مسالة الخلافة في حميع العصور( 2). و كذلك الطبري المؤرخ في احد كتبه الخاصة حول العقائد الاسلامية، في الجزء الاول، وقعت خلافات بين المسلمين بعد وفاة النبي، يقول: عندما حدثت اولى الخلافات كان خلافا عن مسالة الخلافة و تعين الامام(3). و يقول و ان هذا الخلاف لم يكن عن التوحيد و لم يصبح خلافا عن التوحيد، اي كان خلافا دنيويا مجردا و لم يكن له اية علاقة بالدين، و ان اخذنا هذا وفق السياق الفكري للمذهب السني للاجابة لهؤلاء الشيعة الذي قالوا ان هذا كان بداية الابتعاد عن الدين، و يمكن بتلك الحجة المذهبية و في اطار العقيدة السنية ان نعتقد بانه صحيح، و لكن ان اخذنا ذلك و نظرنا اليه من زاوية التاثيرات التالية للتقسيم السياسي من الناحية التاريخية، و هو السبب الرئيسي للخلاف الديني و المذهبي، فيتوضح لدينا انه خطا واضح و صريح بشكل كبير جدا كما يتوضح ذلك فيما بعد، لان هذا الخلاف كما كان هو بداية اول خلاف و بروز اول تقسيم للمسلمين على اكثر من جبهة، ففي نفس الوقت اصبح هو النقطة المركزية لفصل و معرفة المجموعتين السياسيتين المعروفين في الاسلام، اي السنة و الشيعة، مثلا ( ابن حزم الاندلسي ) في القرن الخامس الهجري في كتابه الموسوعي حول المجموعات و المذاهب الاسلامية و توجهاتهم، يعرّف الشيعة بان اي شخصي يعتقد بان علي هو افضل شخص لخلافة النبي و الاكثر اهلية للامامة( استلام السلطة) و بعده ابناءه، يعتبر بانه شخص شيعي، وان كان لا يوافقهم في المواضيع الاخرى (4).
و هكذا( ابو حسن الاشعري) قبل قرن و نصف عن هذا، عندما يصل الى الشيعة يقول: يقال لهم الشيعة لانهم موالين لعلي (5)، صحيح هذه المصادر سنية و بالتالي تعريفهم جزء من فهم الجبهة المناوئة للشيعة، و لكن في الحقيقة، في ان الشيعة بذاتهم حينئذ كانوا موافقين السنة عن هذه التعاريف، عدا انهم كانوا لا يعتقدون بان الموالاة لعلي ظاهرة تعود لمرحلة مابعد وفاة النبي، و لكن وفق اعتقادهم ان شيعة ( الموالين) علي، كانوا اولائك في عصر النبي وقفوا خلف علي و كانوا موالين لاهل البيت و اقرباء النبي, و كان هذا بارادة و موافقة النبي بنفسه، و هكذا عند هؤلاء، كانت السنة اولاءك الذين تصرفوا بخلاف ارادة النبي و عندما توفي، ارتدوا عن وصيته لعلي و خانوا رسالته، مثلا اقدم مصدر خاص بالمجموعة الشيعية و تعريفه و الذي وصل الينا، الكتاب المشهور لل( النوبختي) باسم( فرق الشيعة) في القرن الرابع الهجري. النوبختي كعالم شيعي يقول: الشيعة هم جماعة علي الذي يسمون بشيعة علي في عصر النبي و بعده و عروفا بذلك الاسم، و هم الذين كانوا معه باستمرار و اعقتدوا و امنوا بامامته (6).



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (14)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (12)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (11)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (10)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا


المزيد.....




- قرقاش: دعوة وزير إسرائيلي دول الخليج لتمويل العمليات في إيرا ...
- -لا يوجد من هو أقذر من ترامب-.. إيرانيون في طهران يردون على ...
- خريطة تكشف المواقع التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والأمريكية ...
- قبل وبعد.. صور تُظهر ما أحدثته ضربات أمريكا بمواقع إيران الن ...
- كيف تسير الرحلات الجوية في المنطقة وسط استمرار المواجهة الإس ...
- طهران تتعهد بالرد على الهجمات الأمريكية وتهدد بإغلاق مضيق هر ...
- نتنياهو يتوعد باستمرار الحرب على إيران وعدم إنهائها قبل الأو ...
- دبلوماسية على الحافة.. العرب بين التصعيد الأميركي ورد إيران ...
- هل طوت أميركا صفحة نووي إيران بعد الضربات الأخيرة؟
- إعلان فوردو خارج الخدمة.. هل تمثل نقطة تحول في الصراع النووي ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)