أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (36)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (36)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 15:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و عليه، اصبحت العراقيل السياسية و صراعات الاتجاهات السياسية سببا لظهور التفسير و التحليل المختلف للمفاهيم والمعطيات الدينية. و سريعا ما اختلط كل هذه الحوارات الداخلية بالمباديء و العقائد الفكرية الدينية الشرقية و بعد ذلك الفلسفة اليونانية. و كما قلنا اهم دافع للفلسفة هو علم الكلام، و هو علم تفعيل و تشغيل العقل في المسائل الدينية، اضافة الى الاسباب الخارجية كدفاع المسلمين عن العقيدة الاسلامية في المجتمعات التي خضعت للسلطة الاسلامية عن طريق الفتوحات الاسلامية، لانها كانت اصحاب اديان وعقائد دينية و فلسفات مختلفة و ان كانت مخالفة للخطاب الاسلامي كما جاء و تجسد في القرآن.
باختصار في هذه المرحلة و بالاخص عند العباسيين، جُعلت الصراعات الدنيوية دينية، و لكن بشكل يعبّر عن مجتمع بدوي ساذج و متخلف، مع اختلاط القوميات و الحضارات الجديدة بالمجتمع الاسلامي و توسيع السلطة الاسلامية و ازدياد الاجناس غير العربية في المجتمع الاسلامي, توسعت افاق تلك الصراعات و امتزجت مع العناصر الاخرى كالفلسفة، و كان هذا على ايدي المجتمع العربي لشبه الجزيرة العربية و كذلك نتيجة علم جديد هن طريق الترجمة، و عليه فان التيار العقلاني اللاهوتي و اكثرهم تجسيدا لهذا هم المعتزلة و المعروفين ب( المؤلف الحقيقي لعلم الكلام) . المنهج المعتمد في الحوارات و برهان العقائد و المباديء الاسلامية استنادا على العقل، و بعدما ان اعتمدوا على العقل لتاويل جمع تلك الايات و النصوص الدينية التي كانت غير منسجمة و غير مناسبة مع العقل نفسه، و في الخلافة العباسية و في عصر المامون بالذات شهدت ترجمة المؤلفات الفلسفية نموا جيدا. و ان كان تاريخ محاولة المسلمين للتاويل العقلاني للنصوص التي تخص الله و صفاته اقدم من عصر ظهورالمعتزلة، الا انه كان فعلا اجتماعيا و تحول الى عملية فلسفية بدعم السلطة السياسية. و حتى في العصور الاخرى، ان اقدم احد لعمل كهذا و تحت ضغوط انتقادات المؤمنين بالاديان الاخرين لهم، فان السلطة واجهته باشد طريقة.
مثلا في عصر الخلافة الاموية، كان جهد بن درهم مسلم من جنس خراسان، و بسبب قوله ان الله لم يكلم موسى، لكونه لم يعتقد بان يتكلم الله و كل فعل كلام يعبر و يشير الى وجود جسد المتكلم، و هذا الاعتقاد واجه المسيحين الذين قالوا ان المسيح كلمة الله ايضا. و عليه فان خالد بن عبدالله القسري الذي كان قائدا عسكريا للامويين، القى القبض عليه في الكوفة و جعله ضحية عيد الاضحى لسنة (105 ه) و جزه في يوم العيد.
و خطابه هذا خالد معلوم للجميع عندما اعتلى المنبر و قال للجمع؛ ضحوا للعيد الاضحى و انا ضحيت بجعد بن درهم لانه قال ان الله لم يكلّم موسى و لم يجعل ابراهيم خليلا، و عندما نزل من المنبر ذبحه امام ناظر الجميع. في الوقت الذي كان كلام جعد هذا بداية ظهور الخطاب التاويلي العقلاني للقرآن و بشكل يمكن ان يتناسب مع العقلانية الاسلامية الجديدة و الاديان الاخرى، و هو في جوهره دفاع عن مفهوم الله في القرآن، لان صفة كلام الله في القرآن و تاويله بشكل عقلاني كان جزءا من المشروع الفكري الاكبر وفق منهج المدرسة العقلانية، و من اجل منح معنى عقلاني للايمان بالله و في الوقت نفسه للحفاظ على وعي المسلمين ان لا يشبّهوا صفات الله بالانسان. و في الوقت الذي كان هؤلاء هم من يدافعون عن الاسلام امام الهجوم و الانتقادات الفكرية و الدينية للمذاهب غير الاسلامية و بالاخص المسيحيين، لان في الوقت التي توسعت السلطة الاسلامية و الخلافة و اختلطت الثقافات المختلفة في بودقة المجتمعات الاسلامية مما حدا ذلك الى ان تبرز الشكوك عن العقائد و المباديء القرآنية التي آمنت بها العرب البدوي دون اي نقاش يُذكر. و بالاخص عقيدة المسيحيين حول عيسا.
فكما يعتقد رينان؛ بانه كانت مسالة تاويل صفات الله عند المسلمين للاجابة عن انتقادات المسحيين ( 41)، لانه عند المسيحيين؛ كان الله يرسل عن طريق رسله الخطابات و هم من مخلوقيه، و لكن على العكس من ذلك عند المنسيح، ظهر الله و خرج عن طريق كلمة من جسده هو. و عليه فان هذا النبي تجسيد لله في كلمة. في الوقت عند الانبياء الاخرين هو ظهور الرسائل الالهية بواسطة مخلوقاته.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 35)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 34)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (33)
- افول الفلسفة قبل تجليها ( 32)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (31)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (30)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 29)
- افول الفلسفة االاسلامية قبل تجليها ( 28)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (27)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 26)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (25)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(24)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 23)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 22 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (21)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (20)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (19)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (18)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)


المزيد.....




- سجال حاد بين أمريكا وألمانيا بعد اتهام برلين بـ-الاستبداد-
- كيف أصبحت الهوية الكشميرية -لعنة- على أصحابها؟
- أكسيوس: اتفاق قريب بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...
- البنتاغون يعلن عن نجاح تجربة نموذج أولي لصاروخ فرط صوتي بحري ...
- الجيش البريطاني يمنع قواته من إطلاق طائرات مسيرة أثناء التدر ...
- الاستخبارات الأمريكية تنشر فيديو للتغرير بمسؤولين صينيين على ...
- أكبر حصيلة منذ 15 عاما.. وفاة 216 طفلا بموسم الإنفلونزا هذا ...
- إدارة ترامب تعتزم تسريح 1200 موظف في وكالة الاستخبارات المرك ...
- كبرى شركات الأحذية الأمريكية تحث ترامب على رفع الرسوم الجمرك ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (36)