أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (49)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (49)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 15:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


النقطة المهمة هي ان الاسماعيلية و الاثني العشرية مع عدم انسجامهم و توافقهم عن مسالة امام الزمان، و علاوة على ذلك فان النقطة ذاتها تسببت في انقطاعهم و خلافاتهم في التاريخ. و بمرور الوقت اصبحت هذه الخلافات كما هي جميع الخلافات السياسية الاخرى في الثقافة الاسلامية تسببت في الانفصال الايديولوجي و الفكري بين الاتجاهين، و اهم نقطة فيه هي عبارة عن ان الاسماعيليين ذهبوا باتجاه الروحانية و التصوف و العرفانية اكثر من الشيعة الاثني العشر الامامية الذين التزموا بالشريعة و النص الديني، ان كان القرآن او الحديث وفق مصادرهم هم. و اعتمادا على هذا البعد الاسماعيلي اصبحوا اشد اتجاه باطني في تفسير النص المقدس و التدين، و كان صلب بحثهم في فضاء القرآن، و كانت تحليلاتهم الباطنية هي عبارة عن توثيق و تثبيت الامام علي و احفاده، و بيان ان ما في القران جميعه اشارة الى تلك الدلائل عن مبادئهم السياسية ، مثلا يفسرون الآيات ( 12/20) من سورة النبأ ( و بنينا فوقكم سبعا شدادا) اي وضعنا فوقكم سبع ائمة اقوياء و مقتدرين، و عملهم ما بينكم و بين الله ان يكونوا جسرا للتواصل بين العالم والسماء، و هؤلاء هم (سراجا وهاجا) اي ينورون لكم الجانب المظلم و المجهول و هم معلومين و معلنين و واضحين، (انزلنا من المعصرات ماء ثجاجا) يشير الى ذلك العلم و التاويلات التي ينزلها الله عن طريق الائمة السبعة، و عليه اصبح المجهول معلوما و المعلوم منورا و في النتيجة تكون تلك العلوم كالماء البارد العذب التي يسقي العطشان و يصل الى اليقين، و به تُنقذ روح المؤمنين من الهلاك. ( ان يوم الفصل كان ميقاتا) اليوم الذي يرسل الله المهدي و هو الامام الزمان السابع و الاخير، انه ليوم معين. و بسببه ينفصل الشر و الخير، المؤمن و الكافر و في النتيحة يفترق الحق عن الباطل، وياتي ذلك يوم في المستقبل كما هو يوم القيامة( يوم ينفخ في الصور) اليوم الذي يعلم عن دعواته و لم يبق سر فيها و يخرج من الغيب و لم تبق هناك اية حجة لانكاره، لان ( وفتحت السماء فكانت ابوابا) اي فتحت العلم السمائي و السر و المجهول امام الجميع و هذا العلم له العديد من الابواب والمجالات، هذا التفسير الاسماعيلي و ان كان غنوصيا و باطنيا الى اخر حدوده في الظاهر، و لكنه لم يخف الجانب السياسي منه ، و هذه هي نقطة التقاء الغنوصية مع التيار الاسماعيلي الشيعي عندنا، مثلا كُتبت احدى تلك النتاجات الاسماعيلية بالنهج هذا و التي وصلت الينا، و هو كتاب ( جعفر المنصور اليمني) احد المؤيدين و المفسرين للاسماعيلية. عند قراءة هذا الكتاب نتواجه مع الخيال العام الذي يقف وراء النهج الباطني الاسماعيلي و الذي عبارة عن ربط و بيان القرآن كوجه اخر لحقيقة امام الزمان، كنص ان الذي يعنيه هو اثبات و تجسيد الائمة. هذه الشخصية الفاطمية في القرن الرابع يُخرج معنى و دلالات كثيرة من ايآت القرآن التي تكون منسجمة و مساوية مع مبادئهم السياسية، مثلا اول ثلاث آيات من سورة البقرة ( الم، ذلك الكتاب لاريب فيه، هدى للمتقين)و يؤوله، (الم) يعني النبي، و (كتاب) الامام علي، و ( لاريب) اي هذه الحقيقة التي لا شك فيها( هدى للمتقين) اي (علي) هو الهداية للمؤمنين، و عليه يجب ان يلتزموا به و يتبعوه. ( الذين يؤمنون بالغيب) اي الذين يؤمنون بعلم الغيب للائمة، ( يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون) يقول ان المقصود بالصلاة هو الامام الحسين و احفاد الائمة، و عليه يجب ان يعطوا الزكاة لهم (اولائك هم المفلحون) اولئك الذين يؤمنون بها في الدنيا، هم يُقذون في يوم القيامة و تذهب البقية الى الجحيم ( 12). او ( الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) اي اولائك ردوا نعمة الامام علي (13). ( جعلوا لله اندادا ليضلوا عن سبيله) اي اولائك الذين صنعوا لهم اماما شبيها للامام علي( 14), و بالشكل نفسه فانه يربط جميع آيات الوعد و الوعيد في القرآن بمسالة الامامة و بالشكل الذي يكون جمع معاني القرآن يتناسب مع ذلك النهج، وهذا لم يكن شيئا سوى التشجيع و الارشاد للوصول الى الائمة و بعكسه كل الوعيد و الاخطار التي تواجه الانسان تكون بسبب عدم علمهم بتلك الحقيقة، او يعلمونها و لا يعملون بها، و بالشكل ذاته من تفسيرات هذا الامام الفاطمي آية ( التين و الزيتون) يؤوّله على انه يقصد الحسن و الحسين، و (طور سينين) هو النبي و( وهذا البلد الامين) اي الامام علي (15). و بالشكل الباطني ذاته يفسر الآية ( واوحي ربك الى النحل ان اتخذ من الجبال بيوتا و من الشجر) يقول النحل هم الائمة الذين لديهم علم الله، الجبال هم داعية هذه الحقيقة وهم حجج الله عن الناس، الشجر اولئك الداعية الذي هم ادنى من الحجج ( 16). و حتى كلمة الشرك الذي لها علاقة بالله دائما، و لكنه يربطها بالامام علي، لذا عندما يصل الى الآية ( ان الله لا يغفر ان يشرك به و يغفر مادون ذلك لمن يشاء) اي الشرك بالامام علي (17).و من هنا و ما نفهمه و يتوضح لدينا ان امام الزمان ليس بمفهوم سياسي فقط و انما له معنى ميتافيزيقي و هو عبارة عن ربط الوجود بالله، اي حلقة الوصل بين العالم المجهول و العالم المعلوم و هو الامام، هو الشخص الذي هو الصح او الحقيقة هنا، و في العالم، و لكن يكون العلم و المعرفة للاخرة، و هذا هو جوهر الباطنية عند الاسماعيلية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (48)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية بعد تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (46)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (45)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (44)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 43)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 42)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (41)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (40)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (39)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (38)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 37)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (36)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 35)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 34)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (33)
- افول الفلسفة قبل تجليها ( 32)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (31)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (30)


المزيد.....




- مشاركة لافتة لعارضة الأزياء السعودية أميرة الزهير في عرض بإي ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مدخل مجمع الأركان العامة في دمشق.. م ...
- تداول فيديو منسوب لترامب بزعم أنه دعا لـ-ضم لبنان إلى سوريا- ...
- ضربة دمشق بعد ساعات قليلة فقط على تهديد وزير دفاع إسرائيل.. ...
- بعد سرقتها في زمن النازية.. فسيفساء بومبي تعود لتسترجع كتابة ...
- أقليات العراق - البحث عن ملاذ دائم في ألمانيا
- لقاء مرتقب بين ترامب ورئيس وزراء قطر.. أمل جديد للتوصل لهدنة ...
- تصريح صحفي حول القرار الحكومي بحل المجالس البلدية ومجالس الم ...
- الديون: سياق ومفاهيم
- وثائق قضائية: لندن وضعت خطة سرية لنقل آلاف الأفغان إلى بريطا ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (49)