أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية27: الصراع الأبدي بين الأديان1















المزيد.....

قصاصات سيلوسية27: الصراع الأبدي بين الأديان1


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 18:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من المعروف من تاريخ الشعوب والامبراطوريات وبالتحديد من خلال صراعاتها وحروبها واستيلائها على أراض شعوب أخرى، كان ينتج عنها بحسب العقلية السائدة آنذاك، أن الجيوش المنتصرة التي احتلت أراض شعوب أخرى تعلن أيضًا انتصار آلهتها الخاصة على آلهة الشعوب، وديانتها على ديانة الشعوب التي تم احتلالها، فيتم استبدال إله المندحرين بإله المنتصرين وغالبًا بالقوة، وهكذا دواليك، يتم تحويل معابد وهياكل آلهة الشعب المندحر الى هياكل ومعابد لآلهة الجيوش والقوة المحتلة والمنتصرة، ينطبق هذا على كافة الشعوب القديمة الاشورية والبابلية والمصرية واليونانية والآسيوية والاوربية، وهناك ما يشير بشكل من الأشكال الى هذا الانتصار من قبل إله العبرانيين الذي تم اعلانه الاله الوحيد الحق والحقيقي في مرحلة من مراحل تاريخ العبرانيين

استمرت عملية استبدال الاله، وأمة الاله وشعب الأله الذي يمثل هذا الاله في أعلى وأوضح صوره من قبل المسيحية والاسلام بشكل متتابع

فالكنيسة اعتبرت نفسها بديلا عن اليهودية، وأن المسيحية هي اسرائيل الجديد، وهي اسرائيل الحقيقي، وعلى ذلك يتوجب تغييب أو محو اليهود وإبطال اليهودية استنادا الى "لاهوت الاستبدال" المسيحي الذي نشأ منذ القرن الثاني الميلادي، واستمر بقوة لغاية حقبتنا التاريخية، وإنْ كان ظهوره بشكل ليس بالعلني مثلما كان عليه الحال خلال الـ 50 سنة الاخيرة، بل بشكل ضمني مستتر

وحين ظهور الاسلام أعلن هو الآخر بأنه البديل عن اليهودية والمسيحية وعلى كلا الديانتين السابقتين وشعوبهما الايمان بالاسلام والتحول اليه، لأنه لم يعد من سببٍ، بحسب تعاليم وأوامر الاسلام، لاستمرارهما مادام الاسلام قد أصبح بديلا عنهما وبذلك استمرت الحروب والصراعات بين المسيحية والاسلام من أجل البقاء ومن أجل إحلال أحدهما بدلا للاخر
وتبعا لذلك قام المسلمون باحتلال دور العبادة المسيحية واليهودية وجعلوا منها أملاكًا اسلامية، وحولوها الى جوامع ومساجد ومزارات ومقامات دينية اسلامية من دون أن يرفّ لهم جفن بأن ما قاموا به، أقل ما يقال عنه بأنه، سرقة لأملاك الغير

والعالم وشعوبه وهم لا زالوا يعانون من الظاهرة الاستبدالية بين الأديان، التي يحبّ البعض تسميتها بالابراهامية ظهرت الايديولوجيات وأنظمة الحكم المختلفة في تاريخ عالمنا منذ ما يقرب لفترة عشرة قرون ولغاية يومنا حاملة ذات النظرية وذات الظاهرة الاستبدالية مدّعية بأن ايديولوجيتها وفكرها وهدفها له الأفضلية والاولوية على غيرها من الايديولوجيات المتزامنة معها أو التي سبقتها
ومن الطريف أن يتحالف في ظروف كهذه دينٌ معين (وبالخصوص المسيحية والاسلام) بطريقة براغماتية مع السلطة الحاكمة أو مع حركة ايديولوجية ذات سلطة وقوة ونفوذ في مرحلة معينة لا تمت بصلة بالدين يستعملها قادة ورجال الدين كوسيلة من أجل تحقيق مصلحة الاستبدال للأديان الأخرى وتوسيع دائرة نفوذه وانتشاره ودعوة البشرية للانتماء اليه

بالعودة الى ظاهرة أو "لاهوت الاستبدال" من الجدير ذكر ظهوره وأسسه الأولى في المسيحية للقضاء على اليهودية وعلى اسرائيل كشعب وقوم وديانة، كما وردت في كتابات آباء الكنيسة الأولى

ومن هذه الكتابات والرؤى اللاهوتية ـ المغالية المتعالية ـ بدأ عدم اعتراف الكنيسة باليهود لأنها حلت محل اليهود واليهودية واسرائيل، ومن هنا يمكن أن نفهم المصاعب التي ربما واجهتها الكنيسة في الاعتراف بدولة اسرائيل بعد نشأتها باكثر من أربعين سنة في القرن العشرين، ولم يتم الاعتراف بدولة اسرائيل إلا لأسباب دبلوماسية دولية وعالمية لأن الكنيسة المسيحية (كدولة) في كتاباتها وخطاباتها ومواقفها لا تدعوها بالدولة العبرية أو اليهودية أو دولة اسرائيل بل لا زالت تدعوها بالأراضي المقدسة. وربما تنتظر آملة انهيار دولة اسرائيل الدولة العبرية وتشتت اليهود من جديد للاستمرار في صلاحية "لاهوت الاستبدال" الذي لم يتغير في إعتبار الكنيسة هي اسرائيل الحقيقي

فالقديس اعناطيوس الانطاكي في أوائل القرن الثاني الميلادي كتب الى أبناء الكنيسة المسيحية في عام 115 ميلادية للاعتراض على كل ما هو يهودي ورفضه (يذكّرنا هذا الكلام بكلام المرجعية الاسلامية الكبير ابن تيمية بعده بعدة قرون محذرًا المسلمين من تهويد الاسلام). أما ما يخصّ انبياء اليهود بحسب اغناطيوس فيجب قبولهم لأنهم لم يعيشوا بحسب الشريعة اليهودية بل انهم عاشوا بحسب يسوع المسيح
المرجع
اغناطيوس الأنطاكي، رسالة الى المغنيزيين، 8: 10
المغنيزيين هي من مدن الاناتوليا ـ الاناضوليا ـ في آسيا الصغرى وهي في تركيا الحالية


اسرائيل الحقيقي
أول قديس لاهوتي مسيحي استخدم مصطلح "اسرائيل الحقيقي"، كان القديس يوستينوس الشهيد (100ـ 165م) في كتاباته في الحوار مع اليهودي (الشخص الخيالي) تريفو، في تفسيره لكتاب اشعيا 42: 1ـ 4 بأن المسيح هو اسرائيل والكنيسة التي ولدت من أحشائه هي السلالة الاسرائيلية الحقيقية، وهي اسرائيل الجديد
ورؤيته للكنيسة على انها أيضًا اسرائيل الروحي الجديد أسست الى الاعتقاد بان الكنيسة قد حلت محل اسرائيل وتم استبدال اسرائيل بالكنيسة
ومن الجدير ذكره ان البعض من اللاهوتيين المسيحيين اليوم يرفضون فكرة لاهوت الاستبدال التي يعتبرونها لا
تتلاءم مع المسيحية المعاصرة بتاتا


القديس ايريناوس 130 ـ 202 م
وهو من الشخصيات الكنسية المهمة في القرن الثاني الميلادي، وكان اسقفًا على ليون
ألّف كتبًا ضد الهرطقات ، يشير الى اسرائيل باولئك الناجين من الأمم واجتماعهم في جماعة الكنيسة المسيحية ، مستشهدا بالنبي اشعيا 26: 19 وحزقيال 36: 36: 24ـ 25 ويقوم بشرحه الرمزي للآيات بنزع الوعود عن اسرائيل التي كانت موجهة لها في كتب الانبياء معتبرًا الكنيسة هي اسرائيل الجديد والحقيقي، وهكذا يكون العهد القديم خاضعا لقراءته وتفسيره على ضوء العهد الجديد وهذا ما يؤسس للاهوت الاستبدال، ويعتبر ما جاء به القديس اللاهوتي ايريناوس جزءًا مهما من الفكر الارثوذكسي القويم للمسيحية
أما في ايامنا المعاصرة فالكثير من الدارسين واللاهوتيين يقولون عكس ذلك ، بعدم امكانية شرح أو فهم العهد الجديد الا على ضوء العهد القديم لا بل يضيف البعض الى العهد القديم كل الادب الرابيني المعاصر للمسيح وللكنيسة الأولى


ترتليانوس 160ـ 225 م
في كتابه "رد على اليهود" الذي كان فيه مدافعا عن المسيحية يبدو ترتليانوس وهو يقلل من أهمية وضرورة شريعة موسى معتبرًا على سبيل المثال الختان المادي علامة لتمييز اليهود أو اسرائيل بأنهم شعب عدم الطاعة وشعب متقاعد
وفي تفسيره للعلاقة بين التوأمين يعقوب وعيسو بأن البكرسوف يكون خادمًا للصغير، بأنه يشير ضمنًا الى أن اسرائيل سوف يكون خادما للصغيرالذي تمثله الكنيسة، وهذا يعني بشكل من الأشكال الاعتقاد بالفوقية والاولوية على اليهودية وعلى اليهود واسرائيل

ومن الطريف أن الأدب الرابيني ـ اليهودي ـ هو الآخر يعتبرعيسو رمزًا للكنيسة المسيحية، لكن بالمعنى السلبي المعروف الذي يمثله عيسو مقابل يعقوب ـ اسرائيل، على عكس ما كان يتصوره ترتليانوس
والى القصاصة السيلوسية التالية : تحية وسلام



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصاصات سيلوسية26 : المخصيين في الصين
- قصاصات سيلوسية 25 : خصيتاه أنقذتاه من الموت
- من يهيمن على مجلس حقوق الانسان؟
- قصاصات سيلوسية24: الزي الموحّد واللون الخاكي
- وليد المعلم : لا يزال اسمي ترنتي
- بشار الأسد ونظام الملالي : وافق شنٌ طبقة
- قصاصات سيلوسية 23: الماسوريين ونصّ البيبليا
- قصاصات سيلوسية 22 : ألا يستحق من اكتشف الله أكبر جائزة في ال ...
- ايران : هل هي بداية النهاية للمشروع الفارسي الاستعماري؟
- هل تحوّل قرارات ترمب قادة الاتحاد الأوربي الى حمقى ؟
- قصاصات سيلوسية 21 : من المظلة الى الشمسية والمطرية
- قصاصات سيلوسية 20 : ربطة العنق لماذا يمنعها آيات الله الاير ...
- قصاصات سيلوسية 19 : يسوع الأسد
- قصاصات سيلوسية 18 : جنون هتلر بالشوكولاته وبسيقان النساء
- قصاصات سيلوسية 17 : أبّا وبابا روما بين الانجيل والفاتيكان
- قصاصات سيلوسية 16 : من الملكية الخاصة الى الاشتراكية
- محمد جواد ظريف يعترف باستخدام الكيمياوي ضد الشعب السوري
- قصاصات سيلوسية 15 : تاريخ تسميات الكتب المقدسة اليهودية
- قصاصات سيلوسية 14 : إشارات مسيّانية من عهد الآباء والأنبياء
- قصاصات سيلوسية 13 من ايران الشيعية : اليهودي النجس ينجّس مي ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية27: الصراع الأبدي بين الأديان1