أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 15 : تاريخ تسميات الكتب المقدسة اليهودية















المزيد.....

قصاصات سيلوسية 15 : تاريخ تسميات الكتب المقدسة اليهودية


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5842 - 2018 / 4 / 11 - 14:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اليوم هناك استخدامان رئيسيّان شائعان للكتب المقدسة اليهودية وهما : التنخ بالتسمية العبرية، والعهد القديم بالتسمية المسيحية، وربما في الكتابات الاسلامية اليوم أيضًا

ويجدر السؤال، كيف كانت تسمى هذه الكتب قبل أن تظهر هاتين التسميتين؟

في الحقيقة إنه لا يمكنك أن تسمّي كتابًا أو مجموعة كتب قبل أن تتمّ النهاية من كتابتها وجمعها، ففي الحقبة الكتابية التي دامت ما يقارب 1000 سنة لا يتوفر أيّ اسمٍ واحد موحد أُعطي لها

يخبرنا مثلا المؤرخ اليهودي الشهير يوسيفوس فلافيوس عن هذه النصوص في كتاباته، فيسمّيها بـ : الكتابات المقدسة، كما يسميها أيضًا باسم :الكتابات

في الأدب الرابيني كان هناك تسميتان معروفتان وهما : ميقرا (ما يُقرأ أو ما يرتل بصوت عال) أو:ـ " كتفاي ها قوديش" وتعني: الكتابات المقدسة
أحيانا كان يشير الرابيين اليها (الى البيبليا) ببساطة : التوراه ، و النيفييم و كيتوفيم

في القرون الوسطى، في القرن التاسع الميلادي بدأ الكتبة اليهود باستخدام المختصر (تنخ) ولا زال اليهود يستخدمون غالبًا هذه التسمية للبيبليا العبرية، مع أن بعضهم يسميها بالبيبليا العبرية

فالجزء الأول ،" التوراة" ويتم ترجمتها من قبل الكنيسة المسيحية بكلمة "الشريعة" وهذا لا يمثل بدقة ما تحويه مجموعة كتب هذا الجزء التي تتضمن الكثير مما ليس بالشريعة كنصوصٍ روائية (لروايات) ونصوص شعرية، وبنفس الوقت ربما يكون في التسمية تشويه (مقصود ؟) أو عدم فهم لليهودية باعتبارها كديانة الشريعة

فالتوراه بالعبرية كلمة تعني التعليم والارشاد
يطلق على التوراه أحيانًا : البنتاتيوك أي الأجزاء الخمسة لأنها تتألف من خمسة أسفار
وأحيانا تتم تسميتها : كتب موسى الخمسة

أما كتب الأنبياء (نفييم) التي بعض أسفارها ليست أعمالا نبوية، فبعضها يعتبر نصوصًا روائية
من جهة ثانية هذه الكتب تعتبر استمرارية لما بدأ في التوراه، مع أن أنبياء يلعبون دورًا مهمًا في هذه الروايات مثل صموئيل واشعيا وحزقييل والمراثي وحبقوق وزكريا
بتعبير آخر أن جزء الأنبياء من التنخ يتضمن : روايات تاريخية ورسالات لأنبياء. فالروايات تتضمن تاريخ اسرائيل منذ وصوله الى أرض الوعد الى قيام وسقوط مملكة داؤد وسليمان، واحتلال الاشوريين وتدميرهم لمملكة الشمال وأسر غالبية العشائر العشرة ومن ثم الاحتلال البابلي لاورشليم وتدمير الهيكل وأخذ أبناء من اليهودية أسرى الى بابل. ومن ثم رسائل الأنبياء وأسلوبهم الأدبي الشعري (غالبًا) الموجهة الى شعب اسرائيل من قبل الله لتعزيتهم ووعدهم بالعودة وبالفداء الآتي. بربط المجموعتين بشكليهما وأسلوبهما الأدبيين المختلفين يتكون جزء الأنبياء
وكل ماعدا ذلك فيتضمنه جزء الكتوفيم ـ الكتب


للمزيد يرجى الاطلاع على قصاصات سيلوسية ـ 7 المنشورة سابقًا
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=589813



كيف تمّت تسمية الكتب المقدسة (البيبليا) العبرية في كتابات العهد الجديد ومن بعده في كتابات القرآن؟

في الحقيقة إن كتابات العهد الجديد (وهي : الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل والرؤيا) لم تسمّيَ أبدًا الكتب اليهودية بالعهد القديم
ومن الغريب أن القرآن أيضًا لم يستخدم عبارة " العهد القديم " مع أنها كانت مستخدمة من قبل المسيحيين عمومًا

فتأتي تسميات الكتب العبرية المقدسة في الأناجيل ورسائل بولس بأشكال مختلفة سنستعرضها بايجاز من دون ذكر كلّ أرقام الفصول والآيات لعدم الاطالة كثيرًا في المقال

ففي انجيل متى ترد هكذا :ـ
لأنّ هذا ما "كتبَ النبي"، ليتم "ما قال الأنبياء"، "الشريعة وتعاليم الأنبياء"، فهو الذي يقول فيه "الكتاب"، أما قرأتم في "شريعة موسى"، "فالكتاب" يقول، لكن حدث هذا كله لتتم "كتب الأنبياء
وفي انجيل مرقس مثلا: انكم تجهلون "الكتب المقدسة"، أما قرأتم في "كتاب موسى" خبر العليقة، لكن حدث هذا لتتم "الكتب المقدسة"، فتم قول "الكتاب" أحصوه مع المجرمين


وفي لوقا : ـ
كما هو "مكتوب في شريعة الرب"، يسوع للمجرب:"يقول الكتاب"، فهم الذي يقول فيه "الكتاب"، بقيت "الشريعة وتعاليم الأنبياء" الى أن جاء يوحنا، ويقول لهم: جاء في "الكتاب" بيتي بيت صلاة، وشرح لهما ما جاء عنه في جميع "الكتب المقدسة من موسى الى سائر الأنبياء" وهكذا

ومن انجيل يوحنا : ـ
تفحصون "الكتب المقدسة"، كما جاء في "الكتاب"، فتعجب اليهود وقالوا: كيف يعرف "الكتب المقدسة وما تعلّم؟

ومن بولس بعض الاستشهادات
من الرسالة الى الرومانيين
سبق أن وعد بها على ألسنة انبيائه في "الكتب المقدسة "1: 2 ، على ماورد في"الكتاب" 9: 13
و"كتب موسى" 10: 5 ، "الكتاب يقول" ( 10 : 11، 13 ، 18 ، 11: 2، 8 ، 26 ، 34 ، 12 : 19)، وفي روما 15 : 4 كل ماجاء في "الكتب المقدسة". ومن كورونتوس الأولى 15 : 3 ، 4 كما جاء في "الكتب" وهناك العشرات الأخرى من تكرار لهذه التسميات
وهذا يؤكد على عدم وجود الاجماع في فترة كتابة أسفار العهد الجديد حيث لم تكن تبلورت تسمية واحدة موحدة بعدُ للكتب المقدسة العبرية


في القرآن : ـ

نكون زمنيًا في تناولنا للاستشهادات من القرآن، في القرنين السابع والثامن الميلاديين أو ربما ما بعدهما، سنستعرضها بايجاز

من المعروف أن أركان الاسلام هي خمسة، ومن الممكن أن تكون ستة لو أضيف اليها ركنًا مهمًا يشدّد عليه القرآن وهو ركن الايمان بالكتب السماوية الذي يعتبر واجب تقتضيه العقيدة الاسلامية، وهو الايمان بجميع الرسل والأنبياء السابقين وبما أتوا به. وفيما يخص موضوعنا هنا فأن القرآن يذكر اسم : "الكتاب" و"التوراة" و"الزبور" و "كتاب الله"...ففي سورة الانعام : 154 "ثم أتينا موسى "الكتاب" تمامًا على الذي أحسنَ وتفصيلاً لكلّ شيءٍ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون". وفي سورة المائدة : 44 إنا أنزلنا "التوراة" فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله

وربما في الاشارة الى (الربانييون والأحبار) يشير القرآن إلى التوراة الشفهية أيضًا
إضافة الى ذلك، ورود كلمة "الزبور" اشارة الى كتاب مزامير داؤد في سورة النساء : 163

والى القصاصة السيلوسية التالية : تحية وسلام



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصاصات سيلوسية 14 : إشارات مسيّانية من عهد الآباء والأنبياء
- قصاصات سيلوسية 13 من ايران الشيعية : اليهودي النجس ينجّس مي ...
- قصاصات سيلوسية 12 : ظاهرة المسيّا
- كيف تحوّل بوذا الزاهد الى بدينٍ بكرشٍ ضخم
- هتلر يخترع الامرأة الدمية لممارسة الجنس
- مصير قضيب الامبراطور نابليون
- المرأة : نقطة ضعف غاليلو
- قصاصات سيلوسية 11: المرأة علمت غاندي اللاعنف
- قصاصات سيلوسية 10 : من هو خاتم الأنبياء؟ ملاخي خاتم الأنبياء
- قصاصات سيلوسية 9 من روسيا : ب من المخاوف الى مناطق اقامة قس ...
- اسبانيا تحرق كتب اليهود
- قصاصات سيلوسية8 من روسيا : آ مخاوف الارثوذوكس الروس من اليه ...
- قصاصات سيلوسية 7 : من مشاكل البحث في الكتب المقدسة
- من خطط لانقلابي 1963 في فترة 4 أسابيع ؟
- قصاصات سيلوسية 6 : الحياة على الأرض أم في السماء؟
- قصاصات سيلوسية 5 : انشتاين والمجتمع الاخلاقي
- قصاصات سيلوسية 4: مالذي حيّر مارك توين ؟
- المكوس العبرية في العربية
- قصاصات سيلوسية 3 : يسوع كان ناصري أم نزير ؟
- قصاصات سيلوسية 2: يسوع اليهودي، لماذا يزعج المسيحيين؟


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 15 : تاريخ تسميات الكتب المقدسة اليهودية