أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 22 : ألا يستحق من اكتشف الله أكبر جائزة في العالم ؟














المزيد.....

قصاصات سيلوسية 22 : ألا يستحق من اكتشف الله أكبر جائزة في العالم ؟


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 15:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بمعزلٍ عن كلّ ما قيل ويقال وما يمكن قوله. فأن اليهودية بدأت ولادتها بشخصٍ فردٍ عاديّ تحوّل إلى فردٍ غير عادي، الى انسانٍ أحدثَ أكبرَ ثورة في تاريخ البشرية. كان انسانًا بدويًا، عاش قبل 4000 سنة تقريبًا، كان من بلادٍ أطلق عليها اليونانيون الأغريق بعد أكثر من 1000 سنة من رحيله، اسم : ميزوبوتاميا، بلاد بين النهرين.
الثورة العالمية والتاريخية التي قام بها هذا الرجل الفرد، لم تكن ثورة مسلّحة، بل فكرة نمت وتحولت الى حقيقة قلبت بل تحدّت مفاهيم ورؤى البشرية. فكرة جريئة للغاية، فكرة ابتكارية وحيدة قلبت مفاهيم العالم منذ ولدت وانطلقت معه، ولم يتمكن أحدٌ على وجه الأرض من ايقاف مفعولها.
الانسان أعلاه لم يكن إلاّ "ابراهام"، ونسميه بالعربية ابراهيم، وفكرته ـ انجازه في الثورة البشرية الجريئة إنه : إكتشف الله.
ان قصة ابراهام واكتشافه لله لم تروى في كتب البيبليا العبرية لأنه بحسب البيبليا : ان الله بمبادرة منه كشف نفسه لأبراهام وتكلّم معه.
لكن الرواية الابراهامية من خارج البيبليا العبرية، التي يمكن اعتبارها الى حدٍ كبير نقطة البدء للفكر والتأمل الفلسفي للوجود، الذي يُحسب كأسبقية لابراهام في هذا الاكتشاف.
ففي مجموعة القصص الواردة في شروحات "المدراش" يأتي ذكر رواية الاكتشاف، أو الكشف الالهي بالتعبير الثيولوجي.
ابراهام وبينما كان يسير خارج مدينة "اور" أوقفهُ قصرٌ فخمٌ كبير، فأخذ يتفكّر : "هذا القصر ينبغي أن يكون قد جاء الى الوجود بنفسه ؟"، وبدأ يضحك ابراهام على نفسه لهذا التفكير: القصر لم يكن بامكانه أن ينوجد لحاله بنفسه. بناء فخمٌ وضخمٌ كهذا يتطلب وجود معماري وبنّاء. وبدأ وميض التساؤلات والتفكر لدى ابراهام في ربط أمور الوجود ببعضها : العالم أيضًا بكلّ مكوناته المعقدة وجماله يحتاج الى صانع يجعله موجودًا. فالعالم لم يكن موجودًا دائمًا، من الضروري أن يكون له بداية، لا بد من وجود صانعٍ فائق سابقٍ له.
في عالمنا المعاصر النظرية السائدة "أن العالم كان دائمًا، أي أنه أزلي"، النظرية هذه لا تقبل الفكرة اليهودية القائلة بأن العالم تمّ خلقه في لحظة معينة من لا شيء creatio ex nihilo بل تمّ إعتبار الفكرة اليهودية مستحيلة. فالنظريات العلمية والفكرة اليهودية، هل باتتا في حكم اللقاء المستحيل؟
ظهر جورج جامو في عام 1946 بنظرية تحدّت العلماء بقناعة جامو أنّ الكون بدأ في لحظة من الزمن، 15 بليون سنة : من لا شيء. انه لم يحاول شرح الانفجار العظيم، البنغ بانغ Bing Bang ، كما لا يمكن شرح ماقبل الانفجار لغاية الوقت الحاضر. ومنذ الستينات من القرن الماضي أضحى من الممكن الكشف عن الاشعاع الكهرومغنطيسي الذي تنبأت به نظرية الانفجار العظيم وتقييم استنتاجاته. فمنحت الى (أرنو بينزياس مع روبرت ولسون) مُساعدي (جامو) في عام 1978 جائزة نوبل تقديرًا للاكتشاف هذا، بعد 10 سنوات من وفاة جامو.
ولم تتم الاشارة الى المدراش والى رواية ابراهام (!) كرائدٍ ومكتشفٍ للنظرية القائلة بأنه في لحظة زمنية معينة تم انوجاد (خلق) العالم من لا شيء، أو من عدم، الفكرة التي تم تسجيلها باسم غير ابراهام، وتم اعتبار الفكرة في القرن العشرين بحسب قول للبروفسور في هارفارد، (ستيفن واينبرغ) الحائز على نوبل، على أنها من أهم اكتشافات القرن العشرين.
ان من كان يستحق التكريم في اكتشاف الله وفكرة خلق العالم في لحظة زمنية معينة هو ابراهام، الذي يسميه البعض بالنبي ابراهيم، انه ليس بالنبي، انه أول انسان على وجه الأرض تمكّن من اكتشاف الله والحديث معه. مع أن بعضكم لا يصدق، وعدم تصديقكم لا يغيّر شيئًا من ريادة ابراهام.
وبحسب (ستيفن هوكنغ) أحد العلماء من كامبرج فان اللحظة الزمنية المعينة (للخلق) تقع خارج القوانين الفيزيائية الحالية وأهدافها. والى أجلٍ مستقبلي غير محدّد.
وفي الحيث والحين الذي لا يمكن للعلم من أن يدعسَ قدمًا، فان الايمان اليهودي يتحداه بالقول : "في البدء خلق الله : (العالم ـ الكون) السماوات والأرض".
تمامًا مثلما فكّر واعتقد ابراهام بأن الخلق من دون خالق، إنما هو أمر لا معنى له.
فاذا كنت تؤمن هكذا، كابراهام، لا بأس، لكنك لا يمكنك البرهنة عليه تمامًا. مع أن هذا أكثر مقبولا ومنطقيًا جدًا.
وإن كنت لا تؤمن هكذا، أيضًا لا يمكنك البرهنة عليه تمامًا. مع أن خيارك ليس منطقيًا.
والى القصاصة السيلوسية القادمة : تحية وسلام



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران : هل هي بداية النهاية للمشروع الفارسي الاستعماري؟
- هل تحوّل قرارات ترمب قادة الاتحاد الأوربي الى حمقى ؟
- قصاصات سيلوسية 21 : من المظلة الى الشمسية والمطرية
- قصاصات سيلوسية 20 : ربطة العنق لماذا يمنعها آيات الله الاير ...
- قصاصات سيلوسية 19 : يسوع الأسد
- قصاصات سيلوسية 18 : جنون هتلر بالشوكولاته وبسيقان النساء
- قصاصات سيلوسية 17 : أبّا وبابا روما بين الانجيل والفاتيكان
- قصاصات سيلوسية 16 : من الملكية الخاصة الى الاشتراكية
- محمد جواد ظريف يعترف باستخدام الكيمياوي ضد الشعب السوري
- قصاصات سيلوسية 15 : تاريخ تسميات الكتب المقدسة اليهودية
- قصاصات سيلوسية 14 : إشارات مسيّانية من عهد الآباء والأنبياء
- قصاصات سيلوسية 13 من ايران الشيعية : اليهودي النجس ينجّس مي ...
- قصاصات سيلوسية 12 : ظاهرة المسيّا
- كيف تحوّل بوذا الزاهد الى بدينٍ بكرشٍ ضخم
- هتلر يخترع الامرأة الدمية لممارسة الجنس
- مصير قضيب الامبراطور نابليون
- المرأة : نقطة ضعف غاليلو
- قصاصات سيلوسية 11: المرأة علمت غاندي اللاعنف
- قصاصات سيلوسية 10 : من هو خاتم الأنبياء؟ ملاخي خاتم الأنبياء
- قصاصات سيلوسية 9 من روسيا : ب من المخاوف الى مناطق اقامة قس ...


المزيد.....




- بيان للنيابة العامة في مصر بشأن حريق سنترال رمسيس وسط القاهر ...
- غزة.. غارات إسرائيلية وعشرات القتلى وسط أوامر إخلاء لمعظم سك ...
- جهود قطرية وزيارة مرتقبة لويتكوف.. استئناف المفاوضات بين حما ...
- رشيد حموني، يعرض أعطاب الصحة ويستشرف البدائل. أثناء تعقيبه ع ...
- ثلاثة قتلى و2 مصابين في هجوم جديد على سفينة شحن في البحر الأ ...
- مقتل 29 فلسطينيا على الأقل و5 جنود إسرائيليين في غزة
- زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى بريطانيا.. استقبال ملكي وقمة ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام بلغاريا إلى اليورو بداية 2 ...
- سلطات شرق ليبيا تأمر بمغادرة وزراء أوروبيين فور وصولهم لبنغا ...
- انعكاسات كمين بيت حانون على مفاوضات وقف إطلاق النار


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 22 : ألا يستحق من اكتشف الله أكبر جائزة في العالم ؟