|
قصاصات سيلوسية 23: الماسوريين ونصّ البيبليا
سيلوس العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 16:25
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هناك ترجمات كثيرة العدد للبيبليا ـ الكتاب المقدس العبري تم انجازها من قبل جهات مختلفة في أكثرها مسيحية. ومما يلفت الى الانتباه أن العديد من الدارسين ومن يكتبون في شؤون اليهودية يلجأون مثلا الى أي ترجمة يعثرون عليها أو أقربها في متناول يديهم ويستشهدون منها ومن ثم يعتقدون بأنهم قاموا بانجاز بحث في اليهودية. في الحقيقة أن الأمر لا يمكن قبوله بمثل هذه البساطة والسهولة من دون نقد للبحثِ ومدى دقة استشهاداته بنصوص عبرية بشكل مقبول يهوديًا في عصرنا يقوم البعض من الباحثين في اليهودية بالاعتماد على ترجمات (انترلينار) بينسطرية عبرية ـ وبلغة غربية أخرى. وهم على حق في هذا. ومن أشهر هذه البيبليات المعتمدة هي نسخة شتوتغارت الألمانية للبيبليا العبرية لكن النسخة العبرية المتداولة تقليديًا من قبل اليهود هي على الغالب الأعم هي نسخة النص الماسوريت إن نص البيبليا العبري (الحاضر) يسمى بالنصّ الماسوريت masoretic text الماسورا ككلمة من الجذر العبري " م س ر" ـ ماسار، وتعني: تسليم، توصّل، وتعني تقليد tradition ان البيبليا هذه موثوقٌ بها كثيرًا لشمولها بعناية بالغة وكبيرة من قبل الكتبة حين ينسخون منها نسخًا في لفافات، فالتوراه كان يتم نسخها بدرجة بالغة الدقة، لذلك ترى أنه في كلّ السيناغوغات في العالم هناك نسخ متطابقة تمامًا لنفس النصّ، وينطبق ذلك الى حدٍ كبير على باقي الكتب غير التوراه فهناك نسخة من سفر اشعيا في متحف المخطوطات في اورشليم وهي نسخة كاملة للسفر تمت كتابتها منذ 2000 سنة تقريبًا تم العثور عليها في مخطوطات قمران بالقرب من البحر الميت في القرن الماضي، وماعدا اختلافات بسيطة فهي مطابقة للفائف المتوفرة حاليًا ولتلك التي منذ قرون سابقة الذين اشتغلوا على الماسوريت يتم تسميتهم بالماسوريتيين، عاشوا في فلسطين في النصف الثاني من الألفية الأولى، كرّسوا حياتهم للدرس في الكتب المقدسة، ولاحظوا كلّ ما في الكتب بدقة حتى حروف النص الكتابي وأحصَوا عدد المرات التي تتكرر فيها كلّ كلمة، وقارنوا المخطوطات ازائيًا كما أنهم تركوا ملاحظاتهم كهوامش لقراءات مختلفة ووفّروا الكثير من المعلومات الممكنة لانشاء النص المعياري ـ الستاندرد كما أنهم قاموا بدراسة بعض المفردات الخاصة الى الحدّ الذي بحثوا فيه عن الحرف الذي يقع في مركز كلّ النص التوراتي مثلا، وهو الفاف (الواو) من كلمة "جاحون" גחונ (الجيم تقرأ كالجيم المصرية) في كتاب اللاويين 11: 42 ومنذ حينها بدأ التقليد بكتابة أو خطّ هذا الحرف بقياس كبير ومن الملاحطات اللافتة لانتباه الدارسين غير اليهود، وهي من الملاحظات الدقيقة المهمة في الماسوريت أن الآيات الثمانية من الفصل الثالث من سفر صفنيا تحتوي على كل أحرف الأبجدية العبرية ومن ضمنها الأحرف النهائية منها
إحصاء عدد الأحرف التي ترد في التوراه كما يلي
الألف 42377 بيت ـ الباء 38218 جميل ـ الجيم 29537 داليت ـ الدال 32530 هي ـ الهاء 47754 فاف ـ الواو 76922 زاين ـ الزاي 22867 حيت ـ الحاء 23447 طيت ـ الطاء 11052 يود ـ الياء 66420 كاف ـ الكاف 37272 كاف نهائية الكاف الآخرية 10981 لامد ـ اللام 41517 ميم ـ الميم 52805 الميم النهائية 24973 نون ـ النون 32977 نون نهائية 8719 سامخ ـ السين 13580 عاين ـ العين 20175 بي p 20750 البي النهائية 1975 تصادي ـ الصاد 16950تصادي نهائية 4872 قوف ـ القاف 22972 ريش ـ الراء 22147 شين ـ الشين 32148 تاف ـ التاء 36140 المجموع 792077 خلال العصور اهتم الكتبة اهتمامًا كبيرًا ليتأكدوا ويضمنوا النص الدقيق والمضبوط للتوراه لكي لا يتم أيّ تغيير فيه ولذلك قاموا بعملية حسابيّة لعدد كلّ حرفٍ من حروفها وكلّ نسخ التوراه في السيناغوغات في جميع أنحاء العالم لها النصّ ذاته من دون أي اختلاف في أي حرف من حروفها
ملاحظة الى أحد الدعاة الى كراهية اليهود والملقب بالذيب ـ مفتي اوربا ـ فهو في كل مقالاته يحشو ويعبّر عن كراهية اليهود واليهودية التي يخزّنها في عقله وقلبه وينشر منها ثقافة الكراهية، أقول : أنت تجهل اللغة العبرية الكتابية، فلا تحاول أن تترجم مثلما تريد من العبرية وتعتقد بأنك تصحّح الترجمة من العبرية، فهذا الأمر ليس من اختصاصك لأنه صعب ووعرٌ عليك، ومن يتدخل في شأن لا فهم له به عليه أن يتقبل النقد والتقريع أيضًا وأحيانًا ان كلمة אַף في العبرية يا (مفتي اوربا) لها أكثر من معنى، يعتمد على سياق الجملة، مثلما هو الحال في كافة لغات العالم ومنها اللغات الشرقية القديمة يعتمد فيها معنى الكلمة أحيانًا كثيرة على موقعها في الجملة
فكلمة אַף تعني "غضب" عمومًا وغالبًا في كتب التنخ، كما في تكوين 30: 2 ، تكوين 39: 19 ،تكوين 44: 18، تكوين 27: 45 ، تكوين 49: 6 ، 7 وفي خروج 4: 14 ، 11: 8 وبالمناسبة في سفر الخروج تعني دائمًا "الغضب" عدا حالة واحدة، وفي سفر العدد أيضًا وفي سفر التثنية تاتي 13 مرة بمعنى "غضب" فقط، وفي كافة المزامير تأتي بمعنى "غضب"….الخ في باقي الأسفار وتعني أيضًا "وجه" كما في تكوين 3: 19 التي استشهدت بها، 19: 1، 42 : 6 ، 48: 12 الخ وتعني "أنف" أو فتحة المنخر في تكوين 2: 7، 7: 22، وفي باقي الأسفار فقط، ومجيئها بمعنى "أنف" قليل جدًا ويأتي فقط حين يتم الحديث حول النفس أو الدخان أو ماشابه مما يدخل أو يخرج من فتحة المنخار أو الأنف أو ما يتم تزيين " أنف" النساء به من حلي ومجوهرات وحلقات وغيرها وهي قليلة جدًا جدًا . ويضاف الى ذلك فانه ليس في الشرق من عبارة : "عرق انفك" إلا لدى المفتي الاوربي المحترم فالترجمة التي تدعي بأنك تصححها للكلمة في تكوين 3: 19 في مقالك
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=600772
لا تعبّر الا عن جهلٍ في العبرية وفي البيبليا العبرية توخى الحذر مستقبلا والدقة ولا تسخر من قرائك فليس كل القراء جهلة في العبرية مثل مفتي اوربا
والى القصاصة السيلوسية التالية : تحية وسلام
#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصاصات سيلوسية 22 : ألا يستحق من اكتشف الله أكبر جائزة في ال
...
-
ايران : هل هي بداية النهاية للمشروع الفارسي الاستعماري؟
-
هل تحوّل قرارات ترمب قادة الاتحاد الأوربي الى حمقى ؟
-
قصاصات سيلوسية 21 : من المظلة الى الشمسية والمطرية
-
قصاصات سيلوسية 20 : ربطة العنق لماذا يمنعها آيات الله الاير
...
-
قصاصات سيلوسية 19 : يسوع الأسد
-
قصاصات سيلوسية 18 : جنون هتلر بالشوكولاته وبسيقان النساء
-
قصاصات سيلوسية 17 : أبّا وبابا روما بين الانجيل والفاتيكان
-
قصاصات سيلوسية 16 : من الملكية الخاصة الى الاشتراكية
-
محمد جواد ظريف يعترف باستخدام الكيمياوي ضد الشعب السوري
-
قصاصات سيلوسية 15 : تاريخ تسميات الكتب المقدسة اليهودية
-
قصاصات سيلوسية 14 : إشارات مسيّانية من عهد الآباء والأنبياء
-
قصاصات سيلوسية 13 من ايران الشيعية : اليهودي النجس ينجّس مي
...
-
قصاصات سيلوسية 12 : ظاهرة المسيّا
-
كيف تحوّل بوذا الزاهد الى بدينٍ بكرشٍ ضخم
-
هتلر يخترع الامرأة الدمية لممارسة الجنس
-
مصير قضيب الامبراطور نابليون
-
المرأة : نقطة ضعف غاليلو
-
قصاصات سيلوسية 11: المرأة علمت غاندي اللاعنف
-
قصاصات سيلوسية 10 : من هو خاتم الأنبياء؟ ملاخي خاتم الأنبياء
المزيد.....
-
سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء
...
-
-الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية
...
-
انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح
...
-
عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
-
اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان
...
-
الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
-
موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا
...
-
رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض
...
-
بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي
...
-
البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا
...
المزيد.....
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
-
آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس
...
/ سجاد حسن عواد
-
معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة
/ حسني البشبيشي
-
علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|