أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - تبرعوا لبناء نصب تذكاري للمواطن المجهول ..البطل الحقيقي لثورة 19















المزيد.....

تبرعوا لبناء نصب تذكاري للمواطن المجهول ..البطل الحقيقي لثورة 19


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 15:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتذكر..ونحن صغار ..في ستينيات القرن الماضي..كان أعداء ثورة 23 يوليو يكيلون اﻻتهامات لعبد الناصر ورفاقه بأنهم يقللون من شأن ثورة 19 ﻷنها ثورة شعب ويتجاهلون زعيمها سعد زغلول ﻷنه مدني ..فيض الشارع، وليس طفح ثكنات الجيش..بينما يحتفون بأحمد عرابي وأطلقوا على " هوجته " ثورة ﻷنه ..مثلهم.. عسكري!
على أية حال ..ونحن نحتفل بمئوية ثورة 19 الآن أرى أن الأمور في أشد الحاجة لوضع الثورة ، والمناخ الذي اشتعلت فيه تحت مجهر البحث الموضوعي، وربما قد ينتهي الأمر إلى إعادة هيكلة الصرح المعرفي المشيد في الذاكرة الجمعية بشأن الثورة وزعيمها سعد زغلول.
***
خلال زيارتي للصديق الكاتب الصحفي هشام عطية مدير تحرير أخبار اليوم الخميس الماضي ، فوجئت بوجود الصديق الكاتب الصحفي طارق الطاهر رئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب ، فإذا به يصيح وهو يلوح بالعدد الجديد من الجريدة بينما زغردة نشوة السبق الصحفي تلمع في عينيه : هذا الذي كنت تتحدث عنه في إذاعة البرنامج الثقافي منذ عدة أسابيع تطرق إليه د عبد الواحد النبوي وزير الثقافة الأسبق في مقاله هنا !
أظن أن عيني زغردت أيضا بنشوة الإحساس بالسير على الطريق الصائب ،فما قلته في البرنامج الثقافي أن البطل الحقيقي لثورة 19 هو رجل الشارع البسيط ، ولولاه لما اتخذت الثورة زخمها التاريخي الهائل. بالطبع ثمة فارق بين ماأقول ويقول أستاذنا د.النبوي ، ذلك أن طرحه يقيناً تنبثق سطوره من رؤية علمية دقيقة و شمولية للتاريخ ، بينما رؤيتي لاتعدو كونها انطباع مواطن بسيط، في أفضل الأحوال يمكن وصفه ب" القاريء الجيد"..
وهذا ماكنت قد قلته في إذاعة البرنامج الثقافي حول ثورة 19 ، أن بطلها الحقيقي ومفجرها بغير منازع ولأول مرة في تاريخ مصر المعاصر ،وربما غير المعاصر ، المواطن المصري المجهول،وأن سعد زغلول وجد نفسه وبمساعدة المناخ السائد في خندق الثورة ، لكنه لم يحفر هذا الخندق ، الذي حفره الفلاحون والعمال وطلاب وطالبات المدارس وسيدات مصر ،كل المصريين مسلمين ومسيحيين ،وسقط منهم 800شهيد و600جريح
أما كيف وجد سعد زغلول نفسه في خندق الثورة فيرجع إلى أسباب أخرى غير روحه "الثورية".
هذا ماقلته في حواري بالإذاعة .
وأضيف الآن أن
سعد زغلول بدأ مسيرته الوطنية ثائراً، ساخطاً على الانجليز ، غيوراً على وطنه ،ربما لأنه تتلمذ على يدي العظيمين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ، لذا شارك في ثورة عرابي ،ففصل من عمله كمعاون في الداخلية ،وزُجَ به في السجن، لكنه غادر السجن بروح مغايرة ،عن روحه الثورية السابقة ، حيث بدأ يسعى إلى التقرب من الطبقة العليا ،.
وربما يأتي زواجه من صفية ابنة مصطفى فهمي باشا ، الذي تولى رئاسة الوزارة مرتين في هذا الإطار.
كماانضم سعد زغلول إلى دائرة أصدقاء الانجليز عن طريق الأميرة نازلي، وحقق من وراء ذلك "مكاسب" محورية ، كان لها أعظم الأثر في مسيرته على المستويين الشخصي والعام، حيث تم تعيينه وكيلاً ، ثم رئيساً للنيابة .
وقد أثمرت علاقته الطيبة باللورد كرومر عن تعيينه وزيرا للمعارف ، ثم وزيراً للحقانية .
إلا أنه في تلك الفترة أبدى روحاً استنارية في قضيتين مهمتين ، إنشاء الجامعة المصرية ، ودعم صديقه قاسم أمين في حملته للنهوض المرأة المصرية.
وعلى مستوى آخر مهم شارك في تأسيس النادي الأهلي وأصبح رئيساً له .
في عام 1912 تم انتخابه عضوا في الجمعية التشريعية ، ثم تعيينه وكيلاً لها في العام التالي.
ومن الملفت للانتباه ،أنه حين فرضت بريطانيا الأحكام العرفية في 2نوفمبرعام 1914 وأوقفت جلسات الجمعية التشريعية ، ثم أعلنت الحماية على مصر لم يصدر أي موقف رسمي من قبل الجمعية التشريعية .
وحتى حين التقى سعد زغلول بهنري مكماهون ،أول مندوب سامي بريطاني في مصر ،خرج زغلول من اللقاء ليصرح "إن دلائل الخير بادية على وجهه، وأمل أن يجزل الله لمصر الخير على يده"!
سعى سعد زغلول إلى تشكيل وفد للسفر إلى باريس لعرض المطالب المصرية بالاستقلال ، لكن السلطات البريطانية رفضت سفر الوفد ،
وكانت أول نبرة تتسم بالثورية الصريحة والتي تتناغم مع غضب المصريين ضد الانجليزتصدر عن سعد زغلول ، هذا الخطاب الذي ألقاه في أول اجتماع بعد تأليف الوفد في 13 يناير 1919، بمنزل حمد باشا الباسل ، أحد رموز الحركة الوطنية في تلك الفترة، حيث أعلن سعد أن الحماية باطلة بموجب القانون الدولي،وأيضاً رسالته العنيفة إلى جورج لويد رئيس وزراء بريطانيا ،والتي نشرت حرفياً في ملف أخبار الأدب حول الثورة ، و ختمها زعيم الأمة بقوله" إن الغضب للحرية أطهر صفات الأحرار "
وواصل سعد وزملاؤه في الوفد مساعيهم للحصول على موافقة لندن للسفر إلى باريس لعرض القضية المصرية على مؤتمر السلام ، إلا أن تلك الجهود انتهت باعتقالهم، ونفيهم إلى جزيرة مالطا في 9 مارس عام 1919
لينفجر الشارع المصري غاضباً ،بكل فئاته ، ويتحول سعد زغلول إلى زعيم الأمة ويهتف له المصريون بجنون "نموت نموت ويحيا سعد".
فهل كان سعد ثوريا حقيقياً؟
في كل الأحوال كان يبحث عن دور لتأكيد الذات ، وقد ساعده المناخ السياسي والاحتلال على تحقيق ماأراد ، في الخطو الأول كثوري خرج غاضباً ضد الاحتلال الانجليزي خلال ثورة عرابي ، وبعد ذلك كصديق للانجليز ، حيث تمكن من الوصول إلى العديد من المناصب المرموقة ،وحتى مع إعلان الأحكام العرفية ، ثم الحماية البريطانية على مصر، تعامل بتروٍ مع الأحداث، حيث خلت مطالباته من الروح الثورية ،وبدا أشبه بمفاوض متحيز لمصلحة أبناء وطنه ،مصراً على تحقيق مصالح مصر الوطنية ،على النقيض من زعماء الحزب الوطني مثل الأمير عمر طوسون، ومحمد فريد وقبلهما مصطفى كامل ، فرغم عبق الروح الثورية لهؤلاء ، إلا أن هدفهم لم يكن الاستقلال إنما رحيل الاحتلال الانجليزي ،وعودة مصر إلى التبعية العثمانية !
لقد رأى سعد زغلول مع دوي الهدير الشعبي بعد اعتقاله ، أن هذا هو الخيار الأمثل لتحقيق الذات الذي يجُبُّ أي خيار آخر ، حتى لو توجوه ملكاً ،وطبقاً لما جاء في مفتتح العدد الخاص لأخبار الأدب أن ضابط مخابرات بريطاني التقى به في عدن ،وهو في طريقه لمنفاه في جزيرة سيشيل ،وعرض عليه أن يكون ملك مصر، مقابل الموافقة على استمرار الحماية البريطانية فكان رد زعيم الأمة : "‬أفضِّل أن أكون فرداً في أمة مستقلة علي أن أكون ملكاً لبلاد مستعبدة ".
وكم أسعدني ملف أخبار الأدب حول ثورة 19باحتشاد صفحاته بنصوص عشرات الوثائق ، التي ترصد المراسلات بين كبار المسئولين هنا وهناك، وماكان يدور في الغرف المغلقة ، وبعض هذه المراسلات ينشر لأول مرة ، وبعضها بخط يد سعد زغلول ،وملنر ،عدلي يكن والمصري السعدي ، وغيرهم ، وكم شعرت بالأسى ، بل بالغضب من هذا الذي كشف عنه الصديق طارق الطاهر خلال زيارته لمكتب سعد زغلول من أن الأخوان خلال عامهم البغيض حولوه إلى "طبلية" يتناولون فيه طعامهم !!
لكن ما جذبني أكثر أن نبرة الاحتفاء برجل الشارع عبر صفحات الجريدة بدت عالية للغاية، حيث ترصد عشرات الصور الطوفان الجماهيري الثوري في كل مدن وقرى مصر، وتثمن السطور
دور المواطن المصري البسيط ،البطل الحقيقي للثورة ، العامل والفلاح ،الموظف والطالب ، الرجال والنساء، المسيحي والمسلم ،رجل الدين في المسجد والكنيسة ..فهؤلاء كانوا وقود الثورة ، وطبقا للتعبير الرائع في مفتتح الملف "كان المصريون ينسابون في الشوارع كأفرع من نهر النيل لا أحد قادر علي إيقاف جريانها، ولا إسكات حناجر حشودها.
وقد جسد د. عبد الواحد النبوي تلك الحقيقة حين قال في ختام مقاله المعنون ب " بعد مائة عام: مــــــــاذا حدث في مصر عام 1919؟ "
:
لقد كانت ثورة 1919 ثورة سلمية قام بها مصريون غير مسلحين،ضد امبراطورية مترامية الأطراف مدججة بأحدث الأسلحة؛ خرجت منتصرة من الحرب العالمية الأولي واستطاع هؤلاء أن يجبروها علي أن تغير سياستها وتحني رأسها أمام صلابة الشعب المصري وإصراره علي نيل استقلاله"
***
لقد احتفينا عبر مئة عام بزعيم الأمة سعد زغلول ، وبأم المصريين صفية زغلول ،وبقدر أقل بشركاء نخبويين في الثورة مثل مصطفى فهمي وعلي شعراوي وغيرهما ، حيث اقيمت التماثيل ، وسميت عشرات الشوارع والمدارس بأسمائهم ..
والآن ونحن نحتفل بالعام المئة لاشتعال الثورة ألا ينبغي أن نلتفت إلى البطل الحقيقي للثورة ..رجل الشارع البسيط ؟!

في عام 1858 شيد الدانماركيون قبراً للجندي المجهول ، رمزاً للجنود الذين سقطوا في حرب سكيلسفيغ الأولى ،ولايعرف أحد هويتهم، وبعدها بثماني سنوات ،شُيِّد قبر للجندي المجهول في الولايات المتحدة ، رمزا للجنود الذين قتلوا خلال الحرب الأهلية، وتحول الأمر إلى تقليد عالمي عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى ، حيث تُنشَأ نُصب تذكارية للجنود الذين يسقطون في الحروب، ولايُستدَل على هويتهم ، والأبرز في هذا الشأن النصب التذكاري للجندي المجهول الذي أقيم عام 1920على مدخل قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس.
وسؤالي الآن : ماذا عن المدنيين العزل الذين يشعلون الثورات السلمية من أجل تحقيق أهداف نبيلة لأوطانهم ، أليس شهداء تلك الثورات في حاجة إلى تخليد ذكراهم عبر نصب تذكارية أسوة بالجنود ؟!
إنني أدعو وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم أن تتبنى مشروعاً متواضعاً لن يكلف الوزارة كثيرأ ، بل إن كان سيمثل عبئاً على ميزانية الوزارة والدولة يمكن أن يتبنى الصديق طارق الطاهر إطلاق حملة عبر صحيفة أخبار الأدب لجمع تبرعات لانجازه..أما المشروع فهو نصب تذكاري ..للمواطن
المجهول ..البطل الحقيقي لثورة
19
من يعلم ..إن بادرنا بذلك ،فقد تسير الشعوب الأخرى على نهجنا لتخليد ذكرى ضحايا ثوراتها من المواطنين المجهولين.
المهم أن نبدأ .



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهية تنزف في حمامات نقابة الصحفيين
- من يشتهيك سيدتي كأنه يشتهي إيزيس!
- كنت وحسن الشعراوي والقزاز.. كما أراد جرامشي !
- قبلة وقرصة ودن من صديقي لهيثم الحاج علي!
- ياربي ..لايقين بداخلي سواها!
- قراءة أخرى للظاهر بيبرس ..للعصر المملوكي
- عن أي شيء يبحث صديقي وحزبه في هويتنا ؟!
- أنا وصديقتي ووزيرة الاستثمار !
- هنيئا فاطمة ناعوت.. وعذرًا رانيا يوسف !
- المعقول واللا معقول على مسرح السلام ..الحاكم عادل والشعب فاس ...
- ندوة - السيدة - في نقابة الصحفيين تجمع بين الحسنيين .. -الجم ...
- استبعاد فودة ..إدانة للوزيرة ..للحكومة ..إنصاف لي
- أي نبي نحتفل بذكراه ؟!
- هل نقل إلينا التراث دينا لمحمد مغاير لدين الله ؟!
- انتشار النقاب ..فتش عن البترودولار!
- انتشار النقاب ..فتش عن البترودولار !
- النقاب ..من دين المشايخ ..لادين الله !
- نشوة النوستالجيا في ملحمة الدم والحبر
- فليحاكم قتلة خاشقجي ..بتهمة الغباء !!
- حصريا ..الجنة لسيد قطب ..ومليارات المسلمين في النار..حتى الح ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - تبرعوا لبناء نصب تذكاري للمواطن المجهول ..البطل الحقيقي لثورة 19