أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - قبلة وقرصة ودن من صديقي لهيثم الحاج علي!















المزيد.....


قبلة وقرصة ودن من صديقي لهيثم الحاج علي!


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 6139 - 2019 / 2 / 8 - 18:35
المحور: الادب والفن
    


بشكل عفوي استدرنا إلى الخلف أنا وصديقي الروائي و الكاتب الصحفي قبل أن نلقي بجسدينا المتهالكين في سيارته ،
أظنه ذات السؤال الذي يمور في عين كل منا ونحن نلقي النظرة الأخيرة على أسوار وبوابات معرض القاهرة الدولي للكتاب مساء الاثنين الماضي : هل نجح معرض هذا العام المختلف جغرافيا وتنظيميا عن الدورات التسع والأربعين السابقة ؟
لكن السؤال في عيني صديقي بدا وكأنه يسبح على سطح نهر يترقرق بالحزن .
إلا أن رقرقة الحزن بداخله نقية تماماً من أي شعور بالضغينة تجاه د. هيثم الحاج ،أوموظفي مكتبه، وكل فريق العمل الذي أوكلت إليهم الدولة المصرية تلك المهمة المقدسة .. تنظيم عرس ثقافي يليق بمصر، منشأ أول خط انتاج للمعرفة على مستوى العالم.
لاشيء يشوب التساؤل في عيني صديقي سوى الأسى !!
وهذا حاله منذ أن وعى.
حيث شيد سداً منيعاً من الوعي حتى لاتتسلل إلى قلبه ذرة كراهية تجاه أحد.
كان يقول: مثلنا ولدنا ، ليس على أسرة ،بل بين صفحات الكتب ، فإن لم نجسد طرح الكتب من مشاعر نبيلة ،و قيم جميلة إلى سلوك ، تجاه الآخر ، تجاه الوطن ،فسوف نموت ، تماماً مثلما ولدنا ..أميين !!
وتلك كانت كلماته في مقال نشره بصحيفة الحوار المتمدن:في دقائقي الخمس الأخيرة أشعر بالرضا، لأن:
-داخلي نقي من أية ذرة كراهية تجاه أي كائن.
- بيتي لم يتسلل إليه مليم يفوح برائحة الفساد..
- لم آخذ مالست أهلاً له ، لامنصب ولا جائزة ولامالَ.
-لم أقصر أبداً في أداء واجبات تحتمها المواطنة.إلى حد أن الآخرين ينظرون إليً في شفقة ، وربما السخرية من.. سذاجتي!!
فلماذا حظي من طرح حقول الوطن قليل،بل يكاد لايزيد عن العدم إلا بما لا يرى بالعين المجردة ،و في حاجة إلى مجهر ليتم رصده !!
أعلم جيداً لماذا تفيض نظرة الوداع التي شيع بها صديقي معرض القاهرة الدولي للكتاب مساء الاثنين الماضي بالأسى.
صديقي الكاتب الصحفي والروائي ..سعى إلى أن تبند روايته الجديدة في جدول ندوات المناقشات ، سعى إلى ذلك مبكراً ، وقبل افتتاح المعرض بما يقرب من الشهرين ، طرق باب رئيس الهيئة د. هيثم الحاج علي،ونقل إليه رغبته عبر الإيميل ، وعبر الهاتف ،وتحدث أكثر من مرة إلى فريق العمل بمكتبه ، طمأنوه : الرواية ضمن برنامج حفل التوقيعات..
وما كان يعنيه حفل للتوقيعات ..تلك الحفلات تشبه الأفراح وحفلات الطهور : نقطني النهاردة وأنا هنقطك بكرة !
الكاتب يحشد أصدقاءه وأقاربه ومعارفه ، كُثر يأتون مجاملة و حرجاً ، وكثر يختلقون الأعذار..خاصة لو كان ثمن النسخة مثلا مئة جنيه ..!
ما أراده صديقي مناقشة ،وأخبر الجميع بذلك ،من موظفي الأمن على الباب الخارجي لمبنى الهيئة وحتى رئيسها ، فإن كان لامناص من حفل التوقيع ،فليشهد على هامشه مناقشة للرواية ..
لاأحد يعترض ، كلٌ يوميء برأسه بالموافقة ،وأبلغوه بالموعد.
لكنه فوجيء والمناقشون الذين أبدوا ترحيبهم بالمشاركة ،بأن لاأثر للرواية في جدول الندوات ، طرق أبواب مسئولين ومسئولات بالمعرض ، وجرى تحديد موعد آخر ..وقبل الموعد الجديد طرق باب المسئولة عن حفلات التوقيع ،للإطمئنان ، ليفاجأ أن حتى التوقيت الجديد لاأثر له في جدولها.
بدا الموقف بالغ الحرج ،ليس فقط أمام المناقشين ، د. أمل الصبان ، د.شريف الجيار ، د. ماجد الصعيدي ، الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس مركز الطفل الحالي ، ورئيس هيئة قصور الثقافة الأسبق ،بل أمام كتاب إعلاميين و صحفيين كبار ،قرأوا الرواية ،ورأوا ان عوالمها جديرة بالكتابة عنها ، وبالفعل كتبوا في صحفهم ،منهم رفعت رشاد عضو مجلس إدارة دار أخبار اليوم، ورئيس تحرير آخر ساعة الأسبق، والمرشح نقيباً للصحفيين في انتخابات الشهرالمقبل ، هشام عطية مدير تحرير أخبار اليوم ، أحمد عطية رئيس تحرير اللواء الإسلامي، د. محمود عطية مدير تحرير جريدة الأخبار.
د. حسن عماد عميد كلية ال‘لام الأسبق.
وأيضا ًمسئولون حاليون وسابقون أبدوا حرصهم على الحضور، أحدهم – وهو يشغل منصباً مهماً الآن- يمثل شخصية محورية في الرواية التي جرت أحداثها في منطقة الخليج خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وعلاقته بصديقي – كما علمت منه- تمتد إلى مايقرب من ربع القرن ،وهو مثلنا، وُلِد في كتاب ،أعظم هدية يتلقاها كتاب ، أعظم أمنياته التي لم ولن تتحقق أن يمتد اليوم إلى مئة ساعة ، ليس لينام أكثر أويعمل أكثرأو يمضي مع أسرته وقتا أكثر ،بل.. ليقرأ أكثر!
صديق صديقي، المسئول الكبير، كان حريصاً على حضور الندوة لينصت إلى مايقوله النقاد ،خاصة وأنه أحد أبطالها.
ومازاد من حزن صديقي الروائي أن
ثمة كتاباً ومثقفين عرباً ممن جاءوا ليشاركوا في فعاليات المعرض ،بعضهم أبدى على الفيس ملاحظاته عن الرواية ، بعضهم بدا متحفظاً لما يراه أن الرواية التي تجذر للأحوال السياسية والاجتماعية في منطقة الخليج خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات، انزلقت إلى ماوراء الخطوط الحمراء في بلاده ، وتتأجج لديه ربما شهوة الفضول لينصت إلى مايقال عنها في ندوة المعرض..
بل أن أحدهم- د.عبد الرحيم عبد الواحد، الناشروالإعلامي الفلسطيني المقيم في دبي- أجرى تعديلاً على زيارته إلى القاهرة؛ لتتوافق مع توقيت الندوة.
وبينما صديقي الروائي يجري جولة جديدة من المفاوضات مع المسئولة،
فوجيء بشاب يطرق الباب ، ويخوض بدوره معها حواراً ينضح بالإحباط ،أظنه كان حول ندوة تخص شخصيات من مرسى مطروح تعرضت أيضا للعبث ، اتصل الشاب بالشخص الذي يفترض على ما يبدو أنه سيكون فارس المنصة لينفجر الأخيرغاضباً ، ودون ان يمنح المسئولة فرصة لتبرير ما حدث، والذي حدث وأغضبه ..كما قالت خطأ موظفين!
أبدت المسئولة اهتمامها المغلف بصبر أيوب ،مع صديقي، ومع الآخر..
وحاولت أن تجد فرصة ،حددت موعداً لصديقي لحفل توقيع، ناشدها أن يتضمن الحفل أيضاً مناقشة ،قالت : صعب ، حفل التوقيع سيجرى في مكان لامقاعد به !!!
رفض صديقي ..بحثتْ له عن موعد آخر ..سألها عن الموعد الذي سبق تحديده من قبل ، الساعة الخامسة مساءالأحد 4 فبراير ،فذكرت اسم أحد رموزنا الثقافية الكبيرة وقالت إنه ضيف ندوة ستقام في هذا الموعد !
وقالت أيضاً ما معناه أنه سيقلب الدنيا لو حدث تغيير ؟
يسألني صديقي : ألأنه رمز كبير؟!
وهل أصبح الخوف من "طول اللسان" الوقود الذي يحرك ماكينات العمل بهذا البلد !!
قلت لصديقي في أسى : هذا الرمز الكبير حصل على جائزة الدولة الكبيرة ،بدغدغة المشاعر ، حين قال أنه في شيخوخته تلك ومعاناته مع مرض خطير يتوقع الرحيل في أي لحظة!! لهذا منحوه سيدة الجوائز ، خشية أن يلفظ أنفاسه الأخيرة – أطال الله عمره- قبل أن يقتنصها!
عرضت المسئولة على صديقي موعدين ، شعر بأنهما غير مناسبين ، يوم الجمعة الأول من فبراير ، من الساعة الواحدة حتى الثانية ظهرأ، والآخر ذات اليوم ، الثامنة مساء ..قبل على مضض التوقيت الثاني ، وحين غادر بدأ يهاتف المناقشين والصحفيين وكل من أبدوا ترحيبهم من قبل بالمشاركة، إلا أنهم جميعاً وبغير استثناء، إما اعتذروا لانشغالهم في ذلك التوقيت أو لوجودهم خارج القاهرة ،أو لأن هذا توقيت الانحسار البشري عن المعرض ، خاصة مع موجات البرد المتتالية ، إلا أن أحدهم حين هاتفه صديقي وكنت برفقته ،صاح في غضب : دا تهريج!
وسأل : انت شفت جدول الندوات ؟
أجاب صديقي: أيوه ..فيه أ
أيه ؟
- إقرأه كويس ..فيه ناس طلعت على المنصات 3 و4و5 مرات !
ونحن نبتعد عن المعرض
سألني صديقي عن نسخة من كتيب الأنشطة ، وجدت في المقعد الخلفي للسيارة واحدة ..بدأ يتفحصها ، ويسجل على موبايله أسماء وأرقاماً .
تمتم صديقي في إعياء : تصور.. أحدهم أدار و شارك في 10 ندوات !
استطرد صديقي وكأنه يفكر بصوت عالٍ:
أظن أن المشكلة فيً أنا ، لديَ رمد صديدي حاد يحجب عن عيني الطرق ، كل من هؤلاء يعرف طريقه جيداً،
صحفي أعرفه من منطلق الزمالة ، غير معروف تماماً للوسط الأدبي ، ولايعرف إن كانت هيئة الكتاب على كورنيش النيل أو في أبو رواش، فوجئت به يدعوني منذ يومين لحضور ندوة في المعرض ، مناقشة كتاب له عن السيرة الذاتية لمسئول خليجي، هذا المسئول بدوره مجهول ربما لثلاثة أرباع سكان بلاده الخليجيين !!!
قلت له : ربما ثمة خواطر وعلاقات تلعب دورها ، لكن كما قالت المسئولة هي أخطاء موظفين ؟!
قال صديقي بمرار: فأي باب أطرق لتنظيم ندوة عن روايتي بعد أن طرقت ابواب حتى رئيس الهيئة !
قلت له ضاحكاً : انضم لجمعية "لافيها لاأخفيها" ..
سألني في دهشة: يعني أيه؟
قلت: انتقد و هاجم بعنف عبر مقالاتك ،فيخافونك ، ويودعون بين يديك ما تريد وأكثر!
حكيت له ما حكاه لي صحفي لبناني كبير حين التقينا في عاصمةعربية منذ 20عاماً عن زميل له سخر قلمه لمهاجمة أحد الأنظمة العربية ، سفير هذه الدولة البترودولارية أرسل له دعوة على حفل ، وعقب انتهاء الحفل دس في يده " شيك" .
تطلع الصحفي إلى الرقم المسطور على الشيك ، ثم قال : سعادة السفير ..هذا الشيك لكي لاأهاجمكم ، فأين الشيك الخاص لأدافع عنكم ؟!
قد لايكون للحكاية رصيد من الحقيقة، لكنها على أية حال تجسيد لواقع العديد من الكتاب الذين لاذوا بشعار لافيها لاأخفيها ، وأظنهم ينجحون !!
يذكرني صديقي : ألم يخطئ منظمو المعرض أيضاً في حق الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي؟! كان يفترض أن يشارك في أولى الأمسيات الشعرية ،الخميس 24 يناير ،لكنه تغيب ، اتصل به مندوب صحيفة الأهرام، فقال له حجازي بغضب أن لاعلم لديه بموضوع المشاركة في الأمسية الشعرية ، لم يتصل به أحد ، وأن هذاالأسلوب المعيب لم يتبع معه وحده ، بل ربما اتبع مع غيره!
قال صديقي معلقاً في سخرية : وأتوقع أنهم جميعاً اتصلوا بحجازي ليعتذروا !
زاد صديقي : هل تعرف ؟ ..أحياناً أشعر أن السبب يعزى إلى روايتي ..ربما تعاني من العوار في لغتها وبنيتها ..و.
قاطعته : إن كان الأمر كذلك.. فكيف صدرت عن الهيئة العامة للكتاب ..الجهة المنظمة للمعرض ؟!
يوحدنا الصمت للحظات ،لأتجاوزه إلى ماهو أكثر شمولية من أسى صديقي ،
سألته :وماذا عن المعرض بشكل عام؟
قال صديقي الروائي : كثيرون كانوا يتوقعون فشلاً ذريعاً للمعرض ،واتهموا د.هيثم بأنه أودع مفاتيح دورة مهمة مثل هذه في أيدي صديقه د. شوكت المصري ،الذي أتى أيضا بشلته ومكنهم من كل شيء.
قلت:لاعيب ، إن كنت مسئولاً، أن تأتي بأقاربك وأصدقائك ، هذا أمر شائع حتى في دولة مثل أمريكا ، ترامب أتى بزوج ابنته جاريد كوشنر كعضو فاعل في الإدارة وأوكل إليه مهام كبيرة وشديدة الحساسية ،مثل صفقة القرن، جون فوستر دالاس وزير خارجية أمريكا وشقيقه آلان دالاس رئيس ال (CIA) في عهد الرئيس أيزنهاور، كلاهما ساعد الآخر للوصول إلى منصبه، الرئيس جون كينيدي أتى بأخيه روبرت نائباً عاماً عقب نجاحه في الانتخابات الرئاسية عام 1960 ، السؤال :هل الذي أتيت به يؤدى مهمته بنجاح أم لا ؟
سألت صديقي الحزين : وهل أدى هيثم وصديقه شوكت وفريقهما من الأصدقاء والمقربين المهمة بنجاح؟
أجاب بما أتوقعه من أمثاله رغم المرار المتراكم تحت جلده:
:بتقدير جيد، بل جيد مرتفع ، ربما جيد جداً، إلا أنه لايصل إلى درجة الامتياز!
سألت : بسبب ماتراه من فوضى الندوات ؟
قال :حتى الندوات شهدت ما هو إيجابي ، الحضور الإفريقي النافذ للعقل والقلب ،في قاعات المناقشةعبر"بانوراما أفريقية" والذي يتواكب، ليس فقط مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ، بل و مع جهود القاهرة لاستعادة التلاحم السياسي والاقتصادي،مع أشقائنا في القارة السمراء، وبما يتلاءم مع التوحد الجغرافي.
أيضا – يستطرد صديقي- قاعات المناقشة شهدت حضوراً حياً ومفعماً بمشاعر الحب والتقدير لرموزطواهم الموت ، لكن وفاء المنظمين أعادهم إلى الذاكرة الجمعية وبالقدر الذي يستحقون مثل د. سمير سرحان ، د.ناصر الأنصاري ، في عهدهما ،كانت إصدارات الهيئة العامة للكتاب تقترب من ال 800كتاب سنوياً ،وحتى لو انخفض ، فالأمر يعزى لأسباب تتعلق بأسعار الورق وخلفيات أخرى تتجاوز إرادة د. هيثم الحاج علي، والمسئولون بالهيئة
قلت مصححاً: رغم تلك الصعوبات لم ينخفض، أحد المسئولين عن المطابع ،وهو أ. محمد حسن أخبرني أن إصدارات الهيئة تصل إلى 600كتاب سنوياً ، بالإضافة إلى 200 تجاري، الهيئة مازالت أكبر دار لنشر الكتاب العربي على مستوى العالم.
قال صديقي : ومحمد حسن هذا نموذج للتفاني في العمل،بل والانتماء، باحث عربي أراد طبع كتابين قبل افتتاح المعرض بعدة أيام ،وطلب مني أن أساعده في العثور على دار نشر جيدة ،رشحت له الهيئة، ورغم ظروف العمل القاسية في المطابع مع الاستعداد للمعرض ،تمت طباعة الكتابين وبمواصفات جيدة، وبأسعار ملائمة في وقت قياسي ،وكان محمد حسن متعاوناً للغاية ،كان دافعه أن نقدم نموذجاً جيداً للمؤلف العربي عن النشر في مصر ،وأيضاً ، حين أبدى المؤلف رغبته في أن يُعرَض الكتابان بجناح الهيئة في المعرض بذلت د. غادة الريدي رئيسة قطاع التوزيع جهدها ،انطلاقاً من نفس الدوافع ، لتحقيق ذلك ،إلا أن البيروقراطية هزمتها وهزمتنا وهزمت حتى د. هيثم الحاج الذي وقع بالموافقة على طلب تقدمنا به إليه.
واستطرد صديقي الروائي: مثل هذه الكتب يتم تبنيدها ضمن ما يسمى ب" الأمانات" ،أي الإصدارات الخاصة بدور نشر أخرى ..وكان يتم عرض إصدارات الأمانات هذه في أجنحة الهيئة خلال الدورات السابقة ، إلا أن هذا الأمر مُنِع هذا العام ،وحتى بعض المسئولين داخل الهيئة لايروقهم القرار، ذلك أن الهيئة كانت تجني أرباحأ من وراء مبيعات كتب الأمانات هذه حوالي نصف مليون جنيه !
***
وكثيره هي نقاط الاتفاق التي وحدت رؤيتنا أنا وصديقي الروائي ، من بينها أن معرض الأزبكية المقام وسط البلد لم يترك أثراً سلبياً ملحوظاً على على الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، فهو سوق للكتب القديمة والنادرة، وقد تجولنا في معرض الأزبكية، وكان ثمة إقبال إلى حد كبير، زبون الكتاب هناك هو زبونه هنا ،أعني أنه سيتجول هناك ويتجول هنا.
وقد التقينا في معرض الأزبكية بكُتاب عرب.
إلا أن السؤال : هل بالغ مسئولو الدورة الخمسين لمعرض القاهرة للكتاب في شروطهم حتى يحولوا دون مشاركة تجار الأزبكية؟ لقد طلبوا 1200جنيه إيجاراً للمتر ،كما حددوا عدد المشاركين ب33 تاجراً ،من بين 108 أبدوا رغبتهم في المشاركة.
هل كان الهدف " تطفيش" تجار الأزبكية ، ربما من منطلق أنهم يثيرون الفوضى ، وربما خوفاً من أن يقلل مشهد أجنحتهم من المستوى الجمالي لمعرض القاهرة في ثوبه الجديد؟!!!
على أية حال من الأفضل أن يعيد معرض القاهرة في دوراته القادمة تجار الأزبكية إلى أحضانه ،إنهم يمنحونه في النهاية لمسة شعبية دافئة.
***
ولقد كان حسن التنظيم عنواناً رائعاً للمعرض، سواء في أجنحة عرض الكتب أو قاعات الندوات ،وهذا ما أخبرنا به بعض المسئولين عن الأجنحة العربية ، بل قالوا إن المبيعات هذا العام قد تكون افضل من الأعوام الماضية ،رغم ارتفاع أسعار الكتب.
وبالفعل كان ثمة حرص من قبل المنظمين على نظافة وجمال الأجنحة والقاعات ، إلا أنه على ما يبدو كان ثمة صراع بين جمهور اعتاد على ثقافة القبح في البيت والشارع وحتى مقار العمل، وبين عمال النظافة بالمعرض، حيث سعى بعض من الجمهور إلى نقل سلوكيات القبح في الخارج إلى الداخل ، ففي منطقة الكافتيريات والمطاعم ،ودورات المياه، كان ثمة من يلقي بفضلات مشروباته ومأكولاته وأعقاب سجائره أينما كان .
وعمال النظافة خلفهم يلهثون لتنظيف المكان !!
وأتذكر أنني حين كنت بصحبة كاتب عربي ،وسألته عن رأيه في المعرض ، أشاد بالتنظيم الذي يبدو جديدا على سوق الكتاب ، ليس في مصر وحدها ، بل في العالم العربي كله ،لكنه ختم إجابته بإشارة إلى كيس من الفضلات ملقى بجوار أحد جدران المعرض!
***
وكأنهم ملائكة يسبحون في أجواء المعرض ،ويعبقونها بابتساماتهم، وحسن أسلوبهم حين يجيبون عن أسئلة التائهين!
أعني فريق المتطوعين والمتطوعات ، الذين قدموا لزوار المعرض صورة مشرفة لشباب مصر.
وكثيراً مالذت بهم وصديقي كحال عشرات الآلاف من الزوار، نسأل عن الأجنحة والقاعات والندوات ، ودورات المياه وأماكن الصلاة ،وبعضهم إن أعياه الشرح دون جدوى كان يخطو معنا ولو بضعة أمتارليرشدنا إلى المسار الذي علينا أن نسلكه لنصل إلى هدفنا.
بل رأينا من ينفعل على هؤلاء الشباب، وماكان ردهم يتجاوز الابتسامة ، وإعادة الشرح بهدوء.
سألت أحد هؤلاء المتطوعين : هل ثمة مكافأة مالية تنتظركم مقابل هذا الجهد المضني ؟ فنفى ، مؤكداً أن هذا ماراوده أبداً هو وكافة المتطوعين والمتطوعات حين تقدموا للمشاركة في تنظيم هذا العرس ، بل فقط اكتساب الخبرة من خلال هذا العمل الوطني.
***
هل ينعم مسئولو المعرض الآن بأيام من الراحة في أَسِرَّة الكسل بعد شهور من الإرهاق المفرط ؟
هذا أمر طبيعي ؟ لكن من الطبيعي أيضاً ألايطول الأمر، فثمة لمسة ختامية للدورة الخمسين حتى تكون بالفعل ذهبية ، إخضاع كل شيء للدراسة ، والانتهاء إلى تقرير حول أوجه القصور،والعوار لتفاديها في الدورة الواحد والخمسين، التي يمكن إن نجحوا في ذلك ، أن تكون بلاتينية..
جاري د. نبيل شمعة الأستاذ بكلية طب الأسنان ،جامعة قناة السويس زار المعرض أكثر من مرة ، في المرة الأولى اصطحب أسرته ، لكنه عاد إلى منزله دون أن يخطو داخل المعرض خطوة واحدة، فوجيء بصعوبة إيجاد مكان قريب لسيارته، مشكلة واجهها غيره الآلاف ،ويزداد الأمر مشقة مع كبار السن الذين يصعب عليهم قطع المسافة مابين موقف السيارات وبوابات الدخول .
لكنه عزم على زيارات أخرى للمعرض بعد ذلك،وفعل ، ومن واقع هذه الزيارات يبدي اقتراحاً بضرورة وجود خارطة للأجنحة والقاعات توزع على الزوار، حتى لاينفقون نصف وقتهم في البحث عن مبتغاهم، وأيضاً أن يكون المشرفون على الأجنحة على دراية بنوعية الكتب المعروضة لديهم ، هذا يوفر للزائر الكثير من الوقت والجهد في البحث عن الكتاب الذي يريد.
وأزيد على مقترحاته اقتراحاً باستحداث مركز استعلامات يجيب عبر الهاتف عن استفسارات الجمهور حول المعرض ، على أن يبدأ عمله قبل الافتتاح بعدة أيام .
***
أخيراً سألت صديقي الكاتب الصحفي والروائي : بماذا تودع معرض هذا العام ؟
قال: لو التقيت بالدكتور هيثم الحاج سأطبع على جبهته قبلة لنجاحه وفريقه في تنظيم هذا العرس الكبير ..لكن ..!
سألته بفضول : لكن ماذا ؟
فصاح ضاحكاً: لكن هذا لايمنع وأنا أعانقه أن أقرصه في أذنه ، قرصة أذن من مواطن و أخ أكبر على مافعله بروايتي !وبعد القرصة ، سأهمس في أذنه : ندوة واحدة لكل كاتب!!
ليكن هذا شعاركم العام المقبل !



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياربي ..لايقين بداخلي سواها!
- قراءة أخرى للظاهر بيبرس ..للعصر المملوكي
- عن أي شيء يبحث صديقي وحزبه في هويتنا ؟!
- أنا وصديقتي ووزيرة الاستثمار !
- هنيئا فاطمة ناعوت.. وعذرًا رانيا يوسف !
- المعقول واللا معقول على مسرح السلام ..الحاكم عادل والشعب فاس ...
- ندوة - السيدة - في نقابة الصحفيين تجمع بين الحسنيين .. -الجم ...
- استبعاد فودة ..إدانة للوزيرة ..للحكومة ..إنصاف لي
- أي نبي نحتفل بذكراه ؟!
- هل نقل إلينا التراث دينا لمحمد مغاير لدين الله ؟!
- انتشار النقاب ..فتش عن البترودولار!
- انتشار النقاب ..فتش عن البترودولار !
- النقاب ..من دين المشايخ ..لادين الله !
- نشوة النوستالجيا في ملحمة الدم والحبر
- فليحاكم قتلة خاشقجي ..بتهمة الغباء !!
- حصريا ..الجنة لسيد قطب ..ومليارات المسلمين في النار..حتى الح ...
- مشاغبات الحاجة صفاء مع المشايخ !
- لماذا لاتعاقب الحكومة وزيرة الثقافة ..وأهالي زفتى محمد فودة ...
- عزيزي طارق الطاهر : ماذا بعد مفاجآت نجيب محفوظ ؟
- نادية الكيلاني .. بين شكلانية الديموقراطية وشبهة السريالية


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - قبلة وقرصة ودن من صديقي لهيثم الحاج علي!