أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - حصريا ..الجنة لسيد قطب ..ومليارات المسلمين في النار..حتى الحاجة فايزة !!















المزيد.....

حصريا ..الجنة لسيد قطب ..ومليارات المسلمين في النار..حتى الحاجة فايزة !!


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 6020 - 2018 / 10 / 11 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجنة لمن ؟
سؤال يحير صديقي منذ أن كنا نتجاور في مقاعد الثانوية العامة ..ربما كانت جذور هذا السؤال حواره القصير للغاية مع معلم اللغة العربية ..كان درسا حول عبقرية خالد للكاتب الكبير محمود عباس العقاد ..حيث بدا مذهولا إزاء مافعله خالد بن الوليد خلال حروب الردة بأسيره مالك بن نويرة أحد سادة تميم.. حين أمر بقتله وتزوج بإمرأته ليلى ...وقد أغضب ما فعله خالد بعضا من الصحابة على رأسهم عمر بن الخطاب ..وعلى الجانب الآخر ثمة من يحاول أن يجد مخرجا لخالد ..بعض لديه حساسية مغال فيها تجاه أي نقد يوجه لأي من الصحابة ..وكأنهم معصومون من الخطأ .. وهؤلاء لا يطيقون أن يقال عن سيف الله المسلول أنه قتل أسرى عزل بغير وجه حق..فليست قصة خالد ومالك بن نويرة وحدها التي سأل عنها صديقي معلمنا ..بل زاد: وهل تصرف خالد يتفق وتعاليم الإسلام حين شرع في ذبح المئات من الأسرى وفاء لنذر نذره خلال معركة "أليس " مع الفرس حين قال :" "اللهم إن لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدًا قدرنا عليه حتى أ جري نهرهم بدمائهم!"» يقصد نهر أليس الذي وقعت على ضفافه المعركة –"
كان معلمنا يتابع صديقي وقد اكفهر وجهه قبل أن يزجره : أأقعد يافسل وبطل فلسفة ..إن ماكانش سيدنا خالد هيدخل الجنة أمال مين اللي هيدخلها !
عقب انتهاء الحصة حاولت أن أخفف عنه ..وقلت له صادقا: ما يدور في رأسك يدور أيضا في رأسي .. ولو لم تسأل عنه لسألت أنا.. لكنه قال ضاحكا : ماقاله الأستاذ أدخل شيئا من الطمأنينة في قلبي ..خالد قتل أسرى عزل وسيدخل الجنة ..وأنا لم أقتل حتى ذبابة! فهل يحرمني الله من نعيمه ؟!
وأعرف من أي بئر ينضح قلق زميل الدراسة ..فلقد أنذره الشيخ عبد المعطي المقريء حين ضبطه يهيم مع أغنية لعبد الحليم حافظ زاعقا ومستعيذا من الشيطان الرجيم..وحين سأله في فزع : هو فيه أيه ياعم الشيخ ؟!..زعق : ألاتعرف أن الأغاني تحرض على الفسق ومن يستمع إليها مصيره جهنم وبئس المصير!
يومها شعر صديقي بالرعب. لكنه لم يقو على الكف عن ارتكاب معصية الاستماع إلى حليم ..ومعصيات أخرى كثيرة ..ثومة وفريد وشادية وفيروز ! ومع الانتهاء من كل معصية كان يتضرع إلى الله أن يسامحه! ومثل غالبية المصريين تعلم الصلاة منذ صغره ويمارس الصوم ..ويتواصل مع جيرانه دون أن يفتش في خانة الديانة إن كانوا مسلمين أم نصارى .. ويتواد مع أهله وأقاربه..ويتعاطف مع كل غريب ويمد له العون ..ويحب آل البيت وأبا بكر وعمر..دون تصنيم !
ولم ينتبه إلا حين تعاقد للعمل في دولة خليجية أنهم شطروا الإسلام إلى شيعة وسنة ..وكل شطر مزقوه إلى مئة جماعة ..وكل جماعة تزعم أن الله سبحانه وتعالى إئتمنها دون غيرها على كلمته.. وغيرها كفرة.. مصيرهم جهنم وبئس المصير ..بدا مذهولا مما يرى ويسمع ..أمورهم غير أمورنا ..نحن هنا في مصر مسلمون ..وهذا يكفي ..لكن هناك لايكفي أن تقول أنك مسلم ..ربما من الأفضل أن تختصر الطريق وتقول ماهو مذهبك ..وماعادت مذاهب ..بل ديانات ..الإسلام الدين الواحد تحول إلى ديانات ..هذا ماكانت تحمله رسائل صديقي لي..وفي إحدى هذه الرسائل قال لي: لم أبال بتقسيماتهم ..ظللت مسلما وكفى !! ..حتى حين سألني الكفيل الشيعي عن مذهبي : قلت مسلم ..وحين ألح أن يعرف ألححت على الإجابة : مسلم ! وفوجئت به يتطلع إلي في ارتياب ..وكأنني بإجابتي تلك منقوص الإسلام ..أو بلا إسلام !
موقعة الجمل
لكن هؤلاء المنشطرين جعلوا صديقي يعاود التفكير في السؤال القديم:الجنة لمن ؟
ويقول :عقب حواري القصير مع معلم اللغة العربية في الثانوية العامة غمرني الشعور بالاطمئنان بأن الجنة إن شاء الله ملاذي ..وملاذ السواد الأعظم ممن عرفتهم عبر سنوات عمري ..لا نقتل ولانسرق ولانؤذي أحدا ! نكذب أحيانا ..نتخابث..نفقد حلمنا ونغضب ..لكننا بشر ..والملائكة وحدهم الذين لايكذبون ولايغضبون ولايتخابثون ! وازداد اطمئناني حين تأملت ما حدث في موقعة الجمل ..توقفت كثيرا أمام فرقائها ..علي بن أبي طالب إبن عم الرسول الكريم وحبيبه ..في خندق ..و الزبيربن العوام وطلحة بن عبيد الله ..وأم المؤمنين عائشة في الخندق المواجه ..ثلاثة منهم مبشرون بالجنة ..والرابعة عائشة زوجة المصطفى وأم المؤمنين .. الأربعة تضادوا وتقاتلوا في معركة سالت فيها دماء 10ألاف مسلم ..الله وحده يعلم من فيهم القتيل ومن الشهيد ..والمنطق يقول إن أحد الفريقين جار على الفريق الآخر ..ومع ذلك هم بشروا سلفا بالجنة ..رغم ماتسببوا فيه من سفك دماء المسلمين ..فهل مثلي يلتاع إن قتل ذبابة خشية أن يكون مصيره جهنما !! ..وحين بحت بأفكاري تلك لقريبين مني تطلعوا إلي في استنكار..وأحدهم قال لي: حسابات الله غير حساباتك..الله يدخل الجنة من يشاء والنار من يشاء؟ ووحده الأعلم بمن سينعم بفردوسه الأعلى ومن مكانه جهنم ؟
تمتمت :ومشيئة الله هي العدل والرحمة !
ويفزع صديقي مما يقولونه ..وكأن دخول جنة الله بغير منطق وبغير حساب ..ويقول لي في إحدى رسائله :
..الكون بمجراته ونجومه وكواكبه ونيازكه يتكيء على النظام والنظام يعني العقل ..والاسلام يرتكز على النظام.. على العقل ..في معرض تعليقاته على انتقادات بابا الفاتيكان السابق بابانديكت السادس قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير : القرآن الكريم أتى على ذكر العقل أكثر من40 مرة !
والحساب في الآخرة يرتكز على العدل القائم على المنطق والنظام والعقل ..ثم الرحمة ..ولأن الله العادل الرحمن الرحيم تواق لأن يدخل عباده الجنة فهو سبحانه وتعالى يحسب الحسنة بعشرة أمثالها ..ثم هناك أبواب التوبة والمغفرة والرحمة .. لكن حتى الرحمة ترتكز على العدل ..على الحساب ..فلا أظن أن الله سيشمل برحمته مشركا أو كافرا..إنما مسلما أخطأ....لذا أغلب المسلمين سيدخلون الجنة .. وأشاركه إحساسه بالتفاؤل ..بأن في الجنة متسعا لمعظمنا .. مليارات المسلمين البسطاء الذين عاشوا وماتوا مخلفين وراءهم تراثا جميلا من قصص التعايش معا في محبة ومع الآخر في تسامح..
ولكن ثمة من يرى غير ما أرى ويرى صديقي !
جنة سيد قطب!
أمس تجولت بين المواقع الأخوانية ..وكل الكتبة في هذه المواقع يكيل المديح ل"الشهيد" سيد قطب ..وسيد قطب هذا وكما هو معروف وصم في كتبه الثلاثة
"هذا الدين " "المستقبل لهذا الدين" "معالم في الطريق"
المجتمعات الإسلامية بالجاهلية وأصدر حكمه على حكامها بأنهم مغتصبو سلطة الله! إذافلا أحد سيدخل الجنة ..إلا سيد قطب وأتباعه ومريدوه ..وعددهم لن يتجاوز في العالم كله الآن مليون أو حتى بضعة ملايين من البشر ..فماذا عن السبعة مليارات ؟ ..مصيرهم طبقا لمنطق سيد قطب جهنم ..حتى لو كانوا مسلمين ..لأنهم يعيشون الجاهلية الأولى!
وهذا الذي قاله سيد قطب وشبت عليه أجيال من الأخوان المسلمين لم يرق قطبان شهيران من أقطاب الجماعة ..مرشدها الثاني المستشار حسن الهضيبي الذي أشار في كتابه "دعاة لاقضاه "إلى أن الحاكمية لله لا تعني تكفير المسلمين وأن الله ترك للإنسان الكثير من الأمور التي ننظمها حسبما تهدينا إليه عقولنا
أما القطب الثاني فهوالشيخ يوسف القرضاوي الذي رغم تشدده فقد ذهب إلى
أن سيد قطب أخطأ في تكفير جموع المسلمين والحكام والأنظمة و حمله بعض المسؤولية عن تيار التكفير مثله كشكري مصطفى الذي كفر المسلمين عدا جماعته.. التكفير والهجرة !
وكل يكفر المسلمين عدا جماعته ..من القاعدة إلى النصرة إلى داعش إلى أنصار الشريعة في الصومال إلى حرام في نيجيريا ..إلى سنة العراق وشيعة العراق وإيران .فإن أنكروا.. فلماذا كل يفخخ مساجد الآخر إلا إذا كان يراها مساجد كفر ومن يؤمها كافرون !!
..أيتفق هذا والمنطق الذي اتكأ عليه خلق الكون وتنظيمه ..
حتى الآن يتجاوز عدد البشر الذين ولدوا وماتوا منذ بدء الخليقة ال40 مليار نسمة ..
من بينهم حوالي 7 مليارات أحياء ..يمثل المسلمون منهم حوالي 23%.. فلوصدقنا مثلا أن تنظيم القاعدة هو وكيل الله على الأرض وأن غيره كفرة ..وهذا التنظيم يتبعه مئة ألف مسلم ..فهل من المنطق أن يدخل مئة ألف الجنة والمليارات الأخرى مصيرهم النار!!
فتش عن السياسة!
فإن كان قطب وبديع والظواهري وبغدادي سيسوا الدين من أجل الكراسي فلاحاجة لنا بهم ..وإن عازتنا قدوة نقتدي بها ..فهم حولنا كثر ..زملاء في العمل وجيران وأقارب ..سلوكهم الديني عفوي دون أدلجة ووعظ ..الحاجة فايزة جارتنا في القرية . توفاها الله. في السبعين من عمرها ..وحين ماتت فوجئوا بجنازتها تحتشد بأناس لم يكونوا على صلة بأهلها أو حتى بها ..وكشف بعض هؤلاء عن سر العلاقة ..كانت تطرق بيوتهم ..وتساعدهم بما تيسر لها من مال أو غذاء أو ملابس..رغم أنها لم تكن ثرية..كانت تفعل ذلك سرا ..وعلى قدر علمي أنها لم تكن تفكر أبدا في ترشيح نفسها لمجلس الشعب فتستغل صدقاتها في كسب الأصوات !..وصديقي ..قدوته والده.. تاجرالحبوب الأمي البسيط للغاية ..لم يغش ولم يغال في أسعاره..ولم يشتر المحاصيل من الفلاحين وهي مازالت في الأرض برخص التراب مستغلا حاجتهم..ومثل جارتنا فايزة ..يصلي ويصوم ببساطة دون طلاسم كهنوتية ودون مغالاة ..
ووالد صديقي وجارتنا الحاجة فايزة ليسا أعجوبة بين المصريين ..غالبية الشعب المصري ،بل العرب .. هكذا ..
................................................



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاغبات الحاجة صفاء مع المشايخ !
- لماذا لاتعاقب الحكومة وزيرة الثقافة ..وأهالي زفتى محمد فودة ...
- عزيزي طارق الطاهر : ماذا بعد مفاجآت نجيب محفوظ ؟
- نادية الكيلاني .. بين شكلانية الديموقراطية وشبهة السريالية
- حوارات ملسا حول البوست المشبوه!
- لماذا يستمتعون بالجنس أكثر في ضواحي اللاشرعية ؟!
- هل يخدعنا ؟ عماد راضي مواطن في جمهورية الفقراء !
- ما موقف المطبلاتية لو حكم الليكود مصر.. لاقدر الله ؟!
- الحق أقول لكم ..الحق يقول الباز !
- ثقافة ابن بهانة ..في ملسا
- إعادة هيكلة دماغ المصريين ..من أين نبدأ؟
- زحمة ضحاياها.. بروليتاريا الأدب !
- د. طارق شوقي ..أنا معك ..إلى أن تصبح وزيرا للمعارف ..لا وزير ...
- سلماوي في السجن ..من يصدق ؟!!
- صفاء النجار.. شكرا ..أقاصيصك دعم لرؤيتي حول أدب الاستروجين
- السينما تجمعنا ..الشعار الحاضر الغائب في مهرجان مسقط السينما ...
- الوزيرة ..آخر من يعلم !!
- نداء من مواطن إلى المجتمعين في 11حسن صبري .
- تحصين العقول قبل تحصين الشوارع
- كافح السباعي وإحسان والحكيم لتأسيسه في مطلع الخمسينيات / ناد ...


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - حصريا ..الجنة لسيد قطب ..ومليارات المسلمين في النار..حتى الحاجة فايزة !!