أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - زحمة ضحاياها.. بروليتاريا الأدب !














المزيد.....

زحمة ضحاياها.. بروليتاريا الأدب !


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 5876 - 2018 / 5 / 18 - 21:06
المحور: الادب والفن
    


تبدي دهشتها لمستوى ما أكتب..أبدي دهشتي لمستوى ما تكتب
عن صفاء النجار مبتدأ حديثي ..أمسية نظمها نادي القصة حول مجموعتها القصصية " الحور العين تفصص البسلة "..كنت أتابع ما يقال من فرسان المنصة ..وكل ما يقال يتوحد حول حقيقة واحدة أنها كاتبة متميزة ..طلبت منها نسخة من المجموعة ..منحتني ما أردت ..قرأت ..كتبت ..وما كتبت في الحوار المتمدن لايختلف كثيرا عما قاله فرسان نادي القصة ..هل قلت في المستهل أدهشني مستوى ما تكتب ؟ لم أكن دقيقا أو لم أعرض كل مكنوز مشاعري ..فثمة منقوص أنني لمت نفسي ..لماذا لم أقرأ لها من قبل ..أليس تقصيرا مني ؟ ..
تسألني عن انتاجي ..ذكرت لها بعضا منه ..أبدت رغبتها في أن تقرأ لي ..وما كانت ثمة فرصة لنلتقي لأهديها نسخة من أي من إصداراتي ..قلت لها أن موقعين سطا على روايتين لي ..عراف السيدة الأولى و مالم تقله النساء ..بحثت ..لتجد الأولى ..وبالطبع .. من الغباء أن أقاضي أيا منهما ..إنهما يسديان لي خدمة جليلة .. مساعدتي في الحصول على الجائزة الكبرى ..قاريء ..ربما بالصدفة وهو يهيم في فضاءات جوجل قد يستوقفه أيا من العنوانين ..عراف السيدة الأولى ، مالم تقله النساء ..فيقرأ ، نعم القاريء هو الجائزة الكبرى لأي كاتب في زمن انقرض فيه المتلقي إلا قليلا ..
ولاأدري لماذا لايتم إطلاق جائزة باسم الدولة تمنح للقاريء ..الكتاب كثر ..ألاف ..والقراء مئات ..ربما عشرات !!.. كائنات على وشك الانقراض ..وبالتالي هم جديرون بالاهتمام ..الرعاية ..بل التدليل !!
في حوار هاتفي بعد ذلك فاجأتني صفاء النجار : وجدت عراف السيدة الأولى ..وإني منهمكة في قراءتها الآن ..
أظنها أردفت شيئا شبيها بما قلته لها وكتبته عنها في الحوار المتمدن ..أني مندهش لمستوى ما تكتب ..هي أيضا مندهشة لمستوى عراف السيدة الأولى ..
ما كانت تعرفني وماكنت أعرفها ..وكلانا يرى الآخر يملك أدوات الحكي ..فلماذا أنا .. لماذا هي ..لماذا المئات من بروليتاريا الأدب مزنزنون في التخوم المعتمة ؟
أجابت : الزحمة !!
دوما اتهمها في سريرتي باﻻبتسار..المهين احيانا لمن تتواصل معهم ..إلى حد أن ثمة إجابات لأسئلة معلقة تبخل بها !..لكنني تأملت كثيرا..ماقالت :الزحمة ..اهذا سبب مأساتي .
مأساتها..ماساة كل البروليتاريا من ادباء مصر..ان الدنيا زحمة ..وﻻ مكان في طابور الجمعية اﻻ لأمنا الغولة !!.
فينسحب كل وديع إلى بيته بغير دجاج الجمعية-..
صفاء النجار لم ارها في تلك المرة مبتسرة..بل بليغة ..بلاغة احمد عدوية حين شدا في اسى "زحمة يا دنيا زحمة..زحمة وماعتش رحمة"..
زحمة تدفع المئات ..بل الآلاف من بروليتاريا الأدباء أن يلزموا بيوتهم يأسا..كل ما يمكنهم فعله أن يكتبوا ..حتى لو لم تصدر كتاباتهم ..لكن ثمة مقدرة ثانية من الله بها عليهم ..الفرجة على طوابير جمعيات وزارة الثقافة التي تتكدس بالمئات المتلهفين لما يرونه جائزة ..مكان على منصة مؤتمر ..أمر نشر لكتاب لهم ..!
بروليتاريا الأدباء لديهم أيضا مقدرة الفرجة على من يتأففون الوقوف في طابور الجمعية ، ويختزلون السكة فيتسللون عبر الأبواب الخلفية ..إلى مكتب الوزير ..الوكيل..رئيس الهيئة ..رئيس القطاع ..رئيس الإدارة المركزية ..القاعات السرية لغرف التصويت على الجوائز ..ومنهم من يخرج محملا بالغنيمة !!سطر آخر يضاف إلى " سي في " المباهاة التي تجعل الإعلاميين وغير الإعلاميين يستهلون اسمه ب" الكاتب الكبير "..حتى لو كان كل منهم لم يحظ عبر مسيرته الممتدة عشرات السنين مع الكتابة.. بعشرة قراء !!
كلها تداعيات أراها طبيعية لأمة أصاب التصحر شبه الكامل خلايا دماغها الجمعي ، مع تحول وزارة مثل التعليم من وزارة للمعارف إلى وزارة للتلقين .. حيث اختزل الطالب في مجرد ذاكرة تحشر بالمعلومات ليتقيأها في ورقة الإجابة آخر العام ليحصل على 99% فتكافئه الحكومة بمقعد فيما تسميه وهما بكليات القمة !!..فلا عقل يفكر ولاوجدان يتذوق..
لذا علاج أحزان الأدباء..علاج عوار الدولة كلها..في وزارة التعليم ..حين يتم تحويلها إلى وزارة للمعارف ..تتعامل مع دماغ الطالب كمعمل تتفاعل به كل المعلومات والرؤى ..فيفكر ويحلل ..ويطرح الأسئلة ، ويمضي العمر منقبا عن إجابات لها ، لتنتهي الإجابات بأسئلة أخرى ..وزارة هذا حالها ستغذي المجتمع بإنسان معرفي ..أكثرشهواته تأججا شهوة المعرفة ..وتحت الجلد قرون استشعار شديدة الرهافة للجمال ..
إن نجحت خطوط انتاج وزارة التعليم في مد المجتمع بمثل هذا الانسان ..يصبح لدينا عشرات الملايين من القراء ..
ويتحول بروليتاريا الأدباء المهمشين في عتمة التخوم نجوما في المركز ..فلا حاجة للهث خلف مقعد على منصة مؤتمر أو مكان في لجنة بالمجلس الأعلى ..أو وسائط لاقتناص جائزة ..لديهم الجائزة الكبرى التي تجب كل الجوائز ..القاريء !!



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. طارق شوقي ..أنا معك ..إلى أن تصبح وزيرا للمعارف ..لا وزير ...
- سلماوي في السجن ..من يصدق ؟!!
- صفاء النجار.. شكرا ..أقاصيصك دعم لرؤيتي حول أدب الاستروجين
- السينما تجمعنا ..الشعار الحاضر الغائب في مهرجان مسقط السينما ...
- الوزيرة ..آخر من يعلم !!
- نداء من مواطن إلى المجتمعين في 11حسن صبري .
- تحصين العقول قبل تحصين الشوارع
- كافح السباعي وإحسان والحكيم لتأسيسه في مطلع الخمسينيات / ناد ...
- أسئلة ربع الساعة الأخير !
- قاطعوها... تخريب فضائيات رجال الأعمال لدماغ المصريين ..سوء ن ...
- مؤتمر أدب الطفل.. خال من الفيروسات !
- وعد بلفور ..قرن الرمادة !!
- الحكمي أميراً للشعراء ، و الصميلي وصيفاً وعامر ثالثا
- خبل أديب ليلة هزيمة قلاش ! عدنا ...!!
- ثلاثة شعراء من مصر وموريتانيا والسعودية يصعدون إلى المرحلة ا ...
- شاعرات العرب ينافسن بقوة على لقب - أمير الشعراء -
- أنوثة بجراحات مؤبدة...
- مهاجر على ضفاف الهجير: يتساءل...
- 150 شاعراً من 27 دولة يقابلون لجنة تحكيم -أمير الشعراء- بأبو ...
- هل يتعين على السيسي زيارة طهران ؟


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد القصبي - زحمة ضحاياها.. بروليتاريا الأدب !