أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد القصبي - النقاب ..من دين المشايخ ..لادين الله !















المزيد.....

النقاب ..من دين المشايخ ..لادين الله !


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 6040 - 2018 / 10 / 31 - 14:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الشائع تبنيد مسألة "النقاب " في فئة قضايا المرأة ..أو قضايا الدين..والأمر في الحالتين لايخلو من الصواب ..لكن ..ونحن بصدد تجديد الخطاب الثقافي بهدف إعادة هيكلة الدماغ المصري على أسس فكر تنويري يستهدف بناء مصر الجديدة ..التي يعي أبناؤها قيم التفكير والعلم والانتاج والتسامح والمحبة والسلام والمساواة بين أفراد وشرائح المجتمع نساء ورجالا .أصحاء أو غير أصحاء ..مسلمين او غير مسلمين ..فقراء أو أغنياء ..إزاء أهدافنا السامية تلك ..ينبغي أن ننظر إلى مسألة النقاب من منظور ثقافي ..هل النقاب يمكن أن يكون محورا من ثقافة الاستنارة التي ننشدها ؟أم ينتمي إلى ثقافة معيقة للتقدم ..؟ ..لكن الإجابة على هذا السؤال لاتستقيم قبل الإجابة على سؤال آخر سابق وحتمي :هل النقاب فريضة دينية كما يرددد المتحمسون له ؟ أم دخيل على الدين ؟..وماهو إلا نتاج عادات بدوية واجتماعية أو طقوس معبدية في ديانات أخرى ؟
هذا السؤال أجاب عليه مجموعة من كبار علمائنا باستفاضة ..في كتاب صدر عام 2009 ويراه البعض سيء السمعة ..لا لشيء إلا لأن جهة الإصدار مكروهة من قبل التيارات السلفية ..والكتاب مدموغ بختم النسر ! وجهة الإصدار وزارة الأوقاف
وعنوانه " النقاب عادة وليس عبادة " ..كتب مقدمته وزير الأوقاف الأسبق د.حمدي الزقزوق .. ومتن الكتاب أراء لعلماء كبار لاعلاقة لها بجهة الإصدار .بل علاقتها ومنبتها الوحيد الدين الصحيح ..
وهذه بعض الآراء :
العالم الجليل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله أوضح أن زعم البعض بأن النقاب كان مضروبا على الوجه « يعد زعما مردودا عليه..وقال الشيخ الغزالي :... فقد قرأت نحو «12» حديثا في أصح كتب السُنة.. تشير إلى أن النساء كن يكشفن وجوههن وأيديهن.
أمام النبي، فما أمر واحدة منهن بتغطية شيء من ذلك، وكذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يفعلون.
ونوه إلى أن الغلو والتشدد على امتداد القرون... أعقب آثارا اجتماعية سيئة قتلت شخصية المرأة وإنسانيتها وأساءت ولاتزال تسيء إلى الإسلام.
وشدد على أن ضرورة التزام خط إسلامي صحيح لا علاقة له بتبرج الغربيات ولا بهوان الشرقيات المسلمات، وإهدار آدميتهن، مؤكدا، بأن «الغضب لله على العين والرأس»... أما الغضب لتقاليد ملصقة بالوحي دخيلة عليه فهذا شيء لا نكترث له ولا نخشى أصحابه، ولاشك أن بعض النساء في الجاهلية وعلى عهد الإسلام كن يغطين أحيانا وجوههن مع بقاء العيون من دون غطاء، وهذا العمل كان من العادات لا من العبادات،
فلا عبادة إلا بنص، ومن الأدلة على ذلك أن امرأة جاءت إلى النبي «صلى الله عليه وسلم» يقال لها «أم خلاد»، وهي منتقبة تسأل عن ابنها الذي قتل في إحدى الغزوات فقال لها بعض أصحاب النبي جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة؟!
فقالت المرأة الصالحة: «إن أرزأ ابني فلم أرزأ حيائي»، وهذا الحديث يؤكد اندهاش الصحابة من تنقب المرأة، وهذا دليل على أن النقاب لم يكن عبادة.
و يصف الغزالي المعارضين لكشف وجه المرأة بأنهم يتمسكون بأدلة واهية ويتصرفون في قضايا المرأة كلها على نحو يهز الكيان الروحي والثقافي والاجتماعي لأمة أكلها الجهل والاعوجاج، حينما حكمت على المرأة بالموت الأدبي والعلمي.
"وأضيف إلى ماقاله شيخنا الراحل محمد الغزالي وطبقا لما أرى وأسمع من مشايخ الجاهلية أن هدفهم اللاشعوري وربما الشعوري إذلال المرأة ".
رؤية شيخ الأزهرالراحل د.سيد الطنطاوي للنقاب لاتختلف كثيرا عما ذهب إليه الشيخ الغزالي ..حيث يرى أن هناك اتفاقا بين جمهور الفقهاء على أن وجه المرأة ليس عورة، وأنها ما دامت تلبس الملابس المحتشمة التي لا تصف شيئا من مفاتن جسدها، ولا تكشف منه سوى وجهها وكفيها.. فإنها في هذه الحالة يكون لباسها شرعيا، ويتوافر فيه ما تدعو إليه الشريعة الإسلامية، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى:« وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها».
وأشار إلى أن الأئمة الأربعة وغيرهم من الفقهاء.. اتفقوا على أن وجه المرأة ليس بعورة ويؤكد لنا هذا الاتفاق أئمة الإعلام في التفسير والحديث والفقه، وقد بلغ هذا الاتفاق درجة عالية من الشمول جعلت بعضهم يعبر عن الاتفاق بلفظ الإجماع.. ويذكرنا الطنطاوي بما قاله الشيخ حسانين محمد مخلوف - رحمه الله - في كتابه "فتاوى شرعية" بأن: وجه المرأة ليس بعورة عند الحنفية وكثير من الأئمة فيجوز لها ارتداؤه، ويجوز للرجل الأجنبي النظر إليه ولكن بغير شهوة.. ومن كل ما سبق.. فإن الرأي الذي يميل إليه،.. أن وجه المرأة ليس بعورة.. أما مسألة النقاب فهي من باب العادة ولا صلة لها بالعبادة.
إغلاق نافذة التواصل
وفي مقدمته يشير د.محمود حمدي زقزوق إلى جانب مهم حين قال: إن ارتداء النقاب يؤدي إلى إغلاق نافذة التواصل بين الناس من خلال إخفاء الوجه أو ما يسمى بالنقاب الذي بدأ ينتشر بشكل ملحوظ في كل مكان ووصل إلى الممرضات في المستشفيات والمدرسات والبنات في المدارس، ناهيك عن إدارات حكومية عديدة ويحاول البعض أن يفسر هذه الظاهرة بأنها علامة على التدين والورع والتقوى.. والبعض الآخر يراها حرية شخصية، إلا أنه في واقع الأمر إساءة استخدام لهذه الحرية لأن النقاب - في حقيقته - ضد الطبيعة البشرية وضد مصلحة المجتمع.. فضلا عن كونه يعد إساءة بالغة للدين وتشويها لتعاليمه السامية، وحمل زقزوق فضائيات دينية متشددة.. المسؤولية عن انتشار النقاب، لادعائهم بأنه فرض، بالرغم من أنهم يعلمون أنه ليس كذلك.
ويستشهد زقزوق برواية عن النبي «صلى الله عليه وسلم».. حين خاطب النساء في يوم عيد وكان مصلى العيد يجمع الرجال والنساء فقامت امرأة سعفاء الخدين وسألته توضيحا لبعض ما ورد في كلامه وتساءل زقزوق: كيف عرف الراوي أن وجهها يجمع بين الحمرة والسمرة، إلا إذا كان قد رأى وجهها على هذا النحو في مجلس حضره رسول الله صلى الله عليه وسلم
و أكد زقزوق أن القرآن والسنة لم يرد فيهما أمرا بتغطية وجه المرأة..وقال :العقول السليمة لا تجد أي مبرر معقول لهذه العادة التي تمحو شخصية المرأة، وتسيء في الوقت نفسه إلى صورة الإسلام الذي يحترم المرأة ويحرص على كرامتها ويصون حرمتها.
ميراث جاهلي
فإن كان النقاب كما أوضح علماؤنا الأجلاء ليس عبادة ..فما هي الأسباب وراء القول بأنه عادة ؟
عودة إلى ما قاله د. جمدي زقزوق في مقدمة الكتاب ..حيث أشار إلى أن بعض النساء في الجاهلية، وفي صدر الإسلام كن يرتدين النقاب ثم صار هذا العمل من العادات.
الدكتور علي جمعة مفتي مصر الأسبق يؤكد أن النقاب الذي يستر الوجه ليس واجبا وأن عورة المرأة المسلمة الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين فيجوز لها كشفهما، وقال :هذا ما ذهب إليه جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية، بل نص المالكية على أن انتقاب المرأة مكروه إذا لم يعمل أهل بلدها بذلك، مؤكدين أنه يعد غلوا في الدين.
ودفع بحديث ابن عمر رضى الله عنهما أن النبي قال :"ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين.

ولماذا ينبغي الحث على عدم ارتداء النقاب ؟ يقول د. علي جمعة :الحاجة تدعو إلى إبراز الوجه للبيع والشراء وإلى إبراز الأكف للأخذ والعطاء وقضية الثياب مرتبطة ارتباطا وثيقا بعادات القوم، والراجح ما أجمع عليه الجمهور من جواز كشف المرأة وجهها وكفيها، وهو ما أخذت به دار الإفتاء المصرية، أما المجتمعات التي لا يتناسب معها فذهب الحنابلة إلى أنه لا بأس بأن تلتزم النساء فيها بهذا المذهب لموافقته لعاداتها وعدم ارتباطه بتدين المرأة، وإنما جرى العرف عندهم والعادة أن تغطي المرأة وجهها.
واستطرد: أما في المجتمعات التي يتخذ فيها النقاب علامة على التفريق بين الأمة أو شعارا للتعبد والتدين فإنه يخرج من حكم الندب أو الإباحة إلى البدعية لأنه أصبح بذلك مطية للشقاق وسببا لتفريق المسلمين وتشرذم أسرهم وعائلاتهم.
.:......
يؤلمني للغاية أن أشارك في جدل مثل هذا فرضه علينا مشايخ الجاهلية شرق البحر الأحمر ، الذين أهانوا وأذلوا المرأة ، حتى أن منهم من أفتى بحرمان جلوسها على الكرسي ، لأنها في جلستها تلك تغوي ذكور الجن فيضاجعونها !! بينما إمرأة أخرى -أي والله إمرأة - أسمها انجيلا ميركل- تقود منذ عام 2005 وبنجاح مذهل ..إحدى أكثر أمم الأرض تقدما ونظاما وتمسكا بالأخلاق ..حتى أن مجلة فوربس وصفتها بأنها أقوى إمرأة في العالم .
وأظن أن المستشارة الألمانية ميركل لو قرأت سطوري هذه حول النقاب سوف تسأل من حولها في استغراب : أهؤلاء القوم.. من كوكبنا ؟!!!!!!!!
أتذكر أن الأديب البريطاني إف إس نايبول الحاصل على جائزة نوبل عام 2003 قال مرة أن دين الإسلام وراء تخلف المسلمين ..وأقول له : لا والله ليس دين الإسلام وراء تخلفنا ..بل دين المشايخ .. بالطبع أعني مشايخ الجاهلية !!

ء



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشوة النوستالجيا في ملحمة الدم والحبر
- فليحاكم قتلة خاشقجي ..بتهمة الغباء !!
- حصريا ..الجنة لسيد قطب ..ومليارات المسلمين في النار..حتى الح ...
- مشاغبات الحاجة صفاء مع المشايخ !
- لماذا لاتعاقب الحكومة وزيرة الثقافة ..وأهالي زفتى محمد فودة ...
- عزيزي طارق الطاهر : ماذا بعد مفاجآت نجيب محفوظ ؟
- نادية الكيلاني .. بين شكلانية الديموقراطية وشبهة السريالية
- حوارات ملسا حول البوست المشبوه!
- لماذا يستمتعون بالجنس أكثر في ضواحي اللاشرعية ؟!
- هل يخدعنا ؟ عماد راضي مواطن في جمهورية الفقراء !
- ما موقف المطبلاتية لو حكم الليكود مصر.. لاقدر الله ؟!
- الحق أقول لكم ..الحق يقول الباز !
- ثقافة ابن بهانة ..في ملسا
- إعادة هيكلة دماغ المصريين ..من أين نبدأ؟
- زحمة ضحاياها.. بروليتاريا الأدب !
- د. طارق شوقي ..أنا معك ..إلى أن تصبح وزيرا للمعارف ..لا وزير ...
- سلماوي في السجن ..من يصدق ؟!!
- صفاء النجار.. شكرا ..أقاصيصك دعم لرؤيتي حول أدب الاستروجين
- السينما تجمعنا ..الشعار الحاضر الغائب في مهرجان مسقط السينما ...
- الوزيرة ..آخر من يعلم !!


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد القصبي - النقاب ..من دين المشايخ ..لادين الله !