أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الحقوق














المزيد.....

الحقوق


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


الحقوق
عبد الستار نورعلي

بمناسبة عيد المرأة:

إلى التي كلّما تحدّثنا عن الحقوق، تتصرفُ بالواجبات،
إلى التضحيةِ الدائمة،
إلى رفيقةِ الدربِ (أم جوان).

* * * *

ومرّتِ الأعوامُ هذا العيدُ يزهو وردةً، حبيبةً..
أماً، وأختاً، رِفقةَ الدربِ التي ترفلُ بالأنداءْ،
قصيدةً رقيقةَ الأصداءْ.
وكلَّ عامٍ تُطلقُ الشفاهْ،
والأسطرُ الخضراءْ،
تحكي عن النساءْ،
في دورةِ الظلمِ، وجورِ العالمِ المليءِ بالشرورِ..
والحروبِ والأهواءْ.
تحكي عن القهرِ الذي يلاحقُ المرأةَ..
يمحو دورَها، وحقَّها.
تحكي عن العالمِ في الدوامةِ السوداءْ.

ومرَتِ الأعوامْ،
أنا وأنتِ والثلاثةُ الأقمارْ،
نرسمُ فوقَ لوحةِ الجدارْ
ما تحملُ الأشجارُ منْ ثمارْ
ريّانةٍ بالحبِّ والأفراحِ والأنوارْ.
يا خيمةً دافئةً، كنزاً منَ الإيثارْ.

نحكي عن الحقوقِ، تحكينَ عن الأطفالْ:
طعامِهمْ، رغْباتهم، ثيابِهمْ، ونومهمْ،
خروجِهمْ، دخولِهمْ، شتائهم، وصيفهمْ.
تحترقينَ حينَ لا ترينَ في عيونهمْ
مواسمَ الفرحةِ والصحةِ والضياءْ.

نحكي عن الحقوق، تحكينَ عن الأهل،..
عن الأخوةِ والخواتِ،..
عن جيراننا الغارقِ في الهمومْ.

نحكي عن الحقوقِ،..
تحكينَ عنِ الجائعِ والعاري،..
ومنْ يسهرُ لا ينامْ
في موجةِ الآلامْ،

يا أوضحَ النساءْ،
تحترفين الحبَّ في قلبٍ يرى الحبَّ سماءً
باهراً تعجُّ بالنجومْ.
ما قيمةُ القلبِ إذا لم يعتلي الغيومْ
لتُمطرَ الأرضَ، وكلَّ الناسِ،..
تسقي الزرعَ والضرعَ،
وتحمي الكونَ منْ مرارةِ اليحمومْ؟

ما قيمةُ الطقوسْ
في معبدِ العشقِ إذا لم تمتزجْ بالصدقِ..
في حرارةِ الكؤوسْ؟
ما قيمةُ الانسانِ في العالمِ
إنْ لم ينحني ويرفعِ النفوسْ؟
هذا الذي رأيتُهُ، شربتُهُ، فؤادُكِ الهادرُ..
بالحنينِ والناسِ، وألوانِ الكؤوسْ.
يا أطهرَ النفوسْ،
تحترفينَ الحبَّ، وهي حرفةٌ مليئةٌ
بالشوكِ والصخورْ،
والنارِ والبخورْ،
وحكمةِ العصورْ،
وحرقةِ الصدورْ.

وأنتِ أنتِ تحملينَ صخرةَ الآلامْ ،
في جبلِ الأيامْ،
يا أصلبَ الأنامْ.

ينامُ في القلبِ صدىً عن حالمٍ، عنْ عالَمٍ،
يرفلُ في البياضِ والخضرةِ والحمرةِ والزرقةِ،..
لا يعاقرُ السوادْ.
لو كانتِ القلوبْ
ينبضُ في دمائها حُبٌّ..
منَ العالمِ هذا نرفعُ الراياتْ،
تبرقُ بالشموسْ.

نحكي عن الحقوقْ،
وفي رؤاكِ أفقٌ، طفولةٌ بهيجةٌ سعيدةٌ،
عدلٌ، وفاءٌ، تضحياتٌ،
مطرٌ يزخُّ بالخيرِ وبالسلامْ،
قناعةٌ تخجلُ منها الحكمةُ القديمةُ الجذورْ،
حُلْمٌ عنِ الزهورِ والحبورْ،
يا أعطرَ القلوبِ والزهورِ والحبورْ.

لا يستطيعُ العالمُ المسحوقُ هذا
أنْ يكونَ كاملاً كما نريدْ.
لا يستطيعُ الناسُ في الأرضِ جميعاً
أنْ يكونوا أنقياءْ
كما نريدْ.

لو كانَ كلُّ الناسِ أنقياءْ،
لسادَ في الأرضِ مسراتٌ، وجناتُ النعيمْ،
ونحنُ مُكرَمونَ فاكهونْ،
نقطفُ منْ ثمارِها ما نشتهي،
اشجارُها لآلئٌ دانيةٌ،
أنهارُها منْ عسلٍ،
وأنتِ في ظلالها ترعينَ، تنعمينْ.

يا واحةَ النقاءْ!
ليسَ على الأرضِ يوتيوبيا..
غيرَ أحلامِ ذوي الأفئدةِ العاشقةِ..
الفسيحةِ الأرجاءْ،
تحملُ في أكفِّها المصباحْ،
ينزفُ بالآلامِ والجراحْ.
لكنّها تدورُ في الظلامِ كي تحيلَ هذا الليلَ
في لونِ الصباحْ.

يا أمَنا العذراءْ،
حينَ رأيتِ الابنَ روحَ القُدُسِ الأقداسْ،
يحملُ فوقَ الكتفِ الصليبْ،
ويرتدي الأشواكْ،
وينزفُ الدماءْ،
أشرقتِ العينانِ لكنْ
في الفؤاد الحزنُ والجرحُ،
وشوقُ الحبِّ، والنورُ ، تراتيلُ السماءْ.

يا أكرمَ الأحياءْ،
صُبّي على قلوبنا منْ قلبِكِ النبضَ..
ومن أحلامكِ الضياءْ،
وحُرقةَ الباحثِ عنْ مسلةِ الحبِّ،
وعنْ إشراقةِ الوفاءْ.

صُبّي، وإنْ كانَ علينا أنْ نصُبَّ منْ قلوبنا
تمثالَكِ الباسِقَ منْ ذهبْ،
وتحتهُ ننحتُ من أرواحِنا الإسمَ،
ومنْ أضلاعِنا الحقوقْ،
يا أوضحَ النساءْ!

عبد الستار نورعلي
آذار 2019



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثلج ينزل
- الفاشست مرّوا منْ هناك
- هذي حلبجةُ
- ثلاثية حميد الحريزي الروائية (محطات)
- سارق النار
- ليلة أشرق عنترة بن شداد
- الحقيقة
- هاتف هاتف
- يا........ حمد .......!
- حبٌّ Kärlek
- روحي Min själ
- حبٌّ Kärlek
- كيف لي!
- يوم الشهيد الفيلي
- نصوص قصيرة
- مَنْ....؟
- قالها يوماً...
- العراق الى زوال؟
- العراقُ إلى زوال
- أم جوان


المزيد.....




- المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكرّم جودي فوستر وحسين فهمي
- لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية عن روايته ...
- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الحقوق