أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الورداشي - الإصلاح اليتيم... إلى أين؟














المزيد.....

الإصلاح اليتيم... إلى أين؟


محمد الورداشي
كاتب وباحث مغربي.

(Mohamed El Ouardachi)


الحوار المتمدن-العدد: 6164 - 2019 / 3 / 5 - 08:05
المحور: المجتمع المدني
    


يعد قطاع التربية والتعليم من أهم القطاعات في جميع دول العالم. لذلك فإن الاهتمام به يعد مطلبا ملحا لا يعرف التواني والتقهقر. فلئن أنت أردت أن تهدم حضارة معينة عليك بثلاث ركائز أساسية، وهي المرأة والعالم والمعلم. ولكن ما يهمنا في سياقنا هذا هو الركن الأخير، أي الأستاذ باعتباره حلقة وصل بين الركيزتين الأخريين. ومن ثم فإن الحديث عن برامج تنمية في ظل إهمال حقوق الأستاذ يعد ضربا من العبث. إذ لا تنمية بدون تعليم حقيقي، ولا تعليم بدون اهتمام حقيقي وتخطيط بناء بالمنظومة التعليمية، ويراعي مصلحة البلاد حاضرا ومستقبلا.
على أن ما تشهده المنظومة التعليمية بالمغرب منذ أزمنة ينزع اللثام عن كل الخطابات الرنانة، تلكم الخطابات التي تدعي الاهتمام بالتنمية البشرية في غياب أي نظر جاد للثروة البشرية.
وفي ذلكم السياق، يأتي الحديث عن المعركة النضالية التي خاضها ويخوضها الأساتذة الذين فرض عليهم، والتي دامت حوالي سنة ولا تزال مستمرة إلى حد الساعة. ويعزى ذلك إلى غياب حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها الإدماج في سلك الوظيفة العمومية أسوة بإخوانهم المرسمين. لهذا يبدو جليا أن تنزيل مخطط التعاقد في قطاع حيوي كقطاع التعليم، يعد قصفا للمدرسة العمومية عامة، ولأبناء الفقراء على وجه الخصوص. ولعل هذا السم الزعاف هو ما وعاه الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، الذين بلغ عددهم خمسة وخمسين ألف إطار على غرار خمس عشرة ألف إطار الذين يتلقون تكوينهم بالمراكز الجهوية. وحتى تقف الدولة بالمرصاد لهؤلاء الغيورين على المدرسة العمومية نهجت مجموعة من الوسائل الرادعة التي لا مشروعية لها، من قبيل: الاقتطاع من أجورهم الهزيلة علما أن الإضراب حق مشروع، وهو من المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب في فترة من الفترات. ثم لجأت الدولة إلى قمع هذه الفئة المتضررة، ولا أدل على ذلك من التدخل الهمجي الذين تعرض له الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد يوم 20 فبراير بمدينة الرباط أمام القصر الملكي. فضلا عن وقف أجرة فوج 2016، وهذا ما أعرب عن نواياه الهيئات المسؤولة السيئة تجاه أبناء الشعب. فما دمت قد وضعت يدك على عر جبين الأستاذ، فإن خطابك الرنان حول الإصلاح يعد كلاما هراء إن لم نقل كلام مجانين. فالأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد لا يطالبون بالترف الحقوقي، بل يطالبون بحق طبيعي ومشروع ألا وهو الإدماج في سلك الوظيفة العمومية.
ففي ظل هذه التصرفات القمعية غير القانونية التي تنهجها الدولة المغربية في حق أبنائها، كانت هنالك ردة فعل قوية للأساتذة المتضررين من التعاقد، لم يسبق لها نظير في تاريخ المدرسة المغربية. فأن تغلق خمسة وخمسون ألف حجرة لمدة أسبوع، يعد خسارة فادحة للدولة المغربية، على اعتبار أنها هي المسؤول الأول والأخير عما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام القليلة المقبلة.
إن غياب الحوار الفعال والبناء هو السبب الأول والأخير في جعل هذا الموسم الدراسي سنة بيضاء. وبالتي فإن الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بريئون من النتائج السلبية الوخيمة براءة الذئب من دم يوسف. فقضية هذه الفئة المتضررة ليست وقفا عليها وحدها، وإنما هي قضية شعب مغربي برمته.
ما دم الأستاذ يضطهد في الشوارع ليل نهار فإن خير ما يقال هو إنا لله وإنا إليه راجعون. كما أن الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد أبانوا عن تماسكم المتين والقوي في وجه كل من يتوخى نسف المدرسة العمومية. لهذا فإن برنامجهم النضالي الذي يتضمن إضرابا وطنيا لمدة أسبوع (من 4 مارس إلى 9 من الشهر الجاري)، علاوة عن الاعتصامات التي بدأ تجسيدها أمام الأكاديميات الجهوية. والتي تعرض على إثرها أساتذة مدينة وجدة لتدخل همجي شرس لقمع معتصمهم في 4 مارس 2019.
وفي الختام، أود تنبيه الرأي العام إلى أن مصلحة التلميذ تهمنا أكثر ممن يدعون الإصلاح، لذلك فإن القضية ليست قضية فئة واحدة بل هي قضية الجميع. كما أننا ندعو الإعلام الذي توارى منذ زمان عن نقل الأخبار بواقعية، أن ينفض غبار التسييس والأدلجة عن عينه، ويهتم بمستجدات الأسرة التعليمية.
متى ستنسى الدولة المغربية الأسرة التعليمية وتهتم بشأنها السياسي والاقتصادي...؟ هل إصلاح المنظومة التربوية يقتضي أن تسيل دماء مربي الأجيال في الشوارع، وتدوس أقدام القمع كرامته في واضحة النهار؟
لا إصلاح حقيقي بدون رد الاعتبار للأستاذ. والأمة التي تضطهد حامل رسالة الأنبياء والرسل لا يمكن لليلها الدامس أن يدوم طويلا.



#محمد_الورداشي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Ouardachi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية
- الحاجة
- الصراع يعود من جديد...!
- قراءة في رواية -نبض- ل أدهم الشرقاوي.
- نزيف قلم
- أزمة المقررات الدراسية
- سيدي المتجبر.
- أنماط النصوص
- تركيا... إلى أين؟
- ولأن الأفكار لا تموت...
- الحرية عند المفكر المغربي: عبد الله العروي.
- تعليق حول: حفريات في الذاكرة من بعيد، للمفكر المغربي محمد عا ...
- هكذا فهمت جبران
- الشعرية وتجلياتها عند أدونيس
- الثابت والمتحول وتجلياتهما في التراثين: الديني والشعري، من م ...
- الرسالة
- أبو زيد... هل أحزنتك روح التفكير؟
- أبو زيد.. هل أحزنتك روح التفكير...؟
- قراءة في كتاب السيميولوجيا والتواصل. ل إريك بويسنس، ت: جواد ...
- قراءة في مضامين كتاب: مفهوم النص دراسة في علوم القرآن، ل نصر ...


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد الورداشي - الإصلاح اليتيم... إلى أين؟