بعض فنون الحب جنون

محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 04:20
المحور: كتابات ساخرة
    

بعد طول تردد قررَ أن يضع حداً لمعاناتهِ وبؤسه ، وأخبر صديقهُ خازن أسراره بنيّتهِ المزمعة للسفر إلى عشيقته التي قد قررَ مضطراً في وقتٍ سابق بالتخلي عنها ..

وبالفعل امتطى أول طائرةٍ إلى هناك متأبطاً الكثير من الأشواق الساخنة والأحلام الوردية والمغامرات الغرامية ..

وما أن وطأ بقلبهِ الولهان أرض المطار ، كانت ( عشيقته ) بإنتظاره ، تحمل زهوراً ولافتةً كتبت عليها :

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول

وأمضى برفقتها أياماً ليست بالقصيرة ، نسيَ من خلالها فصول الجفاف والقحط والتعاسة ..

وحين العودة وكان لا يزال محتفياً بنشوته العارمة ، تفاجأ أن ( زوجته ) في استقباله بأرض المطار حاملةً الزهور ولافتةً كتبت عليها :

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الآخِر

* * *

على إثر ( قُبلة ) غرامية ملتهبة في ملهى ليلي قضمت ( العشيقة ) جزءاً من لسان ( عشيقها ) فذهب الأخير في غيبوبة طويلة ..

وفي المستشفى عندما سألوه عن السبب وراء ( القضم ) والقطع والبتر ؟

أجابهم :

قديماً قالوا : ومن الحب ما قتل ..

أما حديثاً : ومن الحب ما ( بتر ) ..!!

* * *

في الزمان القديم ، حينما اصطاد عمر بن أبي ربيعة ( هنداً ) سألها :

متى موعدنا ؟؟

أجابت من وراء مماطلة :

في الغد أو بعد غد ..!!

في يومنا هذا يسأل الصيّاد فريسته في زحمة الحواس :

متى موعدنا ؟؟

تجيب من وراء غنج :

لم يبقَ على موعدنا سوى سوادِ هذه اللحظة .. !!

* * *

في يوم عيد ( الفلنتاين ) اصطحبَ زوجته ( الخمسينية ) إلى مطعم فخم ، وأخذا يتبادلان الحب قوياً وكأنهما في الربيع الأول من الحب ..

وفجأةً من دون سابق إنذار وقع ( الزوج ) أرضاً مغشياً عليه ..!!

اقتادوه إلى أقرب مستشفى ، ولكن كانت المنيّة له بالمرصاد ..

وفي شهادة الوفاة كتبوا :

كانت الوفاة نتيجة التوقف المفاجيء لقلبهِ بين يدي نادلة حسناء ..

* * *


يقولون أن المغنية الصربية التي تدعى ( غوكا تيرزان ) غنت في إحدى أهم الصالات في بلغراد أمام شخص واحد في حفلة كان المفترض أن يحضرها أربعة آلاف شخص ..

وحسب الأخبار فإن الشخص الذي حضر الحفلة وحده كان قد اشترى أربعة آلاف بطاقة دخول لكي يستطيع الإنفراد بالمغنية ويطلب يدها للزواج ..

وتقول الأخبار إن ( غوكا ) دهشت وصدمت حين لم تشاهد في الصالة سوى شخص واحد يجلس في الصف العشرين وكان هذا الشخص قد دفع مبلغ 15 ألف دولار أميركي ليكون له حق الاستماع لها بمفرده ..

هل تزوجها ؟؟
في الحقيقة لا أدري ..

* * *

يقولون إن شاباً فرنسياً استأجر في ( عيد العشاق ) يافطة إعلانية ضخمة وضعها في قبالة البناية التي تسكن فيها ( حبيبته ) وكتب عليها : نادين ، أتوافقين على الزواج مني ، وظلت اليافطة معلقة لمدة أسبوع على مرأى من ( نادين ) ..

وقالت الأخبار فيما بعد بأن قلب ( نادين ) استسلم في النهاية لحبيبها وأجابت بنعم ..

ألم يقولوا بأن بعض الجنون فنون ، وعليهِ فإن بعض فنون الحب جنـون ..

#محمود_كرم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات