أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود كرم - يموت الزمار وأصابعه تلعب














المزيد.....

يموت الزمار وأصابعه تلعب


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1503 - 2006 / 3 / 28 - 07:03
المحور: كتابات ساخرة
    


على غير عادتهِ هذه المرة مكثَ في المنزل مساءً ملتصقاً بجهاز التلفاز وأجلسَ بقربهِ ( مطارة ) الشاي وبعض الحلويات وما يكفيه من ( المكسّرات ) ..

وأخذ يقلّب بمزاج رائق المحطات الفضائية إلى أن استقر في نهاية المطاف على مسلسل ٍ مكسيكي ، أبدى اندهاشا ً ملحوظا ً حينما قالت له زوجته إنها الحلقة العشرون بعد الثلاثمائة ..

فصاح بزوجتهِ فجأة : اجلبي لي النظارة ، يملك نظارتين واحدة للقراءة والأخرى للمشاهدة التلفزيونية الواضحة واعتاد على تسميتها حركياً بينه وبين نفسه بنظارة الأنس ..

جلبت له زوجته النظارة على مضض وكانت منزعجة من مكوثهِ في المنزل ولكنها لم تُظهر له انزعاجها لكي لا يركبه عناده ويصرّ على تغيير المحطة وخاصة ً إنها تتابع هذا المسلسل منذ حلقاته الأولى ..

فجأة ً صاحت الزوجة : كونزالوا .. !!!
انتفضَ الزوج من مكانه على إثر صيحتها المفاجئة وقال لها ممتعظاً : مَن يكون هذا الـ ( كونزالوا ) ؟؟
ـ البطل
ـ أها

وبعد برهة سكون صاح الزوج فجأة : أنطونيللا ..!!
أخفت الزوجة استغرابها المفاجيء ..!!
كيف عرفَ الشيطان إن اسمها ( أنطونيللا ) ؟؟

ساد بينهما صمت قصير ، مزّ قهُ الزوج بضرب ( مطارة ) الشاي بقبضةِ يده متنرفزاً ليقول لزوجتهِ :

ـ أني أموت غيظا ً من هذا الذي اسمه ( كونزالوا ) ..!!
ـ لماذا ؟؟
ـ لأنه محظوظ فكل نساء الحي تعشقنه حتى ( شغالة ) منزله تعشقـه ..!!
ـ كيف عرفت ؟؟
ـ ليلة البارحة فرغتُ من مشاهدة الحلقة التاسعة عشر بعد الثلاثمائة في المكتب ..!!

وبعد أيام كان صاحبنا يجلس مع زوجته وابنته الصغيرة ( فجر ) في الكافتيريا التابعة لدار السينما ، ينتظر الموعد المحدد لدخول قاعة العرض ، وبينما كان مشغولا ً بتناول بعض المأكولات الخفيفة ، جالت عيناه يمنة ويسرة ، وتصادفَ في هذه الأثناء مرور بعض الفتيات الحسناوات ..

وإذا به فجأة ً يسمع زوجته تقول : فجر ، عسى عينج البط !!
استغربَ ، ما الذي فعلته هذه الصغيرة حتى توجه لها كلاما ً
جارحا ً ، إنها جالسة بهدوء وسلام ..

اكتشفَ بعد برهة بأنه هو المقصود من كلامها ، فقال في سرّهِ : لا بأس ، يبدو إنه مراعاةً لنفسيتي جاء توبيخها لي على قاعدة ( إياك أعني واسمعي يا جارة ) ..

ثم قال بحسرة رافعا ً عينيه إلى السماء :
يا إلهي ما ذنب الصغار يؤخذون بجريرة الكبار .. !!

وللأمانة يعترفُ صاحبنا بأن عيونه ( زايغة ) على طول ، وإن هذه العادة تجذرت فيه بحكم الغريزة التي جُبل عليها الرجل ..

ويعترف بأن المسألة عنده لا تتعدى مجرد النظر ، لأنه في الأساس لا يملك الشجاعة لكي يصارح امرأةٍ ما بأن جمالها سببٌ في شقائه ..

ويعترف أيضا ً بأنه حينما يكون برفقة زوجته المتسلطة ينساق لاشعورياً خلف هذه العادة ، ويقول بأن يومه يكون كئيبا ً بسبب مراقبتها اللصيقة له والطوق الأمني الذي تفرضه عليه ، حتى إنه في إحدى المرات اصطادته زوجته متلبسا ً بمشاهدة البرايم الذي كانت فيه هيفاء وهبي تغني وترقص في البرنامج المعروف بستار اكاديمي ..



فقامت بينهما معركة كلامية حامية ووصل بها الأمر أن قدمت بحقهِ شكوى في ( المخفر ) تتهمه بالشروع في الخيانة ..!!

وعلى إثر تلك الشكوى تعهدَ لها بالإستقامة وبغض الطرف ، ولكنها طلبت فترة من الوقت لتجرّب صدق كلامه ..

وبعد فترة من الالتزام ببنود اتفاقية ( الإستقامة ) ، بينما كانا يسيران بالسيارة في الطريق العام ، مرّت بقربهما سيارة فارهة من نوع ( جاكوار ) فسألها بنبرة غريزية بريئة :

أريد أن أعرف ، هل الفتاة الجميلة هي التي ( تحلّي ) السيارة ، أم إن السيارة ( الكشخة ) هي التي ( تحلّيها ) !! ؟؟

فصرخت في وجههِ بنبرة يائسة :
يموت الزمار وأصابعه تلعب !!



#محمود_كرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أرسمُ وجه حبيبتي
- المجازفة خَلقٌ جميل
- هزيمتان في الغرام
- الحب اخترعه المترفون
- المسلمون والعقلية الانفعالية
- المرأة وتجليات الأصوليين
- الفضاء تحت الوصاية الدينية
- كيف تراني ؟
- امتزاج الثقافات وضرورة الحوار
- نعم للبقصم لا للإرهاب
- فبراير وتجليات الذاكرة
- نقرأ القرآن ولا نقرأ الحياة
- الحسين في المزاد العاطفي والأسطوري
- حينما تصبح هويتنا الدينية رصيدنا الوحيد
- زبدة لوبارك تحت المقاطعة
- هل تسير شعوبنا في ركاب الإرهابيين
- متى انهزمنا لكي ننتصر ؟؟
- أين الشيطان ..؟؟
- أمة مريضة بثقافة الموت
- مسئولية العقل التفكيري تفكيك المقدس


المزيد.....




- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود كرم - يموت الزمار وأصابعه تلعب