أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود كرم - هزيمتان في الغرام














المزيد.....

هزيمتان في الغرام


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 09:06
المحور: كتابات ساخرة
    



حاولَ جاهدا ً إزالة آثار الهزيمة الغرامية والنفسية التي لحِقت به من جرّاء صفعة مدوية تلقّاها بعنف من عشيقته على مرأى ومسمع العابرين في أحد المجمّعات التجارية ، بعد أن أوهمها بالزواج منها ، ولكنه أخذ يتلاعبُ بعواطفها ومشاعرها ويستغل طيبتها والتي انفجرت في نهاية الأمر بتلك الصفعة العنيفة ..

وللتخفيف من حدة هزيمته الغرامية قررَ على الفور الانكفاء على نفسهِ فترة من الزمن علّه يمسح من ذاكرته تلك المغامرة المثيرة والإهانة القاسية ..

وظلّ هكذا فترة من الوقت حتى أحسّ بالكآبة تطوقه من كل جانب ، فقررَ من جديد النزول إلى ( الساحة ) واقتناص ( ضحية ) جديدة ولكنه اقتنع بأن عليه أن يجري تغييرا ً في ( الأسلوب ) مستخدما ً أدوات أكثر حداثة وعصرية ..

فارتدى ( الجينز ) واستبدل سيارته القديمة بأخرى ( سبورت ) وأصبح من مرتادي أحد الأندية الصحية التي تهتم برشاقة الجسم وفتل العضلات ، وغيّر من قصة شعره لتبدو أكثر شبابية واقتنى أحدث الأشرطة الغنائية للمغنية الكولومبية المثيرة ( شاكيرا ) ..

واستأنفَ من جديد جولاته الغرامية ليجرب حظه هذه المرة بنفسية متفائلة وبروح قتالية جديدة ، وقادته الأقدار عند إشارة ضوئية وقفت بجانبه سيارة تقودها فتاة حسناء ولكي يلفت انتباهها رفع صوت مسجّل سيارته على الآخر حيث كانت ( شاكيرا ) تغني ليفهمها بأنه عصريٌ وثقافته غربية وروحه شبابية ..!!

فالتفتت من فورها إليه منزعجة حانقة ، وصاحت بأعلى صوتها :
أهذا أنت مرة ثانية .. !!
ألم تـكـفِـكَ الصفعة تلك .. !!

وفي ذات مساء تلقّى اتصالا ً هاتفيا ًعن طريق الخطأ ، وكان الصوت على الطرف الآخر أنثويا ً من النوع الخطير جداً مما جعلهُ يذهب بخيالاتهِ إلى حد الاعتقاد بأن صاحبة الصوت الخطير ليست أقلّ جمالا ً من أيةِ فتاةٍ لا يختلف أثنان على جمالها الخارق ..!!

واستمرت بينهما المكالمات الهاتفية الدافئة شهرا ً بعد شهر إلى أن طلبَ منها ذات يوم الالتقاء بها وجهاً لوجه بعد أن بلغ به الشوق حد الجنون لرؤيتها ..

وفي كل مرةٍ كانت تتهرب من لقائهِ مختلقةً أعذاراً شتى تارةً بمشاغلها الكثيرة ، وتارةً أخرى بأنها تريد الذهاب لصالون التجميل ..!!

وأمام إلحاحه المستمر وإصراره المزعج ما كان منها إلا أن استسلمت لطلبه ، فاتفقا على أن يتقابلا في مكان محدد يتفقان عليه مسبقا ً ، ولم يستطع صاحبنا من أن يتمالك نفسه من نشوة الانتصار فأخبر صديقه المقرّب منه بالأمر ونصحه الآخر أن عليه أن يكون متماسكا ً وقوياً مهما كانت النتائج ..!!

وفي المكان المحدد أوقف سيارته وجلسَ بداخلها ينتظر مجيئها تتلبسه لهفةٌ عارمة وبعد برهة أو ربما قرن وقفت سيارة بجانب سيارته ، فالتفتَ إليها ليجد بداخلها فتاة عادية لا تبدو عليها أية ملامح جمالية وليست فارهة الجمال كالتي كان يتوقعها دائماً في خيالاته الملتهبة ، ولكنهُ استبعدَ تماما ً أن تكون هيَ مَن ينتظرها وأخذ يُمنّي نفسه بأن التي كان يحادثها ستأتي حتماً ..

فانتظر قليلا ً قبل أن يُطلق على نفسهِ رصاصة ( الورطة ) ريثما تتوضح لديه الأمور ..!!

وبينما هو يغلي ويفور وإذا بهاتفه النقال يرن فكانت صاحبة الصوت الساحر على الخط ، تُخبرهُ إن الأمرَ لا يتطلبُ منه سوى التفافةٍ نصف دائرية ليراها تقف بجانبهِ ..!!

وإذا به يصرخ عاليا ً على إثر الصدمة التي لم يكن يتوقعها ولم يكن يحسب حسابها أبداً تصدع معه زجاج سيارته ، إذن هي ذاتها مَن وقفت بجانبي ..!!

ولم يكن أمامه حلٌ سوى أن يوافق على إدخالها سيارته ليجد له فيما بعد مخرجا ً ينقذه من ورطته ..

فذهبَ بها إلى أقرب مطعم من النوع الرديء جدا ً ، وقف عنده ليأمرها بأن تجلب له ( شباتي وسمبوسك ) على شرط أن يكون ساخنا ً ، ولكي تُخفف عليهِ صدمته المرعبة امتثـلت لأمرهِ ، وفي أقل ّ من لحظةٍ وجدتهُ قد ابتعدَ عنها بسيارته سنة ضوئية ..



#محمود_كرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب اخترعه المترفون
- المسلمون والعقلية الانفعالية
- المرأة وتجليات الأصوليين
- الفضاء تحت الوصاية الدينية
- كيف تراني ؟
- امتزاج الثقافات وضرورة الحوار
- نعم للبقصم لا للإرهاب
- فبراير وتجليات الذاكرة
- نقرأ القرآن ولا نقرأ الحياة
- الحسين في المزاد العاطفي والأسطوري
- حينما تصبح هويتنا الدينية رصيدنا الوحيد
- زبدة لوبارك تحت المقاطعة
- هل تسير شعوبنا في ركاب الإرهابيين
- متى انهزمنا لكي ننتصر ؟؟
- أين الشيطان ..؟؟
- أمة مريضة بثقافة الموت
- مسئولية العقل التفكيري تفكيك المقدس
- الانغلاقات الفكرية إحدى معضلات الفكر الديني
- ظاهرة التدين الشكلي
- حديث الأمكنة


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود كرم - هزيمتان في الغرام