أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الحسن - الجمال














المزيد.....

الجمال


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 00:32
المحور: الادب والفن
    


حاروا في أمرِ الجمالِ و وَصفِهِ
فقلتُ لهم حينها في شأنهِ :
معرفةُ حقِ الجمال لفهمِهِ
هو لَعُمري استحالة
بل هو عينُ المُحالْ

ثم اقترحتُ على المتحاورين بأمرهِ
دعوا الجمالَ يتحدثُ بنفسهِ عن نفسهِ
و لنتفق أن ما سيأتي بهِ من قدسهِ
هو فصلُ المقالِ فيما اختلفنا
و البتُّ في أمر الجِدالْ

و أضفت...
لنتّخذ لنا أولاً
معياراً
في مجالس استفسارِنا و الحُكمِ عليه
الطبيعةَ إليهِ مساراً
تقودُ تائهَنا إلى مثولِهِ بين يديه
فلطالما الجمالُ فيها تجلّى
و عَبرها
لربما السائلُ عنهُ استدلَّ
إلى معنًى
يتكَشَّفَ به الجوابُ
على كلِّ تساؤلٍ فينا أو سؤالْ

ثم اقترحت...
لما لا نُشركُ الأسلافَ أيضاً في بحثِنا عن سرّهِ؟
فلربما أمدّوا الحيرةَ فينا و السؤالَ عن أمرهِ
ما يرفِدُ نهرَ التفكُّرِ الجاهدِ لفهمهِ
و يُنعشُ خيالَنا المتأهب
في زوايا الظنِّ و خاطر البالْ

ثم استفضت ..
لنبتدئ أولاً في بحثنا ..
من عندِ الإغريقِ لأنَّهم
أولُ من كانت الفلسفةُ شُغلَهم..
و كانت هي فنّهم
و أوّلُ مَن تساءل عن الموجود..
و عبرَهُ مَن أهمّهم
الكيفُ في فهم الوجود
و علاقةُ الطبيعةِ بما وراءِ صورِ الجمالْ

ثم بيَّنتُ :
سقراطُ مثلاً ..
من بين القدماء ..
كان في علمِ الجمالِ أوّلَهم
و هو مَن قال :
أنّ الجمالَ هو خيرُهم
و أنَّهُ في الناسِ ما قد نفعَهم
و صورتُهُ..
زينةُ الأخلاقِ بين الخلائقِ
و فِعلُهُم أو صنعُهم
و ما لازم المخلوق بالفائدةْ
و أيضاً ..
ما زانَ منهُ الفِعالْ
بدليلْ...
أنَّ الأنفَ الأفطسَ
و على عكسِ رأينا فيه ..
فهو عند سقراط الجليل
فاق بالجمالِ استقامتَهُ عند ذي الوجهِ الجميل
لما منحهُ للنظرِ
من مدًى أوسعْ .. و في التحليل
عُدَّ الأفطسُ جميلاً
بما تأتى لرؤيتهِ من جمالٍ عبرَ تمامِ الاكتمالْ

أما فيلسوفُ المدينةِ الفاضلة,
أفلاطون
تلميذُ سقراط الحكيم
أكملَ مذهبَ مُعلِّمِهِ
في نزعةِ استدلالِه بمنطقِ العقلِ السليم
و زاد على المذهبِ بِدعةْ
أن جعل مع العقلِ نَزعةْ
ميلٌ إلى الوجدان..
يُستَدَلُّ به أيضاً في طرائقِ التعليم
و من هذه النزعة الجديدة
اكتشفَ افلاطون في الحبِّ فريدة
اتجاهٌ صاعدٌ يعرجُ بفهم السؤال
من الجزءِ الكامنِ في الموجودْ ..
إلى الكلِّ المحيطِ بكلِ وجودْ
ليرِدَ عَبرَهُ منابعَ الورودْ
الباحثُ عن سرِّ الحقيقةِ و الكيفِ في خلقِ الجمال

ثم أنَّ أفلاطون ..
زاد على مثالِ الجمالْ
في مذهبِ الوجدان جميلَةْ
فرأى أنَّ في عالم ما قبلَ الإنسان
امتاز هذا المثال بفضيلَةْ
وضوحٌ عدَّهُ افلاطون
في مذهبِ استدلالهِ دليلَهْ
على سرعةِ تكشّفِ الجمالَ
لمن كان الحبُّ سبيلَهْ
فهو من قال :
لا سبيلَ لعارفٍ منا
إلى معرفة عين و حق الجمالْ
إذا كان المنطقُ العقلِي ..
هو فقط راعيهِ في هذا الاستدلالْ
لكن مع الحدسِ
و بالإلهامِ بعد الحبّ
و لما لا أيضاً بالهوسِ
سيتجلى الجمالُ كلُّهُ فجأةً في نفسِ رائيهِ
دفعةً واحدةً ليفيضَ عليه بكلِ معانيه
كفنانٍ ..رأهُ بعينِ الحبّ فشكّلَهُ
أو شاعرٍ تلوّع قلبُهُ منهُ فصوّرهُ
أأو موسيقيٍ عزفه لحناً فأبدعَهُ
بجمالٍ
ضاهى الأصلَ في الروعةِ
و لربما أيضاً في الكمالْ

ثم أنني...
وددتُ أن أذهبَ بعدُ أبعدَ قليلاً في طرحِي
لأبَيّن للمتحاورين
كلَّ أراء المتفلسفين في شرحي
لكن
كلام أفلاطون عن الحبِّ أعجبني
فاستوقفني
و قررتُ أن اختتم بخلاصته
كلَّ كلامِي في هذا المجالْ

فبحكم السنِّ و خبرتي و تجربتي
و ما فاضت بهِ عليَّ السنون
و عبرها دروسُها علمتني
لم أجد مثل الحبِ دليلاً
على تجلي و رقي و وضوحِ الجمالْ
و لم أجد مثل الحبِّ سبيلاً
لفهمِ الكون و جمال تناغم أضداده
أن كان في توالفها أو في الاعتدالْ

فأنا...
كمِثلِ سبيلِ أفلاطون
و سُبُلِ أقرانهِ المتصوفين بَعدَهُ ..هي سُبلي
و مثلِ الشعراءِ العشّاقِ الهائمين
و العارفين المنشغلين فيه من قبلي
لم أرَ مثلَ الحبِّ جميلاً
دافعاً روحياً
يُستدلُ به على فهم و خلقِ الجمال
و لم أجد غيرَهُ في السموِ بديلاً
لتَعبُرَ الروحْ
إلى قدسِها العلوي
سكنها الأصلي
حيث عالمها ما قبل حلولها في جسدِ الزوال

فما أخيب ظنّ
مَن رأى بصيصاً مِن حقيقةْ
و ظنَّ أنّهُ بغيرِ عينِ الحبّ مُدرِكُها
أو سيجني منها جنياً سهلَ المَنالْ
و ما أتعسَ حظ
مَن لمح في الزَيفِ بَريقَهْ
و استغرقَ فِيهْ
لسنواتِ تِيهْ
ثم انتبه
أنّهُ التمويهْ
اتخذَهُ إلى عينيهِ
الخداعُ طريقَةْ
متنكراً بأكاذيب جَمال
فمَن لم يرافق سيرَه الحبّْ
صاحبُهُ الشقاء
و أعمى عينيه عن تجليات الروعةِ من روح الجمالْ
و من نسي قلبهُ دربَ الحبّْ
أضاع النقاء
و شرَتْ ظنونُهُ الجمالَ ظواهرا
أو قشوراً
صاغَها الوهمُ
من ترّهاتِ توهماتِها
في متاهاتِ الخيالْ



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
- أي نعم أجل أيواً ... دليلُ إثبات
- البحث المنهجي كأسلوب حياة... وسيلة للتطور و للإرتقاء
- جواب
- يُحكى أنّ ... كُرةً تتراكلُها الأقدام صرنا
- المعادلة الفاضحة
- أتدري ما السهر؟
- الشهيد البطل عزّام عيد... حاضرٌ أبداً و ما رحل
- لك الله يا وطني ... و كل هذا الحب على أرضك
- من مذكرات مواطن عربي (3) ... التوهان
- أبو علي
- من نحن... سؤال لم يعد تائه و لا بريء و لا محتار
- طفلةٌ بحزامٍ ناسف
- عاصفةُ الشمالِ
- ناهض حتر... شهيد الكلمة المقاومة و الفكرة المناهضة
- آليسار ... ضاحكةُ العينَين
- و يسألونك عن نصر تموز … قل هو للعرب صحيح رواياتهم
- أعيدونا إلى المربع الأول … أعيدونا إلى أصل الحكاية
- حديث خِيام في ذكرى النكبة ... من خيمة سوريا إلى خيمة فلسطيني ...
- من مذكرات مواطن عربي (2)


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الحسن - الجمال