مريم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 17:31
المحور:
الادب والفن
لقد أبكيتنا يا أختاه
لقد أبكيتنا أيتها اللاجئة و قضيتها
في قلوبٍ صارت لكم الوطن وصرتم لها الهوية
لقد أبكيتنا من جديد
مع ان دمع البارحة لم يجف بعد
و مازال يُذرَف مدراراً على القضية
فمازال طَعم الملح فيه يذكّرنا بالشتات
ويذكرنا بالخيام
و يذكرنا بغدر ملوك الرعية
لقد أبكيتنا من جديد
و ذكّرتنا من جديد
و أيقظت فينا أوجاعاً أرادوها أن تصير منسية
لقد أبكيتنا و لقد أذيتنا
إذ ذكّرتنا بالهوان
و ذكّرتنا بشقاءٍ ينام برداناً في خيمة فلسطينية
لقد ابكيتنا
حين خاطَبَت خيمتك خيمةً كانت للامس ملجأها
ولأجلها امست اليوم القضية
فها قد غزا الارهاب ايضاً خيمتنا
و ها نحن نشُرّد مثلكم و للهجر نَتركُ منازلنا
و ها نحن نفترش الخلاء بعد أن استوطن الكفر قبيلتنا
و بعد أن صار غاصبو أرضكم اخوتنا
أ وليس العرب اخوتنا ؟
أ وليس العرب من آخوا قاتلي اطفال أَسرّتِنا ؟
أ وليس العرب من راقصوا صانعي نكبة أمّتنا؟
أ وليس هم مَن باعونا؟
أ وليس هم من حاكوا لكم خيمتكم و نصبوا لنا خيمتنا؟
لقد أبكيتنا يا اختاه
و نكأت الجرح يا أختاه
فخيام الامس انجبت خيام اليوم
لأن العرب بالأمس كفروا بديانتنا
ولان العرب باعوا للغرب ولاءهم
و تآمروا على قضيتنا
واليوم يا اختاه قد نزعوا أقنعتهم
و مزقوا على العلن هويّتهم
وسيأمرون في الغد بقتلكم كما أمروا اليوم بقتلنا
فها هم قد شوّهوا الإسلام ديننا
و نحروا العروبة أمامنا
و سفكوا الدماء على أرضنا
فقد شروا بالدين سكيناً
و ذبحوا به العرب و المسلمين اخوتهم
و قطّعوا بعد الذبح جثث أحبتنا
لقد أبكيتنا يا أختاه
وأيقظت اليقين الغافي فينا يا اختاه
فالأعراب ليسوا منا كما ظننا نحن
و ظننتم أنتم قبلنا
فللأعراب أرباباً لهم يعبدونها
و ليس في أيٍ منها ربنا
و لأجلها الأعراب حاكت لكم خيمتكم
و لأجلها الأعراب استباحت اليوم دمنا
فأرباب الأعراب يا أختاه تكرهنا
و لأجلها الأعراب يا أختاه لن تنصرنا
و لهذا ليس لكم و لنا من ناصرٍ سوى الله خالقنا
و مقاومتنا
فلنرفع له أيدينا بالدعاء و نوجّه له تضرعنا
و نشكو له أعراباً خذلوا الإسلام بكم و قتلوا نبيه بقتلنا
#مريم_الحسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟