أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الحسن - من مذكرات مواطن عربي














المزيد.....

من مذكرات مواطن عربي


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 18:57
المحور: الادب والفن
    


الفشل بالحلم
كان جالساً كعادته في ظل اتكساراته, ملقياً برأسه إلى الخلف و مسنداً ظهره إلى حائط الغد المجهول, مغمضاً عينيه على عتم الإطمئنان و آوياً إليه مسترسلاً بأفكاره التي كانت تهمس له بحجم حلمه الكبير الخجول حين سمع الصوت يأتيه آمراً: إنهض .... نهض و مشى خلف الصوت متتبعاً أثار صداه و متقفياً تردداته عبر اتساع أثير الصمت , خطواته تصحبه متكئة على ظله المظلم السائر معه ملتصقاً بلون تراب الأرض .. ظلّه هذا الذي حمل جسده المثخن بنزف تعب الانهزامات و شكّله الزمن امتداداً لسحنة وجهه الموشومة بخطوط آلام التجارب و احتمال الإبتلاءات كان قد تقوس من ثقل ذاكرته التي انهكتها تراجيع مشاهد الصراعات نفسها آلاف المرات فانحنى هيكله أكثر فأكثر مع الوقت لطغيان اللون الأحمر على خيارات باقي الألوان في لوحة الذكريات .. سار جسده مع ظله جنباً إلى جنب نحو الصوت الذي ناداه مسافة تفكر متأملة بحاله و بحال حجم حلمه الذي كبر حد عقم الإضمحلال و توهان التلاشي.. استمر بالتقدم خلف الصوت لمدةٍ راوحت ما بين انصياع كامل للأمر و ذهولٍ متسائلٍ عنه و بين دهشةٍ مستغربة منه و ترددٍ حذر يشكك به إلى أن سمع الصوت يأمره مجدداً: توقّف .... وقف فجأة متسمّراً في مكانه كجذعٍ مغروسٍ إلتلحم امتداد ارتفاعه مع امتداد اتساع المكان .. كشجرةٍ التصقت بأرضها الخالية إلا منها و اتحدت معها عارية إلا من أغصان خيباتها و عُري لونها الأسمر الذي ماثل لون عري تربتها, تحتها و على امتداد حدود الأفق الدائري من حولها انتشرت أوراقها الصفراء و تبعثرت بعد أن حصدتها رياح اليأس و سلمتها لزوبعة مرارة الخذلان و الإحباط , تلك التي عبثت بها و نثرتها على اتساع المدى أكواماً تصطف خلف أكوام و أشكالاً تنتظر أمر الريح لتعيد تشكيل تجمعاتها أكواماً تخلف أكواماً, لوّح صفرة بعضها احمرار لون الغضب و داخل صفرة بعضها الآخر ارجوانية اللا حيلة أما القسم الأكبر منها فاكتفى بأحادية لون اصفرار ما قبل السقوط .... لحظة تفكر مرت على خاطره كأنها الدهر و هو في مكانه يحاول تحرير إرادته من تسلط الصوت عليها .. يجاهد رغبته لردعها عن الامتثال لأوامره حيناً و حيناً يلوم تهور حشريته التي أغواها طمعها بمعرفة نهاية خط المسير .. تلت لحظة التفكر بضع دقائق من فراغ صامت و انتظار نابض و إغماضة جفن تعبة أيقظتها نبرة الصوت الآمرة: إحفر .... هوى بجسده إلى مكان قدميه... ركع فوق التراب و أخد منه قبضتين .. رفعهما حتى مستوى ناظريه و حدق بهما .. راقب انسلال حبات التراب من بين أصابعه... فتح كفيه ليرى ماذا بقى لهما فتراءى له حلمه قبضة تراب رفضت مغادرة الأمل بالبقاء في بطن راحة كفّه .. نظر إلى حلمه و قد تجسد تراباً أحمراً .. تأمله لبرهة حزن .. قبّله قبلةً مبهمة ثم نثره عالياً في الهواء فوق رأسه و بدأ بالحفر.



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دير ياسين يا وجع البداية و أول الحكاية
- يوم انتصر التاريخ و عاد الحارس إلى تدمر
- فجّرونا...يا معارضات ترفع راية داعش
- المملكة المتهاوية الإرهابية
- حلف الجرذان
- قنطار الذهب...ذهب إلى فلسطين ومنها عاد… ثم إليها عاد ذهب
- التحالف الإسلامي ضد الإرهاب...كذبٌ فاجر في زمنٍ عُجاب
- الشعب الفرنسي ضحية..مثله مثل الشعوب العربية
- هنا الضاحية
- إلى مُناصري ثورة العدوان الصهيوني على سوريا...كلمةٌ اخيرة في ...
- الشهيد
- الحقيقة العالقة في بئر إعلام التضليل
- سوريا يا قُرة العين
- سيدُنا
- لما العينُ تبكي لِقتلِ الحسين؟
- جواب اليقين على سؤال الغافلين ما الفائدة من انتفاضة الحجر و ...
- ثُور انتفض..خلّي حجرك يشعل نار
- يا غاصب أرضي .. أنا الفلسطيني
- الحمدُ لله الذي هدانا
- بين الكعبة و الأقصى حلفٌ كحيةٍ تسعى


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم الحسن - من مذكرات مواطن عربي