أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم الحسن - طفلةٌ بحزامٍ ناسف














المزيد.....

طفلةٌ بحزامٍ ناسف


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5375 - 2016 / 12 / 18 - 18:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا تعرفين عن الثورات يا طفلة الميدان الصغيرة
ماذا تعرفين عن الحياة يا فراشة الأحياء الفقيرة
ماذا تعرفين عن كذب الحروب و عن صدقها
ماذا تعرفين عن المؤامرات و المعارضات و خبثها
و سنتان هما كل عمرك
قبل اشتعال اللهيب في ديارنا المستعمرة و الأسيرة
و سنتان هما عمر بكائكِ و لآلئ بسمتكِ
قبل أن يغزونا الحريق و ألسنة اللهيب
بثوبٍ قيل أنه الربيع
و قبل أن يغزونا الخراب و الدمار
بواقع أكاذيب الجزيرة
ماذا تعرفين يا صغيرتي عن مدينتك و عن قصصها
ماذا تعرفين عن تاريخها و عن عزّها و عن مجدها
و ثمان زهرات هن كل مشوار جناحيكِ
و ثمان سنوات هن عمر الطفولة
حول خصركِ
و في وجهكِ و في يديكِ
قبل أن تنسفك أكاذيب المعارضات الخائنة
و مفخخات الثورات المنافقة
و تطيري أشلاءً ممزقة
بوجهٍ دامى
و رأسٍ مقطوع ...
لم يتركوا منه إلا أثاراً مغبّرة .. لربطة شعرٍ حول الضفيرة
ماذا تعرفين عن تعداد السنين
و عن عمر العطر في الياسمين
ماذا تعرفين عن الذكريات و البسمات
ماذا تعرفين عن الفرح و اللعب و الرقص مع الضحكات
أكنتِ تضحكين قبل الموت؟
أ غرّد فمكِ يوماً بهكذا صوت؟
هل غنّيتِ ألحانه مع الرفيقات على الطرقات
أم أن كل أفراحك كانت بسمة شكرٍ
لرغيف خبزٍ
بلّله ملح مقلتيكِ على أرصفة الشوارع في المدينة
و خبّأته الدموع من الجوع
صورة أو خيال
في خوف ذاكرتكِ و في حزن نظرات عينيكِ؟
ماذا تعرفين عنا؟
عن أهلك؟
أحقاً كنّا أهلك؟
هل احتضنا حقاً قهركِ
أم أننا أضعناكم و ضعنا
و صرنا تجار حروب
و صرنا ثواراً بلا قلوب
و صرنا أصواتاً صادحة
على المنابر
و جيبنا أمام فقركم مثقوب
ماذا تعرفين عن كل هذه القذارة التي عشعشت في فخامة منازلنا
و ترف قصورنا و ملابسنا
و زخارف كنائسنا و جوامعنا
و فاضت من أكاذيب الوحوش في شوارعنا
و انهمرت كالمطر زخّات زخّات من نفاق منابرنا
خجل الكلام أمامكم
أبعد اغتيال طفولتكم
و تفخيخ أجساد براءتكم
مطرحاً للخطب أو للشعر أو للتنظير
أو للشرح أو للتفهيم أو للتنوير
صمتٌ ...
هو الصمت فقط لغة الألام
صمتٌ...
هو الصمت فقط أبلغ الكلام
ماذا تعرفين عن غباء العرب؟
هل تعرفين من هم العرب؟
هل سمعت بهم يوماً؟
هل كنت تعلمين أنك عربية؟
هل سمعت عن حالة تسمى استمراء قيد العبودية؟
العرب يحبون القيود
و العرب يعشقون التآمر و التباغض و نقض العهود
تعودوا الذل فاستعذبوه
و تفننوا في صوغ و تجميل
و تقديم و تزيين أشكال الخيانة و التبعية
ماذا تعرفين عن سورية
جميلة جداً كانت سورية
عروسة هي في الشرق كانت
لم يكن مثلها جميلة بين الأقطار العربية
ماذا تعرفين عن الإسلام
أكنت يا ترى مسلمة أم كنت مسيحية؟
أم كنت سنية
أم كنت شيعية
أو ربما علوية
أو حتى درزية أو اسماعيلية
هكذا هو الإسلام يا صغيرتي مذاهب و طوائف
هكذا أرادوه
فأسروه و استعبدوه
و صدقتهم كل آذان الرعية
الحرب خطط و فنون يا صغيرة
و نحن منذ مئات القرون نعيش الرق
كما الدواب في الحظيرة
و نعيش الحروب بكل أنواعها و نعيش استمراء العبودية
مع أننا كنا نملك كل اسباب النهوض
و خصّنا الله بجينات المقاومة و الصمود
و نملك كل أدوات الحرية
لكننا تعودنا العبودية
فصرنا أغبياء و صمدنا لتحيا التبعية
الحرب فنون و خطط يا صغيرة
ماذا تعرفين انتِ عن الاستراتيجية
سأقول لكِ ما الاستراتيجية
سأحدثكِ عن استراتيجيات العرب
استراتيجيتنا يا صغيرتي أن نصدق كل ما يقال لنا
خاصة إذا وصلنا نقلاً عن فلان عن فلان الذي مات قبل الفٍ أو ألفَي عام
أو أتانا على شكل دراسات أو تقارير من أفواه الغرب
الغرب ماهرون
و الغرب أقوياء و أذكياء
و نحن مجرد عرب أشقياء و أغبياء
هذا ما رددوه لنا لسنوات و لسنوات
هذا ما قالته لنا أخبار الصحف و الكتب
و التلفزيونات و الإذاعات
و الإشاعات
هذا ما أشاعوه عنا
حتى صدقناهم بأنا
نحن هم أراذل القوم
و نحن الذين سكنا فيما مضى أرض العلوم و الإنسان و الرسالات
و سكنا و نسكن حتى اليوم مهبط أسرار السماوات
و مع أن ديننا دين حرية
و ديننا دين سلام و رحمة و إنسانية
ديننا دين النهوض و رفض التبعية
لكننا أسرى
و الغباء فينا استشرى
و حاكمنا كان أحمق أو ربما كان ذكي
فكرسي ملكه اغتال فينا الإسلام
و صدقنا نحن كذب الحكام
فأذلّونا
و جهّلونا
و ثقّفونا
على أن الأمل فينا قد مات
و شبحه ينتظر القيامة معنا كما الأموات
و الإسلام هو ما نعيشه و نمارسه من خزعبلات
هو طوائف و مذاهب و خرافات
و كأن الله قال تفرقوا
و كأن الله قال تحزّبوا
و لم يقل بأن من اعتصم بحبلي و ما تفرق
ما خسر
و فاز بنعيم الأرض
و جنة عرضها الأرض و السماوات
هكذا نحن يا صغيرة
أمم كثيرة في امة واحدة نتقاتل و نتناحر
نعيش على كلأ الماضي و ننسى غدنا و الحاضر
لا نعرف شيئاً عن المستقبل
المستقبل ليس من اختصاصنا
المستقبل اختصاص زرعه الله في جينات الغرب
و نحن علينا فقط أن ننزف الدماء
و أن نموت
و أن نجوع
و أن نُنكت على جراحنا
و نبكي عليها
إذا ما لمع سؤال عن حالنا في الخاطر
هذه هي استراتيجيتنا يا صغيرة
فضحوها
و كشفوها على العلن اليوم الدواعش
مرآتنا هي داعش
من تآمر علينا؟
هل حقاً تآمروا علينا
أم أننا نحصد اليوم ما زرعناه بالأمس من جهلنا بيدينا
الحرب خطط و فنون يا صغيرة
و استراتيجيات
و التقدم و التطور و الحاضر و المستقبل أيضاً استراتيجيات
و الاستراتيجيات تصوغها العقول
و نحن العقل فينا قد مات
قتلناه و دفنّاه منذ مئات السنين
و اليوم هو مثلنا ينتظر قيامته من بين الأموات



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصفةُ الشمالِ
- ناهض حتر... شهيد الكلمة المقاومة و الفكرة المناهضة
- آليسار ... ضاحكةُ العينَين
- و يسألونك عن نصر تموز … قل هو للعرب صحيح رواياتهم
- أعيدونا إلى المربع الأول … أعيدونا إلى أصل الحكاية
- حديث خِيام في ذكرى النكبة ... من خيمة سوريا إلى خيمة فلسطيني ...
- من مذكرات مواطن عربي (2)
- من مذكرات مواطن عربي
- دير ياسين يا وجع البداية و أول الحكاية
- يوم انتصر التاريخ و عاد الحارس إلى تدمر
- فجّرونا...يا معارضات ترفع راية داعش
- المملكة المتهاوية الإرهابية
- حلف الجرذان
- قنطار الذهب...ذهب إلى فلسطين ومنها عاد… ثم إليها عاد ذهب
- التحالف الإسلامي ضد الإرهاب...كذبٌ فاجر في زمنٍ عُجاب
- الشعب الفرنسي ضحية..مثله مثل الشعوب العربية
- هنا الضاحية
- إلى مُناصري ثورة العدوان الصهيوني على سوريا...كلمةٌ اخيرة في ...
- الشهيد
- الحقيقة العالقة في بئر إعلام التضليل


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم الحسن - طفلةٌ بحزامٍ ناسف