أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الآن . . ماذا يعني سحب ترشيح الجعفري ؟!















المزيد.....

الآن . . ماذا يعني سحب ترشيح الجعفري ؟!


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 12:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اثار اعلان السيد الأشيقر الجعفري عن ردّه ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء القادم . . اثار انتباه الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن العراقي، واثار ارتياحاً كبيراً بين اوساط عراقية واسعة كانت كثيرة القلق من تحوّل تلك الأزمة التي طالت والتي اخذت تدفع البلاد الى مراحل اكثر دموية مما جرى، بل واثارت مخاوف اوسع الأوساط من ان تلك الأزمة (او باسمها وتعكّزاً عليها)، قد تجر البلاد الى طاحونة حرب عراقية ـ ايرانية مدمّرة جديدة لايتمناها احد من الشعبين الجارين المسلمين .
يأتي ذلك بعد انتهاء فترة تولي السيد الجعفري منصب رئيس الوزراء الأنتقالي، التي تميزت بتصاعد العنف الطائفي ـ على حد وصف السيد الجعفري ذاته مؤخراًـ وزيادة دور الميليشيات واعادة عدة ملفات امنية لقوات التحالف بسبب عدم القدرة على ضبط الأمن، الذي لايعني من جهة اخرى الاّ استمرار التواجد العسكري الأجنبي، مهما كثرت وتنوعت التصريحات الواعدة بوضع نهاية له .
ولأن السيد الجعفري يمارس دوره السياسي كزعيم لحزب الدعوة الأسلامية، الذي يلعب كما اخذ يتّضح دوراً مقرراً في كتلة الأئتلاف، وبالتالي وبدفع من افراد و قوى متنوعة تحاول التزويق له او دفعه ليطرح نفسه كحزب حاكم اوحد، لتحقيق الهيمنة باي ثمن. الأمر الذي يهدد قواه واجنحته ذاته ويهدد تحالفاته الأسلامية الشيعية ان لم يكن اكثر، بتقدير اوساط ليست قليلة بل ومن ذات الأجنحة والتحالفات كما تناقلت وسائل الأعلام العراقية والأقليمية والأسلامية وغيرها، حذّر عدد منها بالتذكير بالتجربة المرّة لكيفية تكوّن وصعود صدام الى السلطة .
فلا بد من القول ان تغييرات عدة اجتاحت حزب الدعوة الأسلامية عن زمن مرشده الفكري والروحي الشهيد محمد باقر الصدر في الستينات والسبعينات، وحوّلته الى اجنحة معلنة لم تخفَ خلافاتها وصراعاتها، بل واعلن قسم منها عن تسمّيه باسماء جديدة.
وان تلك التغييرات قد تسببت بها عوامل متعددة . . من دور اجهزة صدام الوحشية الدموية، واهوال النضال الى الضغوط الأقليمية والدولية، الى التغييرات التي تجتاح العالم والمنطقة والبلاد وتفرض مراجعة في الأفكار والمفاهيم، وغيرها من التي اثّرت وتؤثر بدرجات متفاوتة الشدّة والتنوع على مجمل قوى واحزاب معارضة الدكتاتورية التي قدّمت جميعها في نضالها جحافل الشهداء من الرجال والنساء والعوائل والأطفال، والتي كان منها حزب الدعوة الأسلامية .
وفيما يشير عارفون الى ترقّب اوساط لعودة الوحدة الى الدعوة بقيادة السيد الجعفري وارشاد رجل الدين مقتدى الصدر . . في سعي لتكوين نظام ولاية فقيه محسّن ان صحّ التعبير او على النهج العراقي، بالضغط على الآلية القائمة الآن اكثر، او بالدفع نحو تكوين مرجعية عليا جديدة بآلية تشابه آلية تشكّل مرجعية حوزة قم واعلان نظام ولاية الفقيه في الجارة ايران، اثر انتصار الثورة الأسلامية بزعامة الأمام الخميني عام 1979 .
تنظر اوساط واسعة بقلق وترقّب الى ان تسيّد نزعة الزعامة والأنفراد بالسلطة لاتقود الاّ الى تزايد مخاطر تشكّل وتزايد دور حركة ذات طابع عفوي ان صحّ التعبير تركب وتقود العواطف والمقدسات الدينية، وتعتمد الميليشيات الممولة من خارج البلاد، الأمر الذي سيؤدي الى تكريس وتزايد ظهور مجاميع مماثلة مناوئة، ولايعمّق الاّ منطق العنف ويزجٍّ بالبلاد في اتون حرب طائفية اشدّ مرارة بين ابناء البلد الواحد بلا مبالاة بمصير شعبنا العراقي بكل اطيافه . . بعد ان ركّز على اشعالها الأرهابي الزرقاوي وارهابه الوافد وفلول صدام، الأمر الذي لن يؤدي الاّ الى زيادة تشكيل وتركّز الميليشيات الطائفية القائمة، وزيادة التبعية المصيرية للصراع الأقليمي، ويهدد بتفتيت البلاد رغم الشعارات والمزايدات والوعود.
ان ثلاث سنوات عبّرت فيها اوساط واسعة بما يكفي عن قهرها واملها بظهور الأمام الغائب رغم تواصل نزيف الدّم، اخذت تدفع فئات واسعة منها الى التساؤل المرير: الى متى يستمر نزيف الدم الذي لاينقطع والى متى البطالة والجوع؟ الايفكّر بنا احد الا يفكّر احد باوسع الأوساط العراقية الفقيرة ؟؟ في ظروف لايؤدي فيها الطرق المتواصل الدموي عليها، الاّ الى زيادة الروح الوحشية والهمجية ! الذي تشكّل بغداد العاصمة ذات الملايين السبعة والمكوّنة من كل الوان الطيف العراقي النموذج الأكثر عنفاً ومأساوية منه .
ان اوساطاً واسعة تنتظر ان يكون سحب ترشيح السيد الجعفري، بعد ان فوّت فرصة هامة في هذا الواقع المتفجّر، فرصة ابراز اهمية وفاعلية دور القوى السياسية العراقية ان تلاحمت من جهة، وان اقتربت اكثر لنبض اوسع الجماهير وقلقها . . وبالتالي رؤية قوة فعلها والتفافها ان انصفت واشركت وتعبّأت بقضية الوطن وهويته وحقوقها الواحدة فيه وتم الدفاع الفعلي عن تلك الحقوق لكل اطيافه العربية والكوردية، الأسلامية والمسيحية، السنية والشيعية، وكل اطيافه القومية والدينية الأخرى . . سواءاً امام التحالف او امام القوى الأقليمية(*).
انها تنتظر بقلق تشيعه انباء متضاربة عن عقد صفقات حزبية ضيّقة واخرى فوقية، بعيداً عن التوجه لأتخاذ اجراءات عملية تضع حداً لنزيف الدماء، في زمان عزّت المصارحة فيه، انها تنتظر ان يكون سحب الترشيح بداية لطريق يمضي الى التلاحم مع اوسع الجماهير والذي يتلخص في :
ـ عودة الأمن وتفعيل دور الجماهير للدفاع عن حقوقها والبدء بانهاء المليشيات الطائفية المسلحة، واصدار الفتاوي الواضحة وافهامها علناً، من قبل اعلى واكبر المرجعيات السّنية والشيعية المعترف بها في البلاد، بتحريم وتكفير القتل على الهوية الطائفية في العراق.
ـ الشروع في تطبيق حلول للضائقة الخدمية المتصاعدة والبطالة والفساد الأداري.
ـ بناء الموقف الوطني على اساس التوافق، الذي يمكّن حكومة الوحدة الوطنية المنشودة من اتخاذ وتطبيق القرارات ذات النفع الوطني ومن كل ما من شأنه فرضها، ورفض زج البلاد في اية حرب اقليمية.
ـ انقاذ ثروات البلاد النفطية وتوظيفها لحل الضائقة الأقتصادية لأوسع الفئات .

22 / 4 / 2006 ، د. مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يرى متخصصون ان السيد الجعفري كسياسي ومن موقعه كرئيس وزراء انتقالي، لم يذكر في رسالة سحب ترشيحه شيئاً عن مصالح وحقوق اوسع الجماهير الشعبية وضرورة السعي لوقف نزيفها المتواصل، ولم يذكر شيئاً عن القوى السياسية الأخرى وضرورة واهمية التفاهم معها بقدر تركيزه على قضية وحدة " الأئتلاف "، في تلويح يحمل اكثر من معنى !



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحاكمة ودفاع الدكتاتور الديماغوجي ! 2 من 2
- المحاكمة ودفاع الدكتاتور الديماغوجي ! 1 من 2
- - اثنان وسبعون عاما من اجل القضية الوطنية، والمخاطر الجديدة-
- الأزمة الراهنة !
- الرسوم المخلة والدلالات ! 2 من 2
- الرسوم المخلة والدلالات ! 1 من 2
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 2 من 2
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 1 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 2 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 1 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ؟! 2 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ! 1 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 2 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن كضرورة -
- هل ان محاكمة صدام، محاكمة جنايات عادية ؟!
- نحن والآخر !
- لماذا يقلق العراقيون من قضية برزان ؟!
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الآن . . ماذا يعني سحب ترشيح الجعفري ؟!