أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - - اثنان وسبعون عاما من اجل القضية الوطنية، والمخاطر الجديدة-















المزيد.....

- اثنان وسبعون عاما من اجل القضية الوطنية، والمخاطر الجديدة-


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار 1934 حدثاً طارئاً او عرضياً في مسيرة نضال الشعب العراقي من اجل قضيته الوطنية، وانما حدثاً من واقع البلاد اسفر عن بروز معلماً وطنياً ثابتاً على اساس الفكر والديالكتيك العلمي الساعي لتحشيد اوسع الطاقات والفئات الشعبية من كل الوان الطيف العراقي وخاصة الكادحة منها، والسعي لتركيز قوة فعلها على مطالب معينة من حقوقها، شكّل تلبيتها اضافة الى تحقيق فسحة من عيش افضل . . الأنتقال الى مرحلة اعلى على طريق حل واقعي عادل للقضية الوطنية العراقية، قضية الشعب العراقي بمكوناته.
لقد سجّل الحزب في الواقع العملي وارسى اساساً هاماً ان لم يكن رائداً في صياغة معالم الهوية الوطنية على اساس التنوع والتفاعل والتناغم والألفة والحداثة، وصولاً الى العمل من اجل عراق برلماني فدرالي تعددي موحد، بعد ان ضمّ ويضم في صفوفه وعقده وقياداته، مناضلين من كلّ مكونات الطيف العراقي نساءاً ورجالاً، سعياً الى ايجاد معالم طريق مجدي لحل ازمات ومعاناة الطبقات والفئات الكادحة والمسحوقة، وقدّم جحافل الشهداء من اجل تلك الأهداف الوطنية.
ومن الجدير بالأشارة الى اهمية ان تضحياته وشهدائه على مرّ السنين والى اليوم، هم من كل انواع الطيف العراقي الأثني والقومي والديني والطوائفي، وفي مقدمتهم قائده ومؤسسه يوسف سلمان يوسف " فهد " ، الذي وصفه ونستون تشرشل قائد الغرب في الحرب العالمية الثانية في مذكراته، وصفه بكونه " . . السياسي الوحيد من رجال الحكم والمعارضة في الشرق الأوسط، الذي كان قادراً على اتخاذ القرارات السياسية ذات التأثير الشعبي الأوسع في العراق، وكان صدى قرارات حزبه التي كان هو ورائها وفق معلوماتنا، تثير وتعبئ اوسع الأوساط الشعبية من مختلف التكوينات والطوائف العراقية في مواجهتنا في الثلاثينات والأربعينات " (1).
وفيما اضاف الى علمانيته، بعدها الشعبي وماهية ومدى تبني مفرداتها من قبل اوسع الأوساط . . مسجلاً في ذلك سبقاً واضحاً في دعم ابرز المطالب الوطنية ومطالب المجتمع المدني، كما في السعي لأجل الحريات الديمقراطية ومن اجل حكم برلماني وطني ولأيجاد الحلول الضرورية العادلة للقضية الكوردية وحقوق الأقليات القومية والدينية، واعتبارها اساس لقضية الديمقراطية في العراق . . اضافة الى نضاله الرائد من اجل حقوق وقضية المرأة العراقية، قضية الشباب وديمقراطية التعليم، ومن اجل مكافحة البطالة والقضاء على الأمية .
فأنه احترم الأديان وصان المقدسات، وتعامل مع القضية الدينية من زاوية الرؤية التي دعى اليها روادها الأوائل واللاحقين ممن انتصروا لقضية الفقير والضعيف بالفعل لابالقول او بالشعارات لوحدها . . مجسداً ربط الفكر العلمي والنظرية بحركة وتحشيد اوسع الجماهير ذات المصلحة بالتغيير في مرحلة ما للقيام به، من اجل غد افضل لجميع العراقيين . .
ورغم انواع المحن والمشاق التي اثخنته بالجراح والتي تتواصل الى اليوم، في سعي محموم لأخراجه من ساحة النضال الوطني ولمحاولة القضاء عليه وعلى مدرسته الفكرية وتأثيره، فأنه يواصل نشاطاً ثابتاً من اجل اهدافه الوطنية، من اجل الخبز وحرية الكلمة والأمان، في ظروف تزداد مشقة وتعقيداً تكالبت وتوالت على البلاد منذ مايقارب الأربعين عاماً . . من دكتاتورية دموية اوصلت البلاد الى طريق سدّ الباب امام ابسط تغيير، والذي لم يؤدّ الاّ الى الحروب والحصار والدمار وتشويه المجتمع والأنسان العراقي، وبالتالي الى الأحتلال والأرهاب . . . والى الفساد الأداري الذي يعتبره (رواده) ويعرّفوه بكونه الطريق الوحيد لتحقيق الأرباح في دولة المؤسسات !!
الى ظروف التصاعد الخطير غير المسبوق في تأريخ البلاد الحديث للفكر الطائفي، الذي اضافة الى مخاطره في شقّ وتمزيق المجتمع، مخاطر طابعه الداخلي المسلح العنيف، وترابطه الأقليمي والدولي ولعبهما عليه وتشجيعهما ايّاه من اجل مصالح ستراتيجية ونفطية وعسكرية، لامصلحة وطنية فيها.
في ظروف دولية استمرّت اضافة الى تزايد تباعد مجتمعاتنا العربية والشرق اوسطية وانظمتها، عن ركب الحضارة وانغلاقها . . تزايد الميل نحو الجدب والجفاف في علاقات الغرب مع المنطقة وبالتالي تأثير ذلك على علاقات دول ومجتمعات المنطقة بعضها ببعض، الذي يهدد بتفاقم ـ ان لم يجري الأنتباه ووضع حلول له ـ تفاقم يصل الى طابع من الغطرسة والعنف والعسكرتاريا، بدل دور الأشعاع الحضاري السلمي والتلاقح الأنساني الذي ساد في عصور ومراحل سابقة . . الأمر الذي قد يفاقم من عزلة المنطقة بالمفهوم الواسع، ويصعّد الأرهاب والعنف فيها ويزيد من عوامل رفض التحديث والأنفتاح والتمدن فيها، وزيادة الصراع على تحقيق ارباح همجية وزيادة النهب ومخاطر تزايد ذهنية النهب والسطو والأنانية .
ففيما يصف عدد من المراقبين والمفكرين الواقع الدولي اليوم بكون ان اقطاب اوروبية نافذة تحاول دفع الولايات المتحدة اكثر وتوريطها لأستنزافها . . في محاولة منها لأٍستعادة مواقع فقدتها او في محاولة للتفوق عليها في مواقع اخرى في العالم، (مستفيدة) من الدروس المريرة التي جنتها اوروبا بعد ان خرجت من الحرب العالمية الثانية منهكة مثخنة الجراح اثر التأخر المدروس للأقطاب النافذة في الولايات المتحدة في فتح الجبهة الثانية، فوافقت على الشروط الأميركية وعلى تثبيت تسعير النفط بالدولار الأميركي وبالتالي هيمنته عليه، مقابل الدعم الأميركي لها في اعادة البناء ومشروع مارشال، وفق عديد من المصادر التاريخية والمعلوماتية .
يصف آخرون سلوك الأدارة الأميركية اليوم بكونه يعكس القلق والخوف من التطور الصاروخي لمعدلات النمو السنوي للصين الشعبية الذي جعلها في نهم شديد للنفط وادخلها في قمة حلبة الصراع الدولي في مسارح النفط والطاقة، خاصة بعد تحالفها الوثيق مع عملاق النفط الروسي من جهة وتزايد استثماراتها المتسارع في نفط الخليج، واعلانها عن البدء بانتاج وتسويق سيارات الغاز والبخار مطلع عام 2007 في سابقة توضح ان دخول الصين الجديد لصراع المصالح الدولية قد جاء من مستوياته العليا، وهي بكامل طاقاتها الأقتصادية والعسكرية والبشرية والمعنوية، خاصة وانها لم تتورط في حرب منذ استقلالها، قبل نصف قرن.
وفيما يقيّم قسم، العلاقات الدولية بكونها رجوع الى مراحل الأمبريالية التي افتتحتها حرب الأفيون التي اعلنتها بريطانيا على الصين في القرن الثامن عشر . . يرى قسم آخر ان العلاقات الدولية المعولمة اليوم وبعض عناوينها المدرجة اعلاه قد دخلت على الصراعات الوطنية الداخلية بشكل مباشر وصارت تتفاعل مع مكوناتها وتحرّكها بلا استئذان . . تاركة تأثيراتها عليها كفعل او كرد فعل وباشكال كثيرة التنوع في فوضى عالم اليوم.
الأمر الذي ادخل القضية الوطنية العراقية ( والقضايا الوطنية الداخلية للبلدان ذات الأهميات الستراتيجية ) في مرحلة تاريخية اكثر تعقيداً مما مضى، تتصف بتفاعل المكونات الوطنية الداخلية كل على حدة، مع اطراف ومكونات صراع القوى على المستويين الأقليمي والدولي . . الذي جعل من القضية الوطنية العراقية، وعلى خلفية صراعات نصف القرن الأخير . . قضية اقليمية ودولية اخذت تفرض على المكونات الوطنية التعامل معها كل من جانبه، فيما يرى كثير من المراقبين اهمية التوصل الى توافق وطني موحد يعمل على التعامل مع العوامل الأقليمية والدولية ككيان واحد من اجل قضية وطنية واحدة تنشد الأستقلال والنمو وتقف ضد اخطار الحروب والعنف، لأجل انصاف الأنسان العراقي من مختلف الوان الطيف وحقه في الحياة والعيش الكريم، الذي نصّت عليه العهود والمواثيق الدولية المعمول بها.
وعلى تلك التعقيدات والمخاطر الجديدة، ينتظر كثيرون من الحزب وممن ينتمون اليه او الى فكره والى التيار الماركسي واليساري بالمفهوم الأعم، تحقيق درجة من تلاحم او تضامن لتفعيل دور التيار الديمقراطي العلماني في الجهود الساعية الى وضع حلول منصفة للقضية الوطنية العراقية. ويتساءل عديدون الا يمكن الأتفاق او التوافق على الخطاب السياسي والتنسيق من موقع اليسار، من اجل عراق فدرالي برلماني تعددي موحد، على طريق رفض العنف، ومن اجل الأستقلال الوطني والتوصل الى جدولة رحيل القوات الأجنبية، على اساس الأستفادة واستخلاص تجربة ثلاث سنوات عاصفة مضت، تهدد بتصاعد يزداد عصفاً ودماراً .
ان الظروف الداخلية والأقليمية والدولية الكثيرة التشابك والتعقيد، والمسار الطائفي الدموي الذي يتهدد البلاد تنادي حزب القضية الوطنية وتنادي كل من تعز عليه القضية الوطنية وقضية الديمقراطية من موقع اليسار والعلمانية، الى تحسين وتعزيز مواقع الحزب الموجود في الساحة الوطنية الذي اثبت نزاهة افتقرت لها كثير من القوى والتجمعات في البلاد، والتفاعل او السير معه جنباً الى جنب والسعي لأيقاف التشظيّ والتمزّق . . او السعي من اجل تعزيز دور مرجعية علمانية يسارية اثبت ان البلاد بحاجة اليها والى وجودها ونشاطها في الساحة الوطنية تكون ذات بعد ونشاط شعبي اكثر تطوراً فيها ان صحّ التعبير. . بعد ثلاث سنوات قاسية اوضحت ماهية المجتمع والساحة السياسية في البلاد اليوم ، وماهية المكونات الفعلية لقوى اليسار فيها ومواطن القوة والضعف في خطابها ومدى وجودها الفعلي وفاعليتها رغم انواع التصريحات، واوضحت الفروق بين المكونات الفكرية وحلقات الأجتهاد الفكري ـ ان كان جاداً ـ وماهية درجات تأثيرها . . وبين المقومات الفعلية لتكوين حركة سياسية قادرة على الفعل تقتنع بها وتتبناها جماهير وتعمل لتحقيق اهدافها في ساحة البلاد وفي واقعها القائم الآن . . كما اثبتت وتثبت حركة الأحداث .

31 / آذار / 2006 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع " ونستون تشرشل ـ يوميات " الصادرة بجزئين عن مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر والترجمة ـ القاهرة ، 1966 / الجزء الثاني ـ فصل الشرق الأوسط . . رجال السياسة في الحكم وفي المعارضة .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة الراهنة !
- الرسوم المخلة والدلالات ! 2 من 2
- الرسوم المخلة والدلالات ! 1 من 2
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 2 من 2
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 1 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 2 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 1 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ؟! 2 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ! 1 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 2 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن كضرورة -
- هل ان محاكمة صدام، محاكمة جنايات عادية ؟!
- نحن والآخر !
- لماذا يقلق العراقيون من قضية برزان ؟!
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !2من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !1 من 2
- الدستور . . والمتغيّرات 2من 2!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - - اثنان وسبعون عاما من اجل القضية الوطنية، والمخاطر الجديدة-