أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند البراك - الرسوم المخلة والدلالات ! 1 من 2















المزيد.....

الرسوم المخلة والدلالات ! 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بدأ العالم في العقد الأخير من القرن الماضي يدخل مراحل جديدة، اخذت تتوضح في تزايد ترابطه وبنتائج ثورته التكنيكية والمعلوماتية وتواصل تطوراتها من جهة، وبصراعات اكثر عنفاً لتقرير ماهية القطبية الجديدة وتقرير الأوضاع وكيفية الأصطفافات الدولية الجديدة، وتزايد النزاعات الأقليمية وتزايد وتسارع ترابطها مع مصالح ومواقف الدول العظمى، اضافة الى تزايد تربّع النفط الخام على عرش الصناعة والتكنولوجيا في العالم وصار كنز كنوز الدنيا بلا منازع، الأمر الذي ترك آثاره البليغة على وجهة ومصائر الدول المنتجة للنفط ، الدول الأقل تطوراً وآلية وتنظيماً من دول صقور المال والصناعة والسلاح .
وفي الوقت الذي احتاج العالم فيه الى نقلة نوعية في حوار للحضارات ينسجم مع التطورات الحضارية وغيرها انفة الذكر، ومن اجل ايجاد حلول للمخاطر التي تهدد البشرية من اسلحة الدمار الشامل النووية والكيمياوية والبايولوجية التي اخذت تشكّل ليس كعامل تهديد وترويع فقط، بل اخذت تهدد بالأندلاع الفعلي لدى تفجر حتى النزاعات والأزمات الأقليمية، بسبب تزايد ترابط العالم وتزايد ترابط مصالحه المتنوعة الجوانب.
وفيما احتاج العالم الى نقلة نوعية من اجل السعي لتقليل مخاطر الفقر والجهل والسعي لمعالجة الآفات المرضية الفيروسية الجديدة التي اخذت تغزو الكون بشكل اسرع مما في العهود السابقة كما في مرض الأيدز والأمراض المصاحبة للأدمان على المخدرات، وبسبب تفشي نشاطات هائلة للفيروسات المرضية الأخرى كالمسببة لوباء انفلونزا الطيور وغيرها، واخرى ستاتي في تقدير ابرز المراكز الطبية ووفق تقارير مراكز الصحة العالمية، بسبب زيادة عوامل التلوث واختلالات نظم البيئة .
تصاعدت وتائر الحروب وموجات العنف وتزايدت قلة وانعدام شعور مراكز القوى المتصارعة بمصائر الجموع ومصائر الأمومة والطفولة والشباب، بتصاعد الصراعات من اجل تحقيق اعلى الأرباح التي اخذت تكشف وتظهر آفات اجتماعية جديدة في مقدمتها التزايد المفرط للبطالة وتجارة الرقيق الأبيض والفساد الأداري والسوق السوداء الذي لايعرف الحدود، التي اخذت تجتاح العالم، اضافة الى تزايد مظاهر الأدمانات ونزعات التحلل في السلوك وضعف وغياب المُثُل . . وتزايد الهبوط نحو الحيوانية في عدد من جوانب السلوك .
وكان من نتائج تلك التحولات، ظهور دعوات اطلقها مفكرون وصفت المجريات بكونها نهاية التأريخ، بل ودعى عدد منها الى صراع الحضارات والثقافات، وبالتالي الى صراع الأديان . . وصفها البعض بانها محاولات لوضع حلول، ووصفها آخرون بانها مسكنات للوقوف امام حالات مدمّرة من الضياع وفقدان الأمل . . وفيما رأى فيها آخرون انها تنظيرات وصفوها بالحتمية، رأى قسم آخر فيها بكونها نتيجة من نتائج انتصارات قوى وخسارات قوى اخرى، وانها محاولة للتعمية عليها، تشارك فيها قوى كثيرة التنوع بل وحتى متعارضة، بشكل مباشر وغير مباشر .
وفي خضم تلك التناقضات، يستمر صراع قوى الخير وقوى الشر وتستمر صراعات الفقراء والأغنياء، الأقوياء والضعفاء من اجل الحقوق الأنسانية في العيش بحياة افضل، في زمان يبدو فيه ان صراعات المراكز والأطراف تستمر بضراوة اخذت تتناسب مع تزايد ترابط العالم . . الذي قد يخرج الغرب من ازمات ركوده ويراكم له المال، الاّ انه من جهة اخرى اخذ يظهر ضعف العالم النامي، الذي كان متأخراً ثم كرّس تأخره بجعله ضحية صراع القوى الكبرى وتنافسها عليه في المرحلة الماضية، الأمر الذي اخذ يستمر بوتائر جديدة وبصور وهيئات (وحشية ـ متمدنة)، يُفسح المجال فيها للقوى الداعية للتمدن ولكن بدون توفير المقومات او بدون المساعدة الواقعية لها عليها . . ثم تركها لتتلقى اجابات اكثر وحشية مما مضى، ليقال لها : تفضّلوا هذا هو واقعكم !
يرى كثير من المراقبين ان هناك اقطاب نافذة في العالم تثير الأزمات من مراكز وجودها وفعلها وانها تهئ وتعبئ لردود افعال منفلته يسهل انتشارها وتبنيها في بلدان الفقر والدعارة والأيدز والمخدرات والجهل ممن لاحول لها الاّ بالتوجه للباري القدير، فيما يسهل تبنيها من جهة اخرى في الأوساط الأكثر فقراً في العالم الصناعي . . لتشكّل كما لو كان رداً على مظالم في الظاهر، الاّ انه في الحقيقة لايعدو عن كونه تفريغاً، لطاقات مشاعر الظلم والسخط والمرارت من قوى كبرى او من حكّام . . لاجدوى عملي واقعي منه الاّ بكونه صمام امان للقوى المتحكمة من جهة، يساعدها على عبور ازماتها، وعلى تغطية وتعمية الحقائق عن مجريات الصراعات الحقيقية من جهة اخرى .
وفيما يعتقد البعض ان مايجري كما لو كان يحمل اموراً متفقاً عليها بين تلك الأقطاب النافذة، يرى العديد من الباحثين والمحللين ان الأقطاب النافذة المارة الذكر ظهرت بآليات كثيرة التنوع على الواقع الذي تشكّل عقب انهيار نظام القطبين الأعظمين الذي استقطب واصطفت عليه التناقضات والمصالح الوطنية والأقليمية والدولية في حينه من جهة، الذي من جهة اخرى صاغ نمطاً للتفكير والتحليل وحساب المصالح بضوئه آنذاك.
وبعيداً عن مناقشة كيف تم ذلك الذي لايتحمله المقال، فان انهيار احد القطبين الأعظمين السابقين
فرض ويفرض على القطب الآخر اعادة تنظيم نفسه بعد ان كان قد انتظم على اساس مواجهة القطب الآخر طيلة ماقارب قرن من الزمان، حيث ان القوننة السابقة للعالم لايمكن ان تتحقق اليوم بنفس الآليات والحسابات السابقة والتفكير السابق . . . الأمر الذي يؤدي الى انفلات نمط (الأستقرار) السابق الذي عاشته الأجيال المتعاقبة، ليصل الى اجيال اليوم التي تحاول اعادة تنظيم تفكيرها ومنطقها لمواجهة تحديات اليوم.
اي ان ما يحصل اليوم يعبّر عن حالة من اعادة بناء واعادة اصطفاف المصالح والأهداف في جو لاتزال تخيم عليه حالة انفلات وفوضى نحو صياغة مفاهيم واسس جديدة او تجديد مفاهيم واسس الصراعات الأجتماعية والطبقية السابقة نحو وضوح افضل قادم . . لكل العوامل آنفة الذكر وغيرها ولتغير مفهوم القوى العظمى ودور العسكرة والبيئة، الكوارث الطبيعية، النفط الخام والثروات الطبيعية الأخرى والفضاء وتغيّر مفاهيم وحدود التلويح بالقوة واستخدامها، واخيراً مفهوم حدود الدول وضرورة التوصل الى تعريف مفهوم الأرهاب . .
ويذكّر كثيرون باهمية وحيوية الحكمة القائلة بان الأكثر قوة ووعيا وثقافة وبالتالي مالاً وسلطة، هو الأكثر مسؤولية في ادارة الصراعات التي يخر فيها ملايين البشر باسم اهداف السعادة المرتجاة، السعادة التي ولو كانت في الخيال وباسم وعي وخيال قد يصفه البعض بالقاصر. في زمان يعتبر عديد من الفلاسفة وعلماء الأجتماع فيه بكون السعادة مفهوماً نسبياً تحدده . . الحاجة، الوعي، الخِبَر وقيَم المجتمع المعني . .
ويرون ان من يحرّك الأرهاب وقتل المدنيين ومن يموّله، ومن يلعب على الأفعال وعلى ردودها في الغرب وفي الشرق . . ومن يخلق العداء بين البشر وبين الأديان ويسعّره بدماء مئات آلاف القتلى المدنيين دورياً سواء كانوا رجالاً او نساءاً، وبالتالي عسكريين . . لايلعب الاَ باتجاهات تحويل الأنظار وخداع البشر بحرف انتباههم وتفكيرهم عن التناقض الأساسي الجاري بلا رحمة بين الفقر والغنى، الذي يزداد توسعاً والذي يعانيه ابناؤنا الفقراء بكل اديانهم ومعتقداتهم وابنائهم من الفقراء بكل اديانهم ومعتقداتهم .
والاّ ماذا كان يُنتظر من 11 ايلول ثم من الحروب والأحتلال ومن الأختطافات والفديات والذبح على الشاشات ؟ . . ان النبي المصطفى وعيسى المسيح لأرفع من تطاول تجار الأرهاب والحروب . . وان فهم جوهر تعاليمهما الأنسانية والتمسك بمثلهما النبيلة في المحبة والتسامح والدعوة لنصرة الحق ودعم الضعيف، والوقوف بحزم امام مثيري الفتن الدينية والطائفية، والدعوة لحوار الحضارات وليس صدامها، هو الرد من اجل محاولة احقاق الحقوق على اساس العلم والمعرفة ومن اجل السلم ودرء خطر الحروب والأرهاب والكراهية والعنف، ومن اجل التقدم الأجتماعي في عصرنا وحياتنا . (يتبع)

5 / 2 / 2006 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 2 من 2
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 1 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 2 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 1 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ؟! 2 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ! 1 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 2 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن كضرورة -
- هل ان محاكمة صدام، محاكمة جنايات عادية ؟!
- نحن والآخر !
- لماذا يقلق العراقيون من قضية برزان ؟!
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !2من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !1 من 2
- الدستور . . والمتغيّرات 2من 2!
- الدستور . . والمتغيرات ! 1 من 2
- لا . . لالحرب خليج مدمّرة جديدة !
- العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية ! 2 من 2


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند البراك - الرسوم المخلة والدلالات ! 1 من 2