أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2















المزيد.....

مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وفي بلد كالعراق الذي شكّلت الأحزاب كل ماضيه وتاريخه السياسي القريب ومعارضته الدكتاتورية، يتسائل كثيرون عن اسباب دعوة الأدارة الأميركية ودعمها المستمر للمحاصصة الأثنية والطائفية، علما ان مؤسسات الحكم في كوردستان العراق اليوم قائمة على اساس المباراة الحزبية، وان الروح السياسية والحزبية ان ضعفت في المنطقة العربية من البلاد لفترة، فانها لم تنته بل تتواصل . . في ظروف دعمت وتدعم الأدارة الأميركية فيها تشكيل الأحزاب في المنطقة ودعمتها كاسلوب لتنظيم الحياة السياسية ، كما في مصر ولبنان على سبيل المثال .
في الوقت الذي يحذّر كثيرون فيه من مخاطر الطائفية وخطرها في شق الصف الوطني وكونها لاتنسجم مع وجهة اعادة بناء البلاد على اسس احدث، وبكونها احدى الوسائل الأكثر اجرامية وفتكاً من الوسائل التي اعتمدتها دكتاتورية صدام لبسط هيمنتها وتشديد قبضتها بتقسيم المجتمع، يرى قسم آخر ان الدعوة وزيادة تفسير ووصف نشاطات وفعاليات ومشاكل البلاد بالأثنية والطائفية في الظروف التي تعيشها البلاد والمنطقة، تشكّل مخاطر ليس على العراق فحسب، وانما تهدد بتقسيم المنطقة على تلك الأسس مهددةً باعادتها الى قرون مضت.
وفيما يرى آخرون في الأثنية والطائفية بكونها تشكّل في احسن الأحوال فرصة للتغطية وللتستيرعلى عدد كبير من مجرمي الدكتاتورية الذين يستغلون تقوية الغطاء الجديد هذا لمواصلة نشاطاتهم الأجرامية ولأستمرار ادوارهم . . ان لم تكن هناك اوساط عليمة تسعى لتقويتها بعد ان بدأ بها صدام والدوائر الستراتيجية التي اعتمد عليها في العقد الأخير من دكتاتوريته بشكل خاص، لذلك الهدف عينه او لأعادة بناء البلاد بصورة لاتختلف كثيراً عما كان في زمان صدام ولكن بدونه(1). حيث يتلفلف اليوم العديد من المجرمين المعروفين بغطاء الطوائف.
الأمر الذي ان نجح في خلط الأوراق واعادة تنظيمها بشكل جديد قد يكون معلوماً للقسم، الاّ انه لن ينجح في ازالة سلوك الجريمة والغدر والعنف والفساد في المجتمع، وانما سيزيده تعقيداً والاّ فما معنى القائمة الشيعية والقائمة السنية في بلد كالعراق، وماهي الفروق في برامجها وخططها للأصلاح الأجتماعي والأقتصادي والسياسي؟ ويرون انها قد لن تؤدي الاّ الى تكريس ابناء الطائفة لذاتها في تقسيم اجتماعي جديد لايفهم منه الاّ بكونه موجّه لأغراض بعينها، او لأغراض لايجري التصريح بها، ويفسروها بانها قد تكون اعداداً لمواجهة او لحرب جديدة يجري الدفع اليها شاء البعض ام ابى . في وقت تشير فيه حتى الأنتماءات الطائفية لكبار مجرمي الدكتاتورية المشخصين في ورق اللعب الى ان نظام صدام البائد لم يتشكّل من السنّة فقط وانهم لم يشكّلوا اغلبية فيه، حين كان يعتمد على كل من استعد للجريمة مهما كان انتمائه الأثني اوالديني والطائفي او القومي .
وفيما يرى محللون ان حركة التحالفات التي تم الأعلان عنها مؤخراً تمهيداً للأنتخابات القادمة وخاصة الحركة في قائمة الأئتلاف الوطني الشيعي الحاكم، ثم تشكيل قائمة السنّة الجديدة، تشير الى ان السياسة الطائفية التي اعتمدها السفير بريمر، التي يبدو للبعض وكأن الأحداث تتخطّاها، يفسّرها آخرون بكونها تتكشّف عن كونها اغطية تعدّ لأهداف سياسية، منها السعي للفوز بالسلطة، موظفة واقع مشوّه لاتسعى لتطويره نحو آفاق التطور والتمدن ورفاه المجتمع، ومنها لقطع الطريق امام امكانية النمو والتعددية الحزبية على اسس سياسية وعلى اساس المواطنة.
وفيما يعزي كثيرون بروز الطائفية في المجتمع الى لأستقطاب الطائفي الشيعي الذي نشأ كرد فعل طبيعي اثر سقوط الطاغية الذي امعن في سياسة اجرامية قادت الى ايقاع اضرار فادحة بالطائفة الشيعية ومحافظاتها . . حتى انتفاضة ربيع 1991 التي اغرقها بالدم وبالمقابر الجماعية، واخيراً لكونها تضم النسبة الأكبر لعرب العراق الذين بشيعتهم وسنتهم وبعد ان قدّموا آيات التضحيات في مواجهته، رفضوا صدام وثبتوا على ذلك الى الأخير بعدم دفاعهم عنه.
يرون انها تتصاعد بعد ان ثبتها وسار عليها السفير بريمر، ثم بعد ان اعتمدتها فلول وعصابات صدام والأرهابي المجرم الزرقاوي بادعاء تمثيلهما للسنة والوهابية، التي ركّزت على استهدافها لأبناء الطائفة الشيعية ومناطق سكناهم وتسببت بسقوط مئات الضحايا المدنيين، وادّت الى ردود افعال قللت منها الى حد كبير دعوة المرجعية الشيعية العليا للسيد علي السيستاني، بضبط النفس وعدم الأنجرار الى مخططات تقسيم العراق والمجتمع.
لتتصاعد في الجنوب وبشكل خاص في البصرة بعد تفاقم تدخل الأجهزة الأيرانية بالشؤون المحلية العائدة للعراق، التي اخذت تثير قلقاً ومخاوف جديدة من دول المنطقة الأخرى لأسباب كثيرة التنوع التي ان يصعب وصفها بالمنطقية كلّها، الاّ ان عدد من تلك التدخلات يشكّل تدخلاً سافراً بالشؤون العراقية وحق العراقيين في رسم سياستهم سواء كان على اساس دستور يطرح للتصويت الشعبي او على اساس الفدرالية . . لتتصاعد بوتير اعلى في خضم محاولات ترمي الى جعل الطائفية في العراق جزءاً من الخلاف الأميركي ـ الأيراني حول المفاعل النووي الأيراني، الذي اخذ يتصاعد ويترك تأثيره على الأرض العراقية منذ خطاب الرئيس الأيراني احمدي نجاد في الأمم المتحدة وتأكيده على التمسك بموقف بلاده والمضي بالبرنامج النووي، في وقت كانت الأدارة الأميركية قد اعلنت فيه عن دعمها لتطوير المفاعل النووي الهندي .
من ناحية اخرى فان الموقف العربي الذي كان متفرجاً على محنة الشعب العراقي في زمان الدكتاتورية، مستفيداً من دكتاتور مطوّق يوزّع نفط العراق مجاناً اوباثمان بخسة وكرشاوي وعمولات، الذي لم يكن متحمساً لأنهاء الدكتاتورية، والذي عارض اعلان الحرب على الدكتاتورية لأسقاطها لأسباب تعنيه، واتخذ من ذلك اساساً لأستقبال فلولها وتوظيف اموالها ودعم معارضي الوضع الجديد الذي نشأ في العراق، المتنوعي المشارب والغايات.
حتى ذهب بعضها بعيداً في تجميع وتأهيل مجاميع فلول الدكتاتورية المنهارة ثم في تشجيع وغض النظر عن تسلل مجاميع الأرهاب الطائفي السني الوهابي للعراق، اضافة الى الصخب الأعلامي العربي المستند على استغلاله الجهل والتعتيم الأعلامي السائد في المنطقة وعلى اثارة العواطف العربية ضد انواع الأحتلال الأجنبي، موظفاً لذلك اعلان الأحتلال واخطاء وتجاوزات القوات الأجنبية . . الذي اضاف محناً واستقطابات طائفية جديدة الى البلاد، مؤديا ـ ضمن عوامل معقدة اخرى ـ الى دفع الوضع في البلاد، الى حالة كما لو ان الأنظمة العربية تتبنى فيها وتدافع عن سنة العراق بضمنهم مجاميع البعث الحاكم المنهار من جهة، وكما لو ان ايران تدافع عن شيعة العراق.
في وضع ادىّ الى استمرار مجرمي الدكتاتورية المنهارة باعمالهم في ارهاب المجتمع موظفين الأسس الصماء التي وضعها السفير بريمر والتي لاتزال تستمر عليها الأدارة الأميركية (سنة، شيعة، اكراد) وعلى اساس ان الماضي قد مضى . . بعد ان تدثّر السنه منهم بغطاء الجزء السنيّ وفعالياته، والشيعة منهم بغطاء الجزء الشيعي وفعالياته واحزابه كتوابين، مستمرين في توظيف خبرهم الأرهابية والأجرامية في ظروف تزايد الأتجاهات الأرهابية والعنفية في المجتمع بالتفاعل مع تواصل تدفق الأرهاب الأصولي الذي يستهدف المدنيين بالقتل الجماعي بحجة (ضرب المحتلين)، وفي ظروف تستمر فيها حالة الأحتلال ويستمر تواجد القوات الأجنبية، التي يطيل الأرهاب المنفلت والصراعات الدولية الخارجية بقائها.
وفيما يحذّر عديدون من جهود منظمة ترمي الى دفع ذلك الواقع وتصعيده نحو اشعال حرب اكبر في المنطقة التي لاتزال تأثيرات وبواعث ونتائج الحرب العراقية ـ الأيرانية، حية وطرية فيها، والتي يلعب في صراعاتها ضعف الخبر والحماس والتطرف والثأر والسعي المتسرع لتحقيق اي انتصار، اضافة الى الخوف الذي يشيعه تواجد القوات الأجنبية واعمال الأرهاب . . فانهم يرون ان الواقع هذا قد يزيد من دور الفتن الطائفية في عموم المنطقة، ويدخل قضية انسحاب القوات الأميركية والمتعددة الجنسية الموجودة وفق قرارات مجلس الأمن الدولي في مرحلة اكثر تعقيداً وتكلفة.
مشروع الجامعة العربية لـ (المصالحة) :
ويرى مراقبون ومتخصصون، ان الأعلان عن محاكمة صدام وتقديمه مع رهط من ازلامه الى المحاكمة في العراق وامام قضاة عراقيين ووضعهم في قفص الأتهام علناً نهاراً جهاراً، ونقلها الحي بالصورة والصوت للشعب العراقي وللعرب وللعالم، رغم ما سببت من انتقادات كبيرة في الشارع العراقي لمعاملة جزّار مرّغ شعبه بكل اطيافه واذاقه آيات الظلم والهوان بتلك الأصول التي حرّمها على شعبه وصارت خيالاً واوهاماً لمئات آلاف العراقيين الذين قضوا، نساءاً ورجالاً، من كل اطياف البلاد . . الاّ انها شكّلت خطوة سياسية كبيرة للأعلان عن ان صدام انتهى كحاكم، وانهت اوهام اوساط عربية واقليمية ودولية بالمراهنة عليه في الظروف القائمة الراهنة على الأقل، وقللت من مخاوف اوساط غير قليلة من احتمالات عودته !
الأمر الذي ترك تأثيراً ايجابياً ملموساً على زيادة مشاركة العراقيين في عملية التصويت على الدستور التي شكّلت اكثر من 60 % ممن يحق لهم التصويت، بغض النظر ان صوّتوا بـ " نعم" او "لا "
ورغم انواع الأنتقادات والنواقص والثغرات، فقد جرى التصويت بالنتيجة النهائية على الدستور بـ نعم. وبالرغم من كونها اغلبية ضئيلة قياساً بحجم الـ لا ، التي ستترك تأثيرها على طبيعة المسيرة اللاحقة، الاّ انها سجّلت نجاحاً لتزايد الأنخراط في العملية السياسية وبداية رفض للحلول العسكرية التي اخذت تثبت بانها صعبة وطويلة وقد غير مجدية . . الذي يعني ان العراقيين صوتوا بنعم على احكامه الأساسية في الدولة البرلمانية الفدرالية الأتحادية، دولة المؤسسات القائمة على اساس التبادل السلمي للسلطة.
وقد ترك ذلك، اضافة الى النجاحات العسكرية في البلاد، وتضييق نطاق امكانات انواع الأعمال العسكرية والأرهابية الى حد كبير من الحدود الغربية، وانكشاف تدخلات واضحة من الحدود الشرقية ووجود سعي اكثر جدية للحد منها . . ترك تأثيراً واضحاً على استعداد قسم واضح من قوى رافضة للعملية السياسية واخرى مارست اعمالاً عسكرية او ساعدتها، الى المشاركة في العملية السياسية واعتمادها كوسيلة لنيل الحقوق وللمشاركة في الحكم بعيداً عن العنف، باعلانها عن قوائم او مشاركتها في اخرى تمهيداً للأنتخابات القادمة.
الأمر الذي ترك تأثيراً واضحاً ـ اضافة الى جهود دولية متنوعة ذات تأثير ـ على البيت العربي الحاكم، بضرورة التفاعل السياسي مع التطورات الجارية في البلاد والأبتعاد عن السماح او غض النظر عن العنف، واسفر بالتالي عن تحرّك الجامعة العربية مؤخراً، وزيارة سكرتيرها السيد عمرو موسى للبلاد حاملاً مشروعاً لـ (المصالحة) . . رغم البرود الذي ساد الأوساط العريضة من العراقيين لذلك الأهتمام المتأخر بعد مسيرة دموية فاجعة شهدتها البلاد .
ورغم عدم وضوح مشروعه للمصالحة، لأنه لم يسلّط الأضواء على التصالح بين من ومن؟ لماذا تخاصما وماذا تم ليتصالحا ؟ وهل يقصد مصالحة (عفى الله عما سلف) التي تختصر تسوية الخلافات بتقبيل اللحى جرياً على سياسة خبرها الشعب العراقي ولم تخدمه، بل حافظت على الألغام مزروعة في البناء الجديد وجرى استخدامها عندما سنحت الفرصة والحاجة لها لتجهز على ما تم احرازه من مكتسبات بدماء الشهداء والأبناء والبنات ؟!
لقد رحّبت الحكومة العراقية به كتأكيد على التزامها بالعلاقة الأصولية مع الجامعة العربية وضرورتها، في الوقت الذي اعتبر السيد السكرتير فيه ان صيغة الدستور لاتقلل ابدا من عروبة العراق، اضافة الى تثبيت خصوصيته التي اعلن عن تأييده لها بزيارته لبرلمان كردستان، في خطوة تعتبر الخطوة العملية الأولى في تثبيت الموقف الرسمي للجامعة العربية من قضية الشعب الكوردي وحقوقه المشروعة في الحياة والحرية والحكم .
وفي الوقت الذي عبّر فيه موسى عن رغبته غير الواضحة في (ان يتصالح العراق مع نفسه اولاً) ، عبّرت الحكومة والجمعية الوطنية وبرلمان كوردستان وممثلو الغالبية الساحقة من الأحزاب والقوى الوطنية، عن ترحيبهم باي مسعى جاد لوحدة العراقيين على اساس المشاركة في العملية السياسية والألتزام بضوابطها وادانة العنف والأرهاب، وعلى اساس عدم مشاركة ممثلي الدكتاتورية الدموية المنهارة، ومعاقبة كبار مجرميها ومجرمي الأرهاب، وخبراء الحروب والوحشية والفتن، وعدم السماح لهم بالتسلل مجدداً الى مؤسسات الحكم.
لا لحرب جديدة :
وفي الوقت الذي ترحب فيه اوسع اوساط العراقيين باطيافهم لعودة العلاقات الضرورية مع الجامعة العربية . . تدور نشاطات متنوعة علنية وغير علنية، تثير كثير من الجدل والتساؤل في ظروف غاية بالتعقيد والمخاطر تلف المنطقة برمتها ـ تم التطرق الى ما يتعلق منها بالعراق مباشرة اعلاه ـ ، فيتسائل عديدون عن بواعث النشاط المفاجئ باسم الجامعة العربية، وهل هناك صفقات لوحدة الصف العربي لمواجهة الأرهاب؟ على اساس التهيؤ لمواجهة ايران عسكرياً مثلاً بعد توفر ضمانات اكبر من السابق لتحييد الموقف السوري؟ الأمر الذي يرى مراقبون ان اطرافاً واحتكارات عسكرية دولية واقليمية متنوعة تدفع له ؟
وما ذا يُعدّ لملئ (الفراغ العسكري) في البلاد، ان انسحبت القوات الأميركية والمتعددة الجنسية في ظروف يتصاعد التوتر فيها بين القوى الدولية وعدد من الأقليمية من جهة، وبين الحكم الأيراني الساعي الى ثورة خمينية جديدة وفق وكالات الأنباء، يفسرها كثيرون بانها عودة الى سياسة (تصدير الثورة الأسلامية)، من جهة اخرى . . في ظروف تتسارع فيها الأحداث وتستجد باشكال كثيرة التناقض، في موالفات (سياسية ـ طائفية) يجري الدفع بها من جهات متنوعة .
وترى اوسع الأوساط، ان السؤال الأكثر الحاحا الذي يواجه العراقيين اليوم، هو كيف سيستطيعون اعادة بناء بلادهم بعد ان سقطت الدكتاتورية الدموية، على اسس ضمان سيادة واستقلال البلاد، وتشييد بناء مستقبل افضل بعيدا عن العنف والأرهاب وعن الحروب، وبعيداً عن حلّ ازمات ونتائج الحروب بالحروب، التي اتبعها صدام والتي دفعوا اثمانها ارواحاً غالية ودماءاً زكية اضافية لاتزال تسيل غزيرة الى اليوم .
ويرى محللون ان الوضع الصعب وتكاليف القوات الأميركية الباهضة، الذي قد يدفعها الى الأسراع بالأنسحاب (2) . . لايدفع بالعراقيين بكل اطيافهم السياسية والقومية والدينية والطائفية الاّ الى المزيد من التضامن وتشديد الهمة والجهود الى تحقيق الوحدة الوطنية من اجل عراق افضل يستحقه كلّ العراقيون، ويؤكد عديد من الخبراء ان ميل القوات الأجنبية للخروج سيسرع من تذليل عقبات قضية الوحدة الوطنية على اسس التوافق، وفق دولة المؤسسات ووفق الدستور وتطويره بالطرق السلمية والأصولية، وعن طريق نشاطات الأحزاب والقوى الوطنية والصحافة . . او بضغط التظاهر الذي تقره قوانين البلاد الجديدة وغيره .
وترى اوسع الأوساط، ان افضل شروع لبرنامج الوحدة الوطنية، يتحقق على اساس ادانة الدكتاتورية كنظام حكم والنضال ضد كلّ ما يشكّل ثغرة لعودتها وعلى رأسها كارثة اعلان حرب وقوانين الطوارئ. وتقديم كبار مجرميها الى العدالة واستمرار نقل وقائعها علناً، والأهتمام الكبير بنظام تعويضات ضحاياها الذي سيلعب ادواراً هامة في ازالة الأحتقانات والعدوانية والنقمة، فالشعوب لاتنسى كما يظن البعض من سياسيينا، والماضي الأسود الأليم ليس (ماضٍ مضى) على حد تعبير البعض، ان لم يتم احقاق الحقوق . وعلى اساس ادانة الأرهاب وعصاباته وتقديم مجرميه الى العدالة وتعويض ضحاياه .
ان الشفافية واشراك اوسع الأوساط الشعبية والسعي لألغاء سياسات الأبواب المغلقة، وتحقيق الأمن وحل المشاكل المعاشية للمواطنين وخاصة الفئات الكادحة، هو الذي سيشكل اسسا ماضية لوحدة وطنية تعمل على الأسراع برحيل القوات الأجنبية الأميركية والمتعددة الجنسية ورحيل وكف اشكال الوحدات العسكرية وشبه العسكرية العلنية وغير العلنية لدول جوار او دول اقليمية، وهو الذي سيحقق السيادة الوطنية والأستقلال وقوة الموقف الوطني القادر على رفض والحيلولة دون محاولات اشعال حرب كبيرة جديدة جبهوية نظامية، ام غير جبهوية(3)، تشير دلائل كثيرة على وجود جهود مكثفة لجهات عسكرية متنوعة تسعى وتدفع لها .(انتهى)

1 / 11 / 2005 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. استمراراً لخطط ازالة صدام بانقلاب قصر عليه (انقلاب فوقي)، واستمرار آلياته .
2. " انه فن الحكم الأنتحاري" / زبنيو بيرجنسكي مستشار الرئيس الأسبق جيمي كارتر لشؤون الأمن القومي الأميركي، غلوبال فيو بوينت، " الشرق الأوسط" اللندنية، 10.10. 2005 .
3. كتاب " بوابة العقرب " ، ريتشارد أ. كلارك مستشارالبيت الأبيض، المستشار السابق للرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، لشؤون الأرهاب، 2005 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !2من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !1 من 2
- الدستور . . والمتغيّرات 2من 2!
- الدستور . . والمتغيرات ! 1 من 2
- لا . . لالحرب خليج مدمّرة جديدة !
- العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية ! 2 من 2
- العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية !1 من 2
- هل ستوّحد مجزرة الجسر العراقيين مجدداً !
- ! الدستور بين السعي لمستقبل افضل وبين السعي لأحتواء الأزمة
- في مسار صياغة الدستور . . مخاطر وآفاق !
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 5 من 5
- صياغة الدستور والأخطار المحدقة !
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 4 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 2 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 1 من 5
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 2 من 2
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 1 من 2
- وداعا جورج حاوي ! 3 من 3


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2