أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المحاكمة ودفاع الدكتاتور الديماغوجي ! 1 من 2














المزيد.....

المحاكمة ودفاع الدكتاتور الديماغوجي ! 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 09:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعود الدكتاتور السابق الى الديماغوجية والكذب والتظاهر بمظهر (الأب الحنون)، ويحاول الظهور بمظهر المناضل والمحارب الوطني، ناسياً ان الناس كانت تدرك بل وصارت تدرك اكثر مما يتصوّر بعد ان تكوّت وعانت وفقدت وشاهدت ولمست، ولاتزال تتكوىّ الى الآن، وهي ان سكتت فلا لأنها لاتعرف ولاتراقب، بل لأنها تراقب بل وبدقة رغم كل الآلام، مادار طيلة عقود ومايدور، بل هي تدرك حتى انقلاب عدد ممن كانوا في صف النضال الوطني في مطلع حيواتهم وكيف انهم امسوا من كبار رجال الأرهاب والعصابات والسوق السوداء العالمية واسواق النفط والسلاح، بيضاء كانت ام سوداء ام رمادية.
فمن محاولة وصفه (الأنسانية) الشائهة للزعيم الوطني الكبير عبد الكريم قاسم، التي بدأها بالترحّم عليه ماراًّ بجمله التي حملت ما في جوهره ( عندما وقف المرحوم قاسم . . رميناه) وكأنه كان يشارك برميه بالزهور، الى انه (كرئيس، كان لايحقد على اعداء صدام والثورة) بل (كان يعدمهم بالآلاف، لأن الواجب الوطني . . . ؟؟ ) . . في محاولة بائسة للعب دور " روبن هود " ابن الريف الذي لايستطيع ابناء المدينة فهمه ولايستطيعون فهم دوره ( دور الفارس ) الذي لايحقد على بشر حتى لو كانوا من الدّ اعدائه . . وغيرها من الجمل والتعابير التي لاتثير الاّ السخرية الحزينة والسخط والغضب .
الا يدري حقاً ماتعرفه اوسع اوساط العراقيين به وعنه . . انها لاتحتاج الى مراجع وملقنين جدد، انها تعرفه جيداً بل واكثر من افراد هيئة دفاعه . . انها تعرفه بما ترك حكمه في اجيالهم وفي اجسامهم ونفوسهم من اثار لايمكن ان تمحى . . من وشم الجباه وقطع الأذان، والأعضاء المشوهة ومن الطوابير اللانهائية للمعوقين جسمياً ونفسياً، الى الضياع في بقاع الأرض بلا ساتر مادي كان او معنوي، انها تعرفه من الوحدة والأنغلاق على الذات الذي استمر يعيشه العراقيون رجالاً ونساءاً، حتى بعد سقوط الصنم وما دام فيه عرق ينبض، كما يترائى لأوسع الأوساط .
استمر صدام في محاولاته تحويل المحاكمة الى (محادثات سياسية) والى نقاشات سياسية على الهواء، ولاكأنما هو موقوف بسبب جرائمه، وانه في قاعة محكمة رسمية فيها حاكم وهيئة محكمة ومتهم وشهود، ولها اطراف ومتابعون وجماهير وممثلو شعوب يتابعون عرض جرائم ويتابعون بحرقة السعي لمعاقبة مرتكبيها وكبار القائمين بها . . جرائم هزّ دمارها واذاها البلاد والمنطقة والعالم .
انه وهيئة دفاعه، يحاولان توظيف الظروف والأسباب المتنوعة لتباطئ سير المحاكمة من جهة، وتوظيف الظروف السائدة في البلاد حالياً، التي تسبب بها الأحتلال واخطاء قوات التحالف (*)، اندلاع الأرهاب الأصولي وارهاب بقايا الدكتاتورية المنهارة، وعدم الأستقرار وتزايد حدة الصراع الطائفي الميليشياتي المسلّح . . ليحاولا اعادة تأهيل الدكتاتور البائد وتسويقه على اساس دعوات منافقة لـ (وحدة العراقيين كذا!) ومحاولة تصوير زمانه الوحشي المعادي لأبسط الحقوق البشرية بانه كان افضل ومحاولة الأيحاء بان مفاتيح الحل تكمن في يده هو . . مستغلين الظروف التي يتصاعد فيها العناد الطائفي الذي يعيق تشكيل الحكومة الجديدة والذي قد يؤدي الى نتائج يصعب التكهن بها .
متناسين انه هو قطب الوحشية والسادية والديماغوجية في البلاد، وانه هو مؤسس الأجرام والأرهاب في المجتمع منذ استيلائه على السلطة وتسخيره ايّاها كاداة شيطانية لأشاعتهما في البلاد على اساس قوانينه الأجرامية . . واللذان انفلتا من عقالهما اثر حل الدولة والجيش وانهيار الحدود وتدفق انواع العصابات الدموية، في محاولة وحشية لتحطيم ومعاقبة الشعب العراقي تحت راية (محاربة المحتل) المخادعة، راية العودة الى الدكتاتور المنهار الذي صوّت الشعب ضدّه بتركه وحيداً ليواجه مصيره الذي بناه له بنفسه وليساق الى محكمة الجنايات العليا.
وفي وقت لم يؤد الأجرام والأرهاب الاّ الى اطالة الأحتلال وزيادة القسوة والوحشية، والى السيطرة والتحكم وتشويه اعمال المقاومة الوطنية الطبيعية ضد الأحتلال، وحاولا ويحاولان الطغيان على الجهود الساعية لأعادة بناء البلاد واستكمال قواها من اجل جدولة انسحاب قوات التحالف، وبالتالي فتحا الباب عريضاً للأرهاب الدولي من جهة وللتحشيدات الدولية لمكافحته من جهة اخرى، ودفعا البلاد الى ان تكون ساحة حربٍ لغير العراقيين.
ان اوسع الأوساط العراقية ورغم كلّ النكبات، ترى في الطاغية الماثل في قفص الأتهام الآن، كابرز عقد الأرهاب في البلاد وفي المنطقة، بشكل مباشر او مستور حتى وهو ماثل امام المحكمة، وفي ظروف لايمكن ان يكون الحكم فيها قائماً على اساس المقارنة بين الوحشيات اوعلى اساس جهود تحاول تسويق وحشية الطاغية لأنها كانت اهون كما يحاول الدكتاتور وهيئة دفاعه الأيحاء به وبكل وقاحة .
لقد اوضحت تلك الجلسة ومن مظهر المتهم صدام وطريقة تعاطيه، زهوه بماضيه وبمسلسل جرائمه طيلة عقود والذي يستمر ولم ينته بعد . . بل انه لايزال يحلم بعودته للرئاسة ؟! كما سيأتي، في ظروف يحاول استغلالها ولاكأنه هو الذي كان مسببها الأساس المستمر على التاثير الى اليوم . . ظروف تتيه فيها اوساط واسعة بسبب تزايد حدة الصراع الطائفي المليشياتي من جهة وتزايد الأرهاب من جهة اخرى، الى الصراع الضيّق على الزعامة، الضائقة المعاشية والبطالة، الوجود الأجنبي . . والى اخطاء وفضائح القوى الدولية، التي تتناقلها الصحافة ووكالات الأنباء الدولية، الأميركية والأوربية، والمحلية . . التي اخذ الواقع الكثير التشوه يدفع الى الحاجة لبقائها في هذه الفترة الكثيرة التفجر لحين تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وممارستها لدورها برأي اوساط واسعة اخذت تزداد مخاوفها من تفجّر طائفي اكبر. (يتبع)

9 / 4 / 2006 ، مهند البراك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) راجع تصريحات كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية في زيارتها الأخيرة مع جاك سترو وزير الخارجية البريطاني، الى بغداد مطلع نيسان 2006 .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - اثنان وسبعون عاما من اجل القضية الوطنية، والمخاطر الجديدة-
- الأزمة الراهنة !
- الرسوم المخلة والدلالات ! 2 من 2
- الرسوم المخلة والدلالات ! 1 من 2
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 2 من 2
- التوافق والديمقراطية ونزعة الأحتكار ! 1 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 2 من 2
- لماذا حكومة وحدة وطنية وكيف ؟! 1 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ؟! 2 من 2
- ماذا تعني زيارة مشعل لطهران الآن ! 1 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 2 من 2
- صراعاتنا وعراقنا . . على ابواب الأنتخابات ! 1 من 2
- - الحوار المتمدن كضرورة -
- هل ان محاكمة صدام، محاكمة جنايات عادية ؟!
- نحن والآخر !
- لماذا يقلق العراقيون من قضية برزان ؟!
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 2 من 2
- مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !2من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !1 من 2


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المحاكمة ودفاع الدكتاتور الديماغوجي ! 1 من 2