أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني فؤاد - الفن والأيديولوجيا - حبيبي داعشي -














المزيد.....

الفن والأيديولوجيا - حبيبي داعشي -


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


الفن والأيديولوجيا
"حبيبي داعشي"
د. أماني فؤاد
كثيرا ما اجتهدنا في تفسير الضغوط الواقعة على الأفراد الذين ينضمون لتنظيم الدولة الإسلامية أو ما يطلق عليه تنظيم داعش، وتبرير مسلكهم الذي يتركون فيه عوالمهم ويهربون لمجهول يتسم بالغموض، خاصة تحت ما يتداول عن مماراساتهم الدموية اللإنسانية.
قرأت مؤخرا رواية "حبيبي داعشي" "لهاجر عبد الصمد" "منشورات كارم شريف" 2016، بعد أن نشرت الكترونيا ولاقت رواجا بين القراء. توقعت جديدا مميزا فنيا وبشريا؛ لأن الفنون تسجل عادة لتاريخ البشر العاديين، فتكتب الرواية حياة الناس التي تتجاهلهم كتابة التاريخ الرسمي للدول والأنظمة والقادة.
تنطلق الرواية من إطار اجتماعي فترصد لمجموعة من النساء تدفعهن ظروفهن للهرب من مجتمعهن لكونهم مطلقات أو عوانس "ليلى وسميرة"، ومايتعرضن له من مضايقات من أسرهم أو محيطهم الاجتماعي، أو تحرش الرجال المحيطين بهم، وأخريات متطلعات لحياة أكثر عدلا تتحقق فيها القيم الأخلاقية وتوفر مجتمعا مثاليا لأولادهن بعد يأسهن من مجتمعهن "منال"، وأخريات للانتقام من الأنظمة السياسية التي اعتقلت ذويهم وعذبتهم حتى الموت "سارة"، أو عمر بطل العمل الذي شعر بالفساد والعجز عن نيل حقوقه وحبه في بلده التي وأدت كل أحلامه وطموحاته.
ورغم فكرة الرواية غير المطروقة إلا أنها تناولت دوافع من ينضم لهذه الدولة بطريقة ساذجة وسطحية لا يمكن الاقتناع بها، فبافتراض أن هناك قارئا لهذا النص بعد عدة عقود لكان لسان حاله قوله: ما كل هذه السذاجة والخفة والسطحية التي جعلت هؤلاء النساء والرجال ينضمون لهذه الدولة الدموية، وهل كانت المرأة في بداية القرن الحادي والعشرين لم يزل ينظر إليها جسدا قابلا للاشتعال فقط في أية لحظة، يتحكم به الرجال ويلهون به، حيث تمثل قنبلة موقوتة يتوجب تقييدها برجل خشية أن يلحق العار بذويها، تلك الكتابة لا تنم عن خبرة كافية بالمتغيرات الفكرية والاجتماعية التي طالت المجتمع وأفراده، فهناك هشاشة في بناء الشخصيات، وقدر من ترهات الرومانسية الساذجة، ومدى قوة دوافعهم وعلاقاتهم ببنية المجتمع، كما لا يتوافر بها شرط الصراع الحقيقي العميق الذي يدفع الشخوص لتغيير مسار حيواتهن، كما أن المغالاة والتطرف في تصوير سوداوية المجتمع المصري، وتصويره بلا عدل، ويخلو تماما من القيم بلا نقطة ضوء واحدة يدفع باليأس لدى الجميع!
كما تطال الخفة واللاتمكن اللغة، وطريقة بناء الجملة، حتى القدر الذي يشعر القارئ أن الروائية لم تبذل عناء مراجعة نصها لمرة واحدة، فيبدو بناء الجملة وكأنه مترجم عن لغة أخرى بطريقة غير فنية، ويبدو أن وسائل النشر على وسائط التواصل الإلكترونية دفعت بعض الشباب لاستسهال صدور أي عمل متناسين أن تقنيات النص ولغته لا تنفصل عن فكرته بل هي الحامل الرئيسي له، حيث لا يظهر تمكن الكاتبة من بنية الرواية وكيفية هندستها وسبكها.
كما أن تبني أية أيديولوجية بطريقة غير مرنة، وإبراز جانب واحد من الحقائق لا يشيد نصا يقوم على الصراع وتعدد وجهات النظر به، فبرغم موقف الكاتبة المناهض لكل الممارسات التي تقوم عليها دولة داعش وانتهاكاتها لحقوق الإنسان والمرأة إلا أنها لم تبحث بطريقة عميقة عن منطق الطرف الآخر لخلق صراع حقيقي تستولده الحيرة والتردد والمراوحة، ثم تجنيب أو اختيار أحد الأطراف.
اليقينيات والالتزام بأيديولوجية جامدة لا تقبل الحراك سواء كانت سياسية أو دينية، أو فلسفية فكرية عادة لا تتسق وكتابة الرواية القائمة على تعدد الأصوات والشخصيات، وتبدل أفكارهم وأحوالهم، فكما مجت الاذواق الأدب الذي انطلق من الشيوعية وشعرت بالرسائل الموجهة من خلاله، وعلو نبرته الخطابيه، يستشعر القارئ في بعض فقرات هذا العمل خطابية لا تمت لعمق الصراع الإنساني العربي والعالمي في لحظتنا المحتقنة تلك.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب بعد 2018 ..
- المصريون والعقل الجمعي
- المقولات المطلقة سلطة زائفة
- اعتياد الهامش يشل القدرة على الفعل
- في متغيرات الشخصية المصرية
- الدماء
- الرواية وواقع مجوف للروائي محمد علاء الدين
- بكائية الصعود إلى السماء والتأريخ المباشر للروائية نادية رشد ...
- الجسد والتعددية في رواية مأوى الروح للروائي عبد السلام العمر ...
- سحر الموروث السردي ( نجيب محفوظ )
- تراكب المستويات الفنية في تقنيات -طيور التاجي-
- Yanni
- جمال الغيطاني عاشق الإبداع
- حوار حول بعض القضايا الثقافية المعاصرة
- إلى السيد رئيس جمهورية مصر العربية
- نصير الشمة الملحن عازف العود الأول وجائزة الرواية الألمانية
- المرأة والوعي السياسي ( 1 )
- المرأة والوعي السياسي (2 )
- الوجود المشوش وانعكاسة علي سردية -كلب بلدي مدرب- للروائي محم ...
- حوار حول الحب قيمة في حياة الإنسان


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني فؤاد - الفن والأيديولوجيا - حبيبي داعشي -