أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أماني فؤاد - العرب بعد 2018 ..














المزيد.....

العرب بعد 2018 ..


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأيام الأخيرة من 2018 راودني سؤال افتراضي استدعي بعض الشجون والأفكار، لو أراد العرب الاستمرار في البقاء ضمن هذه الحضارة الكونية ترى ما المشروع الثقافي الذي يجب أن يتبنونه لاحتمال البقاء؟ هل يمكننا تخيل شكل المستقبل لو أنّ الصراعات المشتعلة بين ملوك أكثر البلدان العربية ورؤسائها ظلت قائمة، ولو استمرت حريات الشعوب عرجاء في معظم الأقطار تتنفس داخل أروقة معتمة، واستمر الحجر على الآراء، والرقابة على الممارسات الحزبية السياسية المعارضة إلا ما ندر. هذه الأجواء المقلقة التي تستغلها القوى الاستعمارية بأقنعتها المتعددة، حيث باتت لا تخجل من التصريح بأطماعها ولا تجميلها.
هل هناك مستقبل للعرب والهوية الإسلامية بالأساس لو استمر تناحر المذاهب وتقاتل التيارات الدينية التي تتقنع جميعها باسم الدين، وتتخذ من تفسيرات نصوصه الحمالة لأوجه متعددة مستنداً لكل فريق لتسفر الاختلافات المذهبية والطائفية كل يوم عن مزيد من القتل والدماء وأنواع متعددة من الكراهيات؟
أحسب أننا لو قُدّر لنا وجود على الخريطة الإنسانية لن يكون إلا بتبني مشروع ثقافي متعدد المستويات والمجالات..
أولا: الإعلاء من قيمة العقل البشري الناقد المبدع وعده المنطلق لقياس الواقع وتأمله وتفسيره ومن ثم تطوير معطياته ولن يتحقق هذا إلاّ بسن مناهج تعليمية وسياسات تشتغل على خلق العقلية الناضجة التي تدرك مناهج التفكير، ومن شأنها أن تواجه الوجود في خضم عالم يتقدم بسرعات فائقة، وتسهم في تقليص مساحة الخلافات القائمة في المسألة الدينية بتقليص الإلحاح على إقحام الدين ومسائلة الخلافية في كل صعيد وشأن وحدث، ورفض كل المذاهب والتيارات الدينية التي تحارب الاجتهاد والتطور وتدعو للعنف، بل حظر نشاطها الفكري والاجتماعي وتجريمها، واحترام الدين في مساحته الفردية التي جوهرها علاقة الفرد بالإله، ومقاطعة كل المسائل الخلافية المذهبية وتهميشها، وتحجيم كل النشاطات التي تزيد من مساحات الاحتقان بين مواطني البلد الواحد سواء كانوا أقليات أم أغلبية.
ثانياً: إعلاء القانون وسيادته وتطبيقه على الجميع الذي هو المرتكز الأول لضمان الحريات، وتداول السلطات، والقطيعة مع كل ما يثير خلافات في الجانب الديني بالحياة ويشعلها. وفي حالة تحقق هذا بالموازاة مع غربلة كثير من الموروثات الاجتماعية والعادات والتقاليد نستطيع أن نجد نقطة انطلاق تسائل الهوية وتطورها وهنا يجب الإشارة إلى عدد من الخطوات أبرزها:
ـــــ أن توجه اقتصاديات الأقطار إلى شعوبها ولا تستأثر بها فئة قليلة من السلطات الحاكمة أو من يتبعها، وتحقق التنمية البشرية المستدامة بمعناها الواسع الثقافي والتعليمي والاقتصادي.
ــــ أتصور أن مقولات الوحدة العربية يمكن أن نتناولها بواقعية في حدود وحدة اقتصادية تعتمد على تكامل الطاقات والمصادر المتعددة لدى الدول العربية.
ـــــ تشجيع انفتاح العقل العربي على الفنون المختلفة وتغذية المناهج الدراسية بها لأنها إحدى الوسائل الأكثر فاعلية في استثارة الفكر، وتثمين الحريات، ومن ثم قبول الآخر، ومحاربة الفكر المتعصب الإقصائي.
ــ تبني حالة من الحوار شرط اشتباكه مع القواعد العريضة من الشعوب تُسخر لها كل المنابر المتاحة للدعوة لاحترام إسهام العقل وتطوره، وغربلة الموروثات ونشر الفكر التنويري المتسامح؛ لدحض وتكسير حالة تمدد قوى الرجعية المنظمة والمنتشرة في جموع الشعوب العربية.
الجدير بالملاحظة أن من يشكّل المشهد الثقافي العام في المنطقة العربية ومصر مجموعة من الإعلاميين المشعلين للحرائق الذين لم يسهموا بدور في تثقيف قطاعات الأغلبية من شعوب لم تزل تعاني من الأمية، بعضهم تحركهم أطماعهم ويلتصقون بمن يحتل مقعد السلطة أياً كانت آيديولوجيته، وتتعدد أدوارهم فهم إمّا تبريريون، أو يمثلون دور أبواق المعارضة، يتقوتون بنهم ممن يخدمون مصالحهم المباشرة سواء لقوى داخل بلدانهم أو خارجها. نحن بحاجة إلى أصوات صادقة بلا مصالح يعلون من صوت العقل والقانون، بإمكانهم الوصول لأكبر قاعدة من الجماهير، وينتصرون للمستقبل.



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصريون والعقل الجمعي
- المقولات المطلقة سلطة زائفة
- اعتياد الهامش يشل القدرة على الفعل
- في متغيرات الشخصية المصرية
- الدماء
- الرواية وواقع مجوف للروائي محمد علاء الدين
- بكائية الصعود إلى السماء والتأريخ المباشر للروائية نادية رشد ...
- الجسد والتعددية في رواية مأوى الروح للروائي عبد السلام العمر ...
- سحر الموروث السردي ( نجيب محفوظ )
- تراكب المستويات الفنية في تقنيات -طيور التاجي-
- Yanni
- جمال الغيطاني عاشق الإبداع
- حوار حول بعض القضايا الثقافية المعاصرة
- إلى السيد رئيس جمهورية مصر العربية
- نصير الشمة الملحن عازف العود الأول وجائزة الرواية الألمانية
- المرأة والوعي السياسي ( 1 )
- المرأة والوعي السياسي (2 )
- الوجود المشوش وانعكاسة علي سردية -كلب بلدي مدرب- للروائي محم ...
- حوار حول الحب قيمة في حياة الإنسان
- ...في جسد واحد -قصة قصيرة-


المزيد.....




- القسام عقب عملية بيت حانون: سندكّ هيبة جيشكم
- -الصمت ليس خيارا-.. فرق غنائية أوروبية تواجه الحظر بسبب دعمه ...
- محللون: الصفقة ليست نهاية الحرب وخطاب نتنياهو يؤشر لتراجع عس ...
- -بدنا هدنة-..مباحثات الدوحة على وقع لقاء نتنياهو وترامب في و ...
- هآرتس: أميركا تبني لإسرائيل منشآت عسكرية بمليارات الدولارات ...
- وزير الطوارئ السوري للجزيرة نت: 80 فريقا تعمل لإطفاء حرائق ا ...
- هكذا خانت أوروبا نفسها لأجل إسرائيل
- عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
- مفاوضات النووي معلقة بين رفض طهران شروط ترامب وجهلها بما سيف ...
- احتفاء بالظهور الأحدث للـ -زعيم- وألبوم عمرو دياب الجديد.. ا ...


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أماني فؤاد - العرب بعد 2018 ..