أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني فؤاد - الوجود المشوش وانعكاسة علي سردية -كلب بلدي مدرب- للروائي محمد علاء الدين














المزيد.....

الوجود المشوش وانعكاسة علي سردية -كلب بلدي مدرب- للروائي محمد علاء الدين


أماني فؤاد

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 17:34
المحور: الادب والفن
    


الوجود المشوش وانعكاسه علي سردية
"كلب بلدي مدرب"

في رواية " كلب بلدي مدرب " الصادرة عن "دار العين" للنشر يناير 2014 م تُنسج مشاهد الرواية من شأن أفراد خاص للغاية ، لكنها تومض أحيانا لتلقي أضواء علي قضايا ذات شأن خطير في تطور مسيرة وطن بأفراده ، وغموض مصيره ، وتحوله إلي العنف أو الضياع .
يضرب الروائي بصفعة لا تقترح بديلا ، أو تدعي لذاتها النبوة ورغبة إصلاح ، فقط تنبيه موجع ، كيانه المادي حاضر بقوة ، لكن دون أن يعلن عن ذاته بفجاجة الوضوح والصخب ، دوامات من السيولة والحيادية تفكك منظومة مؤسسات الدولة وتعريها ، تسخر من قيم المجتمع التي تنسال بين الافتراضي والعشوائي ، العنيف والمبتذل.
نشعر مع النص كأننا نسبح في فضاء لا قيم جاذبة تشده ؛ لتجعل له كيانا متماسكا ، هناك وصف وتعرية عنيفة حيادية لكل الظواهر المحيطة بنا ، فليس هناك استياء من عوالم الجنس سواء ميكانيكي الاداء الخالي من أية عاطفة ، أو من أفلام البورنو علي الإنترنت ، ولا القصص الجنسية علي المواقع ، لا نقد يقدم لشخصية المدمن والبيئة التي أفرزتها ، لا غضاضة من الفتوة الذي يعبد ملذاته ويؤمن بمنطق البلطجة ، لا اعتراض علي الفنان المخرج الذي يقدم عالم الدعارة المقنع ، لا استياء ولا رسائل موجهه ضد الخيانة أو علاقات المحارم ، لا رسائل مباشرة للسلطة بأنواعها سياسية أو اجتماعية ، فليس من دور الفن أن يصرخ برسائل مباشرة أو أن يقدم هو البدائل و الحلول ، ربما المرجو منه فقط فتح مساحات جديدة من الوعي العميق ، فجوات تحفز علي نوع من التأمل والنقد ، وهنا اتسائل إلي أي مدي حقق النص هذه الرسالة من خلال تراكبية بنائه ؟

ــ 1 ــ
الرواية والتحولات :
وكعادة "محمد علاء الدين" تقدم نصوصه " المابعد حداثية " مغامرة التجريب الصادمة للذوق التقليدي ، وتلقي جديدا مغايرا فنيا وفكريا ، في " أنجيل آدم " ضرب الروائي في تابوه الدين ، وقدم أنجيلا جديدا للقرن الواحد والعشرين ، في نصه " في اليوم الثاني والعشرين " يتعامل الكاتب مع قيمة الزمن وجوديا ، وفي " الصنم " يقدم عالم السحر مع التوحد الإنساني في علاقات التوجس مع العالم ، في النص الأخير "كلب بلدي مدرب" يخترق الروائي تابوه الجنس .
تتبدى اللعبة الفنية الجديدة دائما في الأفق الذي يصبو إليه سعي الروائي ، مجددا في مفهومه الفكري والجمالي ، أو طارحا لكل مفهوم فكري بحسبان أن كل الحكايات الكبري الوجودية والفلسفية قد ولى زمانها ، فنحن في زمن شاشات العرض المفتوحة علي كل أنواع السلع الفكرية ، متصنعين لحيادية مقيتة .
وربما هنا أود أن أطرح أحد أهم التساؤلات التي أرصد تجلياتها منذ سنوات ، هل يمر الأدب العربي والرواية علي الأخص بسلسلة من التحولات والتغيرات الفكرية والجمالية ، اللغوية والبنيوية ؟ يتجلى أهمها في الرؤية المعرفية ، والتقنيات السردية للنص المتأثر بعوالم الإنترنت وتجلياته المتنوعة .
أثير هذا التساؤل علي خلفية معرفية اجتماعية ــ سياسية ، وتكنولوجية ــ اقتصادية ، متشابكة ومعقدة , وأتصور أن الدراسة النقدية التحليلية البنيوية لهذا النص "كلب بلدي مدرب" يمكن أن تهبنا بعض هذه السمات التي أشير إليها وأعمل علي رصدها .
يحكي هذا النص عن "أحمد" خريج كلية الآداب الذي كان يحلم أن يكون كاتبا يحصل علي نوبل في الآداب ، لينتهي به الأمر أن يتكسب من كتابة القصص الجنسية المستقاة من أفلام البورنو ، أو من الظواهر التي ،، أو من الظواهر التي تحكي خبايا العلاقات الشائكة ، غير الشرعية في المجتمع ، وينشرها علي أحد منتديات الانترنيت ، يتعرف علي إحدي الفتيات "نيفين" وهي زوجه لاهية متعددة العلاقات ، شرهة للجنس ، فيقيم معها علاقة ، ثم تورطه في مساعدتها في إحدى مغامراتها الجنسية ، التي يستولي فيها "علي لوزة" علي سيارتها ، وكل ما كان في حوزتها ، فتتراكم حوله وأصدقائه مجموعة من الأحداث والمشكلات .
يتنامى سرد الرواية من خلال بطلها أحمد ، وشخوصها " نيفين ، عبدالله ، علاء اللول ، محمود جوافة ، علي لوزة ، الخالة سمية ، سوسن الراقصة ، وباقي الشخوص الثانوية . تشف السردية عن قدر من الغضب والعنف ، عن مساحات من الوهم والخدر مختلف الأنواع ، الحياة تحت وطأة الدعاية والاستهلاك ، أحداث موزعة بين واقع عبثي مجهض ، وعالم افتراضي شاسع ومفتوح ، شرائط ممتدة من الصور المتوالية المصنوعة ، التي نحلم بحياة من خلالها ، لكنها في النهاية افتراضية غير مادية ، أعني أنها حياة لا نستطيع أن نعش أحداثها وانفعالاتها بالفعل ، لا نرى شخوصها في الواقع أو نلمسهم ، حتى وإن كان لهم وجود ما .
العيش تحت وطأة فلسفة الإستهلاك ، كأننا في إعلان مصور نشاهده بعيدين عنه بمسافة ، لكننا نتوهم أننا بداخله ، أو داخل مشهد مصور في أحد الأفلام التجارية ، يقاس مدى نجاحه حين نتوهم بدرجة قصوى أننا بداخل هذه المشاهد ونتمتع بأحداثها . ص 70 ،71 ، 68 ، 81.
يقدم الروائي سردية تنتمي للنص التفاعلي الافتراضي رغم نشرها الورقي ، تجسد الهروب إلي الغرائز بكل أنواعها ، حتي الشاذ منها .
أقصد أن الرواية توميء وتحكي عن انفعالات تحدث ميكانيكيا ، لكنها لا تحرك الوجدان البشري إلا قليلا ، كأنها خارج النفس ، عن ذوات يعيشون وكأنهم يعيشون ، أحداث تخلو من وقعها الإنساني الذي كنا نعرفه ، حتى الحدث ذاته يبدو كأنه مفرغ من الحقيقة الداخلية ، وربما ترسلنا هذه المشاهد الخاصة بأفراد النص وطبيعتهم النفسية إلي عصر الاستربتيز السياسي ، الذي نحياه منذ فترات ، فالجميع ــ بمن فيهم من يطلقون علي أنفسهم النخب السياسية ، وجميع التيارات الفكرية ــ يمارسون التعري ، ولكل وسائله في الإغراء ، ووسائل العرض ، فتسقط كل الأيديولوجيات المتاجر بها واحدة تلو الأخرى حين تتكشف المصالح والأقنعة ، وينفضح كل أنواع الشذوذ ، وعلاقات المحارم بين سلطات الدولة المختلفة ، كأن المشاهد الخاصة لكل شخوص النص العادية واليومية ، ترسلنا لما يتوازى معها سياسيا واجتماعيا و ثقافيا .



#أماني_فؤاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول الحب قيمة في حياة الإنسان
- ...في جسد واحد -قصة قصيرة-
- الذاتية وتقنية القصة القصيرة في المجموعة القصصية -كل شيء محت ...
- يوسف القعيد ..مثقف الشعب وحكائه
- ماركيز.. لتنبعث طاقتك في عوالم أخرى
- جماليات الفوضي في الرواية المعاصرة..-نبيذ أحمر- نموذجا
- سرد الومضة في رواية -وصمة الفصام- للروائي حسين عبد الجواد
- تشظي الحبكة الروائية في -سيرتها الأولى- للروائي محمود عبد ال ...
- قراءة معاصرة لرواية -الحرب في بر مصر- للروائي -يوسف القعيد-
- كقطة مدللة .. - قصة قصيرة -
- حضور الكتاب .. غياب القارئ
- الأمل .. كيان امرأة - رؤية نقدية لرواية -زينة- لنوال السعداو ...
- لست بعورة ..
- السرد النفسي الشاعري في -امرأة ما- رواية لهالة البدري
- تداخلات السرد وفوضي العلاقات في رواية -هكذا يعبثون -
- إله حداثي يقوض الغيبي ..ويعلي العقل في - كتاب النحات -
- بحجم اللحظة .. بل أكثر .. - قصة قصيرة -
- الإنسان ..ونخبوية الفن
- أحلام - فرح - .. -قصة قصيرة-
- غطرسة البُندقية .. ورحابة المسرحية


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أماني فؤاد - الوجود المشوش وانعكاسة علي سردية -كلب بلدي مدرب- للروائي محمد علاء الدين