أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - تنمر أنظمة














المزيد.....

تنمر أنظمة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 23:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حاولت تصنيف ما تفعله بعض الأنظمة العربية بخيرة أبناء البلد من متعلمين ومثقفين ونابهين، من مطاردة وتشويه وتنكيل وتلفيق تهم فلم أجد تصنيف ملائم أكثر من "التنمر" .
وللحصول على فهم أكبر حول أسباب ذلك قرأت في مجال علم النفس بعض المقالات المتخصصة التي تبحث في نفسية الشخص المتنمر، وقد أجمعت هذه المقالات على أن المتنمر شخص لم يتلقى تربية حسنة، فقد نما في وسط لا يحترم فيه الأباء والأمهات بعضهم البعض ولا يعاملون أولادهم بالشكل اللائق.
أي أن التنمر بدأ في المنزل، الأب يتنمر على الأم – أو العكس – وكلاهما يتنمران على الأطفال فلا يجد الطفل سوى زملاءه ليفرغ فيهم هذا النوع من القهر فيبدأ في التنمر عليهم وايذاءهم، وعندما يكبر هذا الطفل الغير سوي ويمسك بأحد المناصب أو حتى تتاح له الفرصة لايذاء غيره فلن يتوانى للحظة فهذا يعوض الكثير مما لديه من نقص ويفرغ طاقة الغضب والاذلال التي لديه.
الأمر الثاني يكمن في شعور المتنمر بالعار، فالأنظمة المتنمرة كلها بلا استثناء أنظمة فاسدة لا يتورع افرادها عن ارتكاب أي نوع من الجرائم، وهم يعملون ضد صالح البلد وصالح الشعوب على طول الخط، ولا يعنيهم الا ما يصل اليهم من مصالح خاصة ولو كان ذلك سببا في دمار وخراب المؤسسات التي يتحكمون بها أو تبديد وتجريف ثروات شعوبهم وافقارهم وامراضهم وتدمير اقتصاد الدولة.
ان هذا الشعور بالعار يجعل لدى افراد النظام كراهية شديدة ضد كل انسان شريف وكل انسان وطني وكل انسان جاد ومجتهد وكل انسان موهوب فهؤلاء يذكروهم بمدى حقارتهم واجرامهم، ولذلك يعمل شخوص النظام على تشويه كل من تثبت عليه تهمة الشرف وقد يتم ادارة الآلة الاعلامية بالكامل من اجل هذا الغرض، حيث لا يصبح لهم شغل شاغل الا تشويه الشرفاء، ولا يصبح للأجهزة الأمنية شغل شاغل الا تتبع سقطات المعارضين وانتهاك أدق خصوصياتهم، بينما لا يحرك هؤلاء اصبعا تجاه المهربين وتجار المخدرات واللصوص والداعرين وكافة صنوف المجرمين فهؤلاء لن يشعروا امامهم بالضئالة وانما هم ادوات قد يستخدموها في اغراضهم الدنيئة عند الحاجة.
اما السبب الثالث فهو الشعور بالضعف وانخفاض الثقة بالنفس، وهو ما يجعلهم يحاولون اظهار قوة خارجية تخيف من حولهم، فبمجرد أن يطلع الناس على مدى خواء وضعف هؤلاء وقلة ما لديهم من موهبة وعلم وثقافة ووعي سيحتقروهم، ولذلك هم يتعمدون الفجر في الخصومة وينكلون بالشرفاء اقصى واقسى درجات التنكيل لينشروا الخوف ويخرسوا الجميع.
ان هذه الأنظمة من كثرة ما شهرت بالمعارضين والخصوم بالأكاذيب لم يعد هناك من يصدق اكاذيبهم ولذلك اصبحوا يوقعون بالناس من خلال التجسس عليهم وتتبع عوارتهم فربما يقعون منهم على شئ يمكن استخدامه عند الحاجة، فإذا لم يكن في حياة هؤلاء ما يمكن أن يشينهم، فسيستخدم النظام المراقبة في حد ذاتها كعقوبة للتنكيل بالناس والتضييق عليهم.
وبالنسبة للسبب الرابع فهو أن هؤلاء يفتقرون الى الصداقة الحقيقية النزيهة فيجمعون حولهم ضعفاء النفوس ممن يتقون شرهم بخدمتهم أو يحاولون تحقيق مكاسب من خلال الانصياع لرغباتهم المختلة.
ولذلك لا يؤيد هذه الأنظمة الا مجموعة من المنتفعين المنافقين معدومي الموهبة ممن ليس لهم أي قيمة في دولة قانون يحتل فيها المناصب اصحاب الكفاءة، وهؤلاء المنافقين ينقلبون على النظام بمجرد أن تنتهي المنفعة التي كانوا يتحصلون عليها منه، وهم ينافقون كل من كان في السلطة أيا كان هذا الذي في السلطة ومهما فعل طالما مصالحهم الخاصة محفوظة.
ان هذه الأنظمة ضعيفة .. مشوهة .. ضئيلة .. فقيرة اخلاقيا .. ولو عرفت الشعوب مدى ضعفها لما تركتها يوم واحد تتحكم في الثروات والرقاب، ولذلك فهذه الأنظمة حريصة على نشر الجهل وتغييب الشعوب وتحارب الكلمة بكل وسيلة ممكنة فهي قبل غيرها تعلم بمدى وهنها وتعلم أن اليوم الذي ستفهم فيه الشعوب هو اليوم الذي ستنتهي فيه هذه الأنظمة الى الأبد.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفاء بالتنمية حرقا وشنقا وتحت عجلات المترو
- وطنك متباع .. سرك متذاع
- قاعدة لا يعمل بها
- للبيع: دستور لم يستخدم من قبل
- القبيحة ست جيرانها
- مجموع كل المساويء
- التربية على الطريقة المصرية
- احلام الثورة
- لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟
- الديكتاتور المرعوب
- صروح الفقراء
- مآساة الحقوقيين في العالم العربي
- الوطن .. الأمن .. والبطاطس
- عفاريت حماس
- دستور الطغاة
- ثورة على ضفاف النيل
- ضاقت الدائرة
- بدانة المصريين
- المحتل والمختل
- فوبيا الألوان


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان محمد السعيد - تنمر أنظمة