أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - ضاقت الدائرة














المزيد.....

ضاقت الدائرة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 03:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الدائرة في كل يوم تضيق بشكل اكبر على طاقم الاستبداد الذي يتحكم في اكثر من دولة عربية في هذا الوقت ويعمل في اهلها قمعا وقهرا وتنكيلا وفي ارضها وثرواتها ومقدراتها بيعا ونهبا وتخريبا وتبديدا.
فسيد البيت الأبيض الذي بذلوا في سبيل نجاحه في الانتخابات الكثير من المال يعيش مرحلة عسيرة ويتعرض للمسائلة في العديد من القضايا من أول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الى التمويل السعودي الاماراتي الذي ظهر اثره جليا في دفاعه المستميت عن ابن سلمان بعد ثبوت ضلوعه في جريمة قتل خاشقجي، اضافة الى عدم قدرته على تحقيق الكثير من وعوده الانتخابية وخاصة في مجال تخفيض مستويات البطالة وجذب الاستثمارات.
ولذلك كان على السيسي أن يقدم نفسه الى اوروبا مرة اخرى باعتبار أنه حارس البوابة البحرية الذي يحمي اوروبا من تدفق اللاجئين، ويؤكد لهم أن كل من هب ودب على الأرض يمكنه أن يدخل مصر ويعيش في نفس جحيم القهر والتضييق الذي يعيشه المواطن المصري ولكن ليس لأحد من هؤلاء أن يعبر الى جنة القارة الأوروبية.
فالمهاجر الذي سيسوقه حظه العاثر الى مصر سيضطر لدفع الضرائب والرسوم التي يدفعها المواطن المصري في دولة قائمة على الجباية، ويعيش في نفس البلد الذي يفتقد الى النظام والعدل والخدمات والتعليم والرعاية الصحية الا في اضيق الحدود، حتى يتوب هذا المهاجر عن هجرته ويفيء الى امر ربه ويعرف أن هناك بشر يعيشون في ظروف اسوأ مما يعيشها في بلاده فيعود الى بلده حامدا شاكرا ويصرف النظر بصورة كاملة عن مسألة الهجرة.
والحقيقة أن هذا الدور كان النظام المصري يقوم به سابقا في عصر مبارك وكان يمنع المهاجرين الأفارقة من الوصول الى الأراضي الاسرائيلية او الأوروبية عبر الأراضي المصرية بعد ان اشتكت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منهم وقررت اغلاق ابوابها في وجوههم.
والكل يذكر فض اعتصام اللاجئين السودانيين في ميدان مصطفى محمود في عام 2005 والذي اسفر عن عدد كبير من الضحايا فالمسألة ليست جديدة اذا.
ان اصرار الزعماء العرب على الضرب بمصالح الشعوب عرض الحائط والبحث عن قوى خارجية يحققون مصالحها لمنحهم شرعية البقاء امر يدعو الى التأمل والدراسة، فالرئيس المدعوم من شعبه سيجد الحماية الحقيقية وسط هذا الشعب بعكس الرئيس الذي لا يعنيه سوى مصالح طبقة من طبقات الشعب أو طائفة بعينها والذي يعطي الأولوية دائما للخارج على حساب ابناء بلده وعلى حساب رفاهية بلاده وتقدمها.
وعلى الرغم من أن اوروبا تجد في المهاجرين مشكلة حقيقية وخاصة مع تصاعد التيارات اليمينية والأصوات الشعبوية في اكثر من دولة اوروبية وما يبثه هؤلاء من كراهية تجاه المختلفين عنهم وتحميلهم مسؤولية تدهور الأحوال الاقتصادية وهو ما يجعل من امثال السيسي والسبسي بمثابة صمام امان لهم من تدفق اللاجئين اليهم، الا أن استمرار الأنظمة القمعية المستبدة في الجانب الأخر من المتوسط لهو بمثابة خطر اكثر فداحة فالأوضاع في كل يوم تزداد سوءا وقد يحدث الانفجار عاجلا او اجلا ولن يتمكن احد في ذلك الوقت من صد فيضان اللاجئين.
ان المشاركة في دعم الانظمة المجرمة بدعوى انها ضد الاسلام السياسي أو بدعوى انها تقوم بمنع الهجرة الغير شرعية امر غير مأمون العواقب وقد يتسبب في انتكاسة كبيرة وهرج لا يعلم احد عواقبه.
بضاعتكم بائرة!



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدانة المصريين
- المحتل والمختل
- فوبيا الألوان
- تأملات في الثورة الفرنسية
- النطيحة والمتردية
- عنصرية البلهاء
- زيارة المنشار عار
- حسنين ومحمدين
- التنوع البيئي والتنوع السياسي
- الجسد المريض
- غزة الصغيرة الكبيرة
- ميزان الديمقراطية
- طويل العمر
- دعم الاستقرار
- الثمن الباهظ
- مؤتمر الشباب ودعم الخبز
- صفعة القرن
- القهر
- ادعموا القتلة والخارجين عن القانون
- لماذا تكرهوننا؟


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - ضاقت الدائرة