أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - دستور الطغاة














المزيد.....

دستور الطغاة


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دأب نظام السيسي على تفريغ كل ما له قيمة في الدولة المصرية من محتواه والابقاء على القشرة الخارجية أو اللافتة التي تحمل اسما لم يعد يعبر عن مسماه الذي تعرض للمسخ.
ومن تلك الأمور دستور الدولة الذي يتعرض يوميا للخرق والتغييب ولا يُعمل به في الكثير من القرارات والتعاملات اليومية ومن ضمنها اقالة وزير الدفاع أو تمديد حالة الطواريء أو كل ما يتعلق بالمواطنة والحقوق والحريات، والأن جاء الدور على تعديل مدد الرئاسة ليتمكن السيسي من البقاء مدى الحياة بالمخالفة للمادة 226 والتي تنص على التالي:
مادة 226
لرئيس الجمهورية، أو لخٌمس أعضاء مجلس النواب، طلب تعديل مادة، أو أكثر من مواد ‫الدستور‪ ،‬ويجب أن يُذكر فى الطلب المواد المطلوب تعديلها‪ ،‬وأسباب التعديل‪.‬‬ وفى جميع الأحوال، يناقش مجلس النواب طلب التعديل خلال ثلاثين يوماً من تاريخ تسلمه، ويصدر المجلس قراره بقبول طلب التعديل كلياً، أو جزئياً بأغلبية أعضائه. وإذا رُفض الطلب لا يجوز إعادة طلب تعديل المواد ذاتها قبل حلول دور الانعقاد التالى. وإذا وافق المجلس على طلب التعديل، يناقش نصوص المواد المطلوب تعديلها بعد ستين يوماً من تاريخ الموافقة، فإذا وافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس، عرض على الشعب لاستفتائه عليه خلال ثلاثين يوماً من تاريخ صدور هذه الموافقة، ويكون التعديل نافذاً من تاريخ إعلان النتيجة، وموافقة أغلبية عدد الأصوات الصحيحة للمشاركين فى الاستفتاء. وفى جميع الأحوال، لا يجوز تعديل النصوص المتعلقة بإعادة إنتخاب رئيس الجمهورية، أوبمبادئ الحرية، أوالمساواة، ما لم يكن التعديل متعلقاً بالمزيد من الضمانات.
وليست نصوص الدستور وحدها ما يتعرض للمهانة والاذلال ويتصاغر يوميا ولكن مصر ككل على كافة المستويات اصبحت تصغر في كل يوم وتقل قيمتها في كافة المجالات.
واصبحت مصر مجرد منفذ لرغبات القوى العظمى - والغير عظمى ايضا - وحارس لمصالحهم، وهي بمثابة سوق لكل البضائع المقلدة والمنخفضة الجودة.
ويختار النظام رجاله على نفس الشاكلة فعلى سبيل المثال خرج علينا وزير التعليم العالي بمجموعة من التصريحات الصادمة فهو يدعي ان مصر سبقت الهند والصين وهولندا في ترتيب مجلة نيتشر لهذا العام للبحث العلمي بعد توجيه السيد الرئيس للاهتمام بالبحث العلمي وهو امر غير صحيح فمصر غير مذكورة في الترتيب على الاطلاق وهو ما يوضحه الرابط التالي:
https://www.natureindex.com/annual-tables/2018/country/all?fbclid=IwAR1bNVssO0nJDJkd32Rls66OzAueNJ_Zxq1wb5gblSx9SlVhhtOdUJThh6s
كما قال أن خريج صيدلة القاهرة هو افضل من خريج جامعة السوربون وهو ما يشير الى عدم اطلاعه على ما لدى الجامعات العالمية الكبرى من برامج وهي احدى مقتضيات وظيفته وليست بمثابة رفاهية حيث ان جامعة السوربون خاصة بدراسة الأداب والدراسات الانسانية.
ولكن الدولة التي احتفت بجهاز يحول الفيروسات الى صباع كفتة يتغذى عليه المريض حتى أن الكثير من اساتذة الطب الكبار خرجوا علينا في الفضائيات مؤيدين لهذا الفتح العلمي العظيم يمكن لرموزها قول ما شاء لهم من تدليس واكاذيب طالما أن الدولة تدعم الدجل وتكافئ الدجالين.
إن النظام الجاهل يعتمد بشكل كامل في وجوده على جهل الشعب وهو حريص على ابقاء شعبه في الظلام يمنع عنه المعلومات ولا يسمعه الا الأكاذيب الفاضحة ويحرص على تراجع مستوى التعليم في جميع مراحله والتأكد من أن القلة القليلة وحدها من المرضي عنهم هم من سينالون مستوى مقبول من التعليم.
أما كل من تثبت عليه تهمة الوعي او الفهم أو الثقافة فهو بمثابة عدو لا يؤمن جانبه للنظام ومرض معدي يمكنه نقل الوعي للمحيطين به ولذلك يجب أن يبقى مسجونا أو تحت رقابة مشددة ويتم عزله والتنكيل به وتشويهه حتى لا يسمع أحد له.
ان اساليب النظام نفسها تشي بدرجة فاضحة من الجهل والغباء وهو ما يبدو في تصريحات افراده وفي القرارات التي يتخذها والتي تضر بالنظام نفسه في الكثير من الأحيان فهم لا يدخلون بينهم الا من هم على شاكلتهم ولا يثقون في الأذكياء والأكفاء.
قد تتمكن من تغييب الشعب وقمعه لفترة طويلة بمثل هذه الأساليب ولكن الجائع لا يحتاج أن يقول له أحدهم انه جائع وأن من نهب رزقه يسكن في هذه القصور الفارهة التي تحيط به، وهو ايضا لن يصدق من سيقول له أن البلد ليس به موارد فعينه ترى غير ذلك ولن يتمكن احد بالكذب من اقناعه بأنه شبعان فمعدته تقول له غير ذلك.
وفي يوم ما سيتجمع الجوعى والمنتهكين واصحاب الحقوق لنيل حقوقهم ممن سلبها ولن يفلح وقتها استخدام القمع المفرط أو نشر الكذب والدجل والجهل.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة على ضفاف النيل
- ضاقت الدائرة
- بدانة المصريين
- المحتل والمختل
- فوبيا الألوان
- تأملات في الثورة الفرنسية
- النطيحة والمتردية
- عنصرية البلهاء
- زيارة المنشار عار
- حسنين ومحمدين
- التنوع البيئي والتنوع السياسي
- الجسد المريض
- غزة الصغيرة الكبيرة
- ميزان الديمقراطية
- طويل العمر
- دعم الاستقرار
- الثمن الباهظ
- مؤتمر الشباب ودعم الخبز
- صفعة القرن
- القهر


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - دستور الطغاة