أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟














المزيد.....

لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6118 - 2019 / 1 / 18 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يحفل سجل الرئيس بكافة أشكال الجرائم، بداية من المذابح والقتل الجماعي الى التهجير القسري والاحتجازات التعسفية والتعذيب، اضافة الى نهب وتبديد المال العام وتوقيع اتفاقيات ترقى الى منزلة الخيانة العظمى وموالاة الأعداء وترك الشعب نهبا للفقر والمرض والجهل، وفوق كل ذلك ممارسة الكذب والتدليس وغسيل الأدمغة وايهام الشعب بأن ما يفعله من جرائم هو في سبيل حماية الوطن، فلابد وأن يستميت على كرسي الحكم ويفعل كل ما بوسعه للبقاء.
ويتضمن ذلك توجيه طاقة الأجهزة الأمنية لملاحقة كل من يتجرأ عن الحديث عن جرائمه أو النطق بالحقيقة ناهيك عن معارضته والوقوف أمام تطلعاته أو كشف جرائمه في حق البلاد والعباد.
اضافة الى السعي لجعل بقاءه مشروعا من خلال تغيير الدستور ليسمح له بالبقاء وحتى الموت فالبقاء في الكرسي هو السبيل الوحيد لابعاده عن المحاكمات وضمان أن لا يأتي بعده من يكشف للشعب المغيب المقموع حجم ما مارسه هذا النظام عليه من جرائم وانتهاكات.
إن هذا النوع من الرؤساء ينتشر كالمرض المعدي في منطقتنا المنكوبة ولذلك لا يتم تغيير الرئيس أبدا الا بالموت أو بانقلاب عسكري أو بثورة هائلة لا يملك أمامها النظام الا الاستجابة لمطالب الشعب وخلع رأس النظام والعمل على الابقاء على النظام نفسه قائما وتدعيم هذا النظام وتقويته حتى يضمن بقاءه برأس أخر.
وعلى الرغم من النهايات المفجعة التي لاقاها الكثير من الرؤساء في المنطقة إلا أن ذلك لم يكن ابدا واعظا لبقية الرؤساء وإن كان زاد من حالة الرعب التي يعيشوها ما جعلهم يعملون في شعوبهم قتلا وتنكيلا وسجنا وملاحقة وينشرون بينهم الخوف ويجوعوهم حتى لا يملك هؤلاء رفع رؤوسهم والمطالبة بحقوقهم.
إن مثل هذه الأنظمة تجعل الحق الوحيد لك هو حق التنفس وهي خلاف ذلك تصادر كافة حقوقك ولا تعطيك الا بمقدار انصياعك وركوعك لهم بشكل كامل وتنفيذك لكل ما يريدوه منك بدون تفكير.
ويزيد الطين بلة عندما يكون الحاكم من المؤسسة العسكرية التي لا تعرف المعارضة حيث يعتقد الأعلى رتبة أنه آله لا يحق لأحد مراجعته ويعتبر أن المعارضة أو مخالفة ارادته جريمة بشعة تستحق عقابا قاسيا، وهو لا يغفر أبدا ولا ينسى مخالفة أوامره ولا يتقبل الدعابة أو السخرية.
ان المستبد العسكري الذي يتولى السلطة لابد وأن يسوق البلاد نحو حتفها فهو لا يعرف الا تنفيذ الأوامر ولا ينتظر ممن هم دونه الا تنفيذ أوامره بغض النظر عن مخالفتها للعلم والمنطق ولذلك هو يقول بكل فخر أنه لا يعتمد على دراسات الجدوى، وهو يركز كل السلطات بين يديه ولا يسمح بظهور اي شخص الى جواره يمكن أن يعتبره الناس بديلا له وهو لا يجري الا انتخابات صورية معلومة نتائجها مسبقا.
وعلى الرغم من التدهور الحاد الذي اصاب البلاد في كل المناحي وعلى كافة المستويات في عهده يظل مصرا على البقاء فالخروج من المنصب دونه السجن وربما الاعدام.
يا شعوب العالم تعلموا من مصيبتنا ولا تسمحوا لحاكم عسكري بالوصول الى كرسي الحكم فهذا النوع من الحكام قادرا على اعادتكم الى العصور المظلمة خلال سنوات قليلة وهو معادي لكل ما هو راقي وصحي وسليم وصحيح.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديكتاتور المرعوب
- صروح الفقراء
- مآساة الحقوقيين في العالم العربي
- الوطن .. الأمن .. والبطاطس
- عفاريت حماس
- دستور الطغاة
- ثورة على ضفاف النيل
- ضاقت الدائرة
- بدانة المصريين
- المحتل والمختل
- فوبيا الألوان
- تأملات في الثورة الفرنسية
- النطيحة والمتردية
- عنصرية البلهاء
- زيارة المنشار عار
- حسنين ومحمدين
- التنوع البيئي والتنوع السياسي
- الجسد المريض
- غزة الصغيرة الكبيرة
- ميزان الديمقراطية


المزيد.....




- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-
- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - لماذا يستميت الرئيس على الحكم؟