أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - فى فهم اليات اشتغال الثقافة !














المزيد.....

فى فهم اليات اشتغال الثقافة !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6136 - 2019 / 2 / 5 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى فهم اليات اشتغال الثقافة !

سليم نزال





فى اواخر ثمانيات القرن الماضى و اوائل التسعينييات حصل نوع من الانقلاب فى تفكيرى.لم يكن ذلك مرده فقط الى سقوط الكتلة الاشتراكية و قد كانت امرا محزنا ..كنت ادرك تماما ان مرحلة تاريخية جديدة قد بدات ..
السبب الحقيقى للتغير كان فى تعرفى على كتابات ماكس ويبر.لقد قرات له اهم كتابين حسب راى و هما اخلاق البروتستانية و روح الراسمالية و فيها يحلل العلاقه بينهما الى ان يصل الى نتيجة ان نظرة العقل البروتستانى الى المال كانت السبب فى تراكم الثروة الامر الذى ادى الى قيام الراسماليه .كان هذا التحليل ثوريا بالنسبة لى .فقد بدات لاول مرة انتبه الى عامل الدين فى المجتمعات و دوره فى نهضتها او العكس .

اما الكتاب الثانى اسمه مقالات فى علم الاجتماع. و اعتقد انه ربما كان اهم عمل نظرى فى تاريخ السوسيولوجيا .و لقد استفدت كثيرا فى اوقات لاحقة من هذه الافكار التى لا تنكر الاسباب السياسية و الاقتصادية لكنها ليست كافية للنفسير و تعطى تعطى مكانا هاما فى التحليل لللاسباب الثفافية و الاجتماعية او العقل الجماعى للمجموعة .

و لللاسف لم اعد اذكر اسم باحث الذى قال ان ماكس ويبر امضى عمره يطارد شيح كارل ماركس و اعتقد انه لا يبتعد عن الحقيقة .
لكن دعنى ايضا اقول هنا انه فيما يتعلق بالمنهجية كلاهما استخدما ذات المنهج الا و هو منهج دراسة كتلة البنية الاجتماعية مع فارق هام و هو الذى لفت نظرى بقوة الا و هو ان ويبر لم يخالف مع ماركس فى اهمية العوامل الاقتصادية فى التشكيل الثفافى لكنه راى ان هناك ادورا اخرى للدين و العادات الخ و هى نقطه فى غاية الاهمية فى راى لانها نقطه الافتراق بين الرجلين .
على ان لا انسى ان اذكر انى قرات عن فكرة صراع الحضارات من شخصين اولهما برنارد لويس و هو مستشرق انكليزى يهودى و صهيونى و الثانى المصرى سيد قطب .كان ذلك بمدة طويلة قبل كتاب صموئيل هننغتون .و قد اقوم لاحقا بمقارنة بين رؤية الرجلين .
لكن الفكرة شاعت بعد مقالة صموئيل هنغتون فى الفورين افيرز التى صاغها فى كتاب مستقل لاحقا .

و كان اول (تطبيق ) لى فى هذا الامر فى محاضرة قدمتها فى اوسلو حول الحرب فى الخليج حيث ذكرت انه بدون اغفال العوامل الاقتصادية الصراع على النفط الخ.لكن جوهر الصراع يتركز بين ثقافتين المشرق العربى و الجزيرة العربية .لم اصل لهذه النتيجة اعتباطا .فقد لاحظت ان انقساما حادا بين سكان المشرق المتعاطف مع العراق و سكان الجزيرة العربية المتعاطف مع السعودية و بهذا خلصت الى نتيجة ان مفادها ان الصراع السياسى يخفى تحته صراعا خفيا بين منطقتين و ثقافتين. و قد لخصت المحاضرة فى مقالة ارسلتها الى مجلة الفورين افيرز لكن لللاسف لم تنشر.
و انا اعتقد ان الكثير مما حصل فى سوريا و المشرق فى الاونة الاخيرة فيه الكثير من ملامح الحرب الثفافية بين المشرق العربى و الجزيرة العربية لانتطور كل منهاما اتحذ مسارا مختلفا . و على سبيل المثال و لاسياب عديدة بقيت الجزيرة العربية منعزلة و هامشيه و ليست فى قبل الحدث النهضوى كحالة المشرق و مصر .و انا هنا اكتفى بهذا بدون الدخول فى التحليل لانه طويل .لان المنطقتين يتصادمات فى الكثير من منظومة القيم .
لكن عندما ندرس ثقافة ما لاجل تحليل بناءها و فهمها فاننا ندرس الثقافة كسلة واحدة .اى فى داخل الثقافة سنرى كل المنظومه القيمية.

و حين نفهم اليات اشتغال الثقافة يصبح من السهل التعرف على الكثير من جوانبها بل و توقع نوع ردود افعالها .دعنى اعطى مثالا حصل لاحقا فى لبنان بدون ان اقحم نفسى فى الاشكالية لان غايتى هو محاولة تفسيير الاليات الثقافيه .لو ان نفس الكلام قيل فى النروج مثلا عن شخصية سياسية لما تحرك احد.لاىن مفهوم ( التطاول) على المقامات الخ من التعابير غير موجودة اصلا فى بنية الثقافة.ان كان الامر اعتبر اهانة يتم رد مقتضب و هذا كل شىء .
لكن فى المجتمعات الشرقيه حيث الاستقطابات الثقافية المولدة للتوتر و الحساسية من السهل حصول امر كهذا .

و قد وظف الصثهاينة الكثير من المعارف العلمية فى الحقل الاجتماعى لاجل تدمير الشعب الفلسطينى.حتى ان بن غوريون قال مرة تعليقا على حدث ما انه يعرف كيف سيكون رد فعل العرب .طبعا قالها استنادا الى معرفه بالعقل العربى الفلسطينى و اليات رد فعله.
انتهى هنا بذكر حادثة .التقيت مرة باخ مغربى الذى قال لى لما عرفنى انى فلسطينى ان ياسر عرفات خائن .ابتسمت و قلت و كيف ا عرفت ذلك .قال لان امه يهودية ! و هذا مثال عن انماط تفكير اكثر منها راى شخصى .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن عرس الدم لغارسيا لوركا
- الاستقطابات المدمرة !
- عن يييتس و عصر انتفاضة فصح 1916
- حول البعد الثقافى و فكرة التقدم! بين ماكس فيبر و كارل ماركس؟
- الانسان الاخير !
- براز فوق قرية هندية!
- الشهداء يعودون هذا الاسبوع!
- عدمية الرغائبية فى العمل السياسى!
- الجمل الجميلة لا تغير الوافع الان ينبغى ان يكون الان زمن الا ...
- اخطاء ما كان ينبغى ان تحصل !
- لم يعد هناك خيار امام العالم العربى سوى ان يتغير بقرار ذاتى ...
- قصقص ورق ساويهن ناس!
- حول التصالح الاجتماعى!
- فى معنى الوطن !
- اعاصير باسماء النساء!
- لا كرامة لمواطن الا فى بلده .
- الثمن الباهظ للغباء !
- عن ميرامار!
- عالم مضطرب و يزداد اضطرابا !
- شيش برك وورق دوالى!


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - فى فهم اليات اشتغال الثقافة !